من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رذاذ الموت الصامت
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
#رذاذ_الموت_الصامت ..
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 12 / 9 / 2017
قالها أحدهم : ( #الفقراء #وقود_الحروب حيث لا نار لهم ولا رماد)..هم رذاذ الموت الصامت ، وحروف بيضاء تصطف على حمرة الشريط الإخباري ليس إلا..قد يزيد عددهم عن الحروف بكثير ، لكن لا متسع للشريط سوى لجملتين تنبئ بمعاناتهم ولا تحلّها ،تضع قضاياهم بين نجمتين ولا تشعلها ، تترك الشاشة تبتلع أنّاتهم ،كما تبتلع الأرض أجسادهم النحيلة المثقلة بتخاذل المتفرّجين.
حتى الإنسانية باتت مثل العملات ، ما يدعمها من نفط وذهب يعلو سعرها وتتصدر شاشات المداولة ، وإذا ما كانت تستند إلى ظل الفقر البارد ، تهوي كأنها لا شيء ، أنت إنسان إن كنت على أرض تدر للقوى العظمى خيراً ومصالح ،وأنت مجرد فيروس من قبيلة الأمراض يحق لمن يخافك أن يبيدك كيفما يشاء كي لا يصاب بعدوى الحقوق..
مسلمو الروهينجا، لا وطن لهم ولا مواطنة ، لا حقوق لهم ولا أنصار ، لا ماكنات إعلامية تدعمهم، ولا قوى تحفر في آبار المصالح لتقول للبطش العرقي والطائفي كفى، مسلمو الروهينجا لا منظمات القبعات زرقاء تضمّد أوجاعهم ،ولا مجلس أمن يعقد بشأنهم ، وحدهم يواجهون الإبادة بالفرار،والموت بصرخات لا تعني محطات التلفزة بترجمتها ،وكأن الدموع بحاجة إلى مترجم..والظلم إلى محام دفاع ، والموت إلى لغة!!..كيف يبحثون عن لغة تنقل الموت..والموت بحدّ ذاته لغة النهاية؟!.
أطفال أغمضوا أعينهم خوفاً من القتل فنسوا الحياة وماتوا ، أمهات كأنصاف التماثيل، رؤوس مقطوعة محمولة بين الأيادي ، وأجساد موزعة في مزارع القتل الطائفي.. بيوت تشتعل بسقوف الخشب الهشّ وأكوام القش فتذوب ككتلة ورق، قوارب تحمل الناجين تجدف القلوب بنبضها المتسارع في الممرات المائية ، علها تصل الى جزيرة سلام ، أو يابسة عيش، فلا أوطان تستقبلهم، ولا مياه تحملهم ، ولا غابات ترضاهم كأي كائن حي يريد أن يعيش منفرداً بين الأشجار البرية والأدغال الموحشة
ما أصعب أن تكون بلا وطن ، فلا خارطة تصافح أقدامك ولا راية تلف جسدك اللاجىء، ما أصعب أن تغلق كل الأوطان منافذها في وجهك كإنسان ، ويفتح الكفن ذراعيه إليك كجثة ..ما أصعب ن تكون وحيداً في كل شيء؛ في أوجاعك، في تشريدك، في صيحاتك، في هروبك، في غروبك ،في البحث عن أرض بحجم طولك محدود بوسادتين حجريتين واحدة أسفل قدميك مكتوب عليها تاريخ البداية والثانية فوق رأسك مكتوب عليها تاريخ النهاية ..ما أصعب أن تكون إنسانا في أرض فقيرة..حيث لا يعني بقاؤك أو فناؤك مكيرفونات مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة..
وأنا أشاهد صور سكان بورما ،وهم يهربون بملابسهم الملونة الرثة الممزقة المتسّخة من الموت بدموع سخية وصراخ متداخل ، أقول ماذا لو كان هؤلاء ا يقطنون أرضاَ بترولية ؟ أو يجلسون على فوهة غاز..كم دولة عظمى تسابقت لتنقذهم ، لتحميهم، لتراهن على مستقبلهم، لتتذرّع بضرورة انفصالهم ، كم قاعدة عسكرية ستستوطن بلادهم بحجة الحماية وحقوق الإنسان، كم فيتو سيصمد ، وكم تهديد من البيت الأبيض أو الكرملين سيصدر ، لو أن أبناء الروهينجا على منفذ بحري أو مضيق تجاري ، لرست البارجات قربهم ولوضعت حاملات الطائرات أوزارها، وصارت “بورما” الخبر الافتتاحي في النشرات..
لكنهم فقراء..والفقراء لا نار لهم ولا رماد، فهم رذاذ الموت الصامت…ما أبشع إنسانيتنا عندما يتبخّر النفط من تحت أرجل الضعفاء ..ما أبشع الدم عندما يصبح مادة ملونة للأخبار العاجلة..
ما أبشع هذا العالم..!!
#66يوما
#اعيدوا_لنا_احمد
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#غزة_تباد
#الحرية_لكافة_المعتقلين
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الفقراء الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن غزة تباد لهم ولا ما أصعب
إقرأ أيضاً:
نقيب الصحفيين يعبّر عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس ضد الكاتب الصحفي محمد الباز
عبر خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس اليوم، ضد الكاتب الصحفي محمد الباز في قضية تتعلق بالنشر.
وأكد البلشي على موقف نقابة الصحفيين الثابت الرافض لتوقيع عقوبات سالبة للحرية في قضايا النشر، تنفيذًا لنص المادة 71 من الدستور، والمادة 29 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، والتي جاءت أحكامها مطابقةً لنصوص الدستور.
وأشار البلشي إلى أن حكم الحبس الصادر بحق رئيس مجلس إدارة "الدستور" يؤكد أهمية مطالب النقابة المتكررة خلال العامين الماضيين، والتي دعمتها مخرجات المؤتمر العام السادس للنقابة، بضرورة الإسراع في إصدار قانون يمنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر، باعتباره قانونًا مكملًا للدستور. موضحًا أن النقابة أعدت مشروع قانون في هذا الصدد داعيا جميع الأطراف للعمل على إقراره.
وشدد نقيب الصحفيين على تقديره للشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، مؤكدا على ضرورة الفصل بين نقد الشخصيات العامة وتوجيه الإساءة لها، داعيًا الزملاء الصحفيين إلى الالتزام بالقواعد المهنية وميثاق الشرف الصحفي عند تناولهم للحياة الشخصية للمواطنين أو الشخصيات العامة.
وأكد البلشي أن رفض النقابة للحبس في قضايا النشر ليس حكرًا على آراء بعينها، ولا تمييزًا للصحفيين، بل يمتد ليشمل جميع المواطنين، انسجامًا مع موقفها الثابت واحترامًا لنصوص الدستور. كما دعا منظمات المجتمع المدني إلى دعم مطالب النقابة وترسيخ مبدأ منع الحبس في قضايا النشر عبر ممارسة تؤكد هذا الحق.
وشدد نقيب الصحفيين على أن رفض الحبس في قضايا النشر لا يُقصد به تحصين المتهمين في قضايا النشر ( صحفيين أو مواطنين) من المحاسبة، لكنه حماية للحق في التعبير وصونا للدستور، مشيرًا إلى وجود سبل قانونية ونقابية تكفل حماية حقوق المواطنين والمجتمع من أي انتهاكات عبر النشر، دون اللجوء إلى الحبس.