مصرف ليبيا المركزي مؤسسة رسمية لم تسلم من الانقسام
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
مصرف ليبيا المركزي مؤسسة مالية مستقلة تملكها الدولة الليبية بالكامل، ويمثل سلطتها النقدية، ويقع مقره في طرابلس. بدأ نشاطه الرسمي عام 1956، ومن أهدافه الحفاظ على استقرار العملة والإشراف على البنوك التجارية، وتقديم النصيحة للحكومة في المجال المالي والاقتصادي. ومنذ 2014، انقسم المصرف إلى مؤسستين، قبل أن يعاد توحيده في أغسطس/آب 2023.
بدأ مصرف ليبيا المركزي نشاطه الرسمي في الأول من أبريل/نيسان 1956، وجاء بديلا للجنة النقد الليبية التي أنشئت عام 1951.
الهيكلةيعد مجلس إدارة المصرف المسؤول عن تسيير أموره ووضع لوائحه الداخلية الخاصة بالعمليات والشؤون الإدارية والمالية.
ويعتبر رئيس المجلس المسمى بالمحافظ الرئيس التنفيذي للمصرف وهو من يتولى إدارة وتصريف شؤون المجلس اليومية مع باقي أعضائه من نائب للرئيس و5 آخرين.
يقع المقر الرئيسي للمصرف في مدينة طرابلس، ويقدم خدماته للمصارف التجارية وفروعها في جميع أنحاء البلاد من خلال فرعيه الموجودين في بنغازي وسَبها، وأقسام الإصدار في مدن غريان والبيضاء والجفرة.
وظائف المصرفومن أبرز الوظائف التي يضطلع بها المصرف:
إصدار وتنظيم العملة. إدارة الاحتياطات ومراقبة الصرف الأجنبي. يعتبر الوكيل المالي للدولة، إذ يحتفظ بحسابات وإيرادات ومصروفات المالية العامة. يشرف على صرف وتحويل وتحصيل الأموال محليا وخارجيا. يحتفظ بالاحتياطي النقدي الإلزامي المطلوب من المصارف التجارية. يقبل ودائع زمنية مقابل فوائد. يمنح قروضا للمصارف. يراقب وينظم النشاط المصرفي. يستقطب ويوجه المدخرات للتمويل في مختلف الجهات. إدارة احتياطات الدولة من الذهب والعملات الأجنبية. صلاحيات المصرفومن صلاحيات المصرف:
إصدار العملة الورقية والمعدنية وتنظيمها. الحفاظ على استقرار النقد الليبي داخل البلاد وخارجها. إدارة احتياطات البلاد من الذهب والعملات الأجنبية. تنظيم حجم ونوع وسعر الائتمان المصرفي لضمان تلبية احتياجات النمو الاقتصادي والاستقرار النقدي. اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة الاضطرابات الاقتصادية أو المالية، سواء كانت دولية أو محلية. مراقبة المصارف التجارية لضمان سلامة أوضاعها المالية وكفاءة أدائها وحماية حقوق عملائها. العمل مصرفا للمصارف التجارية، ووكيلا ماليا للدولة ومؤسساتها العامة. تقديم المشورة للدولة بشأن صياغة وتقييم السياسة الاقتصادية والمالية. مراقبة صرف العملات الأجنبية. تنفيذ المهام والعمليات المعتادة لأي مصرف مركزي، إضافة إلى المهام التي قد يكلف بها بموجب قانون المصارف أو الاتفاقيات الدولية التي تكون الدولة طرفا فيها. إصدار وإدارة القروض التي تتعهد بها الدولة. أحداثمنذ بداية الانقسام السياسي في ليبيا عام 2014، بين مجلس النواب في طبرق والمؤتمر الوطني العام في طرابلس، أصبحت المؤسسات والمناصب السيادية في الدولة، ولا سيما مصرف ليبيا المركزي، محورا للنزاع.
ويُعد المصرف المركزي من أهم المؤسسات السيادية في ليبيا، مما دفع كل طرف إلى السعي لبسط سيطرته عليه لضمان تدفق الأموال ودعم نفوذه السياسي.
في 14 سبتمبر/أيلول 2014، أقال مجلس النواب محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير وأحاله إلى النائب العام للتحقيق.
ولم يمتثل الصديق الكبير للإقالة، مما دفع المجلس لتعيين علي الحبري محافظا لمصرف مركزي موازٍ في مدينة البيضاء شرقي ليبيا.
نتيجة لذلك، انقسم مصرف ليبيا المركزي إلى مؤسستين: الأولى في طرابلس برئاسة الصديق عمر الكبير وتحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني التي حظيت باعتراف دولي، والثانية في الشرق برئاسة علي الحبري، قبل إقالته من مجلس النواب واختيار مرعي مفتاح رحيل بديلا عنه.
هذا الانقسام أعاق تنفيذ سياسة نقدية موحدة في البلاد، وتسبب في انخفاض قيمة الدينار الليبي بشكل حاد منذ ثورة 17 فبراير/شباط 2011 وسقوط نظام العقيد معمر القذافي.
ويأتي المصدر الأساسي للإيرادات في البلاد من عائدات النفط والغاز التي يديرها مصرف ليبيا المركزي، مما جعل السيطرة عليه محط أنظار الفصائل السياسية والجماعات المسلحة التي تسعى للوصول إلى ثروة ليبيا النفطية.
وسعت بعض المجموعات المحلية والوطنية الكبرى إلى إيقاف إنتاج النفط للضغط من أجل الحصول على حصة كبرى من إيرادات الدولة أو حتى لإجراء تغييرات سياسية وغيرها.
وفي أغسطس/آب 2023، أُعلن عن إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي بعد اجتماع حضره مديرو الإدارات والمستشارون في طرابلس وبنغازي. علما أن جهود التوحيد كانت قد بدأت رسميا منذ عام 2022 عقب توقيع عقد مع شركة "ديلويت" لتقديم خدمات استشارية.
في منتصف أغسطس/آب 2024 ظهرت أزمة حادة بعد إصدار المجلس الرئاسي الليبي قرارا يقضي بعزل محافظ البنك المركزي الصدّيق الكبير وسط رفض مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، لكون القرار صدر عن "جهة غير مختصة" بالنظر في المناصب السيادية.
وفي 17 من الشهر نفسه، أعلن المصرف أن "جهة مجهولة" خطفت مدير إدارة تقنية المعلومات فيه مصعب مسلم، وقرر وقف جميع أعماله إلى حين إطلاق سراح المسؤول المخطوف.
وأضاف المصرف أنه تم تهديد مسؤولين آخرين فيه بالخطف، وقال في بيان إنه "لن يتم استئناف أعمال المصرف إلى أن يتم الإفراج عن السيد مصعب مسلم وعودته للعمل وإيقاف مثل هذه الممارسات، وتدخل الأجهزة ذات العلاقة".
وفي بداية سبتمبر/أيلول 2024 قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها استضافت جولة أولى من المباحثات بين أطراف النزاع من أجل حل أزمة المصرف المركزي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مصرف لیبیا المرکزی مجلس النواب فی طرابلس
إقرأ أيضاً:
حفتر يعين نجله صدام نائبا له شرق ليبيا.. تكليفات مهمة خلال أيام
أعلن قائد القوات المسلحة شرقي ليبيا خليفة حفتر، اليوم الاثنين، تعيين نجله صدام نائبا له، مشيرا إلى أنه ستكون هناك تكليفات وصفها بالمهمة خلال الأيام القادمة.
وجاء في بيان للقوات عبر منصاتها الرسمية الإلكترونية، أن "القائد العام المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر (82 عاما)، يُكلف الفريق أول صدام خليفة حفتر (34 عاما) نائبًا للقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية".
وذكر البيان أن ذلك "بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الجيش الوطني الليبي وتماشيًا مع رؤية القائد العام 2030 (خليفة حفتر) لتطوير وتعزيز الأداء العام للقوات المسلحة"، مضيفا أنهّ "سيتبع هذا التكليف عدد من التكليفات المهمة خلال الأيام القليلة القادمة"، دون مزيد من التفاصيل.
وقبل تعيينه الجديد، كان صدام يشغل منصب رئيس أركان القوات البرية بقوات الشرق الليبية.
وفي الوقت الحالي، ينقسم الجيش في ليبيا إلى اثنين، أحدها في شرق البلاد بقيادة خليفة حفتر والثاني في غربها ويتبع لرئاسة أركان الجيش التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة.
ومنذ سنوات تقود بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا جهودا لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية عبر حوارات تشرف عليها، بين عسكريين فيما يعرف بلجنة " 5+5" المكونة من 5 عسكريين يمثلون غرب البلاد و5 عسكريين يمثلون قوات حفتر في شرق البلاد.
وإلي جانب ذلك تقود البعثة الأممية أيضا جهودا أخري تهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين، إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق)، التي تدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.
والأخرى حكومة الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب) التي تدير منها كامل غرب البلاد.
ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات التي طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة، وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969-2011).