بوابة الوفد:
2025-12-14@07:40:19 GMT

وداعًا.. «نبيل العربى»

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

 أيقونة السلام والمفاوض الذى هز إسرائيل

 

فى عالم ملىء بالصراعات والأزمات، يظل الأفراد الذين يسعون لتحقيق السلام والتسامح بمثابة منارات تهدى الإنسانية نحو مستقبل أفضل. ومن هؤلاء الأفراد البارزين هو دكتور نبيل العربى، الذى ترك بصمة لا تُنسى فى مجال الدبلوماسية والسلام فى العالم العربى، وحقق أثراً كبيراً فى القضايا السياسية والاجتماعية والقانونية، وكان له دور فعال فى تعزيز مفاهيم السلام والتحاور.

 

رحل دكتور نبيل العربى عن عالمنا عن عمر يناهز 89 عاما بعد صراع مع المرض، وانطلقت صلاة الجنازة أمس فى مسجد قرية الدبلوماسيين سيدى عبدالرحمن، بينما يوارى جثمانه الثرى بمقابر طريق السويس بمدينة الرحاب، بوفاته فقدت مصر والعالم العربى أحد أبرز دبلوماسيها، الذى ترك إرثًا مشرفًا من العمل الدبلوماسى والسياسى، وسيظل اسمه محفورًا فى ذاكرة الأجيال كرمز للسلام والتفاوض والدفاع عن القضايا الوطنية.

ردود الفعل على وفاته

نعى العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية نبيل العربى، مشيدين بإرثه الكبير فى مجال الدبلوماسية والقانون الدولى. وصفته وزارة الخارجية المصرية بأنه «أحد أعمدة الدبلوماسية المصرية ورموزها المضيئة على مر العصور». 

وقال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن نبيل العربى كان له دور كبير فى معركة استعادة السيادة على طابا المصرية عبر التحكيم الدولى. وأوضح أن إيمان الراحل بالقضية الفلسطينية وإسهامه فى عمل الأمم المتحدة ثم قاضياً فى محكمة العدل الدولية يدلان على إرثه العريض فى هذا الصدد. 

فيما وصفه السفير محمد مرسى سفير مصر الأسبق فى قطر، بأنه مدرسة متميزة فى الدبلوماسية والقانون الدولى.

وعن ذكرياته مع «العربى»، قال السفير المصرى محمد مرسى «أذكر أن إسرائيل اضطرت عدة مرات خلال مراحل التفاوض لتغيير رئيس فريق التفاوض الخاص بها، بعد إخفاقهم جميعًا فى مواجهة د. نبيل العربى وفريقه الذى ضم صفوة من خيرة رجال مصر فى عدة تخصصات». 

وتابع: «أن من بين هؤلاء الذين لم يصمدو أمام الراحل د. نبيل العربى وفريقه، السفير ووكيل الخارجية «ديفيد كمحى» الذى كان يعد أحد رجال إسرائيل الأقوياء».

كما أصدر البرلمان العربى بيانًا ينعى فيه نبيل العربى، مشيدًا بإسهاماته الكبيرة فى مجال الدبلوماسية والقانون الدولى. وجاء فى البيان: «كان نبيل العربى رمزًا للدبلوماسية الحكيمة والعمل الجاد من أجل تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة».

محطات من حياته

نشأ «العربى» فى عائلة تهتم بالثقافة والسياسة، وتخرج فى جامعة القاهرة وحصل على ماجستير فى القانون الدولى، ثم على الدكتوراه فى العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك، بدأ مسيرته فى السلك الدبلوماسى. شغل عدة مناصب رفيعة، كان له دور كبير فى أهم قضايا مصر الدولية، حيث ترأس وفد مصر فى التفاوض لإنهاء نزاع مصر مع إسرائيل حول مدينة «طابا» فى الفترة (1985 – 1989)، كما كان أيضًا مستشارًا قانونيًا للوفد المصرى أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام فى الشرق الأوسط عام 1978.

لعب العربى دوراً مهماً كأمين عام للجامعة العربية، حيث سعى جاهداً لتعزيز التعاون بين الدول العربية فى مواجهة التحديات المشتركة. تولى منصبه فى عام 2011، فى فترة كانت مليئة بالتوترات السياسية والنزاعات المسلحة فى المنطقة، مثل الربيع العربى والصراعات التى شهدتها بعض الدول. 

كان نبيل العربى يؤمن بقوة الحوار كوسيلة لحل النزاعات، وكان يسعى دوماً لأن يكون صوتاً للسلام. فى العديد من المحافل الدولية، دعا إلى أهمية العمل المشترك بين الدول وتحقيق المصالحة الوطنية بين الفرقاء، عرف عنه أنه كان مدافعاً عن حقوق الإنسان، وعمل بلا كلل لدعم القضايا العادلة، خاصة القضية الفلسطينية، حيث كانت دائماً تمثل أولوية فى عمله. 

عمل العربى سفيرًا لمصر لدى الهند (1981- 1983)، وممثلًا دائمًا لمصر لدى الأمم المتحدة فى جنيف (1987- 1991)، وفى نيويورك (1991- 1999)، كما عمل مستشارًا للحكومة السودانية فى التحكيم بشأن حدود منطقة أبيى بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.

وشغل قاضيًا فى محكمة العدل الدولية من 2001 إلى 2006، وكان عضوًا بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولى من 1994 حتى 2001، وعمل كعضو فى محكمة التحكيم الدائمة فى لاهاى منذ 2005، كما عمل قاضى بمحكمة العدل الدولية والتى أصدرت حكمها التاريخى فى يونيو عام 2004 بإدانة الجدار الفاصل الذى تبنيه إسرائيل واعتبرته غير قانونى. وهى المرة الأولى التى تم فيها إدانة إسرائيل من قبل المحكمة.

تم تكليفه فى ديسمبر 2009 بإعداد الملف المصرى القانونى لاستعادة تمثال الملكة نفرتيتى من برلين. وفى 4 فبراير 2011 م تم تعيينه عضوًا فى لجنة الحكماء التى تم تشكيلها أثناء اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011.

على مر السنين، أظهر نبيل العربى قيادة حكيمة واستثنائية، حيث برز كوسيط موثوق فى العديد من النزاعات، وأعلن مراراً وتكراراً أهمية السلام فى تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، لقد كان له تأثير عميق على مسارات السياسة العربية والدولية، حيث تمتع بسمعة طيبة على الصعيدين الإقليمى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هز إسرائيل

إقرأ أيضاً:

خبيرة أمن إقليمي: ترامب يواجه مشكلة حقيقية مع إسرائيل الساعية لإضعاف خطة السلام

أكدت الدكتورة إيمان رجب، الخبيرة في الأمن الإقليمي والاستراتيجي ورئيس وحدة الدراسات الأمنية والعسكرية في مركز الأهرام، على ضرورة وجود قوة على الأرض لردع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة ووقف الانتهاكات المستمرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الفترة الماضية شهدت تحذيرات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الحكومة الإسرائيلية دون أي تحركات فعلية في الميدان.

استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزةنتنياهو وكاتس: أصدرنا أوامر اغتيال"رائد سعد" القيادي في "حماس" بمدينة غزةنتنياهو: أصدرت تعليمات بإحباط مخططات رائد سعد بعد هجوم ضد قواتنا في غزةمقتل مسؤول عسكري بارز لحماس في غزة بهجوم إسرائيلي

وأوضحت إيمان رجب، خلال لقاءها مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج حديث القاهرة، على شاشة "القاهرة والناس"، أن ترامب يواجه مشكلة حقيقية مع إسرائيل التي تسعى لإضعاف خطته للسلام، وأضافت أن الأوروبيين لم يعلنوا مشاركتهم في القوة الدولية "قوة السلام" بقطاع غزة، موضحة أن أي قيادة للقوة الدولية تتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من نقاط قطاع غزة أولًا.

وأشارت إيمان رجب، إلى أن ترامب لن يدفع دولارًا واحدًا لصالح منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أن اغتيال القيادي رائد سعد في كتائب القسام كان متوقعًا، نظرًا لأن مبادرة ترامب للسلام تشمل تصفية الجناح العسكري لحركة حماس وإضعاف قدراتها العسكرية، متوقعة استمرار سلسلة اغتيالات لقادة حماس العسكريين خلال الفترة المقبلة، مع وجود ضغوط من الوسطاء على الجانب الفلسطيني لمنع التصعيد.

وأوضحت إيمان رجب، أن الهدف الاستراتيجي لترامب في 2026 هو تحقيق السلام في مناطق الحرب وعلى رأسها غزة، وأن الإدارة الأمريكية تسعى لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة استثمارية، مضيفة أن نتنياهو والاحتلال لا يلتزمان بخطة السلام الخاصة بقطاع غزة، وأن إسرائيل تحاول القيام بحملة سلبية ضد مصر رغم عدم الالتزام بالاتفاق، معتبرة أن القيادة الإسرائيلية ترى السماء المفتوحة أحد المكاسب التي حققتها من عملية 7 أكتوبر.

وتابعت: "محللون إسرائيليون يرون أن حرب 7 أكتوبر منحت إسرائيل سيطرة استراتيجية على عدد من المناطق في سوريا ولبنان، مع استمرار الهجمات ضد إيران، ما يعكس تحولات كبرى في الحسابات الاستراتيجية الإقليمية في المنطقة".

طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال اسرائيل اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • خبيرة أمن إقليمي: ترامب يواجه مشكلة حقيقية مع إسرائيل الساعية لإضعاف خطة السلام
  • «العربى الأفريقى» توصى بشراء «فاليو» بسعر مستهدف 12.7 جنيه
  • هذا موعد انتشار القوة الدولية في غزة.. هل ستقاتل حماس؟
  • واشنطن تضغط على أوروبا للمشاركة في "القوة الدولية" في غزة
  • واشنطن تضغط على أوروبا للمشاركة في "القوة الدولية" في غزة
  • سيف بن زايد: الإمارات مستمرة في دعم المنظمات الدولية وتعزيز مسارات بناء السلام
  • كايسيد يحتفل بمرور 10 أعوام على برنامج الزمالة الدولية
  • ترامب يعين جنرالًا أمريكيًا لقيادة قوات الأمن الدولية في غزة
  • ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة
  • عاصم سليمان: الرئيس السيسي أيقونة الدبلوماسية الدولية وبوصلة السلام العالمي