هل يحسّن مسؤولو الاقتصاد الجدد حياة الإيرانيين؟
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
طهران– يواجه اقتصاد إيران مرحلة شديدة التعقيد مع تشابك التحديات الداخلية مع الضغوط الخارجية لتشكل واقعا اقتصاديا صعبا أمام الحكومة الجديدة.
ويتولى الفريق الاقتصادي للحكومة وفي مقدمتهم وزير الاقتصاد مهامهم في ظل اقتصاد مثقل بأعباء العقوبات الدولية المستمرة، والتي أدت إلى تقييد التجارة الخارجية وتدهور قيمة العملة المحلية، مما أفضى إلى تكرار الاحتجاجات على خلفية الأزمة الاقتصادية في السنوات الأخيرة وكذلك إضرابات العمال في مختلف المجالات.
يضاف ذلك إلى ما تعانيه إيران من معدلات تضخم مرتفعة، وبطالة متزايدة، وانخفاض في الاستثمارات، مما يزيد من التحديات التي يجب على الحكومة معالجتها بشكل عاجل.
سياسات متوازنةوفي هذه البيئة الاقتصادية الصعبة، يُطلب من الفريق الاقتصادي الجديد ابتكار حلول جذرية ومبتكرة لتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار المالي، وتظل أولوياتهم واضحة وهي مواجهة التضخم، إعادة هيكلة النظام المصرفي، وتحفيز القطاعات الإنتاجية.
مع ذلك، فإن المهمة لا تقتصر على معالجة الأزمات الآنية فقط، بل تتطلب، كذلك، وضع إستراتيجيات طويلة الأجل لتحقيق تنمية مستدامة وضمان تحسين مستويات المعيشة للمواطنين.
وفي هذا السياق، سيحتاج وزير الاقتصاد وفريقه إلى تبني سياسات متوازنة تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، وتعمل على تحصين الاقتصاد الإيراني من التحديات الخارجية والداخلية المتزايدة.
الفريق الاقتصاديوخلافا للاعتقاد السائد، فإن الفريق الاقتصادي للحكومة لا يقتصر على وزير الاقتصاد ورئيسي التخطيط والموازنة والبنك المركزي، بل الأهم منهم أن الفريق الاقتصادي للحكومة يضم وزراء يتولون مناصب مسؤولة عن الإنتاج، بشكل مباشر أو غير مباشر.
لذلك، يضم الفريق الاقتصادي وزراء الإنتاج، ومنهم وزراء الصناعة والمعادن والتجارة، والزراعة، والنفط، وهم المسؤولون بشكل مباشر عن قطاعات الإنتاج في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الوزراء مسؤولون عن توفير البنية التحتية للبلاد، منها الطرق والتنمية، والاتصالات، والطاقة، والصحة والعلاج، والتعليم العالي، ويهيئون كذلك أرضية الإنتاج في البلاد، والتي تعتبر أهميتها حيوية للغاية للنمو الاقتصادي.
لكن في الوضع الحالي، ربما تكون أهم الوزارات لحل التحديات الملحة للاقتصاد هي وزارة الخارجية، أي الوزير عباس عراقجي وجميع المديرين التابعين له، بما في ذلك نواب الوزراء وسفراء إيران في البلدان الأخرى.
وبما أن اقتصاد البلاد لا يزال يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط وقد مرت أكثر من 7 سنوات على تشديد العقوبات، فإن الحد من العديد من المشاكل الاقتصادية أو حلها على المدى القصير يعتمد كليا على رفع العقوبات التجارية والمالية، ولذلك فإن دور وزارة الخارجية حيوي للغاية بالنسبة لاقتصاد البلاد في الوضع الحالي.
وفي ضوء هذه الحقيقة يمكن لوزير الاقتصاد والمستشار الاقتصادي للرئيس ورئيسي البرنامج والميزانية والبنك المركزي، المسؤولين عن السياسات المالية والنقدية للبلاد، توفير أرضية لحل بعض المشاكل الاقتصادية، مثل التضخم والبطالة وعدم المساواة والفقر.
أمل ضعيفوفي السياق، رأى أستاذ الاقتصاد مرتضى أفقه أن أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة الجديدة تتمثل في التضخم الذي ظل عند مستوى 30% أو أكثر لأكثر من 7 سنوات، وانخفاض معدل النمو الاقتصادي، والإحجام عن الاستثمار بسبب استمرار العقوبات ووجود التوترات الإقليمية.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هذه الأزمات تضاف إلى عدم استقرار المتغيرات الاقتصادية (مثل مؤشر أسعار السلع الأساسية وسعر العملة)، وعدم الاستقرار الإداري والسياسي وارتفاع البطالة، وعدم المساواة، والفقر، وغيرها من المشاكل.
وأشار إلى أنه في ظل التوتر الإقليمي جراء حرب إسرائيل على غزة وعواقبها على إيران في ذروته، كما أن أفق حل مشكلة العقوبات ليس واضحا ولن يكون كذلك إلا بمرور أشهر على الانتخابات الأميركية.
وأضاف أفقه أنه حتى الرفع الكامل للعقوبات وخفض التوترات الإقليمية، في أفضل الأحوال وبشرط تعيين الحكومة لمديرين تنفيذيين في الوزارات وفي المحافظات والمدن، لا يمكن للحكومة إلا أن تمنع تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وبعد أن أصبحت الحكومة على وشك صياغة موازنة العام المقبل، فإن وزير الاقتصاد والرئيس الجديد لمنظمة التخطيط والموازنة إذا تمكنا بمساعدة البرلمان من خفض الإنفاق الزائدة عن الحاجة فإنهما قد يسيطران على عجز الموازنة والتضخم، وفق أفقه.
ومن ناحية أخرى يقول أفقه إنه إذا تمكن وزير الصناعة والمعادن والتجارة بمساعدة المؤسسات المسؤولة الأخرى من إزالة أو تقليل عدد العقبات التي تعترض الأعمال التجارية، يمكن أن تتمكن الحكومة من الحد من التضخم وانخفاض النمو الاقتصادي.
أبرز التحدياتومن جانبه، عدّ أستاذ الاقتصاد آيزاك سعيديان في حديثه للجزيرة نت النقاط أدناه بصفتها أهم التحديات التي يواجهها الاقتصاد الإيراني:
عدم توازن الطاقة: من أكبر تحديات الحكومة الإيرانية الجديدة قضية اختلال توازن الطاقة، إذ تعاني إيران، التي تمتلك موارد غنية من النفط والغاز، من أزمة في قطاع الطاقة لأسباب مختلفة، بحيث يتم توفير جزء كبير من استهلاك البلاد من البنزين من خلال الاستيراد. انقطاع الكهرباء: شهدت العديد من الصناعات وحتى مشتركي الكهرباء المنزلية في فصل الصيف انقطاعات متقطعة للتيار الكهربائي، في الوقت الذي تدفع الحكومة الإيرانية بشكل كبير إعانات مالية في مجال الطاقة لمواطنيها. عدم توازن البنوك: في العقد الماضي، واجه الاقتصاد الإيراني مشكلة تسمى اختلال توازن البنوك، مما أدى إلى رفع التضخم وطباعة النقود في إيران في بعض الأحيان.حجم السيولة: يبلغ إجمالي السيولة في إيران 8 تريليونات تومان، وبسبب الافتقار إلى النمو الاقتصادي وعدم كفاية الناتج المحلي الإجمالي الداخلي، فإن هذا الجزء الكبير من هذا الحجم من السيولة يعتبر غير مدعوم بشكل أساسي.
العقوبات الدولية: وفي أعقاب الصراعات الدولية، تعرض الاقتصاد الإيراني لعقوبات عالمية، وأدى ذلك إلى عدم قدرة إيران على المنافسة بشكل جيد في الأسواق العالمية من حيث التجارة والتصدير والاستيراد.
ومن ناحية أخرى، تسببت هذه العقوبات في عدم إظهار المستثمرين أي رغبة في الاستثمار بإيران، كما تسبب هذا الاتجاه في تدفق الأصول من الشعب الإيراني إلى بلدان أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن العقوبات تسببت في عدم إظهار شركات الطاقة الكبرى في العالم أي اهتمام بالاستثمار في صناعات النفط والغاز الإيرانية، بسبب الخوف من قوانين العقوبات، ومن المؤكد أن تطوير صناعات النفط والغاز الإيرانية على المدى الطويل يمكن أن يزيد بشكل كبير من كفاءة هذه الصناعة في إيران.
في سياق متصل، لفت أستاذ الاقتصاد سعيديان أن وزير الاقتصاد الجديد عبد الناصر همتي كان في السابق رئيسا للبنك المركزي، وانخفضت قيمة العملة الوطنية الإيرانية في عهده بشكل كبير.
وأضاف سعيديان أن همتي خلال فترة عمله كرئيس للبنك المركزي لم يتمكن من السيطرة على معدل التضخم القوي في المجتمع الاقتصادي الإيراني، على الرغم من أنه لا يمكن اعتبار دور العقوبات العالمية في هذه الفترة غير فعال.
وبحسب قول همتي، فإن تركيز البنك المركزي الإيراني في الفترة المذكورة كان فقط الحفاظ على احتياطيات البنك.
وفي الختام، رأى أستاذ الاقتصاد أن في الوقت الحاضر، ووفقا للعقوبات الحالية، وعدم قبول إيران لاتفاقية مجموعة العمل المالي "فاتف" (FATF)، ووصول إيران إلى حجم سيولة لا يمكن دعمه عمليا، وبسبب عدم توازن البنوك وكذلك قطاع الطاقة، فمن غير المتوقع أن ينجح هو والحكومة الجديدة في تحسين معيشة الناس، وستكون خططهم التنفيذية بمثابة مهدئ للاقتصاد الإيراني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاقتصاد الإیرانی الفریق الاقتصادی النمو الاقتصادی أستاذ الاقتصاد وزیر الاقتصاد بشکل کبیر
إقرأ أيضاً:
العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟
بقلم: عمر سيد أحمد – خبير مصرفي ومالي وتمويل
مايو 2025
العقوبات من واشنطن إلى الخرطوم… ما بين الحساب والعقاب
في 24 أبريل 2025، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عزمها فرض عقوبات صارمة على السودان بموجب “قانون مراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لعام 1991”، وذلك بعد تأكيد استخدام الحكومة السودانية لأسلحة كيميائية في عام 2024، في خرق صريح لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي تُعد السودان طرفًا فيها.
القرار، الذي سُلِّم إلى الكونغرس الأميركي مرفقًا بتقرير يؤكد “عدم امتثال السودان”، يُمهّد لتطبيق حزمة من التدابير العقابية، تشمل حظر الوصول إلى خطوط الائتمان الأميركية، وتقييد الصادرات، وتجميد الأصول. ومن المتوقع أن تدخل هذه العقوبات حيّز التنفيذ في أو حوالي 6 يونيو 2025، عقب نشرها في السجل الفيدرالي الأميركي.
ورغم أن هذه العقوبات تأتي ردًا على خروقات خطيرة للقانون الدولي، فإن توقيتها في ظل حرب أهلية طاحنة، وانهيار اقتصادي شامل، وتوسع المجاعة والنزوح، يطرح تساؤلات أخلاقية واستراتيجية حول فاعليتها وجدواها، ومدى تأثيرها الفعلي على النخبة الحاكمة مقارنة بما تلحقه من أضرار مباشرة بحياة المواطنين واقتصاد الدولة.
تجربة السودان السابقة مع العقوبات (1997–2020)
بين عامي 1997 و2020، خضع السودان لعقوبات أميركية شاملة فرضت عليه عزلة اقتصادية ومصرفية خانقة، بتهم دعم الإرهاب واحتضان تنظيمات متطرفة. طالت العقوبات المؤسسات الحكومية والمالية، وحرمت السودان من:
• استخدام النظام المصرفي العالمي المرتبط بالدولار.
• استقبال الاستثمار الأجنبي المباشر أو التمويلات الإنمائية.
• التحديث التكنولوجي والاتصال بأسواق المال.
أدت هذه العقوبات إلى تدهور البنية الاقتصادية، وزيادة الاعتماد على التهريب والاقتصاد الموازي، وهروب الكفاءات ورؤوس الأموال. ورغم الرفع التدريجي للعقوبات في 2017، إلا أن استمرار وضع السودان على قائمة الإرهاب حتى أواخر 2020 أعاق أي تعافٍ جاد، خصوصًا مع تعاقب الأزمات السياسية والانقلابات والحرب الأخيرة.
العقوبات الجديدة – البنود والتوقيت
العقوبات الأميركية الجديدة، التي ستدخل حيز التنفيذ في يونيو 2025، جاءت كرد مباشر على ما وصفته واشنطن بـ”استخدام موثّق للأسلحة الكيميائية من قبل حكومة السودان”. وتشمل:
• حظر التعاملات بالدولار الأميركي.
• تجميد أصول الحكومة والشخصيات المتورطة.
• منع الشركات الأميركية من تصدير تقنيات أو منتجات للسودان.
• حرمان السودان من الوصول إلى التمويل الأميركي أو الدولي المدعوم أميركيًا، خصوصًا عبر خطوط الائتمان أو التسهيلات المالية.
ما يضاعف من أثر هذه العقوبات هو هشاشة الوضع الداخلي، حيث يخوض السودان واحدة من أسوأ حروبه الأهلية، وسط انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة المدنية.
ثالثًا: التأثيرات الاقتصادية المباشرة
1. خروج فعلي من النظام المالي العالمي
السودان اليوم شبه معزول عن النظام المالي العالمي، ومع تنفيذ هذه العقوبات، ستفقد البنوك السودانية القدرة على:
• فتح الاعتمادات المستندية لشراء السلع.
• تنفيذ التحويلات البنكية الرسمية.
• التعامل مع المؤسسات الوسيطة في التجارة الخارجية.
هذا يعني عمليًا إغلاق باب التجارة القانونية، وتوجيه كل النشاطات نحو السوق السوداء أو التهريب.
2. تهديد الأمن الغذائي والدوائي
مع صعوبة الاستيراد الرسمي، تتراجع واردات القمح، الدواء، الوقود، والأدوية المنقذة للحياة. ويؤدي ذلك إلى:
• نقص حاد في الإمدادات الأساسية.
• تضاعف الأسعار نتيجة ارتفاع تكلفة التأمين والنقل.
• توسّع الفجوة في الخدمات الصحية.
3. ضياع موارد الدولة من الذهب
في ظل غياب الرقابة وازدهار اقتصاد الظل، يُقدّر حجم الذهب السوداني المُهرّب بأنه يفوق 50 إلى 80% من الإنتاج السنوي. وقدرت الخسائر من التهريب خلال العقد الماضي بما بين 23 و36 مليار دولار. العقوبات الحالية تدفع بهذا المورد نحو مزيد من التهريب، وتُفقد الدولة فرصة استثمار أكبر كنز نقدي تملكه.
4. تعميق أزمة سعر الصرف
كل هذه التطورات تؤدي إلى:
• تسارع تدهور الجنيه السوداني أمام الدولار.
• تزايد التضخم المفرط.
• انهيار القدرة الشرائية للمواطنين.
رابعًا: من يدفع الثمن؟
رغم أن العقوبات تستهدف النظام السياسي والعسكري، إلا أن من يدفع الثمن فعليًا هو المواطن العادي:
• العامل الذي فقد وظيفته بسبب توقف المصنع عن الاستيراد.
• المزارع الذي لا يجد سمادًا ولا وقودًا.
• المريض الذي لا يحصل على دواء.
• التاجر الذي يُجبر على التعامل عبر السوق السوداء.
خامسًا: العقوبات كأداة سياسية – فعالة أم عقوبة جماعية؟
تاريخيًا، نادرًا ما أسقطت العقوبات الأنظمة القمعية. بل كثيرًا ما زادت من تماسكها عبر:
• خطاب “الحصار الخارجي”.
• عسكرة الاقتصاد.
• قمع المعارضة بحجة الطوارئ.
وفي السودان، حيث الاقتصاد منهار أصلًا، ستدفع العقوبات الناس نحو مزيد من الفقر واليأس، دون ضمان أن تؤدي إلى تغيير حقيقي في سلوك النظام.
سادسًا: أهمية وقف الحرب فورًا
العقوبات في حد ذاتها خطيرة، لكن الحرب تجعلها كارثية. فكل يوم يستمر فيه القتال:
• يُفقد السودان مزيدًا من موارده.
• ينهار الأمن الغذائي.
• يتوسع النزوح والدمار.
وقف الحرب هو الخطوة الأولى والأكثر إلحاحًا للخروج من هذه الدوامة. فبدون وقف إطلاق النار، لا يمكن التفاوض، ولا يمكن الإصلاح، ولا يمكن للعالم أن يستجيب لدعوات تخفيف العقوبات.
الآثار المتوقعة على إعادة الإعمار بعد الحرب
من أبرز التداعيات الخطيرة للعقوبات الأميركية المرتقبة أنها ستُقوّض بشدة فرص إعادة الإعمار بعد الحرب، حتى إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار أو تسوية سياسية. إذ أن إعادة بناء البنية التحتية المدمرة – من طرق ومرافق وخدمات عامة – تتطلب تمويلات ضخمة، لا يمكن تغطيتها من الموارد المحلية وحدها، خصوصًا في ظل الانهيار الكامل للإيرادات العامة وغياب مؤسسات الدولة الفاعلة. وبما أن العقوبات تشمل حظر الوصول إلى التمويل الأميركي وخطوط الائتمان، فإنها تحرم السودان من أي فرص واقعية للحصول على قروض ميسّرة، أو دعم من المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد، أو حتى من شركات مقاولات عالمية. كما أن استمرار العقوبات يُعزّز مناخ عدم الثقة في السودان كبيئة استثمارية، ما يدفع المستثمرين للابتعاد عنه، ويطيل أمد العزلة الاقتصادية، وبالتالي يُجمّد أي مسار حقيقي نحو التعافي والتنمية بعد الحرب.
خاتمة: بين المحاسبة والإنقاذ
العقوبات الأميركية على السودان تُعبّر عن موقف دولي حازم ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، لكنها في سياق حرب داخلية وانهيار اقتصادي، تتحول إلى عقوبة جماعية تهدد بقاء الدولة ذاتها. المطلوب اليوم ليس فقط التعامل مع العقوبات، بل تغيير المسار السياسي والاقتصادي كاملاً.
وذلك يتطلب:
• وقف الحرب فورًا.
• تشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية.
• إصلاح شامل للقطاع المالي والمؤسسي.
• الشروع في مفاوضات مع المجتمع الدولي لرفع العقوبات تدريجيًا مقابل التزامات واضحة بالسلام والشفافية.
فالعالم لن يستثمر في بلد يحكمه الرصاص والتهريب، ولن يخفف عقوبات ما لم يرَ إرادة حقيقية للتغيير. والسودان، برغم الجراح، لا يزال يملك فرصة – لكنها تضيق كل يوم.
o.sidahmed09@gmail.com