تعلم كيف تكون يقظًا ولا تؤجل عمل اليوم للغد
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
قال الدكتور علي جُمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أنه في كثيرٍ من الأحيان الإنسان يُؤَجِّلُ عمل اليوم إلى الغد، ويأمل في فُسْحَةٍ من الوقت، وينتظر أن يتفرَّغ من الحياة الدنيا ومن مشاغلها ومن مصائبها ومن كَوَادِرِها، ومما يُعَطِّل الإنسان في حياته.
. يكشفها علي جمعة
وأكد جُمعة عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك أن هذا التأجيل من الْحُمْق وليس من الحِكمة في شيء، الحكمة: «بادروا بالأعمال سبعًا»، في الحديث أمرنا أن نبادر بالأعمال، أن نفعل ما أقامنا الله فيه الآن، فنحن الآن وعندنا خمس دقائق فلنسبِّح، أو فلنقرأ جزءًا من القرآن ولو صفحة، أو فلنصلي ركعتين، أو فلنتدبر ولنتأمل آية من كتاب الله، أو نقوم فنتوضأ، نفعل أي شيء من الخيرات؛ لأن الخير لا ينتظر، ولأن الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك. ومنسوب إلى الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال: صاحبتُ الصوفية فاستفدت منهم أن الوقت هو كالسيف إذا لم تقطعه قطعك.
وتابع جُمعة، أنه يجب مراعاة الأوقات والمبادرة بالأعمال الصالحات، يقول ربنا سبحانه وتعالى : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} ويقول تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ} فالفَرَارُ إلى الله والإسراع إلى العمل الصالح هو شيء من الحكمة ، ولذلك فإن التأجيل والتأخير حتى يَفرغ الإنسان أو حتى يتهيأ الإنسان من الحمق، ويجد الإنسان نفسه أنه قد مضى الوقت ولم يفعل شيئًا، وقد ذهب الشباب وأنه لم يفعل شيئًا، ...وهكذا ، فهذا أمر خطير جدًا ؛ لأن اليوم الذي يمضي لا يعود مرة أخرى.
وأضاف جُمعة أنه مراعاة الأوقات والقيام بواجب الوقت من الحكمة: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} وفي الحديث النبوي: « لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ يَأْتِي عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا يُنَادَى فِيهِ يَا ابْنَ آدَمَ : أَنَا خَلْقٌ جَدِيدٌ وَأَنَا فِيمَا تَعْمَلُ عَلَيْكَ غَدًا شَهِيدٌ ؛فَاعْمَلْ فِيَّ خَيْرًا أَشْهَدْ لَكَ بِهِ غَدًا ،فَإِنِّي لَوْ مَضَيْتُ لَمْ تَرَنِي أَبَدًا »، فاليوم الذي يمضي لا يعود، ولذلك يسميه المَنَاطِقَة عَرَض غير قار، يعني غير مستقر، يعني ليس الزمان كالمكان، المكان ثابت، نذهب إليه فنجده، نذهب إليه غدًا فنجده أيضًا،الزمن ليس ثابتًا، الزمن كأنه حبل يمر علينا، فكلما مضى لا نستطيع أن نُرجع أمس في غدنا أبدًا.
واختتم جُمعة أن الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب –رضى الله تعالى عنه- كان يُحاسب نفسه على مستوى الأنفاس، فكان ينظر إلى نفسه ويتذكر ربه ويراقب أعماله وسلوكه على مستوى النَّفَس، فيقول: «ما خرج نفس مني وعندي أمل أن يعود، وما دخل نفس وعندي أمل أن يخرج»، يعني كأنه يترقَّب النهاية ويترقب الموت ويترقب سكوت النَّفَس، وهي مرحلة عالية جدًّا أن يراقب الإنسان نفسه على هذا الحال، ولذلك كان متيقِّظًا، وهذه يسميها أهل الله (اليقظة)، يعرف حقيقة نفسه، ويعرف حقيقة زمنه، ويعرف حقيقة الكون، ويعرف طلب الله سبحانه وتعالى منه، ويعرف العمل الصالح، ولأنه يعرف كل هذه الحقائق فتراه يفعل كل خير {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ج معة علي ج معة عمل اليوم إلى الغد الوقت التأجيل الأوقات
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف ورئيس جامعة القاهرة يشهدان ختام فعاليات "اليوم التثقيفي للأئمة "والواعظات بالجامعة
شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف؛ والأستاذ الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة؛ ختام فعاليات اليوم التثقيفي للدعاة والواعظات، والذي عُقد تحت عنوان: "بناء الإنسان وتطوير الوعي وتحصين الهوية"، وذلك بمشاركة (٥٠٠) من الأئمة والواعظات، وبحضور قيادات وزارة الأوقاف وجامعة القاهرة.
وفي كلمته، أعرب وزير الأوقاف عن خالص شكره وتقديره لرئيس جامعة القاهرة وأسرة الجامعة الكريمة على حسن الاستقبال، وما قدموه من دعم علمي وفكري زاخر للأئمة والواعظات، مؤكدًا أن جامعة القاهرة تمثل منارة علم وثقافة أصيلة، وأن بذل العلم والمعرفة هو أسمى صور الكرم والعطاء.
ووجّه وزير الأوقاف رسالة إلى الأئمة والواعظات بضرورة استيعاب ما تلقوه من معارف خلال هذا اللقاء، وتطبيقه على أرض الواقع، مشددًا على أن العلم لا يثمر ما لم يتحول إلى وعي وسلوك، وأن الحكمة ضالة المؤمن، أنّى وجدها فهو أحق الناس بها.
وأوضح أن الحضارات لا تُهدم فجأة من الخارج، وإنما تبدأ رحلة سقوطها حين يضعف وعي الإنسان، ويغيب عنه إدراكه لقيمة ذاته ووطنه، وتتفكك منظومة القيم التي تحفظ توازن المجتمع واستقراره، وعلى رأسها: الإيمان، والانتماء، والصدق، والأمانة، واحترام القانون، والعمل والإنتاج.
وانطلاقًا من هذه الرؤية، أكد وزير الأوقاف أن النهضة الحقيقية لا تقوم على البنيان والموارد وحدها، بل تنطلق من بناء الإنسان ذاته، وصياغة وعيه صياغة متوازنة، تحصنه من عوامل السقوط. فالحضارات لا تموت قتلًا، وإنما تموت انتحارًا، فإذا أردنا أن نصنع نهضةً مستدامة، فعلينا أن نعيد بناء الإنسان من داخله، بالفكر الرشيد، والوعي المستنير، والتربية الأخلاقية، وصناعة الأمل، فهذه هي الحصون الحقيقية التي تحفظ كيان المجتمعات، وما سواها عرضة للزوال مهما بدا قويًّا.
من جانبه، رحّب رئيس جامعة القاهرة بوزير الأوقاف والمشاركين في الفعالية، مؤكدًا أن الجامعة تضع كل إمكانياتها العلمية ومراكزها البحثية في خدمة رسالة التنوير التي تحملها وزارة الأوقاف، بما يعزّز من وعي الأئمة والواعظات، ويسهم في حماية المجتمع من الفكر المتطرف.
وفي ختام اللقاء، وجّه كل من وزير الأوقاف ورئيس جامعة القاهرة التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وإلى الشعب المصري العظيم، بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، سائلين الله (عز وجل) أن يديم على مصرنا الحبيبة الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء.