الجزيرة:
2025-05-19@01:15:45 GMT

معالجات إنتل تحترق والشركة لا تنوي إصلاحها

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

معالجات إنتل تحترق والشركة لا تنوي إصلاحها

بمفردها تحظى شركة "إنتل" (Intel) بحصة سوقية تتخطى 78% في قطاع المعالجات المركزية متفوقة بذلك على غريمتها "إيه إم دي" (AMD) و"آبل" اللتان تشغلون المركز الثاني والثالث على التوالي، وذلك وفق تقرير نشرته شركة "كاناليس" (Canalys) المهتمة بمتابعة أسواق أجهزة الحاسوب وتحليلاتها.

بنت "إنتل" نجاحها في قطاع المعالجات المركزية في الحواسيب عبر عدة سنوات قدمت خلالها معالجات قوية قادرة على تحمل الأشغال الشاقة مهما كانت، فضلا عن أدائها المتميز مع الألعاب المختلفة، لذا يمكن القول إن جمهور اللاعبين والراغبين في الحصول على معالجات للألعاب هم من الأسباب الرئيسية وراء نجاح الشركة الأميركية، ولكن يبدو أن "إنتل" قررت أن تهمل هذا القطاع الذي جعل قيمتها تتخطى 50 مليار دولار مع الجيلين الـ13 والـ14 من معالجاتها.

تعاني معالجات "إنتل" في الوقت الحالي من أزمة ممتدة لعدة أسابيع دون وجود حل واضح للمشكلة أو حتى اعتراف الشركة بها، إذ تفاجئ اللاعبين باحتراق الأجيال الجديدة من معالجات "إنتل" تحديدا دون غيرها بشكل مفاجئ وبالتالي تلفها بشكل كامل، والشركة لا ترغب في إصلاح المشكلة أو تعويض اللاعبين.

تعاني معالجات "إنتل" في الوقت الحالي من أزمة ممتدة لعدة أسابيع دون وجود حل (وكالة الأنباء الأوروبية) بداية أزمة معالجات إنتل

رغم أن أزمة معالجات "إنتل" جذبت الأنظار بكثرة في الأسابيع الماضية، فإنها ليست مشكلة جديدة وتعود بدايتها إلى نهاية عام 2022، وتحديدا منتصف ديسمبر/كانون الأول، إذ بدأ المستخدمون في ملاحظة تلف المعالجات بشكل كلي ولكن بشكل أقل من الوضع الحالي.

ثم استمرت المشكلة في الظهور بشكل عشوائي طوال عام 2023 وحتى الإعلان عن الجيل الـ14 من المعالجات وإطلاقه، حيث استمرت المشكلة مع الجيل الجديد، لتنفجر وتصل إلى ذروتها في الشهور الماضية تزامنا مع إطلاق الإصدار رقم 5.4 من محرك "أنريل" (Unreal) لتطوير الألعاب واعتماد الشركات المطورة عليه بكثافة.

وقبل أن تعترف "إنتل" بالمشكلة الموجودة في معالجاتها، لاحظ المسؤولون في محرك "أنريل" أن 50% من مستخدمي معالجات "كور آي-9" من الجيلين الـ13 والـ14 يعانون من توقف المحرك بشكل مفاجئ قبل تلفه بشكل نهائي، وهو الأمر الذي دفع جزءا كبيرا منهم للانتقال إلى معالجات "إيه إم دي".

استمرت الأزمة حتى لاحظها فرق تطوير الألعاب، وفي مقدمته فريق شركة "ألديرون للألعاب" (Alderon Games) المطور للعبة "باث أوف تايتنز" (Path Of Titans)، إذ أصدر الفريق بيانا رسميا يتهم فيه "إنتل" ببيعها لمعالجات معطوبة تؤثر على تجربة المستخدمين والمطورين على حد سواء.

بيان الشركة تطرق إلى العديد من المشاكل التي تسببت فيها معالجات الشركة، بدءا من تعطل جميع حواسيب الألعاب التي تستخدم معالجات الجيلين الـ13 والـ14 بنسبة تفوق 100%، فضلا عن تعطل خوادم اللعبة التي تعتمد على هذه المعالجات وحواسيب المطورين وأدوات الاختبار، وذلك عبر الشهور الماضية رغم محاولات الفريق للتواصل مع الشركة لإيجاد حلول تتغلب على هذه التحديات، وعندما لم يجد الفريق فائدة من التواصل مع "إنتل" قام بتعطيل تشغيل لعبته على معالجات الجيلين الـ13 والـ14 خوفا من المشاكل التي قد تسببها.

بيان فريق "ألديرون" لتطوير الألعاب ليس الوحيد المتعلق بالمعالجات المعطوبة، إذ كشف أكثر من متجر أوروبي لبيع قطع الألعاب والمعالجات المخصصة أن معدل إرجاع هذه المعالجات تجاوز 4 أضعاف المعتاد في فترات قصيرة، وهو الأمر الذي يؤكد وجود مشكلة حقيقية في هذه المعالجات، خاصة أنها لم تكن مقتصرة على معالجات "كور آي-9" فقط.

أزمة معالجات "إنتل" جذبت الأنظار بكثرة في الأسابيع الماضية (بيكسلز) تجاهل مطلق

من طرفها قررت "إنتل" أن تتجاهل كل هذه الشكاوى والتحديات بشكل كامل، وعندما تعالت الأصوات المتهمة للشركة، ألقت "إنتل" التهمة على استهلاك الطاقة المرتفع وغير المنتظم للمعالجات، وأعلنت من خلال بيان رسمي عبر موقعها أنها تنوي إطلاق تحديث يحد من حدوث المشكلة.

ولكن هذا التحديث يستهدف المعالجات التي لم تصب بالأزمة بعد، في إشارة مباشرة من الشركة إلا كون المعالجات المعطوبة لن يتم إصلاحها أو لا يوجد حل مباشر لها، كما أن الشركة لا تنوي سحب المعالجات المعطوبة أو حتى المعالجات الموجودة حاليا في الأسواق، وستترك أمر التحديث على عاتق المستخدمين الذين يشترون المعالجات.

اتباع "إنتل" لهذا التصرف يختلف كثيرا عن منافستها الرئيسية "إيه إم دي"، التي عانت من مشكلة مماثلة مع معالجات "رايزن 9000" (Ryzen 9000) في الوقت ذاته، ولكن على غرار "إنتل" قررت إيقاف بيع المعالجات حتى تتمكن من حل المشكلة ثم إعادة طرحها مجددا في الأسواق.

السبب الرئيسي للمشكلة

قدم موقع "تومز هاردوير" (Toms Hardware) تفسيرا منطقيا بناء على الاختبارات التي قاموا بها لمعالجات الجيلين الـ13 والـ14 من إنتل، وقد أشار هذا التحليل إلى سببين مباشرين لحدوث المشكلة، الأول متعلق بالتحديث البرمجي الذي أرسلته "إنتل".

يعالج هذا التحديث عطلا في الرمز البرمجي للمعالج يجعله يسحب طاقة أكثر من التي يحتاجها، وهو ما يؤدي إلى تلف دوائر الطاقة فيه، وهو تلف دائم لا يمكن حله مع الأكواد البرمجية أو حتى إصلاحه بشكل واضح، ويجب التخلص من المعالج في حالة حدوثه.

والسبب الثاني متعلق بعملية الأكسدة التي تعد جزءا من صناعة المعالجات المركزية، وتعمل هذه الطبقة المؤكسدة على حماية مكونات المعالج، ولكن بسبب عطل في وضع هذه الطبقة، فإنها ليست قادرة على حماية المكونات وتسهم في تلفها بدلا من ذلك، ومن الجدير بذكره أن "إنتل" عانت من هذه المشكلة سابقا مع معالجات "كور آي-7" في عام 2023 وقامت بحلها لاحقا.

خوف من اجتماع المستثمرين

تصاعدت وتيرة الأزمة في وقت لا تحسد "إنتل" عليه، إذ بدأ الأمر مع اقتراب الإعلان عن أرباح المستثمرين، وهو الأمر الذي لم يأت في صالح الشركة على الإطلاق، وبينما تجاهلت الشركة الإعلان عن خسائرها بشكل مباشر، إلا أنها كشفت عن حملة لخفض التكاليف بمقدار 10 مليارا دولار لتفادي الخسائر المستقبلية، وهو الأمر الذي يتضمن تسريح جزء كبير من عمالة الشركة.

ربما كان رد "إنتل" أخيرا على هذه الأزمة محاولة منها لتجنب خفض قيمة الأسهم أكثر من ذلك، إذ تأثرت أسهم الشركة بأكثر من 1% من قيمتها منذ اشتعال الأزمة، وإذا لم تتمكن الشركة من تقديم حلول منطقية وأسباب مرضية للمستثمرين، فإنك ستجد حالات انسحاب عديدة من أسهم الشركة مما سيؤثر سلبا على قيمتها.

لذا يظل السؤال، هل تنقذ "إنتل" الموقف؟ أم تستمر في تجاهل الأزمة حتى تتفاقم وتصل إلى درجة لا يمكن علاجها؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وهو الأمر الذی

إقرأ أيضاً:

بشكل فوري.. نتنياهو يصادق على استئناف إدخال المساعدات إلى غزة

أفاد موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين بقرار المجلس السياسي والأمني استئناف نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري

اقرأ ايضاًمئات الشهداء والجرحى.. الجيش الإسرائيلي بدأ عملية عسكرية برية في غزة

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم اتخاذ قرار استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري دون تصويت رغم معارضة وزراء.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى أن وزراء حضروا مناقشة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يعتقدون أن القرار جاء نتيجة ضغوط أمريكية

اقرأ أيضاً: هدنة غزة تصطدم بـ "عربات جدعون".. ماذا يريد نتنياهو؟

وقال "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين إن المساعدات ستنقل عبر منظمات دولية عدة حتى بدء عمل آلية المساعدات الجديدة 24 أيار مايو الجاري.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو صادق خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني والسياسي لدى الاحتلال (الكابينيت) على استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم معارضة بعض وزرائه.

اقرأ ايضاًالصومال تعلن عن 30 قتيل وجريح بهجوم استهدف مقديشو

وأضافت القناة أن نتنياهو رفض طلب وزير إيتمار بن غفير طرح قرار إدخال المساعدات للتصويت داخل الكابينيت، مؤكدًا المضي قدمًا في القرار دون الحاجة لموافقة جماعية.

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند بشكل فوري.. نتنياهو يصادق على استئناف إدخال المساعدات إلى غزة عصير لزيادة الأنوثة إطلالة كيم كارداشيان في باريس.. أناقة خادعة بتوقيع برادا وبهذا السعر هدنة غزة تصطدم بـ "عربات جدعون".. ماذا يريد نتنياهو؟ مئات الشهداء والجرحى.. الجيش الإسرائيلي بدأ عملية عسكرية برية في غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًما هي سيناريوهات الحكومة الأردنية المقبلة في ظل البرلمان الجديد؟

اشترك الآن

اقرأ ايضاًعامر خان سيتزوج للمرة الثالثة.. وأصابع الاتهام موجهة لهذه النجمة! © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • مدير إنتل السعودية: 80% من سوق المعالجات لنا.. والذكاء الاصطناعي مستقبل الرقائق
  • بشكل فوري.. نتنياهو يصادق على استئناف إدخال المساعدات إلى غزة
  • الخطوط الجوية اليمنية تشدد على التزام وكالات السفر بالرسوم المعتمدة لهم من قِبل الشركة
  • بتكلفة 29 مليون جنيه.. محافظ القليوبية يتفقد 70 معدة نظافة تم إصلاحها لرفع كفاءة الخدمة
  • "فى استجابة سريعة للفجر" مياه أسيوط: فتح المياه من 8 صباحا وحتى 2 ظهرا يوميا بقرية الزاوية وحل المشكلة خلال اسبوعين
  • وزير النقل: طرح الشركة المساهمة للأتوبيس الترددي مستقبلا فى البورصة
  • الشركة اليمنية للغاز تدعو وزارتي الدفاع والداخلية إلى التدخل العاجل للإفراج الفوري عن مقطورات الغاز المحتجزة في محافظة ابين
  • “المعالجات الإسعافية” .. والي الشمالية يتفقد محطة مياه حلفا ضمن زيارته لمحلية حلفا
  • إسرائيل تحترق.. النيران تشتعل في وادي القدس ‏وتمتد إلى المنازل ‏
  • رئيس نيسان الجديد: لسنا بحاجة لشريك خارجي لإنقاذ الشركة