نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، لرئيسة الصحة العامة بجامعة إدنبرة، ديفي سريدار، قالت فيه إن: "الباحثين العلميين يقتربون من التعرّف على حجم الوفاة والمرض المُريع في غزة".

وأشارت سريدار، خلال المقال نفسه، الذي ترجمته "عربي21" إلى "إصابة طفل في غزة بشلل الأطفال، وهي أول حالة مؤكّدة في القطاع منذ 25 عاما"، مردفة  أن "الشلل سيكون على ما يبدو دائما، ولا يوجد علاج للمرض، مع أن لدينا لقاحات فعّالة قادرة على منعه".



"الحرب الدائرة بالمنطقة، تعني أن حملات التطعيم قد توقّفت. وهناك حتمية على ما يبدو من انتشار موجة شلل أطفال، نظرا لأن المرض ينتشر خلال المياه الوسخة، والقاذورات التي تحيط بمن يعيشون في المخيمات" تردف رئيسة الصحة العامة بجامعة إدنبرة.

وتابعت: "إن الاتفاق على فترة توقّف القصف مدة تسع ساعات في اليوم، وعلى مدى أيام كان أمرا جيدا، وذلك للسماح بتطعيم الأطفال وكجزء من حملة صحية طارئة للأمم المتحدة". مبرزة أن أول هذه الفترات التي استمرت ثلاثة أيام، انتهت يوم الثلاثاء الماضي، وسوف تستمر الفترة التالية حتى نهاية الأسبوع. 

واستطردت بأن "إسرائيل هاجمت المستشفيات والمدارس وشاحنات المساعدات وموظفي الأمم المتحدة في الماضي. ولم تعد وكالات الأمم المتحدة مثل برنامج الغذاء العالمي ترسل موظفيها إلى غزة، بعد أن فتحت القوات الإسرائيلية النار على شاحنة تحمل علامة برنامج الغذاء العالمي، حتى بعد حصول المركبة على الموافقة من الجيش الإسرائيلي".

وتقول سريدار إنّه "من السهل جدا الاتفاق على فترة توقف على الورق وسوف يكون الاختبار الحقيقي هو ما إذا كان سيتم احترامها في الواقع"، مضيفة أن "اكتشاف شلل الأطفال في غزة هو تذكير لنا بأن تقدير الثمن الإنساني  للحرب هناك بات صعبا على نحو متزايد".

واسترسلت بالقول: "نحن لا نملك فكرة عن مدى انتشار الأمراض والمجاعة أو ما يسمى بالوفيات غير المباشرة. ونجهل تماما العدد الإجمالي للوفيات، وعادة ما يتم جمع البيانات من المستشفيات والمشارح التي تقدم شهادات عن  كل حالة وفاة وتبلغ عنها وزارة الصحة؛ ولكن أنظمة التسجيل المدني هذه انهارت في غزة، وهذا يعني عدم وجود بيانات دقيقة عن عدد الوفيات".


وأشار المقال، إلى أن  وزارة الصحة في غزة، كانت تُحاول جمع الأرقام باستخدام التقارير الإعلامية. مبرزا أن التقديرات هناك، هي أكثر من عشرة آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض، أي أنه لا يمكن إحصاؤها، إضافة للعدد المتزايد من الجثث التي لا يمكن التعرف عليها. 

وتقول الباحثة العلمية، إن "وجود طريقة مقبولة وموثوقة للحصول على تقديرات عن العدد الحقيقي للموتى وعن بعد أمر مهم. وعلى مدى عدة عقود، تم تطوير أساليب لبناء مجموعات البيانات في الحالات التي تعاني من ضعف أو تتعرض فيها أنظمة الرقابة والصحة للضرر".

وبحسب المتحدثة نفسها، فإن دراسة "العبء العالمي للمرض"، التي موّلتها مؤسسة بيل وميليندا غيتس تعدّ "المعيار الذهبي هنا؛ والهدف هو التوصل إلى عملية لتقدير الوفيات، ثم التثليث عبر مجموعات البحث والأساليب المختلفة لمعرفة ما إذا كان من الممكن الاتفاق على رقم قوي ومقبول عالميا. وهي عملية تقوم على المراجعة بين الباحثين الأقران والتشاور بين العلماء". 

وقد نشرت المجلة الطبية "لانسيت"، في الفترة الأخيرة، تقديرا للوفيات في غزة، وقام بها عدد من الباحثين، الذي قدموا صورة عن الطريقة  التي توصلوا فيها إلى تقديرهم 186,000 وفاة. وذلك من خلال المقارنة مع الحروب المماثلة والأرقام النهائية. 

وتوصل الباحثون إلى أن الرقم المقدر بحلول حزيران/ يونيو 2024 يمثّل نسبة 7.9 في المئة من سكان غزة. ولو استمر معدل القتل على هذا المستوى اليومي أي 23,000 شخصا في الشهر، فستكون هناك 149.500 حالة إضافية بنهاية العام الحالي، أي بعد حوالي ستة أشهر ونصف من التقدير الأولي في منتصف حزيران/ يونيو. 

إلى ذلك، يبرز المقال، إلى أنه باستخدام هذه الطريقة، سيتم تقدير إجمالي الوفيات منذ بدء الحرب بحوالي 335,500 حالة وفاة في المجموع. فيما تقول الكاتبة إنها "قامت وبطريقة مماثلة بحسبة تقريبية في الشتاء الماضي، ومن خلال النظر في حالات الصراع الأخرى وتقييم عدد القتلى الذين قد يسقطون إذا استمر القتال دون تدخل دولي".

وفي كانون الأول/ ديسمبر  2023، كان تقديرها، هو: حوالي نصف مليون قتيل دون وقف إطلاق النار. وهذا يتماشى تقريبا مع تقديرات مجلة "لانسيت". موضّحة ما كان يمكن أن يحدث لو لم يتحرك المجتمع الدولي، ولم يستغل الفرص المتاحة لتقديم المساعدات والرعاية الطبية.

وقالت: "تم إنقاذ العديد من الناس من خلال هذه التوقّفات المختلفة، في القتال والتدخلات الإنسانية، حتى لو تم فرضها بشكل متقطع"، مردفة: "من السهل  أن نضيع في هذه الأرقام، وننسى الاسم والوجه وراء كل منها. ورغم أن الوضع في غزة قد يبدو ميؤوسا منه، إلا أنه ليس كذلك".


وتابعت: "محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى القطاع، مثل تلك التي أدّت إلى توقف إنساني للتطعيم ضد شلل الأطفال، تُنقذ الأرواح وتحدث فرقا لمئات الآلاف من الأسر، حتى في ظل الرعب المروع الذي تسببه الحرب".

واختتمت بالقول: "هذا ليس جدالا أو نقاشا سياسيا، بل يعني أن تعاون العلماء لإثبات الحقائق والبيانات الموثوقة، أمر مهم جدا من أجل توثيق ما يحدث في الحرب بقطاع غزة، وسوف يساعد أولئك الذين يعملون من أجل إيجاد حلول على حماية حياة الإنسان والحفاظ على صحته".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة غزة قطاع غزة حقوق الإنسان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الزراعة: المشروع القومى للبتلو يهدف لمنع ذبح العجول الصغيرة التي تقل أوزانها عن 100 كيلوجرام

أكد  الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أن المشروع القومي للبتلو يمثل أحد أبرز إنجازات الدولة في دعم الإنتاج الحيواني، حيث يهدف إلى منع ذبح العجول الصغيرة التي تقل أوزانها عن 100 كيلوجرام، ما يقلل من الهدر في الثروة الحيوانية ويزيد من العائد الاقتصادي للمربين.

وأوضح سليمان خلال حواره ببرنامج "اقتصاد مصر" المذاع على قناة أزهري"، أن المشروع بدأ عام 2017 بتمويل قدره 100 مليون جنيه، وتجاوز اليوم حاجز الـ9.5 مليار جنيه، استفاد منه أكثر من 44 ألف مربي من صغار المزارعين والشباب، من خلال قروض ميسرة بفائدة لا تتجاوز 5%.

وأشار إلى أن المشروع يتكامل مع جهود تحسين السلالات المحلية عبر برامج التهجين، ويُسهم في رفع نسب التصافي، حيث تصل كمية اللحوم الناتجة من العجل بعد التسمين إلى أكثر من 250 كيلو جراما، مقارنة بـ30 كيلوجراما فقط عند الذبح المبكر.

طباعة شارك بتلو لحوم حمراء الثروة الحيوانية

مقالات مشابهة

  • اليونسيف: انهيار القطاع الصحى يهدد حياة الأطفال في غزة بشكل خطير
  • موسم مسرحي حافل بقصور الثقافة في العدد الجديد من مجلة مصر المحروسة
  • الزراعة: المشروع القومى للبتلو يهدف لمنع ذبح العجول الصغيرة التي تقل أوزانها عن 100 كيلوجرام
  • وزير التعليم العالي: هجرة الكفاءات حق وليست نزيفا ولا يمكن منع الشباب من الهجرة
  • وزير الخارجية الإيراني: مصر الدولة الوحيدة التي أتيحت لي فرصة لقاء رئيسها
  • «الأوقاف» تصدر العدد الجديد من مجلة «منبر الإسلام» لشهر ذي الحجة
  • إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر.. ما المزايا التي تقدمها للمواطنين؟
  • الغارديان: غارات إسرائيلية قاتلة تستهدف النازحين في مدارس غزة
  • «ثقافة الشارقة» تصدر العدد «334» من مجلة الرافد
  • الصحة: المواطن شريك في تحديد جودة الخدمة بمنظومة التأمين الصحي الشامل