تحركات البحسني.. رد إماراتي على السعودية أم استمرار التصعيد ضد عودة قيادات الدولة إلى عدن؟ (تقرير)
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
أثارت تحركات عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني المعين مؤخرا نائبا لرئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في محافظتي حضرموت وعدن العديد من علامات الاستفهام حول مضي المكون المطالب بالانفصال نحو التصعيد العسكري في المحافظات الجنوبية، ضمن تباينات واسعة من الاستقطابات بين حلفاء الرياض وابو ظبي.
وفي 29 من يوليو الماضي، وصل فرج البحسني إلى محافظة حضرموت، وعقد خلالها سلسلة لقاءات مع قيادات السلطة المحلية بصفته عضو مجلس القيادة الرئاسي ومع قيادات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا كنائب لرئيس مجلس المكون الانفصالي، قبل استقراره في العاصمة المعلنة مؤقته للبلاد حيث شارك بأول اجتماع مع الانتقالي.
وعين رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي البحسني في مايو الماضي، ضمن عملية توسيع للمجلس بإيعاز إماراتي في محاولة للملمة صفوف حلفائها لمواجهة التحركات السعودية النشطة بحضرموت.
ويقود البحسني منذ عودته إلى مدينة المكلا، حراكاً مستمراً لإفشال مجلس حضرموت الوطني والذي أعلن عن تأسيسه في شهر يونيو الماضي بإرادة سعودية، وسط صراع نفوذ سعودي إماراتي يمثل الأخيرة فيه المجلس الانتقالي المطالب بانفصال جنوب البلاد.
تسليم المهمة للبحسني
وفسر أستاذ علم الاجتماع السياسي عبدالكريم غانم هذه التحركات عبر تتبع مسار تطور الأزمة القائمة بين الإمارات والسعودية، والتي يبدو أنها في أوجها، فالتوافقات التي تبرمها الرياض مع بعض قادة الانتقالي دون موافقة وتدخل أبو ظبي تصبح مجرد حبر على ورق.
ويقول "غانم" لـ"الموقع بوست" إن أبوظبي سلمت مهمة التصعيد العسكري في حضرموت لمحافظها السابق فرج البحسني، لمواجهة الضغط السعودي باتجاه عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس وأعضاء الحكومة إلى عدن، دون موافقتها، الأمر الذي سيقابله تصعيد من جانب الانتقالي الجنوبي في حضرموت، بقيادة الشخصية الحضرمية.
قبول تكتيكي
عندما أخفقت سلطات الأمر الواقع في عدن في إيجاد حلول لأزمة انقطاع الكهرباء، وشح الخدمات الأساسية التي بلغت حدا لا يطاق، كانت المنحة السعودية الحل التكتيكي لقبول المجلس الانتقالي الجنوبي انسحاب جزء من قواته من منطقة معاشيق، لتحل محلها كتائب من قوات درع الوطن، وفق غانم.
ويضيف أن الانتقالي يريد الظفر بالمنحة السعودية بمفرده، لكن الرياض تسعى لدفع الحكومة نحو العودة إلى عدن، لتحقيق قدر من التوازن يسمح بكبح جموح الانتقالي، مشيرا إلى أن الانتقالي وافق على وقف التصعيد العسكري في حضرموت، مقابل سماح الرياض بعودة قياداته الذين منعوا من العودة إلى عدن منذ ستة أشهر.
ويستبعد استاذ علم الاجتماع السياسي نجاح الرياض في تحييد المجلس الانتقالي وفك ارتباطه الاستراتيجي بالإمارات، نتيجة نجاحها في تكوين فصائل مسلحة تدين بالولاء لها، فبإمكانها استخدام من تشاء من قادة المجلس الانتقالي للتصعيد العسكري.
ويؤكد على عدم ذهاب الانتقالي باتجاه خيار الانفصال، في هذه المرحلة، بسبب حجم التعقيدات التي تعيق وصوله لهذا الهدف، لكنه في نفس الوقت يعمل على إخراج المحافظات الجنوبية عن سيطرة الحكومة الشرعية، لمنح القوى الانفصالية المزيد من النفوذ السياسي والعسكري على الأرض، استعدادا للانفصال، كاستحقاق سياسي يمكن تحقيقه في المستقبل.
تحذيرات وصراع
ويحذر خبير عسكري من تحركات عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني في حضرموت، التي ستثير حفيظة السعودية، فتعمل على إزاحته؛ وذلك لخطورته على أمنها القومي، ودوره المقوض لعملية السلام.
ويشير الأكاديمي والخبير في الشؤون العسكرية علي الذهب إلى وجود صراع بين البحسني وبعض الزعامات الحضرمية على رأسه الاقليم بالمستقبل أو مع أي تسوية سياسية قادمة، مشيرا إلى أن البحسني يحاول فرض وجوده من خلال تنسيق روابطه القبلية والأمنية والعسكرية داخل المحافظة من موقعه كعضو في مجلس القيادة الرئاسي.
ويقول "الذهب" لـ"الموقع بوست" إن البحسني يحاول أن يضع حدا للمحافظ ولشخصية تحاول طرحها الأمارات والسعودية لتكون خلفا للمحافظ الحالي مبخوت بن ماضي، مضيفا أن بين هؤلاء المحافظ الاسبق ونائب رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا احمد بن بريك، فيما تسعى الرياض وضع رئيس الوزراء الاسبق خالد بحاح أو محافظ البنك المركزي الأسبق محمد بن همام.
ورجح "الذهب" سبب تحركاته الأخيرة نتيجة قبول الإمارات بموقفه ولوجود رؤية نحو الجنوب بان يكون موحدا تحت قيادة المجلس الانتقالي، فضلا عن عودته من مركز قوة بعدما طرح عديد من المبررات بانه الاجدر والاحق ومن بناء حضرموت عندما كان محافظا لها.
ويؤكد أن السعودية تستطيع ايقاف البحسني بشريطة يكون هناك تفاهمات مع الأمارات، لكن الدور امريكي وبريطاني يضغط على السعودية لرفع يدها عن حضرمون، مقابل ضمان لها مصالح تدخل ضمن مكاسب الحرب مشروعة تضمن للجميع الحقوق في اطار تقاسم مكاسب الحرب بين مختلف الاطراف.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن حضرموت السعودية الامارات الانتقالي الجنوبي مجلس القیادة الرئاسی المجلس الانتقالی فرج البحسنی فی حضرموت إلى عدن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: تداعيات بالغة الخطورة على أمن المنطقة حال استمرار التصعيد
أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد في المنطقة واحتواء الموقف بين إيران وإسرائيل، لتجنب توسيع رقعة الصراع، محذراً من التداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار المنطقة حال استمر التصعيد العسكرى.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما الوزير عبد العاطي مع مع كل من "جان نويل بارو" وزير خارجية فرنسا، و "جوناثان باول" مستشار الأمن القومي البريطاني، وذلك في إطار توجيهات رئيس الجمهورية بتكثيف الاتصالات لوقف التصعيد العسكرى بين اسرائيل وايران، حيث تم تبادل خلال الاتصالين الهاتفيين الرؤى والتقديرات بشأن التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.
وقال الوزيرعبد العاطي - في اتصاله مع وزير الخارجية الفرنسي - أنه لا بديل عن الحلول السياسية والدبلوماسية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار واستئناف مسار المفاوضات بشأن البرنامج النووى الإيراني.
كما شدد على ضرورة ألا يتسبب التصعيد العسكرى القائم في الانشغال عن الأوضاع الكارثية في قطاع غزة وأيضاً بالضفة الغربية، مؤكداً أهمية بذل كافة الجهود لاستئناف وقف إطلاق النار.
واستعرض الدكتور بد عبد العاطي في هذا السياق الدور الذى تضطلع به مصر مع قطر والولايات المتحدة.
كما شدد على أهمية رفع المعاناة عن الفلسطينيين ونفاذ المساعدات الإنسانية والعمل لإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة استناداً لحل الدولتين، معربا عن التطلع لإقدام الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتباره ركيزة رئيسية لتحقيق السلام والامن والاستقرار بالشرق الأوسط.
ومن جانب آخر .. وخلال الاتصال مع مستشار الأمن القومي البريطاني، استعرض الوزير عبد العاطي الجهود التي تبذلها مصر لوقف التصعيد مؤكدا ضرورة احتواء الصراع العسكرى بين اسرائيل وايران.
ونوه إلى المسئولية التى تقع على مجموعة E3 في فتح قنوات للحوار والتفاوض واستغلال كل القنوات المتاحة مع الجانب الإيراني للتوصل لحلول وسط تسهم في وقف التصعيد.
وثمن المسئولان الفرنسى والبريطاني الجهود التي تبذلها مصر في وقف التصعيد الراهن في الإقليم، وأشادا أيضا بالجهود البناءة التي تضطلع بها على صعيد الملف الفلسطيني.
وتم الاتفاق على مواصلة الاتصالات والعمل بشكل مشترك لتجنب التصعيد فى المنطقة واستغلال المسارات الدبلوماسية المتاحة لتهدئة الأوضاع.