جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-21@15:06:26 GMT

المنحة وطلبة التعليم العالي

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

المنحة وطلبة التعليم العالي

 

مدرين المكتومية

يومًا تلو الآخر، تترسخ في الذهن قناعة بإيجابيات مساعي حكومتنا الرشيدة، وأخص بالذكر هنا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، نحو تهيئة المناخات التيسيرية أمام طلبة وطالبات التعليم العالي للمُضي قدمًا- بكل أريحية وبعيدًا عن أية ضغوط خارجية- لاستكمال مسارهم التعليمي بتفوقٍ، وتمكينهم وتسليحهم بالمهارات والقدرات التي من شأنها أن توظف طاقاتهم الخلاقة في خدمة المجتمع، والوفاء بمتطلبات تطورات التنمية المُتسارعة.

ومن بين هذه المساعي البيان الصادر عن وزارة التعليم العالي لطلاب الابتعاث الداخلي، والذي أكدت من خلاله أنَّه تنفيذًا للأوامر السامية بمنح طلبة الابتعاث الداخلي مخصصات شهرية بدءًا من العام الأكاديمي الجديد، فإنَّ الوزارة تعمل وبالتنسيق مع لجنة نظام الدعم الوطني على إعداد رابط إلكتروني لاستقبال الطلبات الجديدة، والتي تتراوح قيمة مخصصاتها شهرياً بين 45 إلى 90 ريالًا وفقًا للمسافة الفاصلة بين مقر المؤسسة التعليمية ومقر إقامة الطالب، في خطوة تعكس إيمانًا عميقًا بما يمثله البحث العلمي والابتكار من أجنحة مُهمة لنهضة عُمان وتدرُّجها في مسار التقدُّم والتطوُّر، وما يتطلبه ذلك من تفريغ الطلبة ذهنيًا وبشكل كامل للدراسة دون أية ضغوط مالية قد تؤثر بالسلب عليهم.

والحقيقة أنَّ هذه الخطوة المباركة تعكس مدى الاهتمام السامي والرعاية الحكومية لأبناء عُمان من طلبة مؤسسات التعليم العالي، ومساعدة أسرهم على الوفاء بالتزاماتهم المالية، خاصة وأنَّ الحكومة الرشيدة تعي جيدًا التحديات المالية التي تمر بها بعض الأسر، ولا سيما أسر ذوي الدخل المحدود، وهؤلاء- ولله الحمد- يحظون برعاية حكومية في العديد من المجالات.

ومسألة منح المستحقين من طلبة مؤسسات التعليم العالي دعمًا حكوميًا شهريًا، يجب أن ننظر إليه من عدة زوايا إيجابية، وأن نتوقف عن النظر إلى الأمور من زاوية سلبية ضيقة للغاية، ففي الوقت الذي اعترض فيه البعض على نقطة الضوابط والاشتراطات، لم يلتفتوا إلى أن هذه الضوابط والاشتراطات تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، التي تسعى إليها حكومتنا في مختلف سياساتها، وأن يذهب الدعم الحكومي إلى من يستحقه بالفعل، فهل يُمكن اعتبار جميع طلبة مؤسسات التعليم العالي مُتسحقين للدعم؟! بالتأكيد لا، فهناك من الطلبة ينتمون إلى أسر ذات دخل ميسور، وهذا فضل من الله ومِنّة، ونسأل الله لم البركة والزيادة، ومن ثم لا يُعقل أن يحصل هؤلاء على دعم حكومي ربما ينفقونه في رفاهيات، في حين أنَّ الطلبة الآخرين المُستحقين لهذا الدعم سينفقونه على الأساسيات. ونحن الآن في مرحلة مالية تتطلب ترشيد الإنفاق قدر المُستطاع، مع عدم إغفال الجانب التنموي والدعم الحكومي المقدم للمواطنين المُستحقين. وهذا هو ديدن القرارات الحكومية في مختلف دول العالم، فأينما تذهب شرقًا أو غربًا، تجد أنَّ سياسات الدعم الحكومي مُخصصة فقط لأولئك الذين هم في أمس الحاجة للدعم والمساعدة. وأضرب مثالًا على ذلك للتوضيح، بفكرة دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقرارات الحكومة المتعلقة بهذا القطاع، بينما لا يتم دعم الشركات الكبرى، بل تؤخذ منها الضرائب، من أجل توفير وتدبير النفقات الأخرى في الدولة. وهكذا هو الحال في جميع شؤون الحياة، الدعم يكون مُخصصًا للفئات المُستحقة التي تحتاج بالفعل لهذا النوع من الدعم والمعونة، بينما الفئات الأخرى لا تكون مُستحقة.

لقد أحزنني أن أجد عددًا من المُغرّدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُهاجمون قرار الاشتراطات والضوابط المُنظِّمة لعملية منح طلبة الابتعاث الداخلي في مؤسسات التعليم العالي الخاصة، في حين أنَّه كان أولى بهم تسليط الضوء على الإيجابيات المُتحقَّقة رغم التحديات التي ما تزال تُعاني منها الحكومة، وخاصة الدين العام الذي وصل إلى 14.4 مليار ريال عُماني، وكذلك التذبذب في أسعار النفط، وزيادة الإنفاق الحكومي على دعم الطاقة والوقود وغيرها من الخدمات العامة.

وأخيرًا.. يحدوني الأمل بكل مواطن ومواطنة، أن يضع عُمان نُصب عينيه، وأن يُساهم في نشر الإيجابيات، لا اختلاق السلبيات، مع تأكيد أهمية النقد البنّاء في دعم مسيرة التقدم والنهضة، لكن أن يكون هذا النقد على أسس سليمة ومعلومات صادقة وصحيحة، وأن يخلو من الأهواء الشخصية وأن يبتعد كل البعد عن شخصنة المواقف، حتى تنعم بلادنا بالاستقرار الذي لطالما نُفاخر به الأمم حول العالم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فضيحة المتاجرة في ديبلومات الماستر تستنفر وزارة التعليم العالي

زنقة 20 | متابعة

في تطور جديد لقضية المتاجرة في ديبلومات الماستر التي تفجرت داخل كلية الحقوق بجامعة ابن زهر بأكادير، وجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، استدعاءً عاجلاً إلى عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، محمد بوعزيز، لحضور اجتماع طارئ يُعقد اليوم الإثنين بمقر الوزارة في الرباط.

ويأتي هذا التحرك على خلفية التحقيقات الجارية في ملف الأستاذ أحمد قليش، أستاذ القانون الخاص بالكلية، والذي أصبحت قضيته محط اهتمام واسع على الصعيدين الوطني والدولي، بعدما طفت إلى السطح اتهامات تتعلق بتسهيل الحصول على ديبلومات الماستر مقابل مبالغ مالية، في ما يشبه سوقاً سوداء داخل أسوار الجامعة.

وتسببت هذه القضية في موجة استياء عارمة، بالنظر لما اعتُبر إساءة لصورة الجامعة المغربية وضرباً لمصداقية الشهادات العليا، في وقت تسعى فيه البلاد إلى إصلاح منظومة التعليم العالي وتعزيز معايير الشفافية والاستحقاق.

وبحسب معطيات متطابقة، يُرتقب أن تفتح الوزارة تحقيقاً موسعاً في الموضوع، قد يشمل عدداً من المتدخلين في الملف، بهدف تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات، في أفق تطهير الحقل الجامعي من أي ممارسات تمس بنزاهته الأكاديمية.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي يطلق برنامج "أفق أوروبا" للبحث والابتكار
  • وزير التعليم العالي: دمج الطاقات الطلابية في مشاريع بناء السلام الداخلي ضرورة وطنية
  • قرار جديد من وزير التعليم العالي بشأن المعاهد الخاصة
  • التعليم والتعليم العالي، تحدي الحكومات… !
  • وزير التعليم العالي يبحث مع سفيرة قبرص دعم علاقات التعاون الأكاديمي والبحثي
  • «التعليم العالي» تعتمد تحويل كلية ليوا إلى جامعة
  • بحث تعزيز التعاون الخليجي في مجالات التعليم العالي والابتكار
  • دبي.. 20% زيادة في معدل التحاق الطلبة بمؤسسات التعليم العالي الخاص
  • فضيحة المتاجرة في ديبلومات الماستر تستنفر وزارة التعليم العالي
  • تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي مع أستراليا