جاءت عملية إطلاق النار صباح الأحد التي قتل فيها 3 من عناصر شرطة الاحتلال، لتُدخل الخليل على خط المواجهة المشتعل حاليا في شمال الضفة الغربية، وسط تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة لليوم الخامس على التوالي.

وقتل 3 من عناصر شرطة الاحتلال في عملية إطلاق نار على سيارة عند حاجز ترقوميا غربي الخليل بجنوب الضفة الغربية، بينما انسحب المنفذون وسط حالة استنفار أمنية إسرائيلية.



وتنضم الخليل، بهذه العلمية والعملية المزدوجة التي سبقتها في مجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني شمال المدينة، إلى مدن جنين ونابلس والعديد من البلدات الفلسطينية التي نشطت فيها حالة المقاومة مؤخرا بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، وذلك تزامنا مع استمرار حرب الإبادة للشهر 11 ضد قطاع غزة.

وحذرت القيادة الوسطى بجيش الاحتلال من أن اتساع المواجهة في الضفة الغربية سيضع عبئا على قوات الجيش، بحسب ما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم".

حذاري من غضب #الخليل، فإنها إن قامت قامت الضفة ومقاومتها..#عاجل|| مقتل ثلاثة جنود صهاينة في عملية إطلاق نار ببلدة ترقوميا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية. pic.twitter.com/DIWqgBXbBF — أدهم أبو سلمية ???????? Adham Abu Selmiya (@adham922) September 1, 2024
تاريخ من المقاومة
للخليل تاريخ حافل بالفعل المقاوم للاحتلال الإسرائيلي منذ قبل أحداث النكبة عام 1948 ودوما ما اكتسبت خصوصية في انطلاق المقاومة والثورة الفلسطينية، لا سيما أنها تعرضت ربما أكثر من غيرها لمحاولات التهويد والسيطرة، باعتبار أنها من المدن "الأربعة المقدسة" بحسب المعتقد اليهودي، إلى جانب القدس وصفد وطبريا.


وساهمت الخليل بشكل أساسي في "ثورة البراق"، وهي أول انتفاضة فلسطينية على محاولة تهويد القدس في عهد الانتداب البريطاني، بعدما اندلعت اشتباكات واسعة النطاق عند حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد الأقصى) يوم 15 آب/ أغسطس 1929 رفضا لمخططات التهويد.

وشهدت الثورة صدامات بين الفلسطينيين من جهة واليهود وقوات الانتداب من جهة أخرى في الخليل وصفد والقدس ويافا ومدن فلسطينية أخرى، واستمرت أياما.

وبعدما قمعت بريطانيا الحراك الشعبي وتمكنت من السيطرة على الموقف بقسوة، قدمت للمحاكمة ما يزيد على ألف من العرب والفلسطينيين وحُكم على 27 منهم بالإعدام، بينهم يهودي واحد كان شرطيا دخل على أسرة عربية في يافا مكونة من 7 أشخاص فقتلهم جميعا.

وخففت سلطة الانتداب الأحكام إلى السجن المؤبد بحق 23 من الفلسطينيين، وأيّدت حكم الإعدام بحق 3 بعد اتهامهم بقتل يهود، هم: فؤاد حسن حجازي، ومحمد خليل جمجوم، وعطا أحمد الزير، وهم جميعا من مدينة الخليل.

وتتضمن الأوساط الفلسطينية عبارة تاريخية مفادها أن "القدس توحدنا والخليل تجمعنا"، وهذا شعار الذي جمع بين القدس والخليل على مدار مئات السنين، يتعلق بالتشابه بطبيعة الهجمة الاستيطانية، فضلا عن الشبه الظاهري بين المدينتين.

الضفة، الجبهة الأهم والأخطر، تشتعل ????

هاجم مقاومون سيارة للشرطة الإسرائيلية بالقرب من الخليل في الضفة الغربية، وقتلوا شرطيين اثنين إسرائيليين على الفور، وأصابوا الثالث بجراح حرجة، وانسحبوا من المكان بسلام.

صباح مشـ. ـرق pic.twitter.com/X0x45gdExx — Tamer | تامر (@tamerqdh) September 1, 2024
ورغم قلة المراجع التي توثق "الهجرة الداخلية" من الخليل إلى القدس، إلا أن محادثات سرية تاريخية دارت بين رئيس بلدية الخليل حينها محمد الجعبري والمفتي العام للقدس أمين الحسيني على اعتبار أن القدس والخليل كانت لواء واحد، يطلب بها الحسيني من رئيس بلدية الخليل بأن يهبوا إلى إنقاذ القدس من الاستيطان خلال حقبة الانتداب البريطاني، وهذا ما حصل حتى أصبحوا جزءا لا يتجزأ من نسيجها الاجتماعي.

ويعتقد المؤرخ الفلسطيني محمد ذياب أبو صالح أن الخليل ترفد القدس في جميع حقب التاريخ، وهي بوابة القدس، ولا تُفتح القدس إلا من جهة الخليل، لافتا إلى أنّ أهالي الخليل أدركوا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي أنّ مدينة القدس مستهدفة من الصّهيونية العالمية، فانتقلت إليها مئات العائلات الخليلية وسكنت فيها، وأصبحت النّسبة الأعلى من المدينة المقدّسة من الخليل، بحسب تقرير نشرته صحيفة بلدية الخليل.

وفي الثورة الفلسطينية عام (1936) ضد الانتداب البريطاني قاد كثيرون من أبناء الخليل هذه الثورة ضدّ الاحتلال، وذهب منهم كثيرون شهداء، من بينهم عطّا الزير، وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم، فيما يبين بأنّ الخليل كانت تتصدّر دوما احتفالات التعبئة في عهد الحج أمين الحسيني، وكان المشاركون يعزفون الأهازيج الوطنية لحشد قواهم ضد الحملة الشرسة.

محرك المقاومة 
وخلال الانتفاضة الأولى والثانية، كانت الخليل في صدارة المدن التي قاومت وتصدت للاحتلال، بينما كانت في انتفاضة 2015 المعروفة شعبيا باسم "انتفاضة السكاكين" أكثر من قدم الشهداء والمصابين، سواء من خلال تنفيذ العمليات، أو حتى التعرض للقتل والتنكيل الإسرائيلي.

وأوضحت دراسة إحصائية، أعدّها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن عدد شهداء "هبة السكاكين"، التي انطلقت في الأول من شهر تشرين أول/أكتوبر 2015، بلغ 251 شهيدا.
وأشارت الدراسة إلى أن محافظة الخليل تصدرت قائمة المحافظات التي قدمت شهداء خلال الانتفاضة، حيث ارتقى على أرضها 77 شهيدا، تليها القدس بـ 53 شهيدا.

وبسبب ذلك، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في 22 تشرين الثاني نوفمبر من العام ذاته أنه وجه أوامره للأجهزة الأمنية بتكثيف عملياتها في الخليل بحجة أنها مصدر أغلب "العمليات التخريبية" أو جميعها.

محاولات العزل
عمل الاحتلال الإسرائيلي على تعزيز العشائرية في الخليل واستغلال وضعها الخاص بهدف إغراقها في الخلافات الداخلية، وذلك في إدراك منها أن استغلال عامل العشائرية هو المدخل الأول والأهم لتخريب النسيج الاجتماعي الذي يشكل حاضنة للثورة، بحسب ما جاء في مقال نشرته مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

وللخيل خصوصية ثانية ساعدت "إسرائيل" في محاولة اختراق العشائر، فهي المدينة الوحيدة التي يوجد بها مستوطنين ضمن شبكة من خمس بؤر استيطانية تتوزع في قلب المدينة، ويتصل بعضها ببعض بطرق أمنية تمزق جغرافيا المدينة وتشقّ وحدتها الاجتماعية. 


وفي ضوء ذلك تم تقسيم المدينة جيوسياسيا إلى جزئين: "إتش1" و"إتش2" ضمن اتفاقية الخليل الموقّعة في سنة 1997، والتي بموجبها تخضع المنطقة الثانية للسيادة الإسرائيلية، علما بأنه "يعيش فيها أكثر من 40 ألف فلسطيني مقابل 700 مستوطن إسرائيلي، ما أسس لتحولات عميقة في البُنى الاجتماعية أُطلق عليها مسميات شعبية من قبيل "الخليل التحتا" أو "الحارة التحتا"، وهذه التسمية لها دلالات اجتماعية تحيل إلى الخطر والخوف والقلق، إذ تحولت هذه المنطقة خلال ربع القرن الماضي إلى حَرْبَة في الخاصرة الخليلية، فصارت "قاعا مدينيا موبوءاً" يسيطر عليه اللصوص والهاربون من العدالة والخارجون على القانون وتجار المخدرات والسلاح، كما أن إمدادات السلاح كلها لعشائر الخليل مصدرها تجار السلاح في تلك المنطقة بحسب ما جاء في المقال.

وتمكن الاحتلال من استنهاض العشيرة في الخليل أكثر من غيرها من المدن الفلسطينية، مستغلا غياب أو ضعف الأطر الجامعة الأُخرى مثل الأحزاب والمؤسسات المدنية التي تستبدل روابط الدم بروابط سياسية واجتماعية وثقافية. 

وساهم في ذلك بحسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية التنافس بين الأحزاب العلمانية والدينية على استمالة العشائر، الأمر الذي عزز من مكانة العشيرة السياسية بشكل غير مسبوق بحيث صارت العشيرة قوة سياسية يُحسب لها في الخليل ألف حساب.

"وصول متأخر لكن مؤثر"
عندما كانت جنين ونابلس والقدس ومدن أُخرى تقدم نماذج للعمل المقاوم الفردي والجماعي، كانت الخليل تكتوي بنار ثاراتها الدموية، علاوة على أنها تعرضت لاعتداءات وإجراءات قاسية من طرف جيش الاحتلال والمستوطنين، مثل: قتل فلسطينيين من زوار الحرم الإبراهيمي؛ إحداث تغييرات في عمارة الحرم وبناء مصعد كهربائي فيه؛ وتسريب عقارات فلسطينية في قلب المدينة للمستوطنين. 

مشاهد من عـمــليـة الخليل التي نفذها محمد كامل الجعبري، وأدت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين. pic.twitter.com/mFitdOzpYZ — حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) October 30, 2022
وبينما ودعت في عام 2020 عاما كئيبا من الصراعات الداخلية والاعتداءات الإسرائيلية من دون ردّ، خرج على نحو مفاجىء وغير متوقع محمد كامل الجعبري، وهو معلم ورب أسرة في الثلاثينيات من عمره، والذي حمل سلاحه الشخصي تحت "عباءة سوداء" ونفّذ عمليته الفدائية في مستوطنة "كريات أربع" المتاخمة لمدينة الخليل حيث قتل مستوطنا معروفا بعدائه الشديد للخليل وجرح خمسة آخرين، بحسب 
ووصفت مؤسسة الدراسات الفلسطينية عملية الجعبري بـ "الصفعة في وجه عشائرية غارقة في ثاراتها، فالفدائي أخفى سلاحه تحت العباءة في إشارة ذكية إلى مخاتير لا يجيدون قراءة ما وراء المشهد.. أراد محمد أن يقول: إن العباءات التي تغطي السلاح العشائري يمكن أن تخبىء السلاح الثوري أيضا".

"إنها ميتة واحدة، فلتكن في سبيل الله"
مبدأ كان قد خطه الشهيد عبدالله عزام، رحمه الله.
وترجمه اليوم بطل القسام في الخليل محمد الجعبري،
"في سبيل الله" .. لا يؤديها حقها إلا من ارتبطت روحه بالسماء فهانت في عينيه المستحيلات pic.twitter.com/Z1FwN5Mx2h — Lama Khater لمى خاطر (@lama_khater) October 29, 2022
وأضافت أن "محمد الجعبري ليس مثلا فريدا في الخليل، فكثيرا ما كانت الخليل في ذاكرة الاستعمار بمثابة الأسد النائم الذي إن نهض أبدع في أساليب المقاومة، هكذا يقول التاريخ؛ ولعل واحدة من أهم مرتكزات السياسات الأمنية الإسرائيلية إزاء الخليل هو إبقائها نائمة. لكن في المقابل فإن ما يميز المقاومة في فلسطين هو صعوبة التنبؤ بانفجاراتها ومآلاتها، فمدينة الخليل التي يبدو أنها تغفو على جروحها القديمة، من الممكن أن تنهض من كبوتها وتلقي عن كاهلها عبء ثاراتها وتلتحق بركاب الثورة".

دلالات العمليات الحالية
أكد المختص في الشؤون الإسرائيلية عمر نصر الدين، أن عمليتي الخليل تأتيان ردا من الفصائل الفلسطينية على الاحتلال بأن سياسة التفرّد في بعض المناطق، والقيام بعمليات عسكرية فيها، لا يعني أن الفصائل تنتظر أن يفرغ الاحتلال من هذه المناطق لينتقل إلى أماكن أخرى، وهذا تكريس لفكرة أن الحالة الوطنية النضالية متكاملة، وإن اختلفت الأدوات والمقدرات وفق الظروف الأمنية.

عملية الخليل و ابطال الخليل بامتياز ????????

اللواء واصف عريقات : 11 طلقه قتلت 3 في هدف متحرك في موقع عسكري بامتياز ومنطقة مأهولة بالمستوطنين واجهزة المراقبه والتكنلوجيا هذا عمل نوعي بامتياز. pic.twitter.com/MQpdXpoRTW — mariam safwat hegazy (@Mariam_S_Hegazy) September 1, 2024
وأضاف نصر الدين أن العملية تحمل رسالة مفادها أن مناطق الضفة لم تستسلم للواقع الأمني المفروض، بقدر ما كانت حالة الهدوء تشير إلى محاولات ترميم هادئة للتنظيمات المقاومة، والشاهد على ذلك قدرة الفصائل على الانتقال تدريجيا وبصورة منظمة إلى حالة فاعلة في مختلف مناطق الضفة، بحسب ما قال لموقع "قدس برس" المحلي.


بدوره، أشار الكاتب أحمد الطناني إلى عملية الخليل الأخيرة "مهمة جدا من حيث التوقيت والمكان، وهي تنقل كل الحسابات الأمنية الإسرائيلية في الضفة إلى طور جديد، كما تؤكد أن المزيد من الضغط العسكري والأمني لن يفضي إلا إلى المزيد من المقاومة"، بحسب ما أفاد لذات الموقع.

عن عملية الخليل

المنفذين اطلقو 11 رصاصة فقط على سيارة الشرطة تسببت بمقتل 3 عناصر شرطة إسرائيلية داخل السيارة.

وجميع الرصاصات اصابات اجساد العناصر. pic.twitter.com/anBFNbnlhu — Hanzala (@Hanzpal2) September 1, 2024
وأوضح الطناني أن "الأشهر الأخيرة تكشف وجود تغيير نوعي في طريقة عمل المقاومة وتشكيلاتها في الضفة الغربية، خصوصا من حيث قوة التنظيم والصلابة الأمنية والتطور التكتيكي، حيث نجح عدد من العمليات بدون وجود إشارات ساخنة لدى الاحتلال حول نوايا تنفيذ عمليات في هذه المناطق".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية عملية الاحتلال الخليل الفلسطينية المقاومة فلسطين الاحتلال الخليل المقاومة عملية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة فی الخلیل pic twitter com فی الضفة أکثر من بحسب ما ما کانت September 1

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف الإبادة والتجويع بغزة

غزة - صفا

تابعت الفصائل الفلسطينية، مجريات المؤتمر الدولي رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي اختُتم مؤخراً في نيويورك، والذي جاء في مرحلةٍ خطيرةٍ وحساسة من تاريخ شعبنا، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب حرب إبادة في قطاع غزة، ويمارس واحدة من أبشع عمليات التجويع في تاريخ البشرية، في وقت تطالب فيه المحكمة الجنائية الدولية بمثول قادته لمساءلتهم ومحاكمتهم، وسط صمت دولي مطبق.

وقالت الفصائل، في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الخميس، إن المؤتمر نتج عنه إعلانٍ سياسي، حاملاً مضامين مهمة تتعلق بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة. 

وأضافت الفصائل: "نحيي صمود شعبنا في غزة، الذي يواجه بصبرٍ وثباتٍ واحدةً من أبشع الحروب التي عرفها العصر الحديث، حرب الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج التي يشنها الاحتلال بلا هوادة". 

وشددت على أن هذا الصمود العظيم، في وجه آلة القتل والدمار، يشكّل الركيزة الأساسية التي أفشلت أهداف العدوان، ورسّخت حق شعبنا في الحياة والمقاومة. 

وأشادت بالدور البطولي الذي تؤديه المقاومة في الدفاع عن شعبنا، وتثبيت إرادته الوطنية في ظل حربٍ غير متكافئة وظروف إنسانية كارثية.

وأكدت الفصائل، أن أيّ جهدٍ يُبذل على المستوى الدولي لإسناد شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة هو محلّ تقدير وترحيب، ويُعدّ ثمرةً طبيعية لتضحيات وصمود شعبنا على مدار 77 عاماً منذ النكبة، ونتيجةً مباشرةً لما أحدثته الحرب الإسرائيلية المدمّرة من اتساعٍ في دائرة التضامن الدولي مع شعبنا، وما شكّله ذلك من ضغطٍ متزايد على المجتمع الدولي. 

وذكرت الفصائل، أن  شعبنا يطالب باعترافٍ دولي غير مشروط بدولته المستقلة وحقوقه الوطنية الثابتة، باعتبارها استحقاقًا سياسيًا وعدالة تاريخية لا يجوز التفاوض عليها أو تأجيلها.

وأوضحت أن الطريق إلى الحل تبدأ أولاً بوقف هذا العدوان الفاشي على شعبنا، ووقف جريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها قوات الاحتلال. 

وتابعت: "المقاومة الفلسطينية تؤكد استعدادها لحل قضية الأسرى لديها ضمن سياق اتفاق لوقف إطلاق النار، وانسحابٍ كاملٍ لقوات الاحتلال من غزة، وفتح المعابر، والشروع الفوري في إعادة الإعمار". 

كما أكدت الفصائل، ضرورة الذهاب إلى مسارٍ سياسي جادّ، برعايةٍ دوليةٍ وعربية، يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق تطلعات شعبنا في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس.

وشددت على أن وقف حرب الإبادة والتجويع بحق شعبنا في غزة هو واجب إنساني وأخلاقي لا يقبل التأجيل أو المقايضة، ويجب أن يتم فوراً دون ربطه بأي ملفاتٍ سياسية كحق شعبنا في دولته أو حل قضية الأسرى، إذ لا يجوز أن يُساوَم شعبنا على حقه في الحياة.

وأشارت إلى أن الاحتلال هو المصدر الرئيس للإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، وما يرتكبه من إبادةٍ جماعية وتجويع ممنهج في غزة يرسّخ طبيعته الإجرامية. 

وأردفت: "وبناءً على ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها هي ردّ فعل طبيعي ومشروع على هذا الاحتلال، وهي حقٌ أصيل كفلته القوانين الدولية والشرائع السماوية، وأكدته المؤسسات والهيئات الدولية التي اطّلعت على الجرائم المرتكبة بحق شعبنا". 

وشددت على أن هذه المقاومة لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال، وتحقيق أهداف شعبنا في التحرير، وعودة اللاجئين، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، حيث يرتبط سلاح المقاومة جوهرياً بهذا المشروع الوطني العادل.

ولفتت الفصائل، إلى أن المشهد الفلسطيني هو شأن الداخلي لأبناء شعبنا في الوطن والشتات.

ودعت إلى تنفيذ الاتفاقات الوطنية السابقة المُوقّعة في القاهرة والجزائر وموسكو وبكين، والتي أكدت جميعها ضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، بما يشمل إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية ويعزز موقعها القانوني والتمثيلي للكلّ الفلسطيني، إلى جانب إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني في الداخل والخارج، على أسسٍ وطنية وديمقراطية، ومن دون أي اشتراطات مسبقة.

وأكدت الفصائل، أنّ اليوم التالي لانتهاء العدوان الإسرائيلي هو يومٌ فلسطيني بامتياز، يجب أن تتضافر فيه جهود ومكونات شعبنا كافة –الوطنية والسياسية والشعبية– جنباً إلى جنب مع جهود البناء والإعمار، لاستعادة وحدتنا الوطنية، وترسيخ شراكة حقيقية تليق بتضحيات شعبنا وصموده الأسطوري.

وبيّنت أن الحديث عن دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة هو مكافأة للعدو على جرائمه، ومحاولةٍ بائسة لإطالة بقائه على أرضنا المسلوبة؛ فلقد أثبتت التطورات الراهنة، خصوصاً خلال الشهور الأخيرة، أن هذا الكيان هو مصدرٌ رئيسي لعدم الاستقرار والشرور والإرهاب، ليس فقط في منطقتنا، بل على مستوى العالم بأسره.

وختمت الفصائل بيانها قائلة: "شعبنا الفلسطيني كغيره من شعوب العالم التي وقعت تحت نير الاحتلال والاستعمار، سينال حريته واستقلاله، مهما طال الزمن وكبرت التحديات، مستنداً إلى عدالة قضيته، وصمود ومقاومة أبنائه، ووقوف كل أحرار العالم إلى جانبه في نضاله المشروع من أجل التحرّر  والعودة والاستقلال".

مقالات مشابهة

  • خلال يوليو.. 293 عملية للمقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين
  • حماس تنفي مزاعم أمريكية حول نزع سلاحها.. استعادة القدس والسيادة أولا
  • حماس تنفي نزع سلاحها: المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال
  • "حماس": لا يمكن التخلي عن السلاح قبل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
  • التنسيق الأمني ورفض المقاومة لم يمنعا واشنطن معاقبة السلطة الفلسطينية
  • ماذا تبقى من الدولة الفلسطينية ليتم الاعتراف بها؟
  • سرايا القدس تبث مشاهد استهداف مقر قيادة للاحتلال بصاروخ موجه وإصابته
  • 13 عملًا للمقاومة الفلسطينية بالضفة خلال 24 ساعة
  • 72 عملًا مقاومًا في الضفة والقدس خلال أسبوع
  • الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف الإبادة والتجويع بغزة