رصدت تقارير الأداء المالي والتشغيلي لشركات الصناعة المدرجة في بورصة مسقط نجاح العديد من الشركات في تعزيز ربحيتها وتنافسيتها في الأسواق المحلية والعالمية، مع توجه متزايد لتطوير كفاءة الإنتاج ودخول الأسواق الجديدة وتبني الاستراتيجيات التي تتيح استمرار النمو وتخطي التحديات، وتتوقع الشركات مزيدا من تحسن أعمالها في ظل توسع النشاط الاقتصادي واستقرار نمو الاقتصاد، كما أشارت الشركات المتخصصة في صناعات البناء والتشييد إلى أنها تتوقع تأثيرات إيجابية لبدء العمل في مشروعات عمرانية كبرى في سلطنة عمان مما يسهم في انتعاش هذه الصناعات وزيادة الطلب على منتجات البناء المحلية خلال الفترة المقبلة.

ورصدت عدد من الشركات تحديات تواجهها وأدت إلى تراجع الإيرادات خلال النصف الأول من العام الحالي، من أهمها تبعات التوترات الجيوسياسية في المنطقة التي أدت إلى زيادة أسعار الشحن البحري والبري وتكاليف الخدمات اللوجستية وأثرت على سلاسل توريد المواد الخام، فضلا عن تدفق بعض المنتجات المستوردة خاصة البلاط والسيراميك الأقل كلفة من الصين والهند والذي يؤثر على حجم مبيعات الشركات المحلية.

وفي تقريرها حول النصف الأول من العام الجاري، قالت شركة صناعة الكابلات العمانية إن مبيعات المجموعة بلغت 123.69 مليون ﷼ عماني مقارنة مع 125.99 مليون ﷼ عماني للفترة نفسها من العام وارتفع صافي ربح المجموعة 17.4 بالمائة ليسجل 11 مليون ﷼ عماني مقارنة مع 9.4 مليون ﷼ عماني خلال الفترة نفسها من عام 2023، وأوضحت الشركة أنها تواصل العمل على تحقيق مستويات ربحية أفضل، لدعم التحسن الحالي في الربحية نتيجة سياساتها للتسعير الفعال المتوافق مع السوق والسيطرة على التكلفة، وتوسعة أسواق التصدير وزيادة منتجاتها، خاصة ذات القيمة المضافة العالية، مع استمرارها في التوجه نحو تبني التقنيات لدعم التحول الرقمي وتعزيز التحول للطاقة المستدامة للمساهمة في تحقيق الحياد الصفري الكربوني. وحققت فولتامب للطاقة خلال النصف الأول من العام إيرادات تتجاوز 16 مليون ﷼ عماني بزيادة قدرها 25 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك نتيجة المبادرات الإستراتيجية لدعم كفاءة التشغيل ومبادرات تطوير الأعمال والتي أسفرت عن تعزيز حجم الطلبات لمنتجات الشركة بشكل عالٍ وبلغ الربح الصافي 2.4 مليون ﷼ عماني وهو مستوى أعلى بكثير من المحقق خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك نتيجة التحكم في إجمالي تكلفة المبيعات، واتباع استراتيجية ضبط وترشيد تكاليف الإنتاج جنبا إلى جنب مع تحسين الإنتاج ورفع مستوياته، وأشارت الشركة إلى أنه بفضل التوسع الناجح في قاعدة زبائن الشركة من خلال المشروعات الكبيرة، تمتلك الشركة سجلا جيدا من الطلبات على منتجاتها، وتراقب الشركة الوضع عن كثب وتتخذ الخطوات الاستباقية اللازمة للحصول على حصة من المشروعات الضخمة عبر القطاعات المتعددة في دول مجلس التعاون الخليجي وخارج حدود المنطقة، وستواصل الشركة الاستفادة من التقدم التكنولوجي لدفع النمو المستهدف.

كما أن الشركة تراقب الوضع اللوجستي والجيوسياسي العالمي الحالي الذي يفرض بعض التحديات على سلسلة توريد المواد الخام وتتخذ الإجراءات اللازمة لضمان توافر المواد في الوقت المناسب من أجل تلبية طلبات التسليم في الوقت المحدد. وقالت شركة الخليج الدولية للكيماويات إنه خلال الربع الثاني من 2024، بلغ إجمالي الإيرادات المالية للمجموعة 889.742 ﷼ عماني وصافي الربح بعد خصم الضرائب 61.280 ﷼ عماني. وأشارت إلى أنه خلال هذا الربع، كان هناك تباطؤ في أسواق البناء والتشييد الإقليمية وبشكل عام تشهد الأسواق زيادة في العرض وانخفاضا في الطلب على كيماويات البناء بسبب تراجع الإنفاق الحكومي على مشروعات البناء والبنية الأساسية، نظرا لاكتمال الجانب الأكبر منها، ورصدت الشركة تأثيرا إيجابيا متوقعا لبدء العمل في مشروعات عمرانية كبرى في سلطنة عمان ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تحسين سوق البناء المحلي بمجرد تسارع العمل في هذه المشروعات المرتقب خلال الفترة المقبلة.

وخلال الفترة الباقية من العام الحالي، تبقى توقعات الشركة حذرة حيث إن التعافي في قطاع البناء يرتبط بشكل أساسي بتحسن الظروف الإقليمية ومناخ الاستثمار المحلي في قطاع العقارات والبناء والتشييد. علاوة على ذلك، ترى الشركة أنه من المحتمل تزايد حدة المنافسة مستقبلا مع سعي الشركات المتعددة الجنسيات إلى حصة أكبر من أسواق المنطقة في أعقاب ما تم من الاندماجات والاستحواذات العالمية في قطاع كيماويات البناء مؤخرا. وأشارت الأنوار للسيراميك، إلى أنه خلال النصف الأول سجلت إيرادات بقيمة 9.633 مليون ﷼ عماني، وانخفض الربح التشغيلي إلى 184 ألف ﷼ عماني بتراجع بنسبة 86 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ومع ذلك، كانت الأرباح التشغيلية أفضل من النصف الثاني من عام 2023، وعزت الشركة الأسباب الرئيسة لانخفاض الأرباح إلى تزايد المنافسة من الواردات منخفضة التكلفة من الهند مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية فرضا رسوما لمكافحة الإغراق على استيراد البلاط من الهند، والولايات المتحدة على وشك القيام بذلك أيضا، كما أوضحت الشركة أن تصاعد التوتر في البحر الأحمر أدى إلى ارتفاع أجور الشحن البحري إلى أسواق المنطقة وسبب ذلك زيادة مماثلة في كلفة النقل البري أيضا، وخلال هذه الفترة، كان توافر الشاحنات ضعيفا للغاية على الرغم من ارتفاع أسعار الشحن.

وعلى الرغم من تحسن التوافر الآن، إلا أن أسعار الشحن أعلى بنحو 50 بالمائة عما كانت عليه من قبل، مما أثر على عائدات الشركة، كما تأثر سوقان رئيسيان لنمو الشركة هما اليمن والأردن بسبب التطورات الجيوسياسية الأخيرة. ومن جانب آخر، يعد أداء الشركة مرضيا في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، وتحتفظ الشركة بمركز الريادة في السوق المحلي في سلطنة عمان. وأوضحت الشركة أن معدل استغلال قدرتها الإنتاجية الحالية حوالي 75 بالمائة، وسيكون عودة أسعار الشحن إلى مستوياتها الطبيعية أمرا مهما لتحسين استغلال قدرتها الإنتاجية وأرباحها. مشيرة إلى أنها في طور تقديم منتجات وأحجام جديدة للتخفيف من تأثير تدفق البلاط الرخيص من شبه القارة الهندية. ومن جانبها، قالت المها للسيراميك إنه على الرغم من مواجهة تحديات تتمثل في المنافسة الشديدة من واردات البلاط منخفضة التكلفة، وخاصة من الهند والصين، أظهرت الشركة قدرة على التحمل والتكيف وبلغت إيرادات النصف الأول حوالي 2.4 مليون ﷼ عماني، وهو ما يعكس انخفاضًا بنسبة 32.15 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي وسجلت الشركة خسارة تشغيلية قبل الضريبة بقيمة 501.677 ﷼ عماني، مقارنة مع تحقيق أرباح قدرها 750.718 ﷼ عماني خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ويمكن أن يُعزى الانخفاض في الربحية إلى عدة عوامل، بما في ذلك المنافسة من البلاط المستورد وارتفاع تكاليف الخدمات اللوجستية بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

وتتوقع الشركة تحسنًا في الأعمال في الفترة المقبلة مع المشروعات الجديدة التي تم البدء بها بعد عام 2022 وأصبحت جاهزة للاكتمال، والنشاط المنتظر في الطلب على مواد البناء مع تحسن النشاط الاقتصادي بدعم من استقرار كل من أسعار النفط والنمو الاقتصادي. وكشفت الوطنية لمنتجات الألومنيوم عن انخفاض في الإيرادات بنسبة 37 بالمائة مما يعادل 6 ملايين ﷼ عماني. وعلى الرغم من هذا التراجع، تمكنت المجموعة من تخفيف صافي الخسارة إلى نحو مليون ﷼ عماني، بزيادة طفيفة عن معدل الخسارة في العام السابق ويُعزى هذا الأداء بشكل أساسي إلى تقليل كميات الإنتاج، والذي تم تعويضه باتخاذ تدابير استراتيجية لتحسين التكلفة، كما تأثرت الشركة بقيود رأس المال العامل وارتفاع تكاليف الاقتراض.

وتعمل على معالجة ذلك من خلال مبادرات استراتيجية متنوعة لتحسين هيكل رأس المال، وتعزيز قدرات رأس المال العامل، وتأمين المواد الخام بأسعار تنافسية مع شروط ائتمانية ميسرة. وتستهدف الإدارة تحديد قطاعات سوقية جديدة وتوسيع قاعدة أعمالها لتتضمن زبائن يمكن أن يحققوا عائدات وهوامش ربح أعلى. وأوضحت عمان كلورين أن أداءها وجد دعما من تعزيز القدرة الإنتاجية للمصنع وارتفاع أسعار البيع مقارنة بالعام الماضي لجميع المنتجات باستثناء رقائق الصودا الكاوية التي تأثرت بانخفاض الأسعار العالمية، واستمرت الشركة في التركيز على إدارة التكاليف الثابتة والاستقرار المالي وتواصل رصد تقلبات أسعار النفط وأسعار السلع الكيميائية على الصعيد العالمي، وتظل متفائلة بشأن تحقيق أهدافها في عام 2024 بشرط استمرار الأوضاع الحالية في سوق النفط والغاز.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على الرغم من أسعار الشحن النصف الأول خلال الفترة الشرکة أن مقارنة مع إلى أنه إلى أن

إقرأ أيضاً:

حرب إنتاج الفيديوهات.. حسام الغمري: حماس تسعى للهيمنة على المساعدات

اتهم الإعلامي حسام الغمري حركة حماس بالسعي إلى السيطرة على المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى وجود ضغوط مصرية حثيثة لضمان استمرار تدفق المساعدات إلى المدنيين، رغم التحديات الأمنية والإنسانية.

143 شاحنة مساعدات إماراتية تدخل غزة خلال 4 أيام بالتنسيق مع مصرإعلام عبري: إسرائيل تمهل «حماس» أيامًا معدودة وإلا ستبدأ بضم «المحيط الأمني» من غزة

وأضاف خلال حواره في برنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”، أن حماس تختبئ تحت الأرض بينما يتحمل المدنيون وحدهم كلفة الحرب، لافتًا إلى أن الحركة تخوض ما وصفه بـ"حرب إنتاج الفيديوهات" بهدف التأثير على مشاعر الرأي العام المصري واستغلال التعاطف الشعبي مع غزة في اتجاهات مغرضة.

وقال: "كلنا متأثرون بما يحدث في غزة، لكن الحل ليس في تحطيم الدولة المصرية، القلعة الصامدة، بل في توجيه الغضب نحو الاحتلال".وأوضح أن هناك محاولات ممنهجة لتحويل العاطفة الشعبية إلى أدوات تحريضية، ما يندرج ضمن أساليب الحروب الجديدة التي تعتمد على التأثير النفسي والشائعات كسلاح بديل.

 

طباعة شارك قطاع غزة الإعلامي حسام الغمري حماس

مقالات مشابهة

  • حرب إنتاج الفيديوهات.. حسام الغمري: حماس تسعى للهيمنة على المساعدات
  • «مدبولي»: المواطن لا يعنيه حجم الصناعة والأرقام.. وآن الأوان أن يشعر بتحسن الأوضاع
  • هذه النتائج المالية التي حققتها الشركة المركزية لإعادة التأمين (CCR)
  • 246 مليون ريال قيمة المشروعات التنموية المسندة خلال النصف الأول من العام الجاري
  • نواب: تراجع سعر الدولار وتحسن المؤشرات الاقتصادية يفتحان الباب لخفض أسعار السلع في الأسواق المصرية
  • 46 مليون مسافر عبر مطار دبي في النصف الأول من 2025
  • باراك: نقدر بشدّة مساعي الحوار البناء لتعزيز التكامل والوحدة في سوريا
  • الغرامة جزاء مدير ابتز صاحب شركة للحصول على مليون ونصف جنيه
  • هيئة النقل: تأجير السيارات يسجّل أكثر من 1,5 مليون عقد خلال الربع الثاني
  • محمد الفيومي: تطوير قطاع العزل والنسيج خطوة نحو استعادة مكانة مصر الرائدة