دكتور مصطفي ثابت يكتب أحمد شوبير الفرق كبير
تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT
يُعتبر أحمد شوبير أحد الأسماء اللامعة في مجال الإعلام الرياضي المصري والعربي. فهو لم يكن مجرد إعلامي تقليدي، بل كان مؤسسًا لحركة إعلامية رياضية جديدة، رسخت لمفاهيم متطورة في التعاطي مع الأحداث الرياضية. تميز شوبير بقدرته على الابتكار والتجديد، وتقديم محتوى رياضي يحترم عقل المشاهد، ويقدم له المعلومة بطريقة احترافية.
قبل أن يدخل عالم الإعلام، كان شوبير لاعبًا مميزًا في نادي الأهلي ومنتخب مصر لكرة القدم. وبعد اعتزاله اللعب، لم يتجه شوبير بعيدًا عن الملاعب، بل استثمر خبرته الرياضية في تقديم برامج رياضية، حيث نجح في جذب جمهور كبير بفضل طريقته الفريدة في التحليل والتقديم.
عاجل - أحمد شوبير يعلن عن عودة لتقديم البرامج خلال الفترة المقبلة أولهم شوبير وعلاء.. 3 عروض أجنبية لخطف حراس مرمى الأهلي وموقف الشناوي تأسيس الإعلام الرياضي الحديثيمكن القول إن شوبير كان من أوائل الإعلاميين الذين قدموا محتوى رياضيًا متكاملًا، يشمل التحليل الفني، والتقارير الإخبارية، والمقابلات الحصرية. استطاع أن يضع معايير جديدة للإعلام الرياضي في مصر، جاعلًا منه منصة لنقاش قضايا الرياضة بمختلف أبعادها، وليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار.
التعامل مع الأزمات: قوة الصمود والتجددواجه شوبير خلال مسيرته العديد من الأزمات، بعضها كان شخصيًا، وبعضها الآخر كان مرتبطًا بمواقفه أو ببرامجه. ولكن ما يميز شوبير هو قدرته على مواجهة هذه الأزمات بعزيمة وإصرار. فقد استطاع أن يخرج من كل أزمة أقوى وأكثر إصرارًا على تحقيق النجاح.
ربما كان البعض يتوقع أن تؤثر هذه الأزمات على مسيرته، إلا أن شوبير دائمًا ما كان يتجاوزها ويعود بقوة أكبر. كان آخر هذه الأزمات التحديات التي واجهها مع التحولات الكبيرة في مجال الإعلام الرقمي، والتي تمكن من الاستفادة منها ليظهر بشكل جديد ويصل إلى جمهور أوسع.
العودة القوية من خلال السوشيال ميدياأحدث عودة شوبير من خلال منصات السوشيل ميديا ضجة كبيرة، حيث تمكن من جذب ملايين المتابعين في وقت قياسي. حيث استطاع تحقيق أكثر من 4 ملايين مشاهدة في يوم واحد، مما يعكس حجم القاعدة الجماهيرية التي يمتلكها، وثقة الجمهور في المحتوى الذي يقدمه.
هذه العودة القوية عبر السوشيل ميديا تؤكد أن شوبير ليس مجرد إعلامي تقليدي، بل هو رمز للتجدد والابتكار في مجال الإعلام الرياضي. فقد استطاع أن يتأقلم مع المتغيرات السريعة في صناعة الإعلام، ويقدم محتوى يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي.
أحمد شوبير ليس فقط أحد رواد الإعلام الرياضي في مصر، بل هو نموذج حي للصمود والنجاح في مواجهة التحديات. بفضل رؤيته المبتكرة وقدرته على التجدد، سيظل شوبير اسمًا بارزًا في عالم الإعلام الرياضي، وجسرًا بين الأجيال المختلفة من الإعلاميين الرياضيين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحمد شوبير مصطفى ثابت الأهلي ومنتخب مصر الإعلام الرياضي المصري مجال الإعلام
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (في حديقة الشوك)
وحديقة الشوك هي ذهننا، ونحن جيل شرب ثقافة… أو مجاري الغرب… زمانًا طويلًا.
وكان بوق المغني الأمريكي بول روبسون يُسكرنا، والفيتوري ينفخ شدقيه مثل روبسون هذا ليقول:
يا بول روبسون،
عندما تُغني تتجمع في الأفق سحابة،
وتشيح نيويورك كآبة،
لأن غناءك يجلدها،
ويُعريها،
بحار السفن الغرقى حول موانيها،
اللون الداكن في لوحات الرسامين،
اللحم الساخن والسكين.
لكن الأيام ديك يا عبدالرحمن كان فيها:
المحجوب… زروق… صلاح… الميرغني… الـ… الـ… وعشرون، خمسون، مائة من نجوم الخارجية، وكلهم الآن تحت التراب. ومن يُحصي أكثرهم هو أهل المذكرات.
وفيها الأسيد… جكسا… عبده… فلان… فلان… وكلهم الآن تحت التراب. ومن يُحصيهم هو من كتب ويكتب عن كرة القدم.
وفيها مائة… مئات… الآلاف ممن استوزر وراس ونَهَر وركب الجاقوار، ممن أحصاهم سبدرات، وكلهم الآن تحت التراب.
وننظر إلى هذا، ونجد أنه لا شيء من ثقافتهم يُطعم روحنا لقمة خبز أو جرعة ماء من نهر الروح.
ونضرب خيامنا في شاطئ دين الله.
(2)
وأمس، الإعلام يُطرب لكلمة لها مذاق العصير البارد.
وكويتية حين تريد الإشارة إلى أن المصريين يزحمون الكويت لا تذكر رقمًا ولا حكاية، والمرأة تقول جملة واحدة فيها الصورة كلها.
قالت:
إذا صلينا صلاة الاستسقاء في الكويت، نزل المطر في مصر…
ونبحث عن جملة مثلها تُوجز حال السودان الذي نُهندسه الآن.
والأحداث لها ظاهر وباطن.
وعند شكسبير، في مسرحية قيصر، هناك مظاهرات… وبالطبع المظاهرات تجرّ الآلاف.
وشرطة القيصر حين يعتقلون الرجل يسألونه:
– ما الذي ترفضه من سياسة القيصر؟
قال: لا شيء.
قالوا: لماذا إذن تقود الجماهير التي تجري في الطرقات؟
قال: أنا إسكافي، وأنا أقود الجماهير لأن ركض الجماهير هذه في الطريق يجعل أحذيتهم تتقطع، وتحتاج إلى إصلاح، وهكذا يكثر عملي…
كم هم الذين يقودون الجماهير ويتراكضون بهم في دروب السياسة للهدف ذاته؟
ومن يدعو إلى التمهل حتى يتم تنظيف البلد من هؤلاء هو الإسكافي الأعظم… فالرجل يُكرر خدعة قديمة.
(3)
وعن الانتظار “حتى… وحتى…”، قالوا:
السيّاب قال:
لم يمض عام، والعراق ليس فيه جوع.
ومثلها:
لم يمض عام، والسودان ليس فيه حرب.
وصلاح أحمد إبراهيم، قبل أن يذهب العقل إلى المقابر، كتب الهايكو، والهايكو مقطع قصير فيه كل شيء.
وصلاح قال:
النيل وخيرات الأرض هنالك…
ومع ذلك… ومع ذلك…
وعن أن الدائرة… دائرة التخطيط (التي ما تخرش مية) هي دائرة لا تخلو أبدًا من ثقب.
وكتبنا يومها قصة صغيرة، وفيها:
الراضي، أبرع جناح أيسر في السودان، كان جالسًا في عربته الحديثة أمام النفق… كان يتجه إلى توتي، ومنها إلى جزيرة وسط النيل.
الراضي كان يعيش ظاهرة غريبة، وهي أن رؤياه لا تُخطئ أبدًا، وأن ما يراه يقع.
والحلم الأخير الذي يتكرر عنده هو أنه يرى صحف الجمعة – غدًا – وهي تحمل خبرًا كبيرًا عن (مصرع الراضي، أبرع مهاجم في المنتخب، تحت عجلات شاحنة).
وفي الخبر صورة الشاحنة الحمراء، وأرقامها واضحة، وصورة عربة الراضي مطحونة تحتها، والصحيفة تحمل تاريخ الجمعة… غدًا.
كان الراضي قد قرر أن يقضي اليوم الخميس والجمعة في معدية وسط النيل، حيث لا تستطيع شاحنة ولا غيرها الوصول.
والراضي يُلوّح لشباب في طرف الشارع، وينظر شمالًا، ويرى الشاحنة ذاتها التي رآها في النوم تندفع نحوه.
والراضي يصرخ حين تدهمه الشاحنة:
– لا… لا… اليوم الخميس، وليس الجمعة و…
والراضي يتذكر، والشاحنة تطحنه، أن صحف الجمعة إنما تحمل أخبار اليوم السابق… الخميس.
القصة تقول: إنه يستحيل عليك أن تضع خطة لا تحمل خللًا في داخلها.
الانتظار إذن – حتى تكتمل الخطة – انتظار هو جزء من الخدعة.
لا تنظروا… لا تنتظروا…
ابدأوا بناء السودان مجددًا.
بريد…
وعمر، الذي يطلب أن نستمر في كتابة سيرتنا الذاتية، يقول إن السيرة الذاتية هي جزء من الشأن العام، وليست شيئًا حدوده هي حدود الجلد.
ونحن نعود إلى السيرة الذاتية إن شاء الله.
إسحق أحمد فضل الله