انتقدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان استمرار اعتقال السلطات المصرية للداعية والأستاذ السابق بجامعة الأزهر الدكتور محمود شعبان إبراهيم مصطفى، وطالبت النائب العام بالتحقيق في الانتهاكات والاتهامات الباطلة التي لحقت به، والتي أدت إلى حبسه لسنوات وحرمانه من أسرته وحريته وفصله من عمله كأستاذ بجامعة الأزهر.



قالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منهن لـ "عربي21": "إن الداعية الإسلامي الدكتور محمود شعبان إبراهيم مصطفى،53 عاما، والأستاذ السابق بجامعة الأزهر، أعلن عن بدء إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجًا على تدويره وحبسه باتهامات باطلة وكيدية لا يصدقها عقل، إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها داخل محبسه الاحتياطي على ذمة القضية 771 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، حيث يُحتجز في زنزانة انفرادية بسجن 430 وادي النطرون".

وأضاف البيان: "كانت السلطات المصرية قد قامت، بتدويره على ذمة قضية جديدة، وذلك بعد انتهاء فترة محكوميته بتاريخ 22 مايو 2024 فى الحكم الصادر بحقه بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات على ذمة القضية 107 لسنة 2022 جنايات غرب القاهرة بتهمة الانضمام إلى الجيش السوري الحر، والحكم عليه بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا، قبل أن تقوم محكمة النقض بتخفيف الحكم إلى 5 سنوات مشدد".

وتابع البيان: "لكن الدكتور شعبان فوجئ، بدلاً من إنهاء إجراءات إخلاء سبيله وإنهاء معاناته، بتدويره فى شهر مايو الماضى بالتحقيق معه وحبسه وتدويره على ذمة القضية رقم 595 لسنة 2021 حصر أمن دولة عليا، والتي وُجهت إليه فيها اتهامات بأنه خلال الفترة من 2019 إلى 2021 (أثناء وجوده محبوسًا احتياطيا بسجن استقبال طرة) رحل إلى مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، وقام بتكوين جماعة وتنظيم متطرف أطلق عليه "الملثمين"، يتبنى تكفير المجتمع والشروع في قتل والتخطيط لقتل العشرات من ضباط الجيش والشرطة".

وأكد البيان أن  الداعية الإسلامي نفى هذه الاتهامات عند إبلاغه بها، لكنه لم يتمكن ولا محاميه من إبلاغ هيئة المحكمة التي تباشر نظر التجديد له في القضية، حيث تم تجديد حبسه مرتين بعد تدويره على ذمة القضية الجديدة، كان آخرها بتاريخ 29 يوليو الماضي، حيث حضر بدون حضور محاميه حيث إنه تم ابلاغه فى صباح ذلك اليوم "بأن عنده جلسة اليوم  ولم يتمكن من إبلاغ محاميه بموعد جلسة التجديد.

وأشار البيان إلى أن جلسة التجديد كانت قد عُقدت ورقيًا دون حضوره شخصيًا حيث تمت صوريا عبر تقنية الفيديو كونفرانس، دون أن يرى أو يعرض على هيئة المحكمة وعلم بعد انتظار لساعات بانتهاء الجلسة وصدور قرار بتجديد حبسه 45 يومًا أخرى تنتهي في الأسبوع الأول من سبتمبر.

يُذكر أنه قد سبق التحقيق مع الدكتور محمود شعبان واتهامه على ذمة القضية 771 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، باتهامات كاذبة قبل أن يتم استبعاده منها، وذلك بزعم أنه أثناء عمله كأستاذ بجامعة المنصورة قام بتحريض الطلاب على الاحتجاجات، والقيام بمظاهرات، والعصيان المدني.

وقد نفى الدكتور محمود هذه التهم، مؤكدًا أنه كان يعمل كأستاذ بجامعة الأزهر بالقاهرة، ولم يكن يومًا محاضرًا أو أستاذًا زائرًا أو عاملاً بجامعة المنصورة.

تجدر الإشارة إلى أن الشيخ شعبان عانى خلال سنوات اعتقاله بسبب حرمانه من الرعاية الطبية والصحية وظروف الاحتجاز القاسية من العديد من الأمراض جعلته يتحرك لفترة بواسطة كرسي متحرك، حيث أنه أصيب من قبل بشلل وقتي، كما أنه حاليا يعاني من انتشار نوع من الدمامل في أنحاء متفرقة من جسده، مما زاد من معاناته مع عدم عرضه على طبيب أمراض جلدية متخصص.

وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد أكدت في بيان لها أول أمس السبت أن السلطات المصرية تحتجز آلاف الأشخاص، في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، حيث أدين العديد منهم، وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية المصرية الداعية إضراب مصر إضراب سجون داعية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على ذمة القضیة الدکتور محمود بجامعة الأزهر

إقرأ أيضاً:

السولار الصناعي... بابٌ مفتوح على الموت

بين ركام المنازل المدمرة، ومع اقتراب الساعة من السابعة صباحًا، يبدأ الحاج خليل عكيلة يومه كل صباح، برفقة طفله يزن البالغ من العمر اثني عشر عامًا، في النبش بين أكوام الحجارة بحثًا عن قطع البلاستيك، وجمعها داخل كيس أبيض اللون يحمله الحاج خليل على ظهره المنحني.

يُكنى عكيلة بـ "أبو محمد"، ويبلغ من العمر سبعين عامًا، وله خمسة أبناء. كان يعمل آذنًا في مدرسة تابعة لوكالة الغوث ضمن عقد بطالة، إلا أن عقده توقف بسبب الحرب على غزة .

تفصل مسافة طويلة "أبو محمد" عن المكان الذي يُعاد فيه تدوير البلاستيك وتحويله إلى سولار صناعي، وهو يقع بالقرب من شاطئ بحر غزة، بعيدًا عن السكان، خوفًا من التلوث.

وأخيرًا، وبعد عناء الطريق، وصل أبو محمد إلى وجهته برفقة كيسه الأبيض الممتلئ بقطع البلاستيك، فوضعه على ميزان صاحب المحطة المختصة بإعادة التدوير، ليحصل مقابلها على خمسين شيكلًا.


 

يمسك أبو محمد بيد ابنه محمد اليسرى، بينما يمسك بيده اليمنى ورقة الخمسين شيكلًا، ويقربها من فمه ليقبلها حامدًا ربه على ما رزقه، آملاً أن يتمكن من شراء كيلو طحين بالكاد يكفي لإطعام عائلته.

"هات يا أحمد حبات البلاستيك نحطها داخل الصهريج بسرعة، يلا!"... كان هذا حديثًا دار بين أحمد كلاب، صاحب المصنع، وصديقه محمود الذي يعمل معه في صناعة السولار الصناعي.

يقول كلاب عن مخاطر المهنة التي تواجههم: "في الماضي، وقبل الحرب، كان سعر لتر السولار المستورد حوالي 8 شواكل، أما اليوم فيبلغ سعره 90 شيكلًا. أما السولار الصناعي، فسعره مرتبط بحالة المعبر؛ فإذا كان مفتوحًا يكون رخيصًا ويصل إلى 20 شيكلًا للتر، وإذا كان مغلقًا، فقد يصل إلى 50 شيكلًا".

وأشار كلاب إلى أنه يعمل في هذه المهنة منذ إغلاق المعابر وانقطاع السولار عن قطاع غزة، ما اضطر الناس للجوء إلى السولار الصناعي. ولفت إلى أنهم لا يصنعون السولار فقط، بل يُنتج لديهم البنزين أولًا، حيث يقومون بفحصه قبل استخدامه.

في تلك المنشأة، يغيب الأمان كليًا؛ لا معدات وقاية، ولا أنظمة سلامة، ولا ملابس مناسبة. محمد كلاب، أحد العاملين، يتعامل مع حرارة عالية وغازات سامة بيدين عاريتين. يوضح: "نستخلص البنزين أولًا، ثم ننتقل لصناعة السولار". وبينما يتحدث، يختنق الجو بدخان أسود خانق يملأ الرئتين ويُبعد المارّين.

وبعد ساعة من الزمن، انبعث الدخان الأسود من أرجاء المكان، وبدأ الشاب كلاب بالسعال وفرك عينيه نتيجة الانبعاثات، حتى غطى السواد وجهه الذي كان أبيض اللون.

إلى جانب كلاب، يقف محمود حاملًا قالونًا أصفر اللون، استعدادًا لتقديمه لأصحاب المركبات. وبينما كنا نتحدث، قاطعنا أحد الأشخاص طالبًا تعبئة القالون، بعد أن تعطلت مركبته في طريقه إلى جنوب قطاع غزة، إذ نفد منه السولار، وكان برفقته أحد الركاب.

يقول السائق أحمد: "ليس لدي خيار آخر سوى تعبئة السولار الصناعي لمركبتي، على الرغم من معرفتي بأنه يضر بماتور السيارة، ولكن لا يوجد بديل في ظل إغلاق المعابر بسبب الحرب".

وأشار إلى أن سعر السولار المستورد، إن وجد، فهو مرتفع جدًا، ولا يستطيع تعبئته لمركبته، خاصة أن الركاب غير قادرين على دفع مبالغ إضافية على الأجرة المعتادة.

وفي الحديث عن أضرار صناعة السولار الصناعي، يقول د. أيمن ياغي، أخصائي الأمراض الصدرية، بعد فحص أحد مرضاه:

"العمل في هذه المهنة خطير وله تداعيات مستقبلية، كالإصابة بالسرطان والذبحات الصدرية، في ظل انعدام أدوات السلامة والرقابة الصحية".

ويبقى السؤال الأهم: متى ستنتهي هذه الظاهرة الخطيرة التي تقتل العاملين بها ببطء

المصدر : وكالة سوا - نسرين ياغي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة: طلبة الهندسة يبتكرون حلولًا هندسية تحت الحرب استمرار عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها لليوم الـ128 السعودية: نواصل الجهود لإنهاء الحرب والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة الأكثر قراءة فصائل المقاومة تُحذّر المواطنين من مخططات دفعهم للنزوح جنوب قطاع غزة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة صحة غزة: الاحتلال يستهدف مولدات المستشفيات ويُفاقم الكارثة الطبية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • دون ذكر الأسباب.. أطباء بلا حدود تنهي أنشطتها في مأرب وتعز
  • برلماني مصري يحذر من مخطط لدفع سكان غزة نحو رفح واقتحام الحدود المصرية
  • السولار الصناعي... بابٌ مفتوح على الموت
  • التهابات العيون في الصيف .. الأسباب وطرق الوقاية والعلاج
  • دعم إضراب بإيران قد يساعد أمريكا في شل النظام الإيراني
  • 23,000 شخص يضربون في إزمير.. ما القصة!
  • وفاة الدكتور هاني يونس الأستاذ بكلية الإعلام جامعة الأزهر
  • هل يشهد 27 مايو إضرابًا يشل مترو إسطنبول؟ الاتفاق الجماعي يقطع الطريق
  • لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. داعية تكشف
  • داعية: الصيام أفضل الأعمال خلال شهر ذي الحجة.. فيديو