وزارة الإعلام تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
الوحدة نيوز/ احتفت وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها، اليوم، بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم.
وفي الفعالية الخطابية، عبر عضو المجلس السياسي الأعلى ، محمد علي الحوثي، عن سعادته بمشاركة قيادة وزارة الإعلام ومنتسبي مؤسساتها الاحتفال بذكرى المولد النبوي، مشيداً بصمود الإعلاميين الذين ثبتوا في ظل عاصفة كبيرة من التضليل والشائعات الزائفة.
وقال مخاطباً الإعلاميين والصحفيين: “كنتم وما زلتم رجال الميدان في كشف التضليل وإثبات الحقائق، وهذه نعمة كبيرة أنكم أفشلتم مخططات السعودية والإمارات التي أنفقت عليها مليارات الدولارات والريالات، بأقلامكم الحرة وتحرككم العملي”.
وأضاف: “يجب أن نجدد العهد والتحرك أكثر وأن نكون بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لأننا انتقلنا في معركتنا من معركة مع الوكلاء إلى المعركة المباشرة مع الأعداء”، مشيراً إلى الإشاعات التي يوجهها الأعداء وأدواتهم ضد من يحتفل بذكرى المولد النبوي.
وأشار محمد علي الحوثي، إلى أن أدوات العدوان لم تُقدم على مدى عشرات السنوات مشروعاً وطنياً للبلاد، ولا تمتلك مشروعاً حقيقياً تنموياً بناءً للبلاد، وفشلت في بناء الدولة وأصبحت في مديرية من المديريات تحت وطأة الضباط السعوديون والإماراتيون.
وأكد أن من يقفون اليوم في صنعاء والمحافظات الحرة، هم رجال اليمن الذين ثبتوا مع الوطن وصمدوا في مواجهة الأعداء، وتحملوا المعاناة من أجل الوطن.
وخاطب الإعلاميين بالقول “أنتم فرسان ومجاهدون عظماء في مواجهة تضليل وألاعيب قوى العدوان وأدواتهم ومخططاتهم، وهذه نعمة تفتخرون بها ولا ينبغي التقليل من واجباتكم وما تقومون به، ثقوا تماماً أن كل كلمة في وسائل التواصل الاجتماعي أو برامجكم التلفزيونية والإذاعية أو في الصحف أو أي موقع إلكتروني لها الأثر الإيجابي على الشعب اليمني”.
وشدد عضو السياسي الأعلى على ضرورة استمرار التحرك في مواجهة حروب العدوان، ومنها حرب الوعي التي هي أعظم حرب.. لافتا إلى أن الشائعات التي يطلقها العدوان والمرتزقة منذ العام 2015م، وإلى اليوم هي ذاتها ولم تختلف أبداً.
وحث على مواجهة الشائعات، والرد عليهم من خلال التوجهات العامة.. وقال “بفضل الله واجهتم الكثير من الشائعات وعليكم الاستمرار في الرد عليها بالحقائق في ظل الحرية الكاملة التي تمتلكونها والإبداع، وأشكركم على جهودكم في تغطية جميع الفعاليات الاحتفالية بربيع الهدى والرسول الكريم”.
بدوره قال وزير الإعلام هاشم شرف الدين “نجتمع اليوم للاحتفال بمناسبة جليلة، ذكرى مولد النبي العظيم، الذي يذكرنا بقيم الرحمة والعدل التي جسدها طيلة حياته”.
وأضاف “إذ نحتفل بهذه الذكرى، يشرفني أن أقف أمامكم وزيراً للإعلام في حكومة التغيير والبناء، هذه الحكومة التي شرُفتُ أن أكون جزءاً منها لإحداث تغيير في بلدنا، متوكلين على الله ومستندين إلى شعب عزيز وقائد عظيم”.
وأشار الوزير شرف الدين إلى أهمية الاحتفال بذكرى مولده عليه الصلاة والسلام، والتأمل في حياته وإرثه واهتمامه الاستثنائي بأهمية الاتصال والإعلام في نشر رسالة الإسلام.. مبيناً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بارعاً في التواصل واستخدم وسائل مختلفة لنقل رسالة الله تعالى إلى قومه، حيث كان خطيباً ماهراً وقائداً حكيماً استخدم كلماته لإلهام وتحفيز أصحابه.
وقال “بصفتنا إعلاميين، يمكننا تعلم الكثير من نهج النبي الكريم في الاتصال والإعلام، ونطبقه في وسائل إعلامنا بأساليب وطرق متنوعة”.
ولفت وزير الإعلام إلى أن العالم شهد خلال السنوات الأخيرة اتجاهاً متصاعداً للحملات اليهودية الهادفة إلى تشويه صورة النبي الكريم، ومن المؤسف اليوم أن تُشن حملات مماثلة من قبل بعض اليمنيين الذين خانوا الله ورسوله بغية استهداف المجتمع اليمني في أسس إيمانه ومحاولة إضعاف ارتباطه بالله ورسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وشدد على ضرورة تثقيف الذات من خلال القرآن الكريم، لاكتساب الفهم العميق لحياة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام وتعاليمه وشخصيته، والتمكن من إبراز صورته الحقيقية المشرقة بشكل فعال من خلال إنشاء محتوى إيجابي عن الرسول ومشاركته على قنوات إعلامية مختلفة، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التفاعلي، وتسليط الضوء على شخصيته وحكمته.
وحث على معالجة المفاهيم المغلوطة والمعلومات الكاذبة عن النبي الكريم بتقديم رسالة حقيقية عن الإسلام والشخصية النبيلة للنبي العظيم، ونشر تعاليمه إلى كل أنحاء العالم، مضيفاً “هذه المعركة يجب خوضها وعدم إغفالها وجعلها جزءاً رئيسياً من عملنا ونشاطنا لتعزيز الشعور الجماعي بمسؤولية أداء دور فعال في تعزيز الصورة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والتصدي للحملات السلبية”.
ولفت إلى المسؤولية الواقعة على عاتق الإعلاميين في مواجهة الحملات المسيئة للنبي الأكرم بالحقيقة والإنصاف والتمسك بمبادئ وأخلاقيات المهنة ورفض المشاركة في نشر الكراهية والمعلومات المضللة.
وقال “يجب التذكر بأن كلماتنا وصورنا ورواياتنا لديها القدرة على تشكيل الرأي العام، والتأثير على الخطاب وإلهام العمل، فلنستخدم هذه القوة لتعزيز التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل”.. مؤكداً أن اليمن أخذ على عاتقه مسؤولية دعم الأشقاء في فلسطين ممن يعانون من الاحتلال الصهيوني وما يمارسه من اعتداءات وجرائم وقمع منذ فترة طويلة.
واعتبر وزير الإعلام موقف اليمن الداعم والمناصر لفلسطين وقضيته العادلة، امتداداً لنهج النبي عليه الصلاة والسلام وشهادة على التزام اليمنيين الثابت بالسير على خطى النبي الأكرم وأنهم قلب الأمة النابض.. مضيفاً “اليمنيون يجدون أنفسهم اليوم في طليعة النضال العالمي ضد الامبريالية الأمريكية والصلف اليهودي ما جعلهم هدفا لأشرار العالم ومع هذا لم ولن يتم ترهيبنا”.
وجددّ التأكيد على أن دور الإعلاميين في العصر الراهن، لا يقتصر على نقل الأخبار فحسب، وإنما تشكيل السرد وتحديد الأجندة وإلهام الشعب اليمني إلى آفاق أعظم وأن يكون في طليعة المدافعين عن الأمة ومصالحها.
من جانبه قال نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي “إن ما يميز الإعلاميين هو المشاركة والتفاعل والبناء في أي مرحلة من مراحل حياتنا، سواء الشخصية أو العملية”.
وحث على الاهتمام بهذه المناسبة لأنها ليست كغيرها من المناسبات، فاليمنيين يحتفلون دون غيرهم من الشعوب العربية والإسلامية بالمولد النبوي الشريف، بهذه الصورة المشرفة والتفاعل والمشاركة الواسعة.
وأضاف “ما يميز الشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة عن باقي الشعوب العربية والإسلامية، هو أننا نحتفل بهذه المناسبة الدينية في ظل تقلبات وتغيرات إقليمية ودولية، ونحن في صراع كوني صراع وجود وتحدي وبقاء”.
وأكد نائب وزير الإعلام، على أهمية أن يكون الجميع على قدر عالي من المسؤولية والتفاعل والعزيمة تجاه ما يتعرض له الوطن من عدوان أمريكي صهيوني.
ولفت إلى أن المتغيرات الدولية تحتم على الإعلاميين أن يكونوا على قدر عالي من المسؤولية والتفاعل وأن يكونوا شركاء في هذه الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف الذي حاول الأعداء أن يطمسوا الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة.
تخللت الفعالية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد، وعرض حول دور وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها في أحياء ذكرى المولد النبوي الشريف والتغطية الواسعة لهذه المناسبة الدينية وإبراز مظاهر الفرح والابتهاج بذكرى مولد الرسول الأعظم، وفقرات إنشادية معبرة.
حضر الفعالية قيادات وكوادر المؤسسات الإعلامية.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي المولد النبوی الشریف بذکرى المولد النبوی وزارة الإعلام وزیر الإعلام فی مواجهة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطبتنا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
مكة المكرمة
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجدم الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته: “إن التقوى هي ملاك الأمور وأساسها، -راقبوه فإنه يعلم ما أخفيتم وما أعلنتم-، وأفردوا بالتوحيد والعبادة الواحد المعبود، فالدعاء لله وحده والذكر والتوجه له وحده لا شريك له، وزكوا نفوسكم بالتوبة وطهروها، واشكروه على ما جمع لكم في هذا اليوم الأشرف بين عيد الأسبوع وعيد العام، إنهما يومان كريمان وموسمان عظيمان، يوم الجمعة وهو اليوم الأزهر، ويوم عيد النحر وهو يوم الحج الأكبر على الصحيح، وسمي بذلك؛ لكثرة أعمال الحج فيه من الرمي والذبح والحلق وطواف الإفاضة”.
ودعا الشيخ الجهني حجاج بيت الله الحرام إلى الهدوء والسكينة، وليكن الحج وفق الأنظمة والتعليمات وعليكم بالرفق واللين والتوسعة على الناس، وتجنبوا الجلبة والإضرار.
وأشار فضيلته إلى أن في هذا اليوم العظيم خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبة فتح الله لها أسماع الناس، حتى سمعه جميع أهل مني في منازلهم، ومما قاله عليه الصلاة والسلام : (اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم)، وبين حرمة يوم النحر وفضله عند الله -جل وعلا-، وحرمة مكة على جميع البلاد، فاحذر أيها المسلم أن تسيء الأدب في هذا البلد المقدس، احذر إيذاء المسلمين بأي نوع من الأذى، وتأدب مع إخوانك المسلمين حجاج بيته الحرام، فلا تزعجهم بكثرة الصخب، ورفع الأصوات، وشدة المزاحمة، والتشويش عليهم بالتجمعات، والتكتل في الطرقات، والهتافات الكاذبة، والدعايات المزيفة، فإن هذه الأمور من الأذية، وقد حرم الله أذية المؤمنين بقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } فلا تقعوا في الإثم وأنتم لا تشعرون، ولا تبطلوا أعمالكم وأنتم لا تعلمون، ولا تدنسوا عيدكم باجتراح الآثام، مبينًا أنه يجدر بالمسلم في هذا اليوم الأغر، أن يتنبه لشيء هام هو الإخلاص في التقرب إلى الله -عز وجل- مبتعدًا عن الرياء والمباهاة، فاتق الله أيها المسلم وأخلص لله تنل ثوابه ورضاه.
الحمد لله الذي شرف بيته الحرام، وجعله مأوى أفئدة أهل الإيمان أحمده سبحانه على إنعامه، وأشكره على إحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه.
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام، أن المسلم وهو يعيش نفحات هذا اليوم العظيم، يفرح لفرح إخوانه المسلمين بالإفاضات الروحانية التي أفاضها الله تبارك وتعالى على أهل الموقف، ووصولهم لبيت الله الحرام لأداء طواف الإفاضة في أمن ورخاء وصحة، لم يشغلهم شاغل ولم يلههم عمل مخادع ولم يكدر صفو إقامتهم مكدر، فنتوجه إلى المولى العلي القدير بالحمد والشكر والثناء على ما أنعم وتفضل، ونسأله تبارك وتعالى أن يعين المسؤولين عن الحج ويوفقهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتسهيل مناسكهم في يسر وسهولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، فقد استنفرت جميع قطاعات الدولة لخدمة الحرمين الشريفين، وخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، فجزاهم الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين، ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو مكرمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- باستضافة عدد من إخواننا وأشقائنا من فلسطين من ذوي الشهداء وذوي الأسرى لأداء فريضة الحج هذا العام، يشاركونهم مشاعرهم ويواسونهم ويقفون في صفهم ويشدون من عضدهم، وتأتي هذه الاستضافة تكميلًا لجهود بذلت وستبذل في المستقبل لخدمة القضية الفلسطينية، وهم بذلك ماضون على نهج المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، على أن هذه الأمة واحدة في دينها وواحدة في عقيدتها وواحدة في مظاهر عبادتها، وأنه من الواجب أن تكون متوحدة في قلبها وقالبها، وأن تكون كما أمر الله -جلّ وعلا- واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
حثّ فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباريء بن عواض الثبيتي، على ملازمة فعل الأعمال الصالحة من الطاعات والعبادات والإحسان إلى الناس، وأن لايستهين المرء بفعل الخير مهما كان صغيرًا أو يسيرًا، فإن الله يدعو إلى بذل الخير، ولا يُضيعُ أجر المحسنين.
واستهلّ الشيخ الدكتور عبدالباريء الثبيتي خطبة الجمعة من المسجد النبوي اليوم، موصيًا العباد بتقوى الله، فهي أساس كل خير، ومفتاح كل توفيق، وأصلٌ لكل عملٍ مبارك، مبينًا أن العمل الصالح زَادُ المؤمن، وثمرة من ثمار الإيمان، وعلامة على رضى الرحمن، ومن دلائل توفيق الله للعبد أن يُحبّب إليه الطاعات، ويُثبّته عليها حتى الممات، فمن وجد في قلبه حُبًا للعمل الصالح، فقد ذاق حلاوة الْإِيمَانِ، وامتلأت حياته بالسكينة والاطمئنان، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً”.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن من فضل الله العظيم، توسّيع مفهوم العمل الصالح، فجعله يشمل الطاعات الظاهرة والباطنة، الفردية والجماعية، مثل الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وتلاوة القرآن، وذكر الله، وبرّ الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكفالة اليتيم، وتعليم الجاهل، وإغاثة الملهوف، وقضاء حوائج الناس، مذكرًا بقول النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَفِي كُلِّ كَبِدِ رَطْبَةٍ أَجْرٌ”، وَقَالَ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ”.
وأضاف، أن بركة العمل الصالح لاتقتصر على الآخرة، بل تظهر آثارها في الدنيا إذ يمنح الله العبد راحة القلب، وطمأنينة النفس، ويحببه إلى خلقه، ويبارك له في رزقه، وعمره، وأولاده، ويكفيه هُمُومَ الدنيا، ويثبته عِنْدَ الْفِتَنِ، وَيَمُنُّ عليه بِحُسْنِ الخاتمة، قَالَ تَعَالَى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا”.
وقال الشيخ الدكتور عبدالباريء الثبيتي: “إن من وُفّق للعمل الصالح في مواسم الطاعات، فليحمدِ الله، وليواصل طاعته، فالمؤمن لا ينقطع عن عبادة ربه، ولا يملْ من السير إليه”، مستدلًا بقول رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أدومُها وإن قلّ”.
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي، مبينًا أن الثبات على الطاعة حتى الممات من أعظم الفتوحات، فإنما الأعمال بالخواتيم، فقال بعض السلف: “مَا أَبْكَى الْعَابِدِينَ فِي خَلَوَاتِهِمْ مِثْلُ خَوْفٌ سُوءِ الْخَاتِمَةِ” داعيًا من صام وقام وأنفق وخشع في مواسم الطاعات أن لا يفرّط فيما بدأ، ولا يضيّع ما جمع، فإنه لا يدري بأي عمل يُختم له.
وذكر أن العمل الصالح لا يفوتُ بموتِ صاحبه، بل يبقى أثرهُ في ولدٍ صالحٍ يدعو له، أو مسجدٍ بناه، أو علمٍ نشره، أو يتيمٍ كفله، أو صدقةٍ جاريةٍ امتدّت آثارها، قَالَ تَعَالَى: “إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ”.
وحضّ فضيلته على لزوم الأعمال الصالحة، وأن لا يحتقر المرء عمله، مهما صغُر أو قلْ أثره، فرُبّ كلمةٍ طيبةٍ خرجت من قلبٍ صادقٍ في لحظة صفاء، فكانت سببًا في هداية إنسان، ورُبّ دعوةٍ صادقةٍ يسيرةٍ، أنقذت ملهوفًا، فكانت سببًا في دخول الجنة، مستشهدًا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّة في شَجَرَة قَطَعَها من ظهر الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسِ”، داعيًا إلى عدم الاستهانة بأي عملٍ، فالله لا يُضيعُ أجر المحسنين، وأبواب الخير كثيرة، والموفّقُ من وفقه الله لاغتنامها.
وختم الشيخ عبدالباريء الثبيتي خطبة الجمعة، سائلًا المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ حجاج بيته الحرام، ويجنبهم الشرور والآثام، ويسهّل لهم نسكهم، ويردهم إلى ديارهم سالمين غانمين، وأن يديم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها، وأمانها، وسائر بلاد المسلمين، داعيًا الله العلي القدير أن يرفع البلاء ويكشف الضُرّ عن أهلنا في فلسطين، وأن يرفع عنهم الكرب، ويفُكّ عنهم الحِصار، ويكون لهم معينًا ونصيرًا، وسندًا وظهيرًا، وأن يطعم جائعهم، ويسقي عطشهم، ويُبدل خوفهم أمنًا، ويربط على قلوبهم، وينصرهم على من بغى عليهم وظلمهم، ويعيد لهم أرضهم، وأمانهم وكرامتهم، وأن لا يرفع للطغاة المعتدين راية، ولا يحقّق لهم غاية، إنه سميع قريب مجيب.