تقنية Li-Fi: ثورة جديدة في عالم الاتصالات اللاسلكية
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
هل تخيلت يومًا أن يصبح تصفح الإنترنت أسرع من سرعة الضوء؟ قد يبدو هذا وكأنه مشهد من خيال علمي، ولكن الحقيقة أن التكنولوجيات الحديثة تحقق إنجازات مذهلة في عالم الاتصالات.
من بين هذه الابتكارات، تبرز تقنية Li-Fi كأحد التطورات الأكثر إثارة التي تعد بتغيير جذري في طريقة نقل البيانات.
سنتعرف خلال السطور القليلة التالية على تقنية Li-Fi، كيف تعمل، وما الفرق بينها وبين Wi-Fi، بالإضافة إلى التحديات والفرص المرتبطة بها.
تقنية Li-Fi، اختصارًا لـ Light Fidelity، تعتمد على استخدام الضوء لنقل البيانات بدلًا من الموجات الراديوية المستخدمة في تقنية الواي فاي التقليدية.
تستفيد Li-Fi من مصابيح LED المزودة بإلكترونيات وبصريات لتحويل البيانات إلى إشارات ضوئية تُرسل عبر الهواء بسرعة فائقة.
وفقًا للخبراء، يمكن أن تصل سرعة نقل البيانات عبر Li-Fi إلى أكثر من 100 مرة أسرع من الواي فاي التقليدي.
مميزات تقنية Li-Fiالسرعة الفائقة: توفر Li-Fi سرعات تصل إلى 224 جيجابت في الثانية، مما يجعلها مثالية للتطبيقات التي تتطلب سرعات عالية مثل المدن الذكية وتطبيقات الواقع الافتراضي.
الأمان: إشارات Li-Fi لا يمكن أن تمر عبر الجدران، مما يعزز أمان البيانات. هذا يجعلها مثالية للاستخدام في بيئات مثل المستشفيات والطائرات والمنشآت العسكرية.
الاستقرار: تعتمد Li-Fi على الضوء الذي لا يتأثر بالتداخلات الكهرومغناطيسية، مما يوفر اتصالًا أكثر استقرارًا مقارنةً بالواي فاي.
كيف تعمل تقنية Li-Fi؟تعتمد Li-Fi على تحويل البيانات إلى إشارات ضوئية عالية التردد غير مرئية للعين البشرية.
يتم إرسال هذه الإشارات من مصدر ضوء، مثل مصباح LED، إلى جهاز استقبال مزود بمحولات ضوئية كهربائية تقوم بتحويل هذه الإشارات إلى بيانات رقمية يمكن للأجهزة استخدامها.
من هو مبتكر تقنية Li-Fi؟تقنية Li-Fi تعود فكرتها إلى البروفيسور هارالد هاس، الذي قدمها لأول مرة في محاضرة بمؤتمر TED عام 2011. لاحقًا، أسس هاس شركة pureLiFi في عام 2012 بالتعاون مع الدكتور مصطفى أفغاني، بهدف تسويق هذه التقنية.
نجحت الشركة في جمع أكثر من 37.9 مليون يورو لتطوير أول هوائيات ضوئية تجارية تُستخدم في الأجهزة الذكية مثل الهواتف ونظارات الواقع الافتراضي.
أين يمكن استخدام تقنية Li-Fi؟تقدم Li-Fi إمكانيات هائلة لعدد من التطبيقات المستقبلية، بما في ذلك:
المدن الذكية: لتعزيز سرعة الاتصال وتوفير بنية تحتية فعالة.الواقع الافتراضي: لدعم تجارب تفاعلية وسريعة.بث الفيديو بدقة 4K: لنقل البيانات بسرعات فائقة.الألعاب عبر الإنترنت: لتحسين سرعة الاستجابة وتجربة اللعب.التحديات التي تواجه تقنية Li-Fiرغم إمكانياتها الكبيرة، تواجه Li-Fi بعض التحديات التي يجب التغلب عليها:
النطاق المحدود: تعتمد Li-Fi على الضوء، مما يعني أن الإشارة لا تستطيع اختراق الجدران، مما قد يحد من انتشارها في البيئات المفتوحة.الحاجة إلى معايير موحدة: لا تزال Li-Fi تفتقر إلى معايير عالمية موحدة، مما يؤثر على توافق الأجهزة المختلفة.التوافق مع الأجهزة: تتطلب الأجهزة مستقبلات ضوئية خاصة، وهي غير متوفرة في معظم الأجهزة الإلكترونية الحالية.متى ستكون تقنية Li-Fi متاحة تجاريًا؟تتوقع الشركات التي تعمل على تطوير Li-Fi، مثل Oledcomm الفرنسية، أن تصبح التقنية متاحة تجاريًا خلال السنوات الخمس المقبلة.
يعتمد هذا التوقع على حجم الاستثمارات وتطوير المعايير اللازمة لتبني التقنية على نطاق واسع.
اهتمام عالمي متزايدهناك اهتمام متزايد بتقنية Li-Fi في مختلف القطاعات، خاصةً القطاعات العسكرية والحكومية التي تحتاج إلى أمان عالٍ في نقل البيانات.
تعمل شركات مثل VLNComm وSignify على تطوير حلول مبتكرة تعتمد على Li-Fi، مما يعزز مكانة هذه التقنية كمنافس قوي للواي فاي في المستقبل القريب.
الفرق بين Wi-Fi وLi-Fiتعتبر كل من تقنية Wi-Fi وLi-Fi وسيلتين للاتصال اللاسلكي، ولكن لهما اختلافات جوهرية:
Wi-Fi:
تعتمد على الموجات الراديوية.تغطي مساحات واسعة ويمكنها اختراق الجدران.توفر سرعات عالية لكنها أقل من Li-Fi.تستخدم في العديد من التطبيقات مثل الإنترنت وتبادل الملفات.Li-Fi:
تعتمد على الضوء المرئي.تغطي مساحة محدودة حيث تحتاج إلى وجود مصدر ضوء مباشر.توفر سرعات نقل بيانات فائقة.مثالية للتطبيقات التي تتطلب أعلى مستوى من الأمان وسرعة الاستجابة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تقنية Li الاتصالات الاتصالات اللاسلكية الواي فاي نقل البیانات تعتمد على
إقرأ أيضاً:
الكرة المصرية في مفترق طرق.. والجبلاية تحتاج ثورة تصحيح
لم يكن خروج المنتخب المصري من كأس العرب الأخيرة مجرد تعثر رياضي عابر، بل جاء ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الإخفاقات التي تضرب كرة القدم المصرية منذ سنوات، بدءا من السقوط المدوي لمنتخب الشباب في كأس العالم، وصولا إلى الأداء المرتبك والنتائج المخزيه للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاته، وآخرها فضيحة المنتخب الثاني بقيادة حلمي طولان فى كأس العرب.
الإقصاء من كأس العرب ليس مجرد نتيجة مخيبة، بل مؤشر إضافي على أزمة شاملة تطال المنظومة بأكملها من دون استثناء، بأداء باهت، غياب استقرار فني، تراجع مستوى الدوري المحلي، وضعف في إنتاج المواهب الشابة.
وازدادت حالة الإحباط بعد المشهد المقلق الذي فرضه خروج منتخب الشباب قبل أشهر، ما فجر موجة انتقادات واسعة تجاه أداء المنتخبات الوطنية وبرامج التطوير التي باتت شبه غائبة.
فالمنافسة لم تصبح فقط مع القارة الإفريقية، بل مع كرة عربية تتطور بسرعة فائقه، ومصر لم تعد تحتمل إخفاقا جديدا، فالمشهد العام يوحي بأن الكرة المصرية تقف اليوم في مفترق طرق وسط مخاوف جماهيرية متصاعدة من تكرار الصدمات في الاستحقاق القاري المقبل “كأس الأمم الإفريقية”، في ظل حالة عدم الثقة بقدرة المنتخب الحالي على استعادة أمجاد بطولات 2006 و2008 و2010 حين كان الفراعنة رقما صعبا في القارة السمراء.
ولا يخفى على القائمين على كرة القدم أو الجماهير أن المنتخب الأول تحت قيادة حسام حسن لم يصل بعد إلى مستوى الجاهزية الفنية أو الإدارية للمنافسة على اللقب القاري.
ورغم أن النقاش العام يتركز غالبا على اللاعبين والمدربين، إلا أن جوهر الأزمة يتجاوز ذلك بكثير، فالمنظومة الرياضية لم تعد قادرة على مواكبة التطور العالمي في كرة القدم، فيما تراجع الدوري المصري بفعل اضطراب جدول المباريات فى الدوري الممتاز ودروي الدرجة الثانية، والضعف البدني الواضح، وغياب التخطيط طويل المدى.
في الوقت الذي تعاني فيه الكرة المصرية من التراجع، تعيش الكرة المغربية طفرة مبهره، سواء في كأس العالم أو تتويجات قارية متتالية لأنديتها، بجانب صعود لافت للمستوى الفني في السعودية وقطر والإمارات.
النجاح المغربي لا يعود فقط إلى وفرة المحترفين في أوروبا، بل نتيجة مشروع بدأ قبل أكثر من عشر سنوات يعتمد على بنية تحتية حديثة، وأكاديميات لرعاية الموهوبين، واستقرار فني وإداري، بينما لا تزال الكرة المصرية عالقة في دائرة الأخطاء المتكررة.
النهضة المغربية أصبحت نموذجا يحتذى به بعد أن اقترنت بالتخطيط الطويل ومحاربة الفساد، وهو ما تفتقده الرياضة المصرية التي لا تزال بحاجة إلى إصلاحات جذرية تعيدها إلى موقع الريادة.
فالأزمة باتت هيكلية بسبب التغيرات المستمر في الأجهزة الفنية، وغياب رؤية طويلة المدى، المسئول عنها اتحاد الكرة الذى يدير المشهد بشكل غير احترافي بقرارات ارتجالية تربك المنتخبات في مختلف الأعمار، بجانب عدم الاهتمام ببرامج تطوير الناشئين وتراجع إنتاج المواهب القادرة على المنافسة الدولية.
وفي ظل هذا المناخ المضطرب يصبح من الصعب بناء مشروع كروي حقيقي، بينما يزداد الضغط على المنتخبات قبل الظهور في بطولات عالمية وقاريه، لينتهي بنا المطاف بالخروج صفر اليديدن من معظم البطولات طوال السنوات الماضية.
يؤكد خبراء الإعداد البدني أن الفارق بين اللاعب المصري ونظيره الإفريقي أو العربي لم يعد مهاريا بقدر ما هو بدني، فمع توقف الأندية عن الاستثمار في برامج اللياقة الحديثة تراجع الأداء البدني للاعبين بشكل واضح، وهو ما يظهر عند مواجهة منتخبات شمال إفريقيا الأكثر جاهزية وقوة.
بينما يرى خبراء التدريب أن الأزمة الأكبر تكمن في تراجع منظومة الناشئين، إذ تعتمد أغلب الأندية الكبرى على شراء اللاعبين بدل صناعة جيل جديد، وفي وقت تبني فيه الدول العربية وعلى رأسها المغرب مراكز تكوين تضاهي الأكاديميات الأوروبية، ما زالت قطاعات الناشئين المصرية تدار بأساليب تقليدية تفتقد للرؤية.
أكبر نجاحات الكرة المصرية في تاريخها جاءت حين كان هناك مشروع واضح واتحاد مستقر وأهداف طويلة المدى، أما اليوم فالمشهد مختلف تماما: لا رؤية، ولا تخطيط، ولا استمرارية، بل قرارات متلاحقة معظمها وفقا للأهواء والانتماء، وهو ما يعمق الفوضى داخل المنتخبات والأندية.
الأزمة الحالية أعمق من مجرد خروج من بطولة، فهي نتيجة غياب مشروع حقيقي يربط بين المنتخبات والأندية، وتبني معايير واضحة للتطوير الفني والبدني والإداري، وإذا أرادت الكرة المصرية أن تستعيد موقعها الطبيعي فعليها التخلي عن الحلول المؤقتة والبدء في بناء المنظومة من القاعدة إلى القمة.