القاعدة الروسية في السودان تُثير الجدل من جديد.. والبرهان: أي خطوة تقدم من روسيا تجاهنا فنحن نتقدّم 10 خطوات إلى الأمام
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
بورتسودان – موسكو: السوداني
أوضح رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، أن السودان لم يتردد في تطوير علاقته مع روسيا أو أي بلد في العالم، وبيّن أن مثل هذه الأمور قد تأخذ زمناً للتراتبية.
وقال البرهان: “نحن منفتحون على كل من يقف معنا ويساعدنا.. وروسيا من الدول التي لديها موقفٌ ثابتٌ تجاه السودان ولم تتغير أبداً، لذلك اي خطوة تقدم منهم تجاهنا فنحن نتقدم 10 خطوات إلى الأمام”.
الجدير بالذكر ان السفارة الروسية في السودان، قالت أمس، انّ اتفاق القاعدة الروسية على شواطئ البحر الأحمر بالسودان لا يزال سارياً.
ونقلت صحيفة “إزفيستيا” الروسية عن سفارة روسيا في السودان قولها إن تنفيذ اتفاق إنشاء نقطة دعم لوجستي للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر في السودان تظل مفتوحةً، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الحالية سواء في روسيا أو السودان.
وينص الاتفاق، المُوقّـع في 1 ديسمبر 2020، على ألا يتجاوز عدد موظفي القاعدة 300 شخص، بينهم عسكريون ومدنيون، علاوةً على ذلك، يجب ألا تقبل أكثر من أربع سفن في المرة الواحدة “بما في ذلك السفن المجهزة بمحطة للطاقة النووية”.
في الوقت نفسه، أوضح نيكولاي شيرباكوف، الباحث في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة لومونوسوف موسكو الحكومية، أن ظهور قاعدة روسية في السودان يمكن أن يغير ميزان القوى في المنطقة وقد لا يرضي اللاعبين الآخرين.
يقول الخبراء: “ليست الولايات المتحدة وحدها، بل أيضاً عدد من اللاعبين الإقليميين، غير مرحبين بالوجود العسكري الروسي في السودان، وعلى السلطات السودانية أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، خاصةً على خلفية النزاع الذي يدور في السودان. كذلك الأهمية الاستراتيجية للقاعدة والأسباب التي تجعل احتمال افتتاحها يثير قلق الغرب كثيراً”.
وأكدت السفارة الروسية أن السودان نفى مراراً وتكراراً الشائعات الغربية حول نيّته المزعومة لخرق الاتفاقية القائمة مع روسيا والدول الأخرى.
كما أوضح الخبير العسكري فاسيلي دانديكين، أن موقع السودان مفيدٌ للغاية لإنشاء مركز دعم لوجستي للبحرية الروسية – بالقرب من طرق التجارة والبحر الأحمر.
وأضاف: “روسيا لديها بالفعل قاعدة مماثلة في البحر الأبيض المتوسط في سوريا، الآن يرسل أسطول سفنه إلى أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك كوبا وفنزويلا، على وجه الخصوص، في الوقت الحالي يوجد أسطول روسي موجود في البحر الأبيض المتوسط - فرقاطات، السفن الحربية (أميرال أسطول الاتحاد السوفيتي، جورشكوف، الأدميرال جريجوروفيتش)، وغواصات وما إلى ذلك. وعندما تنطلق سفننا في رحلة، ترافقها دائماً قاطرة أو ناقلة أو سفينة دعم. لذلك، نحتاج الوصول إلى السودان، من أجل الإبحار إلى المحيطين الهندي والهادئ، وبالوصول إلى السودان، سيتمكّن الأسطول الروسي من الراحة وإجراء الإصلاحات البسيطة والتزود بالوقود والمضي قُدُماً”.
تقول الصحيفة الروسية، إنه في الأشهر الأخيرة، أصبحت واشنطن منخرطة بنشاط موسع حول هذه العملية – القاعدة الروسية في السودان – لذلك من المُحتمل أن يمارس الأمريكيون ضغوطاً على البرهان للتخلي عن الوجود الروسي في البلاد. “ولنتذكّر أنه في نهاية أبريل، عقد البرهان اجتماعاً مع نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية ميخائيل بوغدانوف، وأعرب الأخير بعد ذلك عن دعمه الكبير لجهود القيادة السودانية الشرعية الهادفة إلى ضمان وحدة السودان وسلامته الإقليمية وسيادته”. كما أعرب الطرفان عن أملهما في توسيع التعاون الثنائي.
وبحسب فاسيلي دانديكين، فإن الولايات المتحدة، بالطبع، غير راضية عن قرار موسكو بإنشاء قاعدة في السودان، لأنها تريد الاستمرار في السيطرة على المحيط العالمي. “الأمريكيون لديهم هذه القواعد المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وهذا مهم بالنسبة لهم ويستحق الأموال التي يتم إنفاقها، وكانوا يأملون أنه مع انهيار الاتحاد السوفيتي لن تنشأ أي مشاكل أخرى في هذا الصدد. لكن روسيا تعود ببطء: الغواصات والسفن تشق البحار، ويتم بناء سفن جديدة”.
وخلص الخبير الروسي إلى أن مثل هذه القواعد قد تظهر في دول أخرى.
كيف يمكن للقاعدة أن تغير ميزان القوى في المنطقة؟
تقول الصحيفة الروسية، إنه في الوقت نفسه، لا ينبغي النظر إلى الوضع مع القاعدة في السودان فقط من حيث الانقسام بين موسكو وواشنطن. ففي جيبوتي، على ساحل البحر الأحمر، لا توجد قواعد للولايات المتحدة فحسب، بل أيضاً للصين وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان. كما أن المملكة العربية السعودية، التي أشرفت أيضاً على مفاوضات السلام في السودان، مهتمة أيضاً بالحفاظ على توازن معين للقوى في المنطقة. وباعتبار أن القوات المسلحة ليست في أفضل وضع من الناحية العسكرية، فإنّ البرهان يعول على وساطة القوى الكبرى في حل الصراع.
ومن شأن ظهور قاعدة روسية في السودان أن يغير على الفور ميزان القوى، الأمر الذي قد لا يرضي اللاعبين الآخرين الموجودين في المنطقة.
كما يؤكد نيكولاي شيرباكوف، الباحث البارز في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة لومونوسوف موسكو الحكومية. أن وجود مثل هذه النقطة الكهربائية – (القاعدة البحرية الروسية) في البحر الأحمر في الظروف الحالية أمر مهم للغاية، خاصة عندما يتمكن الحوثيون اليمنيون من عرقلة كل شيء في أي وقت. لكن افتتاح القاعدة سيُنظر إليه على أنه نوعٌ من التحرك من جانب حكومة البرهان، مما يشير إلى أنّ روسيا والسودان أصبحا حليفين رسميين، وقد يتسبّب ذلك في سلسلة كاملة من العواقب.
وأضاف: “لذلك، فإنهم لا يريدون أن يجعلوا هذه القاعدة، إذا جاز التعبير، قطعة قماش حمراء للثور، ولا يريدون إثارة المشاركين الآخرين المحتملين في عملية التفاوض والمساعدة العسكرية التقنية من خلال هذا التعاون”.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: البحر الأحمر فی السودان فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
صورة من بورتسودان..!
مرتضى الغالي
لا فرق بين البرهان وكوشيب فكلاهما (مجرم حرب)..! وقد أضاف البرهان إلى جرائمه السابقة في دارفور كل قائمة الفظاعات التي وقعت بعد الحرب وبعد انقلابه المشئوم وإصراره على مواصلة الحرب..وما قاله المفوّض السامي لحقوق الإنسان بالأمس يسري عليه فقد تحدث المفوّض الأممي بأسى كبير عن استمرار وقوع السودانيين (ضحايا للعنف الوحشي)..!
كرر المندوب السامي تعبير “العنف الوحشي” في وصفه لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي لا تزال تحدق بالسودانيين والتي لم تنقطع سلسلتها. فقد أكد المفوّض السامي بأنها نتيجة طبيعية لاستمرار الحرب دون أي مؤشرات على انحسارها..وقال: (من دارفور وكردفان إلى الخرطوم وأم درمان وما وراءها.. لم يسلم أي مدني سوداني من العنف الوحشي والعبثي…نحن نتحدث عن آلاف القتلى. وهناك عمليات إعدام بإجراءات موجزة…وهناك من حاولوا الفرار فقُتلوا أثناء محاولات المغادرة…ووردت لنا شهادات عن حالات اغتصاب واغتصاب جماعي بما في ذلك لأشخاص أمام أفراد عائلاتهم… نعم نحن نتحدث عن جرائم وحشية بالغة الخطورة.. جرائم حرب بلا شك.. وضد الإنسانية أيضا)..!
هذه هي الحرب التي يديرها الآن كرتي وعلي عثمان ونظام الكيزان الذي يدير المذابح والفظائع منذ عام 1989..ولا يزال يتمدد حتى الآن في الجيش وفي الأمن والمخابرات والقضاء والشرطة..وفي حكومة بورتسودان..!
ومن المفارقات ما رشح هذه الأيام من أنباء من داخل بورتسودان..حيث ضبط البرهان محاولة للقاء من خلفه بين قادة الكيزان وبين كامل إدريس كان مقرراً إقامته سرّاً..!
وبما أن خلافاً نشب بين كامل إدريس وابن أخيه أمجد فريد المتطلع للتحكّم في حكومة الأمل (التكنو- لحم راس) فقد وشى أمجد للبرهان باللقاء السرِّي…ووفقاً لهذه المعلومات قام البرهان باستدعاء كامل إدريس في ذات الموعد المقرر للقائه السرَّي بالكيزان و(انبشقت المسألة)..!
وهكذا تجري الأمور في بورتسودان مع انفجار علني لخبر صفقة فساد مدويّة تم إزاحة الستار عنها في ذات التوقيت الذي تسرّبت فيه واقعة اللقاء بين كامل والكيزان وسقوط الطائرة العسكرية ومواصلة دوران دولاب الموت في أنحاء البلاد واستمرار الاعتقالات و أحكام الإعدامات والجزافية وانتشار الحميات وموت الأطفال والنساء جوعاً ومرضاً واغتصاباً..وهو ما لفت ضمير المفوّض السامي ولم نسمع بعد جديداً من (السادة المثقفين) أنصار الحرب بمناسبة الانسحاب من هجليج غير سرد من كبيرهم لبعض (النكات القديمة) وسخريته من القوى المدنية أيام معارضتها لنظام نميري..! الله لا كسّبكم..!
الوسوممرتضى الغالي