كمال عبد المعروف في بورسودان نذير حرب على الأرجح!

رشا عوض

الحديث الدائر وخلاصته أن هذا الضابط المعاشي هو رسول المصريين إلى البرهان لإقناعه بالسلام وبحفظ المسافة بين الجيش والإسلاميين من وجهة نظري تضليل كامل الدسم!

لماذا؟

أولاً من هو الفريق كمال عبد المعروف؟

هو ضابط إسلامي مؤدلج له ارتباط وثيق بإيران، كان رئيساً لهيئة الأركان وبهذه الصفة كان عضواً في اللجنة الأمنية التي قررت الإطاحة بالبشير في 11 ابريل 2019، فأصبح نائباً لعوض ابنعوف في المجلس العسكري، كان الكيزان يعلمون أن عوض ابنعوف لن يجد قبولاً، وكانت خطتهم أن يتولى عبد المعروف رئاسة المجلس العسكري وبهذا تكون خطتهم الاستراتيجية نجحت! وهي الإطاحة بعمر البشير فقط والاحتفاظ بالنظام خصوصاً التنظيم الأمني العسكري! الخطة هي تحكم هذا التنظيم في فترة انتقالية قصيرة جداً تعقبها انتخابات مطبوخة ومحسومة النتائج سلفاً تأتي بالكيزان في ثوب جديد لمواصلة العهد الإنقاذي! وأفضل شخص لهذه المهمة هو هذا الكمال عبد المعروف!

ولكن المخطط فشل، وقد سبق أن كتبت أن الفترة من 11 ابريل حتى 13 ابريل وهي قصيرة بحساب الزمن (48 ساعة) كانت حافلة بالتحولات الدراماتيكية وبتفاصيل كثيفة، بعضها تسرب في أحاديث حميدتي في عدد من المناسبات، ومؤكد بعضها سيكون في محضر آبلة سناء.

والجزء الأهم منها للأسف في أضابير المخابرات الإقليمية والدولية التي باعت واشترت واستثمرت ومدت أياديها وأرجلها في الأجهزة الأمنية والعسكرية الكيزانية وتبعاً لذلك خربت المشهد السياسي في الفترة الانتقالية.

على هذه الخلفية لا نستطيع التفاؤل بقدوم كمال عبد المعروف إلى بورسودان واجتماعاته مع البرهان!

بكل أسف ظهور هذا الرجل في المشهد ينذر بالتصعيد العسكري ولا يبشر بالسلام، وينذر بمزيد من سيطرة الكيزان على الجيش وليس العكس. وصفقات السلاح وقدوم المقاتلين والخبراء الروس إلى بورسودان وإفشال جنيف كل ذلك يدل على أن رهان الكيزان على الحرب لا السلام، وفي سبيل ذلك يمكن أن يبيعوا كل ما على أرض السودان وما في باطنها للروس أو الإيرانيين أو المصريين ولن يبالوا بالعواقب الوخيمة على وحدة السودان.

مشكلة الكيزان الأزلية هي أن لديهم اعتقاد جازم بأن قوانين الاجتماع السياسي وسنن التاريخ لا تنطبق عليهم! يظنون وبعض الظن إثم أنهم استثناء بحكم وجودهم في مرتبة أعلى من البشر العاديين! ولهذا السبب لم يلتقطوا إشارة التاريخ في 11 ابريل 2019! كانت الإشارة واضحة وبسيطة: عهد الكيزان في حكم السودان بالقوة العسكرية انتهى ولن تقوم له قائمة ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء!

تجارب التاريخ تقول إن أي نظام دكتاتوري ينقسم على نفسه ويتصدع حائط صده وتظهر عليه شروخ كبيرة، ثم تنفجر في وجهه انتفاضة أو ثورة شعبية فإن انهيار هذا النظام بالكامل هو حكم التاريخ، وعلى منسوبيه التفكير في إعادة إنتاج أنفسهم بشروط المستقبل لا التفكير في استعادة الماضي!

إشعال هذه الحرب والإصرار على استمرارها أملاً في عودة الكيزان إلى السلطة على ظهر الجيش يدل كذلك على عدم التقاط إشارة التاريخ وفهمها جيداً!

هذه الحرب لو استمرت مائة عام كما يقولون لن تنجح في إعادتهم إلى السلطة! ببساطة التاريخ قال كلمته ولن يتراجع!

الوسومإيران الإسلاميين السودان الكيزان اللجنة الأمنية المخابرات بورسودان حميدتي رشا عوض روسيا عمر البشير عوض ابنعوف كمال عبد المعروف مصر نظام دكتاتوري

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إيران الإسلاميين السودان الكيزان اللجنة الأمنية المخابرات بورسودان حميدتي رشا عوض روسيا عمر البشير كمال عبد المعروف مصر نظام دكتاتوري

إقرأ أيضاً:

كارا يونج تقترب من صنع التاريخ في برودواي عبر مسرحية «الغرض»

أصبح المشروع الأهم الذي يشغل بال الممثلة الأمريكية كارا يونج حاليًا هو مسرحية «الغرض» الشهيرة على مسارح برودواي، وهي دراما براندن جاكوبس-جينكينز التي تُعرض في مسرح هيلين هايز، وتدور أحداثها حول عائلة سوداء بارزة تكشف عن نفاقها ونقاط ضعفها خلال تجمع حاصرته الثلوج.

تقول يونج، التي تلعب دور شخص غريب يشهد الانهيار: «هناك الكثير في هذه المسرحية. ومثل العديد من الكُتّاب العظماء، فهو يخلق هذه العوالم في سطر أو في الفراغ بين الكلمات».

تؤدي يونج دور عزيزة، عاملة اجتماعية من هارلم، صديقة مقربة لناز لكنها لا تعرف شيئًا عن عائلته. تصرخ قائلةً: «هذا النوع من الأشياء لا يحدث لي أبدًا! لم أقابل مشاهير قط، وأنتِ كنتِ مشهورة طوال هذه الفترة؟».

يتلاشى رهبتها سريعًا مع تفجر غيرة الأشقاء، وإحباطات الوالدين، وخطايا الماضي، وضغوط الإرث، على مأدبة عشاء مليئة بالتوتر. هناك بعض الصفعات.

تقول يونج: «نحن عرضة للغضب من أحبائنا أكثر من أي شيء آخر. ما نراه في أقل من 12 ساعة من لقائهما لأول مرة منذ عامين، هو جلوسهما معًا وتناولهما العشاء، وكل هذه الأمور تظهر، كما يحدث غالبًا».

يونج على وشك صنع التاريخ

أكسبها عملها ترشيحًا لجائزة توني وفرصة لصنع التاريخ، وهي بالفعل أول فنانة سوداء تُرشح أربع مرات متتالية، وإذا فازت، ستكون أول فنانة سوداء تفوز بجائزتي توني على التوالي. ظهرت يونغ لأول مرة على مسرح برودواي عام 2021 في مسرحية "كلايد"، وشاركت في مسرحية "تكلفة المعيشة" في العام التالي، وشاركت مع ليزلي أودوم جونيور في مسرحية "بورلي المنتصر: نزهة غير كونفدرالية عبر رقعة القطن" عام 2024، وفازت بجائزة توني.

ومن جهته، يصف جاكوبس-جينكينز عزيز في نصه بأنها "شخصية ثاقبة ومتعاطفة"، وهذا ينطبق أيضًا على يونغ. تقول إنها تتعاطف مع شخصيتها في مسرحية "الهدف"، فكلاهما من مواليد هارلم، ويدافعان عن الآخرين، ويأملان في جعل الكوكب مكانًا أفضل.

تقول يونج: «أشعر بالارتباط بجوهرها، ففي كل مسرحية قدمتها منذ مهرجانات مسرحياتي التي مدتها عشر دقائق، كنت دائمًا أقول: 'يا إلهي، أشعر أن هذا قادر على تغيير العالم'، أتعلمون؟ وأشعر أن عزيزة، في جوهرها، هذا ما تشعر به. إنها تريد تغيير العالم».

اقرأ أيضاًبعد وفاتها.. من هى لوريتا سويت الحائزة على جائزة إيمي؟

أول رد لـ كارول سماحة على منتقدي عودتها للعمل بعد وفاة زوجها

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في التاريخ ..صلاة العيد في عدن تتحول الى مظاهرة
  • كاريكاتير كمال شرف
  • النشامى على أعتاب التاريخ.. مباراة مفصلية أمام عُمان
  • مصطفى النجار .. التاريخ بوجه مبتسم
  • الميليشيا والقحاتة حاولو يحاربوا الكيزان بكل السبل
  • «البشوات».. عمر كمال يستعد لطرح أحدث أعماله في عيد الأضحى
  • نزوى .. تنمية مستدامة بين أحضان التاريخ والحضارة
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إنحر هواك وأطع مولاك
  • أوروبا والكيان شيء من التاريخ
  • كارا يونج تقترب من صنع التاريخ في برودواي عبر مسرحية «الغرض»