بوابة الوفد:
2025-08-01@02:56:35 GMT

إنصاف المبدعين بأثر رجعي

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

أنا مع الإنصاف، ورد الاعتبار، ولو بأثر رجعي، وكل فعل، وكل طرح، وكل محاولة فى هذا الشأن تستحق التقدير، والتحية، والتشجيع. 

وخيرا فعل المنصفون فى الساحة الأدبية عندما قدموا كتابات مغايرة غير نمطية استهدفت رد اعتبار لمظاليم من أهل الابداع، وهو ما ظهر مؤخرا فى كتابين جميلين لكاتبين مبهرين انطلقا من قيمة العدالة ونشطا تحت تأثير شغف الكشف.

 

أما الأول فهو كتاب «الكشف عن تشيكوف المصري» للروائى والناقد سامح الجباس، صاحب النص الجميل «جمعية كارهى سليم العشي» وغيرها من الابداعات، والذى يحاول من خلاله إعادة اكتشاف مبدع قصصى عظيم هو محمود البدوى (1908-1986).

 كان شائعا وراسخا لدى الذهنية العامة أن يوسف إدريس (1927-1991) هو تشيكوف مصر، بمعنى أنه أول مَن طور فن القصة القصيرة، وسما به نحو سماوات الإجادة والإمتاع. ورغم اعترافنا بروعة ما قدمه يوسف إدريس من فن قصصي، إلا أن «البدوي» كان سابقا فى صناعة وتطوير فن القصة، والأعجب أنه حاز لقب «تشيكوف مصر» قبل سنوات من إدريس. وكان نجيب محفوظ نفسه هو من أطلق لقب «تشيكوف مصر» على « البدوي»، لكن انزواء « البدوي» وميله للعزلة – مثل كثير من المبدعين الحقيقيين- أتاح ليوسف إدريس التالى له، والأقل منه إنتاجا أن يختطف اللقب منه.

 بدأ «البدوي» مشواره فى الثلاثينيات وزار سيجموند فرويد فى سنة 1934 وتأثر به، ودرس الطب، وكتب فى موضوعات جديدة على القص العربي  مثل علاقات الرجل بالمرأة وعالم الفلاحين، وترك 375 قصة قصيرة، بينما ظهر «إدريس» لاحقا فى الخمسينيات، ودرس الطب أيضا مثل تشيكوف، وترك لنا 103 قصص قصيرة واهتم أيضا بموضوعات الفلاحين خاصة المقهورين منهم، لكنه تميز باختيار عناوين لافتة وجديدة لقصصه.

وخلص سامح الجباس إلى أن انشغال يوسف إدريس بالسياسة، واقترابه من دوائر الضوء، أهلّه لخطف الأضواء من منافسه الذى كان يفضل الانزواء. وفى المُجمل، فالكتاب يتضمن جهدا مُقدرا واستقراء عميقا ونقدا نافعا يستحق الالتفات والتقدير.

أما الكتاب الثانى فهو كتاب «سيد درويش.. المؤلف الحقيقى للنشيد الوطني» للكاتب النابه خيرى حسن، وقد صدر قبل أيام عن سلسلة «كتاب اليوم». وخيرى حسن مُبدع جميل معروف بدأبه وسعيه واهتمامه بالتنقيب فى الماضي، وله كتب مهمة ومؤثرة، تمتاز بالعذوبة.

وفى هذا الكتاب يحقق خيرى حسن فى جريمة سطو فنى تاريخية، قام بها شاعر غنائى هو يونس القاضى (1888-1969) بسرقة كلمات نشيد «بلادى بلادي» من نص سابق وضعه الموسيقار سيد درويش، ونسبه لنفسه وسجله فى جمعية المؤلفين والملحنين.

لقد تتبع المؤلف سجلات وزارة العدل، ومركز الدراسات القضائية، والشهر العقاري، ليؤكد عدم وجود أى وثيقة تثبت نسبة النشيد للشاعر يونس القاضى. كما لجأ المؤلف إلى أرشيف مجلة « التياترو» المصرية سنة 1925 ليثبت فيه الكلمات الحقيقية للنشيد الذى يقول: بلادى بلادي/ لك حبى وفؤادي/ مصر يا أم البلاد/ أنت غايتى والمراد/ وعلى كل العباد/ كم لنيلك من أياد/ مصر أولادك كرام /أوفياء يرعوا الزمام/ وستحظى بالمرام/ باتحادكم واتحادى..».

وجرت الجريمة عندما ترأس الشاعر يونس القاضى جمعية المؤلفين والملحنين خلال الفترة من 1926 إلى 1937، وادعى أنه مؤلف الأغنية بعد أن غير بعض الكلمات ليضيف «مصر يا ست البلاد/ أنت غايتى والمراد/ أنت لى نعم الوطن/ اشترى صفو الزمن/ ادفع الروح له ثمن/ وعلى الله اعتمادي». وفى الستينيات ادعى يونس القاضى أنه حرر وثيقة بتسجيل الأغنية قضائيا فى 26 يناير 1926.

لكن شقاوة خيرى حسن، دفعته للبحث والمراجعة ليكتشف أن 26 يناير 1926 الذى أشار إليه القاضى كتاريخ للتسجيل كان يوم جمعة تتعطل فيه كافة المصالح وعلى رأسها القضاء، كما أنه لم يجد أى وثيقة قضائية مسجلة بهذا التسجيل المزعوم.

وخلص إلى أن سيد درويش، لم يكن ملحنا فقط، وإنما كان فى بعض الأحيان يؤلف الأناشيد خاصة الحماسية منها فى وقت ثورة 1919، وكان هذا النشيد واحدا منها. ولا شك أن ذلك عمل عظيم يقدر.

والله اعلم

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد الساحة الأدبية

إقرأ أيضاً:

القسام تستهدف آليات للاحتلال بخان يونس وتوقع قتلى وجرحى

أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها أوقعت قتلى وجرحى في جنود الاحتلال، أمس الأول، أثناء استهدافها آليات إسرائيلية بخان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأكدت القسام، أنها تمكنت، أول أمس، من تفجير ثلاث 3 عبوات برميلية داخل تجمع لآليات إسرائيلية جنوب منطقة البطن السمين في مدينة خان يونس جنوبي القطاع وأوقعت جنودا قتلى وجرحى.

وكانت هيئة البث قد قالت، إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير، قال في اجتماع المجلس الوزاري المصغر، إن أهداف الحرب أصبحت متضاربة، وإنه إذا قرر المستوى السياسي خلاف ذلك، فعليه أن يُعلنه صراحةً كتوجيه.

وكان زمير يستعرض موقف الجيش من احتمال توسيع العملية العسكرية إلى المخيمات الوسطى في قطاع غزة، إذ يُعتقد أن الرهائن الإسرائيليين محتجزون هناك.

عمليات سابقة

ويوم السبت الماضي، تبنت كتائب القسام، استهداف ناقلتي جند إسرائيليتين بعبوتين داخل قمرتي القيادة، وبعد احتراقهما، استهدفت ناقلة ثالثة بقذيفة الياسين 105 في عبسان الكبيرة بمدينة خان يونس.

وأشارت القسام إلى أن مقاتليها رصدوا "قيام حفار عسكري بدفن الناقلات المحترقة لإخماد النيران وهبوط مروحيات للإجلاء".

وكانت منصات إسرائيلية قد ذكرت أن قوة إسرائيلية وقعت في كمين للمقاومة في خان يونس، ووُصف بأنه حدث صعب، وطلبت من الإسرائيليين الصلاة لنجاة الجنود.

ورغم فرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرا على نشر تفاصيل العملية فإن تلك المواقع أشارت إلى أن عبوة ناسفة انفجرت في ناقلة جنود من نوع النمر.

ووفقا لتلك المواقع، فقد خرج مقاومون من فتحة نفق وثبتوا عبوة ناسفة بمدرعة النمر ثم انسحبوا، مما أدى إلى مقتل 4 جنود إسرائيليين على الأقل وإصابة آخرين بجروح خطِرة.

وتفرض إسرائيل رقابة مشددة على نشر خسائرها في غزة، وتتكتم عن الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها، مما يرشح الأعداد المعلنة للارتفاع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أيمن يونس: لماذا هرب وسام أبو علي إلى أمريكا؟
  • شاهد: كمين نصبته المقاومة لأسر وقتل جنود إسرائيليين بخان يونس
  • 3 شهداء في قصف صهيوني لمدينتي غزة وخان يونس
  • شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس
  • خبراء للجزيرة نت عن زلزال روسيا التاريخي: أدركنا همسات الأرض بأثر رجعي
  • عاجل | كتائب القسام: قصفنا تجمعا لجنود وآليات العدو بقذائف هاون في منطقة القرارة شرق خان يونس
  • طرابلسي: إنصاف مديري المدارس الرسمية واجب
  • القسام تستهدف آليات للاحتلال بخان يونس وتوقع قتلى وجرحى
  • شهداء باستهداف الاحتلال منتظري المساعدات في خان يونس وبيت لاهيا
  • 11 شهيدًا في قصفين للاحتلال استهدفا نازحين شمالي رفح وغربي خان يونس