لم أكن أبالغ حينما وصفت الفترة الرئاسية الحالية للرئيس السيسى والتى بدأت فى أبريل الماضى فى عدة مقالات سابقة بأنها مرحلة «جنى الثمار»، ليس من باب المجاملة أو التطبيل، ولكنها من باب الإنصاف، مرحلة جادة لا هوادة فيها، بدأت بخطوات جادة من الحكومه الجديدة على كل المستويات منها ملفات الصناعة والإصلاح الاقتصادى وغيرها.
كان ذلك نابعاً من بُعد نظر كبير للقيادة السياسية بإطلاقه الحوار الوطنى لجمع كل الأطياف السياسية على مائدة واحدة، تمثل المعارضة فيها قبل الأغلبية، وجاء الحوار الوطنى ليؤتى ثمارة سريعا، بدأ من الاستجابة الى مطالبات الأمانة العامة للحوار بالإفراج عن عدد كبير من المحبوسين احتياطيا، فى يوليو الماضي، ثم تلاه برفع توصيات تعديلات قانون الحبس الاحتياطى والعدالة الجنائية الى الرئيس السيسى والذى استجاب على الفور، ووجه بإحالة التوصيات إلى الحكوة لاتخاذ اللازم.
أوقن تماماً بأن شجرة الحوار الوطنى ستظل تتساقط علينا بثمار الإصلاح والتصحيح، بما يحقق العدالة والعيش بكرامة لكل مصرى ومصرية، وفق رؤية مثلت من وجه نظرى منعطفا تاريخيا وأحدثت حراكا غير مسبوق.
لم أستغرب عزيزى القارئ من ردود الأفعال حول أخذ الرئيس بزمام المبادرة بالاستجابة السريعة لطلب الحوار الوطنى بشأن الحبس الاحتياطى، وأعنى ردود الأفعال الخارجية وليست الداخلية، والتى أقرت وبصمت بالعشرة، أن هناك قيادة جادة وحريصة على إعداد بنيان تشريعى يحفظ كرامة المواطن ويراعى حقوق الإنسان ويبنى جمهورية جديدة تقوم على العدل والمساواة.
وبات واضحا لديَّ بأن رسالة الرئيس وصلت للعالم كله بأن مصر فى الجمهوريه الجديدة سيكون لها شأن آخر على مستوى الحريات العامة وحقوق الإنسان والحفاظ على تماسك المجتمع وآدابه.
وجاء فى رسالة رئيس مصر أيضا التأكيد على أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس الاحتياطي، والحفاظ على طبيعة الحبس الاحتياطى كإجراء وقائى تستلزمه ضرورة التحقيق، دون أن يتحول لعقوبة، مع تفعيل تطبيقات بدائل الحبس الاحتياطى المختلفة، وأهمية التعويض المادى والأدبى وجبر الضرر، لمن يتعرض لحبس احتياطى خاطئ... كلمات لا تحتاج إلى متخصصين لترجمتها بل عبرت عن إصرار سيادته وحرصه على إقرار قواعد العدالة والديمقراطية، وأن نور الفجر قادم لا محالة ليقهر الظلام ويقر الحق، وقد حملت رسائل الرئيس أن مصر فى عهده وفى ظل رئاسته وطن يتسع للجميع، لا يستثنى منه إلا من حمل السلاح ضد الدولة أو خان العهد فيها.
بعد أعوام وأعوام سيكتب التاريخ بحق، عن رئيس إنسان وطنى حر شجاع، يصل الليل بالنهار محاربا على جميع الجبهات، يواجه تحديات إقليمية، ومنطقة تعصف بها الحروب ويقف السيسى صلباً فى وسط الميدان لا يهتز له جفن مؤمناً بأن إرادة الله مع المتقين ومع المجدين، ولم يغمض عينيه بل وضع عينا على التحديات وعينا على المواطن البسيط، والوضع السياسى والاقتصادى الداخلى كان من الأولويات وبدأنا الخطوات وأخذ زمام المبادرة.
أوجه التحية للدكتور ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطنى والمستشار محمود فوزى رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى على المجهود الكبير الذى بذل، وكلى شغف فى انتظار قطف ثمرة جديدة من ثمرات شجرة الحوار الوطنى، لأنها بالتأكيد ستعود على الحياة السياسية والاجتماعيه للمصريين بكل خير.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ طارق عبدالعزيز كلمة حق للرئيس السيسى الحبس الاحتیاطى الحوار الوطنى
إقرأ أيضاً:
الأزهري: رعاية الرئيس السيسي للمسابقة العالمية يعكس دعم الدولة لحفظة القرآن واكتشاف المواهب
وجه وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة للمسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الـ32، مؤكدًا أن رعاية الرئيس لهذا الحدث الدولي تعكس اهتمام الدولة المصرية بدعم حفظة كتاب الله وتشجيع المواهب القرآنية من مختلف دول العالم.
وأوضح الأزهري، خلال المؤتمر التحضيري للمسابقة، أن النسخة الحالية تشهد مشاركة 158 متسابقًا من 72 دولة من آسيا وإفريقيا وأوروبا، وهو العدد الأكبر منذ انطلاق المسابقة، لافتًا إلى أن التصفيات أُجريت أون لاين لضمان مشاركة أوسع من مختلف الدول.
وأكد وزير الأوقاف أن المسابقة تُقام هذا العام تحت شعار «نور وكتاب مبين»، وتشمل 8 فروع متنوعة، فيما تم رصد 13 مليون جنيه كقيمة إجمالية للجوائز، وهو ما يعكس حجم الدعم الذي تحظى به المسابقة على المستويين الرسمي والدولي.
وأشار الأزهري إلى أن هذه النسخة تتميز بإطلاق رافد دولة التلاوة الذي استمر 3 أسابيع وحقق انتشارًا واسعًا، متوجهًا بالشكر للرئيس السيسي على دعمه المتواصل للأنشطة الدينية والثقافية، ولرعايته لهذه المسابقة التي أصبحت منارة عالمية لتشجيع الإبداع القرآني وتعزيز مكانة مصر كقبلة للقراء والحفّاظ في العالم الإسلامي.
المؤتمر التحضيري للمسابقة العالمية
يعقد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم الاثنين، مؤتمرًا صحفيًا لإطلاق النسخة الثانية والثلاثين من المسابقة العالمية للقرآن الكريم، وذلك في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، في تمام الساعة 11 صباحًا.
فيما قال الدكتور أسامة رسلان المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف إن مشروع دولة التلاوة يعد مبادرة غير مسبوقة تعبر عن هوية مصر الثقافية وتبرز جانبًا مهمًا من قوتها الناعمة، مشددًا على أن البرنامج تطلب مجهودًا ضخمًا ليخرج بصورة مصرية خالصة من حيث الفكرة والتنفيذ والمضمون.
وخلال مداخلة هاتفية له ببرنامج على مسئوليتي الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى عبر قناة صدى البلد، أشار رسلان إلى أن مشروع دولة التلاوة يسعى إلى إظهار جماليات الصوت الحسن في تلاوة القرآن الكريم بأسلوب لم يشهد له العالم نظيرًا من قبل.
وأضاف أن هناك مقولة متوارثة مفادها أن القرآن نزل في الحجاز لكنه قُرئ في مصر، موضحًا أن ملف التلاوة حظي باهتمام بالغ على مدار فترة طويلة جرى خلالها العمل والتطوير حتى اكتملت ملامح المشروع واستقرت قواعده.
وأكد المتحدث باسم وزارة الأوقاف أن البرنامج يقدم محتوى يرتقي لمكانة الدولة المصرية ويعكس ثقافتها وعمقها الحضاري، لافتًا إلى أن الحلقات الأربع الأولى استطاعت أن تحقق نسب مشاهدة مرتفعة وصلت إلى مئات الملايين.
وبيّن رسلان أن برنامج دولة التلاوة انطلق منذ أربعة أشهر على مستوى جميع المحافظات، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن الفائزين وتكريم أوائل المشاركين في أول ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك.
وذكر أن النسخة الحالية تمثل الموسم الأول للمسابقة على أن تتبعها مواسم أخرى خلال الفترات المقبلة، مع التأكيد على ضرورة عدم السماح بانضمام متسابقين جدد في المرحلة الراهنة من أجل تحقيق مبدأ العدالة بين جميع المشاركين.
وأوضح أن لجنة التحكيم تضم ثلاثة من كبار المتخصصين الذين يمتلكون صلاحيات التقييم ومنح الدرجات، في حين يشارك ضيوف شرف من رموز بارزة من داخل مصر وخارجها لإثراء التجربة وتعزيز قيمتها.
وأشار إلى أن دولة التلاوة نجح في جمع أفراد الأسرة المصرية حول شاشة واحدة وفتح باب النقاش حول المقامات الموسيقية ومعايير الذوق الفني في التلاوة، الأمر الذي أسهم في رفع وعي الجمهور وقدرته على التمييز بين مستويات الأداء، معتبرًا ذلك دليلاً واضحًا على حيوية المجتمع المصري واستمراره في التفاعل الإيجابي مع ما يقدم له من محتوى هادف.