مفاوضات غزة: التفاصيل التقنية مجرّد عناوين لتثبيت الاحتلال
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
نقلت «الأخبار»، من مصادر مطّلعة، أن المطالب الإسرائيلية حيال مستقبل الوضع في معبر رفح ومحورَي «فيلادلفيا» و«نتساريم» في قطاع غزة، تأخذ شكلاً يجعل من الصعب التوصّل إلى اتفاق فعلي خلال وقت قريب. وقالت مصادر مشاركة في الاجتماعات التي جرَت في القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، إن «الوفد الإسرائيلي أجاب الوسطاء بأنه ليس مخوّلاً إعلان موافقة نهائية على أي من البنود المطروحة»، وإن «عودته إلى تل أبيب إلزامية، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، هو من سيصدر القرار النهائي»، علماً أن الوسطاء لمسوا «فجوة» في مقاربة الملفات المطروحة بين أعضاء الوفد الإسرائيلي - الذي من المرتقب أن يغادر، اليوم، إلى الدوحة، مجدداً، لإجراء مفاوضات حول مشروع الاتفاق، بعد أن أجرى مشاوراته في الكيان -، وبين ما يصدر من تصريحات في تل أبيب.
إنها غير مستعدّة لإخلاء شامل وكامل للمنطقة، وإنها توافق على الابتعاد فقط عن معبر رفح، وأن «تعيد نشر» قوّاتها بعيداً عن المناطق المكتظة وحركة الناس، شرط أن يتمّ الاتفاق مُسبقاً على آلية العمل والتنقّل في المحور وعلى المعبر. وقالت المصادر إن «الإسرائيليين يركّزون في الجانب الأمني على أنفاق التهريب، حيث يطالبون بتبنّي مقترحات إسرائيلية، على أن يشاركوا هم في تنفيذها، بهدف إقامة جدار حديدي يمتدّ عميقاً في الأرض، مع وضع تجهيزات تقنيّة خاصة تضمن عدم حفر أنفاق جديدة، وعدم حصول عمليات تهريب للأسلحة أو المقاتلين عبر سيناء المصرية إلى رفح». وتتذرّع إسرائيل، في تشديدها على ضرورة انخراطها في كلّ الإجراءات الأمنية على طول الحدود بين غزة ومصر، بأن عمليات التهريب تحصل في أمكنة تشهد إجراءات أكثر تشدّداً. واستشهد مندوب الاحتلال، على ذلك، باعتراض السلطات الأردنية قبل مدّة، 600 قطعة حربية، كان يُخطّط لتهريبها إلى الضفة الغربية، بحسب زعمه.
بالنسبة إلى معبر رفح، تشير المصادر إلى أن الجانب الإسرائيلي يعتبره شريان حياة «حماس» والكتائب المسلّحة، وليس المصدر الوحيد لدخول المساعدات أو البضائع إلى القطاع، مضيفة أن إسرائيل تدافع، في مطالبها بهذا الخصوص، بأنها سبق أن سمحت بدخول حاجات غزة عبر معابر تديرها هي، من الجانبين الشرقي والشمالي. وتتابع المصادر أن «إسرائيل قالت صراحة للولايات المتحدة والوسطاء إنه حتى لو تمّ فتح المعبر خلال وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لن تقبل أن يكون المعبر مُتاحاً للجميع، كما كان عليه الحال سابقاً»، إنها في هذه المرحلة، سوف تصرّ على أن يُخصّص فقط «لحالات خاصة»، وأن يتمّ استخدامه لنقل المرضى الذين تمّت الموافقة على تحويلهم للعلاج في الخارج، إضافة إلى السماح لعدد محدود من شاحنات المساعدات بالدخول، بعد التثبّت من محتوياتها. كذلك، طلب العدو جولات جديدة من «البحث التقني» حول المعبر، وأوكل المهمّة إلى منسّق أنشطة الاحتلال في المناطق، العميد غسان عليان، ومساعده، اللذين يتنقّلان بين القاهرة والدوحة وأبو ظبي.
تعتبر قوات الاحتلال أن تواجدها في محور «نتساريم» ضروري من الناحية الأمنية، وهو ما تولّى رؤساء الوفد الإسرائيلي الأمني شرحه للوسطاء، موضحين أن الأمر لا يتعلّق فقط بعمليات التنقّل بين جنوب القطاع وشماله، بل بضمان حرية الحركة للقوات الإسرائيلية في حالة «الحاجة إلى عمليات مفاجئة ضدّ تهديد وشيك». وتُطالب إسرائيل بأن تكون هناك «آلية لإدارة المنطقة»، تتضمن نقاط مراقبة وتفتيش في منطقة الرشيد (غرباً) وصلاح الدين (شرقاً)، مع بناء أبراج تتواجد فيها القوات الإسرائيلية، وأن تقتصر عملية التنقّل في المرحلة الأولى على الأفراد من العائلات (ما عدا الذكور بين الـ17 والـ55 سنة)، وأن لا يُسمح للعائدين باستخدام المركبات الآلية، وأن يُصار إلى تنظيم آليات لنقل الناس إلى مناطق محدّدة مُسبقاً في الشمال، فضلاً عن أن تسمح آلية إدارة المنطقة بتفتيش كل العابرين، بمن فيهم النساء، خشية أن يعمد مقاتلون من «حماس» إلى التنكّر بأزياء نساء بهدف العبور.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هكذا علّق نتنياهو على فشل آلية توزيع المساعدات الجديدة في غزة
علّق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، على "فشل" الشركة الأمريكية المدعومة من تل أبيب، في توزيع المساعدات على الفلسطينيين في منطقة خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقلل نتنياهو خلال كلمة له في "المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية، الذي نظمته وزارة خارجية الاحتلال بالقدس، من "الفشل"، وقال إن "فقدان السيطرة مؤقتا"، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وأضاف نتنياهو أنه "وقعت اليوم عدة حوادث خلال توزيع المساعدات، وكان هناك فقدان مؤقت للسيطرة، لكننا استعدنا السيطرة على الوضع"، على حد زعمه.
وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفع الاحتلال الإسرائيلي 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، عبر تجويعهم بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وبعيدا عن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، شرعت تل أبيب الثلاثاء، عبر "مؤسسة غزة للإغاثية الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأمريكيا ومرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة فيما تُسمى "مناطق عازلة" جنوب القطاع.
لكن المخطط الإسرائيلي سجل فشلا، وتحت وطأة المجاعة، اقتحم آلاف الفلسطينيين الجائعين مركزا لتوزيع مساعدات، فأطلق عليهم الجيش الإسرائيلي الرصاص، ما أصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة.
ومتحديا الصور والمقاطع المصورة وتقارير الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية، قال نتنياهو: "الكذبة هي أننا نتبع سياسة تجويع في غزة".
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال البدء في توزيع المساعدات جنوب قطاع غزة وفق الآلية الجديدة وبتنفيذ من الشركة الأمريكية الأمنية، فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الاحتلال فشل فشلا ذريعا في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل "العنصرية".
وبحسب شهادات حية حصلت عليها "عربي21" من مواطنين كانوا متواجدين في منطقة "المواصي"، فقد بدأت أعداد قليلة من الفلسطينيين ظهر الثلاثاء، بالتوجه إلى مركز توزيع المساعدات الكائن قرب "دوار العلم" غرب مدينة رفح جنوب القطاع، وعادوا بصناديق كرتونية تحتوي على مواد غذائية.
ومع بث قنوات عبرية وإعلام الاحتلال لفيديوهات ومقاطع صور تظهر عملية توزيع المساعدات، بدأت الأعداد تتزايد وتتجه إلى مركز توزيع المساعدات، في ظل المجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون، بسبب الحصار الإسرائيلي المتزامن مع حرب الإبادة الوحشية.
وقال شهود عيان لـ"عربي21" إنّ "مسار الوصول إلى مركز المساعدات يقع ضمن المنطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال غرب مدينة رفح"، مشيرين إلى أن "المركز محاط بسياج وبوابة أمنية عليها بصمة عين".
ولفت الشهود إلى أنه نتيجة لتدافع الفلسطينيين والحشد الكبير، باتت الشركة الأمريكية تفقد السيطرة على توزيع المساعدات، ما أدى إلى هروب المسلحين التابعة للشركة، وأطلقت طائرات الاحتلال نيرانها لتفريق الفلسطينيين.