هآرتس: آلاف الإسرائيليين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
أكد أحد كبار الأطباء النفسانيين في إسرائيل أنه لا يزال من الصعوبة بمكان تقدير عدد الإسرائيليين الذين أصيبوا أو سيصابون باضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكشف طبيب الأمراض النفسية البروفيسور شلومو مندلوفيتش -في حوار أجراه معه الكاتب روتيم شتاركمان ونشرته صحيفة هآرتس- أن الحالات الجديدة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة تتراوح ما بين 60 ألفا إلى 600.
وفي مستهل الحوار، قال مندلوفيتش (59 عاما) إن المصابين باضطراب ما بعد الصدمة تنتابهم وساوس الخوف والقلق الشديد وقلة الحيلة، وهي أعراض تعود أسبابها إلى تذكر المريض لحدث ما يجعله عاجزا فعلا عن ممارسة حياة طبيعية.
أرقام كبيرةوأشارت الصحيفة إلى أن البروفيسور شلومو مندلوفيتش يعمل مديرا لمركز شالفاتا للصحة العقلية في مدينة هود هشارون بوسط إسرائيل، وأُنيطت به مسؤولية الإشراف على علاج ضحايا اضطرابات ما بعد الصدمة.
وذكر الطبيب النفسي أنه بعد شهر من هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت تظهر هذه الحالات، والأرقام حاليا تشير إلى أن واحدا من كل 3 إسرائيليين يعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وأن الجنود الإسرائيليين في غزة يقاومون تلك الأعراض قبل حدوثها.
وقال إن الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من البلدات الواقعة في غلاف غزة إلى مدينة إيلات يجسدون حالة الانهيار التي يعاني منها مجتمع "محطم".
وأضاف أن حجم الرعب الذي عاشه الإسرائيليون هائل جدا لدرجة أنه من الصعب أن تجد شخصا تعرض لما سماها "المذبحة" (في إشارة إلى هجوم حماس) لم يعانِ بطريقة ما من تبعاتها.
وتابع قائلا: إن المعاناة أضعفت صلابة بعض الفئات الاجتماعية الإسرائيلية، ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، "فما زلنا نعيش حالة حرب، وهناك من تم إجلاؤهم من مساكنهم أو فرّوا".
هل من علاج؟لكن كيف للطبيب مندلوفيتش أن يعرف أن شخصا ما يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة؟ يجيب على هذا السؤال بالقول إن أعراض الإصابة لا تظهر على الفور، بل يحدث ما يسمى اضطراب "الكرب الحاد" أولا، ثم يحدث بعده اضطراب ما بعد الصدمة. ويتجاوز معظم الناس المرحلة الأولى، لكن تتحول الحالة عند البعض إلى اضطراب ما بعد الصدمة.
وسأله الصحفي شتاركمان: هل هناك نظام لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة؟ فأجاب بالنفي، مضيفا أن هذا المرض ليس التهابا في الحلق، بل هو اضطراب معقد، ويرتبط العلاج المناسب بأسئلة أساسية أكثر مما يتعلق بالصدمة نفسها.
وعن العلاج الجماعي للحالات، قال إن تجميع المصابين بالصدمات في مكان واحد قد يكون خطيرا؛ ذلك أنه إذا تعرض شخصان لنفس الحدث المؤلم، وكان أحدهما فقط قادرا على مناقشة الصدمة، فإن الشخص الذي لا يستطيع التحدث قد يستحضرها ويعيش المعاناة مرة أخرى.
ويستدرك الطبيب قائلا إن إدارة العلاج بحذر، ومعرفة كيفية التواصل مع المرضى إلى جانب التنبه للتواصل غير اللفظي، ومراقبة ردود أفعالهم، كل ذلك يمكن أن يثمر عملا جيدا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات اضطراب ما بعد الصدمة
إقرأ أيضاً:
ما هو اضطراب الهستيريا وكيف نتعامل معه؟
#سواليف
يقدم الدكتور ميخائيل لابوفسكي، الأخصائي في علم النفس السريري، تحليلا شاملا لاضطراب #الهستيريا وطرق التعامل الفعال مع #المصابين به.
ويشير العالم، إلى أننا عادة نسمع من يقول لآخر- أنت #هستيري. ويوضح كيف يتصرف الأشخاص الهستيريون.
ووفقا له يمكن من خلال سلوك الشخص تحديد هل هو هستيري أم لا. فمثلا الشخص الهستيري يصرخ، يكسر الأطباق، يتهم الجميع بارتكاب جميع الخطايا المميتة، ويكون على استعداد ليستعرض فقدان الوعي. وهذا الشخص لا يتحدث في حالة #الصراع عن مشاعره، بل ينقض على المحاور باتهامات، ويرفع صوته عليه، ولا يتحكم في ردود أفعاله.
مقالات ذات صلةوبالإضافة إلى ذلك، لا يحاول التوصل إلى حل وسط يرضي الطرفين، بل يصر على رأيه. لذلك، إذا كان الشخص يسعى في حوار ما إلى شرح مشاعره في موقف معين لمحاوره، بهدوء وفي حالة من التوازن، فلا يمكن وصفه بالهستيري – لأنه فقط يريد حوارا مفتوحا يساعده ويساعد محاوره على فهم بعضهما البعض بشكل أفضل.
ولكن، ما تعني عبارة “أنت هستيري”؟
يؤكد لابوفسكي أن هذه العبارة، عادة تأتي ردا على محاولة الشخص التحدث عن مشاعره، وهي مثال على التلاعب الكلاسيكي الذي لا يجب أن ننخدع به. لذلك إذا لم يتواصل الشخص في المحادثة، بل وصف الآخر بالهستيري الذي يختلق مشكلة، فقد يشير ذلك إلى أنه يثير ردود فعل دفاعية. يحدث هذا، مثلا، إذا كان الشخص في طفولته واقع تحت ضغط كبير، وفي مرحلة البلوغ، ينظر إلى أي نقاش حول المشكلة على أنه هجوم.
ووفقا له، إذا لم يكن الشخص مستعدا لمناقشة المشكلة بصراحة، فلا يجب على المقابل إهمال مشاعره، بل يجدر به استخدام أسلوب تواصل آخر. فمثلا يمكنه كتابة رسالة يشرح فيها مشاعره بالتفصيل.