من حين إلى آخر يتعالى الصوت الأوروبي المتطرف ضد المهاجرين، أحيانا بالتهديد والوعيد، وأحيانا بالقتل والغرق، بالإضافة إلى الإجراءات التعسفية والحملات العنصرية التي تندلع في العديد من العواصم الأوروبية ضد المهاجرين.

في ليبيا أرهق هذا الملف الحكومات المتعاقبة وفشلت كل السياسات والاستراتيجيات لتعامل مع هذا الملف الشائك والمعقد الذي تتقاذفه السياسات الأوروبية تحت راية الحماية الإنسانية والمساعدة والاستراتيجيات الخفية التي يشوبها الغموض في التعامل مع هذا الملف، ويتضح ذلك جليا في الاجتماعات والمؤتمرات والندوات وورش العمل التي عادة ما تكون نتائجها وضع خطط لتعامل مع الملف إما بالترحيل الطوعي، والذي لم يتم إلا قليلا وفي ظروف ضيقة، وإما بالوعود التي لم يتحقق منها شيء على الواقع.

وللأسف المستفيد الوحيد من هذا الملف عصابات الجريمة المنظمة، التي تمتهن تهريب المهاجرين، حيث أصبحت هذه الظاهرة من أهم مصادر تمويل عصابات الجريمة المنظمة، سواء في ليبيا أو على المستوى الدولي والإقليمي.

وخلال هذه الأيام حيث تتعالى الأصوات المتطرفة في الجانب الأوروبي ضد المهاجرين، وظهور أزمة السيولة في ليبيا نتيجة الصراع الجاري في مصرف ليبيا المركزي وتوقف تدفق السيولة الأمر الذي دفع العديد من أطراف الجريمة المنظمة للعودة إلى استخدام ملف الهجرة كمصدر تمويل حيث من الملاحظ عودة فتح مراكز الإيواء بطرق غير مدروسة وغير منطقية، والغريب في الأمر بل ما يؤكد أن السياسات الأوروبية تعمل على اقتناص مثل هذه الفرص لدفع نحو فتح مراكز ومعسكرات إيواء المهاجرين من خلال تسابق المنظمات الدولية العاملة في ليبيا لدعم تلك المعسكرات متناسية أو متجاهلة أن دعمهم لمثل هذه المعسكرات سوف يعرض المهاجرين للانتهاكات التي يدعي الغرب بأنها تتنافى مع حقوق الإنسان بشكل عام.

وبناء عليه نتطلع أن يفي الطرف الأوروبي بكل التزاماته تجاه المهاجرين أولا، وتجاه الدولة الليبية التي تعتبر الجهة المتضررة وخصوصا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، وذلك بمساعدة ودعم الدولة الليبية في مجال إدارة حدودها ومنافذها وتطوير قدرات ومهارات أجهزة حرس الحدود وأمن السواحل والمنافذ ودعمها بالتقنيات الحديثة في مجال رصد ومتابعة وضبط المهاجرين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: هذا الملف فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟

تدرس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خيارات عدة بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي لم تنجح في إحداث تحول في قضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وفق هيئة البث الإسرائيلية، ومن هذه البدائل ما وصفته بـ"خيار متطرف" إلى جانب ضم أراضٍ أو الحكم العسكري.

وأوضحت الهيئة، أن الخيار المتطرف هو فرض حصار على التجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول أي مساعدات أو طعام أو ماء، سواء عبر الشاحنات برا أو بالإسقاط جوا، وذلك لإجبار الفلسطينيين على التوجه جنوبا.

وحسب هيئة البث، فإن من يغادر المناطق المحاصرة سيحصل على مساعدات دون قيود.

وفي هذا السياق، يرى المحلل العسكري العميد حسن جوني، أن المؤسسة الأمنية تبحث هذه الخيارات مع المستوى السياسي، لكن "لا يعني بالضرورة أن تكون فكرة المستوى العسكري".

ووصف جوني -في حديثه للجزيرة- هذه البدائل بأنها جرائم حرب وليست خيارات عسكرية، معربا عن قناعته بأن التهجير القسري والتغيير الديموغرافي "غير قابل للتنفيذ عمليا في غزة"، في ظل وجود دور للمقاومة واستمرار تحركاتها وعملياتها وكمائنها المركبة.

وحسب جوني، فإن جزءا من أهداف عملية "عربات جدعون" كان تهجير سكان شمالي القطاع بشكل كامل للتعامل مع المقاومين في المنطقة بشكل ساحق، في وقت لا تزال فيه المقاومة تفرض نفسها في الميدان ومنها مناطق أقصى الشمال.

وشدد الخبير العسكري على أن المستوى العسكري في إسرائيل يبحث خيارات عسكرية "قابلة للتنفيذ"، خاصة أن أهداف الحرب متضاربة، وهو ما أظهر خللا كبيرا في التخطيط الإستراتيجي في بداية الحرب.

ووفق جوني، فإن جيش الاحتلال أخذ 22 شهرا لتنفيذ عملية عسكرية في غزة أهدافها متضاربة، مما أدى إلى سقوط خسائر بشرية أكبر.

وبناء على هذا المشهد الميداني، فإن جيش الاحتلال وصل إلى نقطة الذروة، وهو ما يدركه رئيس الأركان إيال زامير، الذي صار يدعو إلى حل سياسي في قطاع غزة، بعدما "لم يعد بمقدور الجيش تحقيق أشياء إضافية".

إعلان

وأشار الخبير العسكري إلى أن جيش الاحتلال لم يحقق أهداف الحرب طيلة المدة التي تمتع فيها بالطاقة القصوى لقدراته، لافتا إلى أنه يستحيل عليه حاليا تحقيق هذه الأهداف بعدما تناقصت هذه القدرات العسكرية بشكل كبير.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 898 عسكريا إسرائيليا، وفق إحصائيات جيش الاحتلال المعلنة، في وقت تؤكد فيه فصائل المقاومة أن الأرقام المعلنة أقل بكثير من الخسائر الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • في قمة إسطنبول الثلاثية.. الدبيبة يؤكد رفض توطين المهاجرين
  • الأمم المتحدة تحذّر من الأسوأ.. تقارير وشهادات: المساعدات في قطاع غزة لم تنجح في وقف المأساة
  • السياسات الأمريكية والعبث بالنظام الاقتصادي العالمي
  • تقرير حقوقي: انتهاكات جسيمة في مراكز احتجاز المهاجرين بولاية فلوريدا الأميركية
  • ما هي الصدمة الثلاثية التي تعيق عودة السوريين إلى وطنهم؟
  • أبرز الانتقالات الصيفية التي شهدتها القارة الأوروبية
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • فوج جديد من المهاجرين من دول جنوب الصحراء يصل تيزنيت تحت وطأة تزايد عددهم !!
  • «البديوي» يبحث مع مبعوث الصين للشرق الأوسط المأساة الإنسانية في غزة
  • خفايا صفقات ترحيل المهاجرين من أميركا إلى دول أخرى