تزامنًا مع عام الإبل مركز “إثراء” يطلق معرض “الجمل عبر العصور” بمشاركات محلية وعالمية
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
الظهران – الجزيرة
بإطلالة عريقة تتداخل بها لوحات فنّية وصور فوتوغرافية ومنحوتات، افتتح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) معرض “الجمل عبر العصور” بالتعاون مع ليان الثقافية، خلال حفل إطلاق المعرض الذي أقيم في المركز و الذي يستمر حتى 29 ربيع الآخر 1446 الموافق (1 نوفمبر2024) ويتضمن 54 عملًا فنيًا لـ 38 فنان محلي وعالمي داخل متحف إثراء، إذ يشّكل رحلة تاريخية برؤية فنّية تحوّل تاريخ الإبل لمشهد حيّ ضمن إطار يجمع الحداثة والمعاصرة.
ويُقدم المعرض فرصة لافتة بملامح جديدة تجسّد جمالية الإبل، كما يُسهب في عرض مضامينه بلغة بصرية ذات روابط عميقة تروي حكاية الإبل في الجزيرة العربية من حيث القيمة الثقافية وتأثير ذلك على الهوية السعودية، متنقلًا بين التقدم الحضاري والأهمية الاقتصادية؛ وصولًا إلى استكشاف العديد من المحطات التي تربط بين الإبل والتراث.
وحول ذلك، أوضحت مديرة البرامج في إثراء نورة الزامل بأن معرض “الجمل عبر العصور” يرتبط بعوالم الفّن التشكيلي الذي له قدرة هائلة على استنطاق العديد من الرموز الثقافية النابضة، عبر منحوتات ولوحات فنية قادرة على محاكاة مراحل تاريخية متعددة تصل إلى يومنا هذا. فمن منطلق حرصنا في “إثراء” على دعم القطاع الثقافي وإحداث حراك يقود إلى حركة فنية مثرية واعدة قمنا بإطلاق معرض “الجمل عبر العصور” الذي يرتكز على جانب سرديات الأفراد والمجتمعات ذات مضامين هادفة تشكل حالة فنية فريدة تصب في دعم الأعمال التاريخية.
كما أعربت الأستاذة غادة الطبيشي المدير التنفيذي لـ”ليان الثقافية”: “يسعدنا جدًا التعاون مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) والمشاركة في الاهتمامات الفنية والثقافية من خلال معرض “الجمل عبر العصور”، هذا المشروع الأكاديمي والثقافي الذي يهدف إلى إثراء المعرفة بالعديد من الحقائق المهمة للتراث الثقافي منذ العصور الماضية. كما يقدم المعرض مجموعة فنية فريدة تضم أكثر من 50 عملاً فنيًا (نحت، رسم، تصوير فوتوغرافي، وأفلام)، من جميع أنحاء العالم وعبر التاريخ. وتُظهر هذه الأعمال مدى استمرار صورة الجمل العربي الذي يشارك في الحياة اليومية بطرق مختلفة، فهو رمز للسفر، والصحراء الجافة والواحة الخصبة”.
اقرأ أيضاًUncategorizedمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي يستعد لاستقبال زواره في أكتوبر المقبل
ويعد الحفاظ على الثقافة والتراث العربي والسعودي أحد مستهدفات الشراكات الثقافية ويصب في جهود المملكة التي تشهد حراكًا ثقافيًا زاخرًا، ويُعد ذلك استكمالاً للجهود والمساعي الحثيثة من قبل الجهات المعنية منها وزارة الثقافة التي أطلقت إسم عام الإبل لعام 2024؛ لإحياء حضور الإبل بوصفه أيقونة ثقافية تمثل الهوية السعودية وتعكس قيمتها الأصيلة، باعتباره مكونًا أساسيًا في البناء الحضاري، ومما يبدو جليًا بأن اللوحات الفنّية في المعرض تُحاكي فترات تاريخية مّر بها الإبل؛ إذ يجمع الفنانين وملاك المتاحف كما يستهدف ملاك الإبل والمصورين والباحثين، وكافة فئات المجتمع.
ويحتوي المعرض على مجموعة لوحات فنية لكل من الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان، عبدالرحمن العقيل، الدكتورة منى صلاح الدين المنجد وفهد النعيمه، إلى جانب مجموعة أخرى من كبار الفنانين في العالم ينتمي بعضهم إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وغيرهم من الفنانين المعاصرين، كما تصب المنحوتات والقطع الفنية في إيقاع مختلف حيث ترسم الصورة الذهنية لعوالم الإبل بكافة ملامحه، ومنها قطعة للفنان يحيى البشري و فنانين آخرين، فيما تتخذ الصور الفوتوغرافية نهجًا مغايرًا من حيث الشكل العام بالمضمون ذاته، ومنها أعمال فنّية مصوّرة للأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود.
ويُعرض على هامش المعرض كتاب “الجمل عبر العصور”، العمل الموسوعي الثقافي الغني الذي يتيح فرصة للزوّار لاستكشاف الجانب الأكاديمي به ومما يبدو لافتًا بأنه يتضمن مقالات عدة دوّنها خبراء من المملكة وخارجها تستكشف الخلفية التاريخية للإبل ومكانته عند العرب والعلاقة العميقة بين الإبل والإنسان، إضافًة إلى صور لقطع أثرية من متاحف عالمية وهو كتاب من إصدار شركة ليان الثقافية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، حيث يخوض المستعمين تجربة استثنائية تقود إلى معرفة متكاملة تضم تحوّلات مجتمعية كان للإبل دورًا بارزًا بها.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
ما هو “مشروع إستير” الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
#سواليف
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على #الإبادة_الجماعية التي تنفذها #إسرائيل في قطاع #غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53.000 فلسطيني، أصدرت مؤسسة “هيريتيج فاونديشن” (Heritage Foundation) ومقرها #واشنطن، ورقة سياسية بعنوان ” #مشروع_إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية”.
هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف “مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق.
أما “الإستراتيجية الوطنية” التي يقترحها “مشروع إستير” المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى.
مقالات ذات صلة انفجار الأزمة بين الجيش وحكومة نتنياهو 2025/05/20أوّل “خلاصة رئيسية” وردت في التقرير تنصّ على أن “الحركة المؤيدة لفلسطين في #أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)”.
ولا يهم أن هذه “الشبكة العالمية لدعم حماس” لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ”المنظمات الداعمة لحماس” (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها. ومن بين تلك “المنظّمات” المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل “صوت اليهود من أجل السلام” (Jewish Voice for Peace).
أما “الخلاصة الرئيسية” الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة “تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية”- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة.
عبارة “الرأسمالية والديمقراطية”، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت لما يزيد عن 19 شهرًا للتدمير العسكري الممول أميركيًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة.
وبحسب منطق “مشروع إستير” القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى “اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا”.
نُشر تقرير مؤسسة “هيريتيج” في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها “معادية لإسرائيل بشكل واضح”، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ”مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض”.
وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات “مشروع إستير”. من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
علاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل “شبكة دعم حماس”، وبترويج “خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة”، يدّعي مؤلفو “مشروع إستير” أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها “أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد”.
ليس هذا كل شيء: “فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية”، وفقاً لما ورد في التقرير.
وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر “المحتوى المعادي للسامية” على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة “هيريتيج” ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية.
ومع كل هذه الضجة التي أثارها “مشروع إستير” حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ “أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره”.
وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة “هيريتيج” “كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية”، وأن “مشروع إستير” يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة.
وفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن “عددًا من الجهات” في الولايات المتحدة “يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة”.
وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى “مشروع إستير” وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.