حوارية في “شومان” بعنوان “أزمة المثاقفة في الفكر العربي المعاصر”
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
عمان 27 آب – قال الناقد والمفكر السعودي الدكتور سعد البازعي، إن التأزم حالة حرجة يمر بها الإنسان وتمر بها المجتمعات مثلما تمر بها الثقافات والعلوم والتشكيلات الأكبر، أي الحضارات.
وأضاف في حوارية مساء أمس الاثنين، نظمها منتدى عبد الحميد شومان بعمان، بعنوان “أزمة المثاقفة في الفكر العربي المعاصر”، وأدارها الناقد والباحث الدكتور محمد عبيد الله، أنه حين تطور علم الكلام في الحضارة العربية الإسلامية في القرن الثاني الهجري، الثامن الميلادي، كان ذلك نتيجة لتأزم تمثل في دخول عقائد وأفكار جديدة على عالم ينعم بطمأنينة الإيمان بالدين الجديد، وهو الإسلام، مشيرا إلى أن علم الكلام كان محاولة جادة للخروج من أزمة ذلك التدفق لأفكار ومعتقدات الآخر والذي تمثل حينذاك بالثقافتين الفارسية واليونانية.
وقال إن “الفكر العربي المعاصر، أو الذي يمكن أن يوصف بأنه فكر، يصدر بعيداً عن الحلول السهلة والتفكير المؤدلج، أي أنه فكر يصدر عن وعي بالتأزم وبالتحديات، بمعنى أن صناعة الأفكار سواء كانت مفاهيماً أو نظريات أو فلسفات، لابد لها أن تستوعب تعقيدات التفاعل مع الواقع المحيط، الواقع القريب والبعيد، ومع الآخر المختلف ثقافياً والمؤثر ثقافياً أيضاً، كما هو حال التفاعل مع الفكر الغربي.
مقالات ذات صلةوأكد الدكتور البازعي أهمية تحديد نوع التأزم، والسبل الممكنة لتجاوزه من أجل تبلور فكر عربي أكثر استقلالية، ومن ثم أكثر إثراء لرؤيتنا لأنفسنا وللعالم، وأكثر قدرة أيضاً على الإسهام في الفكر العالمي، أي في ما ينتجه العالم اليوم من فلسفات ونظريات ومفاهيم وأفكار تواجه مشاكل العصر وتقترح الحلول لها.
ونوه إلى أن الفكر العربي اليوم يتخلق نتيجة لسعي المفكرين للعثور على موقع لهم أمام التدفق الفكري القادم من الآخر، الغرب تحديداً، والحاجة أيضاً إلى استيعاب الواقع العربي من جهة أخرى.
وأوضح أن منتجو المعرفة، وهم المفكرون والعلماء والمبدعون في شتى المجالات، يواجهون تيارات العصر الفكرية والإبداعية من ناحية، مثلما يواجهون واقعهم وماضيهم، من ناحية أخرى. وفي الوقت نفسه هناك واقع الحياة العربية اليومية التي تتأثر بدورها بما ورثته من معتقدات وتقاليد وكذلك بما تفيض به وسائل الإعلام وشبكات التواصل من مؤثرات، مضيفا أن الفكر العربي أو منتجو المعرفة العربية بحاجة إلى استيعاب الجانبين معاً: ما يصلهم من تيارات ونظريات وفلسفات، وما يعيشون بين جنباته من متغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وهنا أحد مكامن التأزم. لا يمكن لفكر أو معرفة عربية أن تنتج بمعزل عن هذه كلها
وكان الدكتور محمد عبيدالله، أكد في بداية الحوارية على أهمية التطرق إلى أزمة “التثاقف” في الفكر العربي المعاصر، والبحث عن حلول لها، باعتبار أنها تجاوزت المرحلة الطبيعة.
وبين أن “التثاقف” هو مصطلح مشتق من كلمة الثقافة التي تعد شديدة التعقيد لكثرة استعمالاتها وتحولاتها، مشيرا الى أن “التثاقف” هو أحد سبل الانفتاح والتبادل، ويطلق على التغيرات في الممارسات والمواقف والأفكار والمعتقدات والتقاليد وأنماط السلوك ونحو ذلك مما يطرأ عليه التغيير نتيجة الاتصال بثقافات مختلفة.
يشار إلى أن الدكتور سعد البازعي، هو مؤلف ومترجم وناقد من المملكة العربية السعودية، عمل أستاذاً لآداب اللغة الإنجليزية والأدب المقارن بجامعة الملك سعود بالرياض، ورئيساً لتحرير الموسوعة العربية العالمية، وعضواً بمجلس الشورى السعودي، كما رأس لجنة التحكيم لجائزة الرواية العربية العالمية (البوكر) لعام 2014، وشغل عضوية المجلس الدولي لدعم الثقافة باليونسكو.
له 24 مؤلفاً وسبعة كتب مترجمة، إلى جانب العديد من الأوراق البحثية المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية.
نال عدداً من الجوائز منها: جائزة السلطان قابوس للنقد الأدبي، جائزة وزارة الثقافة والإعلام السعودية لكتاب العام، جائزة البحرين للكتاب، ومؤخراً جائزة الدوحة للكتاب العربي. وكرم في عدد من المناسبات. ويشغل حالياً منصب رئيس جائزة القلم الذهبي للرواية الأكثر انتشاراً.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: فی الفکر
إقرأ أيضاً:
“الشعبية”: مخرجات القمة العربية مخيبة للآمال
الثورة نت/..
اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن مخرجات القمة العربية الأخيرة جاءت مخيبة للآمال، ولا ترقى إلى مستوى المجازر والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهراً.
وقالت الجبهة في بيان، اليوم الأحد، إن مخرجات القمة العربية الأخيرة التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد يوم أمس، تعكس استمرار العجز الرسمي العربي عن القيام بواجباته القومية والإنسانية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
وأضافت: “رغم تثميننا للمواقف التي أعادت التأكيد على ثوابت شعبنا، ورفضنا التهجير، وأدنّا الإبادة وسياسة التجويع وتدمير البنية التحتية، فإننا نعتبر أن هذه المواقف تبقى شكلية ومجردة من أدوات الفعل والتأثير والتنفيذ، ما لم تتحّول إلى قراراتٍ عملية وملزمة”.
وأوضحت أنه “كان من الواجب على القمة أن تتخذ إجراءات عاجلة، من بينها تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة بفرض كسر الحصار الجائر عن قطاع غزة فوراً، وفتح المعابر بشكلٍ دائم لتأمين تدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، في مواجهة حرب الإبادة والتجويع التي يشنها العدو الصهيوني”.
ودعت لتفعيل مقدرات الأمة العربية للضغط الحقيقي لوقف العدوان، بما يشمل وقف التطبيع، وتجميد الاتفاقات مع الكيان، والضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الفوري.
وطالبت الجبهة، القمة العربية بـ”تحويل قراراتها المهمة إلى آليات تنفيذ عاجلة وملموسة، تنهي حالة العجز والتراخي، وتعيد الاعتبار للموقف العربي القومي، نصرةً لشعبنا، ودعماً لصموده ونضاله العادل من أجل الحرية والعودة الاستقلال”.