الوطن:
2025-05-14@00:00:52 GMT

نبيل العربي.. رحيل «مهندس الدبلوماسية»

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

نبيل العربي.. رحيل «مهندس الدبلوماسية»

«حياة حافلة بالعطاء لوطنه وأمته العربية»، وصف معبر من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى منحه عنواناً لرحلة حياة السفير الراحل نبيل العربى، أحد أعمدة الدبلوماسية المصرية ورموزها المضيئة على مر العصور، الذى رحل عن عالمنا أمس الأول عن عمر ناهز 89 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، ليضع بذلك خاتمة رحلة حافلة بالعطاء فعلاً، كانت أهم محطاتها المشاركة فى مباحثات كامب ديفيد إلى جوار الرئيس السادات فى سبعينات القرن الماضى، فيما يبرز بقوة دوره التاريخى فى ملحمة التحكيم الدولى لاسترداد أرض طابا الغالية إلى السيادة المصرية.

بدأت رحلة «العربى» عقب تخرجه فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، ليصقل نفسه علمياً بالحصول على ماجستير فى القانون الدولى، ثم على الدكتوراه فى العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك، وبعدها خطا خطوات حاسمة، ليرسم لنفسه محطات على الطريق، فيشارك كمستشار قانونى للوفد المصرى أثناء مباحثات كامب ديفيد للسلام فى الشرق الأوسط عام 1978، التى أسفرت عن توقيع أول اتفاقية سلام مع إسرائيل عقب حرب أكتوبر 1973، وبعدها ترأس وفد مصر فى التفاوض لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل (1985 - 1989).

رحلة مهندس الدبلوماسية المصرية فى مفاوضات إنهاء نزاع طابا مع إسرائيل لم تكن خطوة مهمة ومهنية فقط فى تاريخه، بل كانت محطته الأهم فى مشواره، ليحرص على توثيق مسيرته الدبلوماسية فى مذكرات نشرها بعنوان «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل»، متطرقاً فيها إلى الصراع الدبلوماسى من أجل استرداد مصر لطابا.

ولم يقف «العربى» عند هذه المحطة فقط، بل ظل يدافع ويشرف على قضايا مهمة لعل من بينها عمله مستشاراً للحكومة السودانية فى التحكيم بشأن حدود منطقة أبيى بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، كما شغل منصب رئيس مركز التحكيم الدولى، والقاضى السابق بمحكمة العدل الدولية وكان ضمن المحكمة التى أصدرت حكماً تاريخياً فى يونيو عام 2004 بإدانة الجدار الفاصل الذى تبنيه إسرائيل واعتبرته غير قانونى، بالإضافة إلى إعداده الملف المصرى القانونى لاستعادة رأس الملكة نفرتيتى، الذى يستقر فى مدينة برلين، وذلك فى ديسمبر 2009.

عقب اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011، عُين «العربى» عضواً فى لجنة الحكماء، التى شُكلت فى فبراير من نفس العام، ولم يمر سوى شهر واحد حتى تولى حقيبة الخارجية، وبعدها أُختير لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، لخمس سنوات متتالية، قبل أن يداهمه المرض فيقبع فى الظل، حتى وافته المنية تاركاً خلفة رحلة طويلة حافلة بالعطاء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نبيل العربي الخارجية

إقرأ أيضاً:

حين تُقصف العواصم… أين تختبئ الدبلوماسية؟

1 منذ أن دخلت الطائرات المسيّرة ميدان الحرب في السودان، تغيّر شكل المعركة، وانتقلنا من حرب داخلية إلى نمط جديد من العدوان الخارجي المباشر. هذا العدوان لم يعد مجرد دعم لوجستي أو تسليح سري، بل أصبح مشاركة فعلية من دولة لها قواعدها وطائراتها وأجندتها. فهل تواكب دبلوماسيتنا هذا التحول الخطير؟ وهل يرتقي خطابنا الإعلامي إلى مستوى هذا التهديد الوجودي؟.

إذا كانت الدبلوماسية تنحصر أدواتها في اصدار بيانات الإدانة أو استصدارها من هنا وهناك، فإن ذلك قد تم، ونشكر عليه وزارة الخارجية السودانية ، لا سيّما مسارعتها بدعوة مجلس الأمن للانعقاد للنظر في العدوان الإماراتي قبل يومين.

كما ينبغي أن نشكر الدول التي أصدرت بيانات إدانة، والتي بلغت حتى الآن إحدى عشرة دولة، من بينها: قطر، ومصر، والسعودية، والصومال، والإمارات (أكاد لا أصدّق!).
أما المنظمات التي أصدرت بيانات فهي الاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية – تلك الجنازة الباهتة – بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي!

لكن الملاحَظ أن جميع تلك البيانات صيغت بالمبني للمجهول؛ أدانوا الفعل وتركوا الفاعل يفلت بجريمته، رغم أنهم جميعًا يعرفونه جيدًا!
ولو كان السودان هو المعتدي، لتصدّر اسمه نشرات الأخبار، ولفُرضت عليه العقوبات، وتسابق الجميع لإدانته بأقسى العبارات.
نعم، نعيش في عالم ظالم وتافه لا يُقيم عدلًا ولا يُحقّ حقًا!

2
على العموم، هذا ما فعله الآخرون، أو ماقدروا عليه: أصدروا بيانات. وهي، وإن عجزت عن نصرة الضحية، تبقى مفيدة في الحد الأدنى لكشف العدوان.
لكن السؤال الأهم:
ماذا بمقدور الدبلوماسية السودانية أن تفعل أكثر؟ وكيف؟.. وأين تختبئ الآن، ولماذا.؟
3
منذ وقوع العدوان قبل نحو أسبوع، كان من الممكن – بل من الواجب – أن تدعو وزارة الخارجية كبار السفراء المخضرمين، ممن عملوا في المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب خبراء إعلاميين، للتفاكر حول كيفية الرد.

ومن ثم، تُشكّل لجنة طوارئ دبلوماسية وإعلامية تضع خطة عاجلة للرد على العدوان، وتوزّع المهام على فرق عمل صغيرة:
فريق يتولى الاتصال بالدول الصديقة، ويعدّ وثائق تثبت دور دولة الإمارات في العدوان، ثم يتواصل معهم مباشرة لتوضيح حجم ما تعرّض له السودان.
فريق ثانٍ يخاطب المنظمات الإقليمية، مثل الإيقاد، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي.

فريق ثالث يتوجه إلى المنظمات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.
تبدأ هذه الفرق بصياغة رسائل رسمية عاجلة باسم الحكومة السودانية لكل من يعنيهم الأمر، ثم تتحرّك عبر الاتصالات المباشرة، فالزيارات الميدانية.
والأهم أن يُؤطَّر هذا العدوان بوصفه عدوانا على دولة عضوة في الامم المتحدة وتهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وليس مجرد صراع داخلي.
4
إلى جانب هذا الجهد الدبلوماسي، يجب أن تُشكّل لجنة إعلامية تُحدّد الخط العام للتغطية الإعلامية، عبر كافة الوسائط، وتجند لها كل الكفاءات الإعلامية والأقلام الوطنية.
ويُسعى بالتوازي إلى استقطاب أقلام ومؤسسات خارجية لفضح العدوان، وكشف المعتدين، وأسلحتهم، وتوثيق حجم الأضرار.

بمعنى آخر:
نحتاج إلى حملة تسويق إعلامي دولي، تبدأ بدعوة وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية لتوثيق الهجمات، وعرض الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.

كما ينبغي التأكيد على مسؤولية الدول التي قدّمت الدعم العسكري للميليشيا، والتي باتت معروفة للجميع.
فبينما تسعى الدبلوماسية لحشد الموقف الدولي والإقليمي لصالح السودان، يقوم الإعلام بتوفير المعلومات والحقائق التي تنير الرأي العام المحلي والدولي.
5
باختصار:
نحتاج إلى مزيج من الردود العسكرية والدبلوماسية والإعلامية في مواجهة هجمات الطائرات المسيّرة.
وخاصة أننا في مواجهة حرب نوعية جديدة، تخوضها دولة الإمارات هذه المرة بنفسها، عبر قواعدها وسفنها في البحر الأحمر.

المطلوب اليوم ليس فقط لجنة طوارئ، بل إرادة سياسية حاسمة تعي أن هذه الحرب لا تُخاض فقط في الجبهات، بل في العواصم، وفي المنصات الإعلامية، وفي دهاليز المنظمات الدولية. آن الأوان أن نتحرك بعقل الدولة، لا بردّ الفعل، وأن نضع الخطط لا أن ننتظر المعجزات.
فمن يا تُرى سيتّخذ قرار تشكيل لجنة الطوارئ الدبلوماسية والإعلامية؟ ومتى؟
أخشى أننا سنبقى ننتظر “غودو”… كما نفعل دائمًا؟
الله غالب على أمره.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مهندس يلقي نفسه بترعة الكسرة في البلينا بسوهاج
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني: الدبلوماسية السعودية أثبتت مجدداً أنها صوت العقل والحكمة في محيطنا العربي، مساهمتكم الفاعلة في رفع العقوبات عن سوريا تعكس حرصاً حقيقياً على وحدة سوريا واستقرارها وعودة دورها الفاعل في الإقليم. (تغريدة عبر X)
  • مهندس من السويداء يصمم مكثفاً لتفادي احتراق الخبز في بيت النار عند انقطاع الكهرباء
  • محافظ دمياط و مدير المعهد العربى يناقشان الخطط الطموحة لتعزيز التعاون المشترك
  • ملتقى توظيف القليوبية 2025.. فرص عمل متنوعة في أبرز شركات القطاع الخاص
  • مهندس كمبيوتر يحوّل شغفه لصناعة محتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي|فيديو
  • حين تُقصف العواصم… أين تختبئ الدبلوماسية؟
  • ملتقى "مهندس تحوُّل الطاقة" يناقش التوجهات المهنية وتمكين الكوادر الوطنية
  • حوافز جديدة.. حركة تنقلات بين قيادات شبكات الإسكندرية للكهرباء
  • شوبير يعلن رحيل حارس مرمى الأهلي