بنك الاستثمار الأمريكي يخفض توقعات النمو في “إسرائيل”
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
الجديد برس:
خفض بنك الاستثمار الأمريكي “جي بي مورجان تشيس” توقعاته لاقتصاد كيان الاحتلال الإسرائيلي لهذا العام وعام 2025.
واستند بنك الاستثمار الأمريكي إلى بيانات الاقتصاد الكلي الأخيرة التي شكلت “مفاجأةً سلبية”، مع استمرار الحرب على قطاع غزة، منذ نحو 11 شهراً، بحسب ما أفاد موقع “تايمز أوف إسرائيل”.
وفي تقرير جديد بعنوان “إسرائيل: مزيجاً ليس جيداً من بيانات النمو والتضخم”، خفض البنك الأمريكي توقعاته لنمو الاقتصاد في “إسرائيل” في عام 2024 من 1.
وخفض البنك الأمريكي توقعاته لعام 2025 من 4.5% إلى 4.4%، ولفتت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن “هذا أقل من توقعات بنك إسرائيل للنمو بنسبة 1.5% لعام 2024”.
المحلل في “جي بي مورجان”، أناتولي شال، حذر في مذكرة بحثية من أن النمو السنوي بنسبة 1.2% فقط في الربع الثاني كان “أقل بكثير من التوقعات البالغة 5.8% وأقل من الإجماع البالغ 5.9%”.
وقال شال إن “كان فقدان الزخم مقارنة بالربع الأول واضحاً في البيانات عالية التردد، لكن مدى هذا الانخفاض كان مفاجئاً بالتأكيد. كان الاستثمار التجاري هو الخبر السلبي الرئيسي، إلى جانب الانخفاض المستمر في الصادرات”.
كذلك، نقل الموقع الإسرائيلي تقديرات أولية أصدرها المكتب المركزي للإحصاء بشأن انكماش “الناتج المحلي الإجمالي” على أساس نصيب الفرد، بعد تعديله وفقاً لـ “لنمو السكاني”، بنسبة 0.4% في الربع الثاني.
وبيّنت تقديرات المكتب المركزي للإحصاء أن الربع الأخير من العام 2023، حين بدأت الحرب على قطاع غزة، شهد تقلصاً حاداً في الإنفاق الاستهلاكي والتجارة والاستثمار في “إسرائيل”.
وشدد شال على أن “صورة التضخم لا تزال صعبة في إسرائيل، بعد أن فاجأ ارتفاع المعدل السنوي في يوليو الجميع”، متجاوزاً نطاق الهدف السنوي للحكومة الإسرائيلية الذي يتراوح بين 1 و3%، إلى 3.2%، من 2.9% في يونيو.
وتوقع بنك الاستثمار الأمريكي “جي بي مورجان” أن يستمر التضخم في “إسرائيل” عام 2024 بالارتفاع إلى 3.3%.
وانخفضت أسهم بورصة “تل أبيب” بعد أن حث محافظ “بنك إسرائيل”، أمير يارون، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، “على تسريع عملية مناقشة وإقرار الميزانية لعام 2025″، على الرغم من الحرب المستمرة.
وانخفض مؤشر بورصة “تل أبيب” القياسي TA-125 ومؤشر TA-35 للشركات الكبرى بنسبة تتراوح بين 1% و2%، في حين حذر يارون من أن الانضباط المالي والتعديلات الميزانية “أمر بالغ الأهمية للحفاظ على استقرار الاقتصاد وتعزيز سمعة الاقتصاد الإسرائيلي خلال فترة الحرب”.
وأكد يارون أن خفض التصنيف الائتماني لـ”إسرائيل”، الأسبوع الماضي من جانب وكالة “فيتش”، يعكس أيضاً “تقييماً لإدارة السياسة الاقتصادية الحالية ويركز على السياسة المستقبلية”.
وأوضح أن من شأن خفض التصنيف أن يزيد من تكاليف اقتراض “إسرائيل” مع قيام الحكومة بجمع المزيد من الديون لتمويل تكاليف الحرب.
وأبقت وكالة “فيتش” على توقعاتها السلبية للاقتصاد، مما يترك المجال مفتوحاً لتخفيضات إضافية، كذلك برزت مخاوف بشأن إدارة حكومة الاحتلال للتأثير المالي المحتمل للإنفاق العسكري الإضافي المرتبط بالحرب، وتدمير البنية التحتية وأضرار أكثر استدامة للنشاط الاقتصادي والاستثمار.
ويُشار إلى أن “فيتش” هي ثالث وكالة ائتمان عالمية تخفض التصنيف الائتماني لـ “إسرائيل” هذا العام في ظل الحرب المستمرة، بعد “ستاندرد آند بورز” و”موديز”.
وفي أعقاب خطوة وكالة “فيتش”، قدر مصرف “سيتي بنك” الأمريكي، في تقرير بحثي، أن التصنيف الائتماني لـ”إسرائيل” من المرجح أن يواجه تخفيضات أخرى من جانب وكالتي “موديز” و”ستاندرد آند بورز”، وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية.
واستند البنك الأمريكي إلى حالة عدم اليقين بشأن نهاية الحرب، وتزايد الشكوك التي تبديها وكالات التصنيف الائتماني بشأن استعداد “إسرائيل” لـ “اتخاذ الخطوات الصعبة اللازمة للسيطرة على العجز المالي من خلال زيادة الضرائب أو الحد من الإنفاق”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: التصنیف الائتمانی
إقرأ أيضاً:
كامل إدريس.. من “سويسرا” إلى “بورتسودان”
صحيح أن رئيس الوزراء “د.كامل ادريس” اقترب من شهره الثالث منذ أدائه القسم الدستوري، وأن حكومته تبدو متعثرة ، ولكن أمامه فرصة عظيمة وحالة نادرة في التاريخ، مع هذا فإن درب الحكم الجديد ليس معبداً ولا الرحلة سلسة.
طريق التغيير من “سويسرا” إلى “بورتسودان” كان مفتوحاً لأن الأغلبية في السودان راغبة فعلاً في التغيير، لأن عملية وصول شخص “مدني” إلى رئاسة وزراء حكومة الحرب كان مخاضاً طويلاً ودامياً، وربَّما أكثر عمليات التغيير تعقيداً في السودان ، ومن هذا المنطلقِ يفترض أن نقرأَ الأحداث الحَالية والتالية في هذا السياق، وليس في سياق ساعة النصر.
هناك من يعتقد أن “القوات المسلحة” في تمظهرها المهني والسياسي تبطئ في حسم الحرب وآخرون يظنّون أنها تتجنب المزيد من الخسائر بين صفوفها. والبعض يرى أنها عاجزة عن القضاء على ما تبقَّى من قوة ” مليشيا الدعم السريع”، ولكن .. رأيي أنها لا تريد حسمهَا إلا وفق نهاية تكتبها هي وليس القوى الاجنبية.
في خضم اهتزازات الواقع السوداني يتساءل المرء مجدّداً: إلى أين تسير بلادنا ؟ هل تستمر الصيغة الحالية لنظام الحكم ؟ أم تنهار هذه التشكيلة السياسية الضامنة لوحدة الأرض، التي قام عليها النظام السوداني عام ٢٠١٩، وهي شراكة العسكر والمدنيين ، والتي اجتازت حتى الآن من دون تصدّع أخطر الحروب والأزمات؟.
في خضم هذه الأمواج العاتية، سيعمل “د.كامل ادريس” على تأسيس الانتقال إلى السودان الجديد، عليه أن يدرك انه “عمود المنتصف”، يجب أن يمشي على أشواك الواقع دون أن تدمي قدميه.
هناك فئتان خطرتان عليه، الأولى معادية، أبرزُها مليشيا الدعم السريع وحلفائها، بعض من فلول النظام السابق، وقوى خارجية ، وعصاباتٌ الفساد السلطوي داخل الدولة؛ هؤلاء سيسعونَ مراراً وتكراراً لخلق مناخ تصادمي يكبر مع الوقت، وسيدفعون باتجاه تقزيم دور رئيس الوزراء وإشغال حكومته في معركة طويلة.
وقوى داخلية من صُلب النظام،تشارك في خلق الأزمات، ولها وجهات نظرها في إدارة البلاد والعلاقة مع العالم. وهذه الموالية لا تقل خطراً على سلطته من المُعادية لأنها تفتح المعارك، وتعمِّق الخلافات، خطرهَا أنها تجر الدولة الى معارك دونكيشوتية وتستدعِي القوى الخارجية للاستثمار في حرب أهلية محلية.
هذه الأفخاخ تتطلَّب حكمة في المعالجة حتى لا تشغل الحكومة عن تنفيذ المهمة الأصعب، وهي بناء الدولة الجديدة التي تنتظرها غالبية السودانيين، من تحسين المعيشة، والانتقال إلى دولة حديثة.
للدكتور “كامل ادريس” شعبية داخلية عليه أن يعززَها حتى لا تتآكل نتيجة تحديات كثيرة مقبلة، أبرزُها الخبزُ والغلاء وتدنِي المرتبات، تضافُ إلى الحاجةِ إلى إطفاءِ الأزمة الاجتماعية التي نتجت عن خطاب الحرب المتطرف،الذِي هو في حد ذاته مشروع حرب أهلية. بالمنخرطين فيه باسم المظالم التاريخية والتهميش يعملون على تأجيج مكونات السكان المتناقضة المسكونة بالقلق والرّيبة.
المجتمع الدولي يريد دولة مدنية تدير منظومة أمنية وعسكرية منضبطة،وهذا لن يحدث اليوم او غداً، لأن ظروفنا المحلية تتطلب وجود “الجيش” في السلطة، وأهمها الهزيمة النفسية التي لحقت بالشعب نتاج تسويف وفشل النادي السياسي في تجنيب البلاد اندلاع الحرب.
اتمسك برأيي القائل بأن أمام “كامل ادريس” فرصة تاريخية نادرة للانتقال بالسودان من الحرب إلى السلام، وأن اليوم التالي سيكون الحوار السوداني/السوداني، داخل الأراضي السودانية، وبارادة سودانية.
ادريس سينجح في تحقيق الانتقال، لأنه أعلن عن انفتاحه على الجميع من خلال تشكيلة حكومته التي اظهرت خبرات مهنية بخلفيات فكرية مختلفة، وأن همَّه سودانياً وليس دولياً. وأظهر اعتدالاً فاجأ الكثيرين وأدار علاقاته ببراغماتية تنسجم مع ما وعد به في رؤيته للسودان ٢٠٢٥ (المارشال) .
وسط هذه التجاذبات فإن المسار سيستمر صعباً. النظام ورث بلداً مدمراً منتهكاً من قوًى داخلية وأجنبية، وسيتطلب لمعالجته المهارات السياسية لا العضلات، وحاسة سادسة تستبق الأزمات وتطوقها.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب