جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-31@00:53:24 GMT

لماذا تتعرض الشركات للإفلاس؟

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

لماذا تتعرض الشركات للإفلاس؟

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

مُنذ أكثر من 4 سنوات يتوالى الإعلان عن إفلاس شركات في الدول الغربية وأمريكا واليابان وبأعداد كبيرة؛ نتيجة لعدة أسباب، تُعزى بعضها إلى قرار الشركات بإعادة هيكلة الميزانيات العمومية لها، والتركيز الكبير على رأس المال العامل لها في الأعمال اليومية لمواجهة التراجعات في الأسواق، إضافة إلى الفساد المستشري لدى بعض المديرين والتلاعب في مقدرات الشركات.

ويعزو البعض هذه الإفلاسات إلى توقف الشركات عن العمل بالأساليب التي كانت تحلو لها في الماضي من خلال قيام حكوماتها بسرقة الموارد الطبيعية للدول الفقيرة في قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ودعم شركاتها المحلية، قبل أن تعي شعوبها هذه القضايا؛ الأمر الذي أدى إلى تغيير ورفع أسعار المواد الأولية المستوردة والتي كانت الحكومات الغربية تشتريها بثمن بخس من الدول الفقيرة، مع استمرارها في تقديم الرشاوي لبعض السياسيين لإنهاء أعمالها التجارية، ناهيك عن المشاكل الناجمة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة السنوية للمؤسسات التمويلية والمصرفية على أعمال الشركات. في حين يعتقد البعض بأنَّ هذه الإفلاسات تأتي بسبب الظلم الذي مارسته الشركات الغربية على الشعوب الفقيرة وأنه انتقام إلهي لها.

أما في منطقتنا العربية، فإنَّ إفلاس الشركات مرده إلى الفساد الذي يستشري ببعضها، إضافة إلى المنافسة غير الشريفة التي يُمارسها المديرون الوافدون ضد الشركات المحلية، بجانب المشاكل المالية التي تتعرض لها؛ بسبب غياب الدعم وارتفاع أسعار الفائدة السنوية للقروض التي تحصل عليها للاستمرار في أعمالها التجارية.

وعلى المستوى الغربي، فإنَّ أعداد هذه الشركات المُفلِسة يصل اليوم إلى الآلاف في كل من بريطانيا وأمريكا وألمانيا واليابان وغيرها من الدول الصناعية الكبرى؛ الأمر الذي يؤدي إلى توقفها عن العمل الذي كانت تمارسه في قطاعات اقتصادية مختلفة. وتعرض العالم إلى محنة "كوفيد-19" المفتعلة خلال السنوات الماضية، والتي أنهكت الشعوب الفقيرة قبل الغنية، وكانت سببًا رئيسًا في عمليات إعسار الكثير من الشركات في العالم وإفلاسها بسبب القيود التي فرضت على الشركات، وعدم تمكنها من دفع الديون التي ترتبت عليها، ناهيك عن الأزمات المالية العالمية التي تعرضت لها قبل انتشار الجائحة، الأمر الذي دفع العديد من الشركات لإعادة تنظيم أعمالها التجارية، والدخول في التصفيات ومن ثم إعلان إفلاسها.

في أمريكا لوحدها، أفلست آلاف الشركات التي تقوم ببيع السلع والخدمات كالمطاعم ومتاجر الملابس والسيارات ما بين الصغيرة والمتوسطة نتيجة عدم قدرتها على مسايرة أسعار الفائدة التي بلغت أعلى مستوياتها في السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي شكّل ضغطًا على الشركات التي تعتمد بشكل كبير على الاقتراض، والصعوبة في الحصول على قروض تجارية جديدة، ودخولها في حالات التخلف عن السداد، في الوقت الذي كان يتراجع فيه الطلب من قبل المستهلكين على المنتجات والسلع. فهناك اليوم آلاف الطلبات المعدة من الشركات الغربية والأمريكية للإعلان عن الإفلاس، الذي يُساهم اليوم في تراجع التضخم نتيجة عدم القدرة على الاستهلاك والصرف، وبالتالي يؤدي إلى خفض تكاليف الاقتراض المصرفي تدريجيًا.

ولا يختلف الحال أيضًا في أوروبا واليابان والصين وغيرها من الدول الأخرى؛ حيث ترتبط بعض الشركات المُعلنة للإفلاس بمشاكل عقارية والتعمير والديون الناجمة عن تلك الأزمات المالية وتعثرها في الدفع، في الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء تصاعد موجة إفلاس شركات أخرى خلال العام الحالي والمقبل، ودخول الدول في التباطؤ الاقتصادي.

إنَّ مثل هذه الحالات ربما سوف تتعرض لها الشركات في المنطقة وفي السوق العُماني أيضًا في ضوء تراجع الأعمال التجارية وارتفاع معدلات ونسب الفائدة على القروض التجارية، وتعثر بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ بسبب عدم تمكنها من إعادة سداد ديونها، ناهيك عن الشيكات التي ترتجع يوميًا بسبب تراجع الأعمال التجارية اليومية، وقلة حركة أنشطة الأسواق. بعض البيانات المحلية أشارت مؤخرًا إلى وجود عدة شركات تنتظر الإفلاس، بعضها شركة تعمل في مجالات الطاقة وتوليد الكهرباء وغيرها في مجالات أخرى. وإفلاس تلك الشركات ليس موضوع الساعة، وإنما عمل تجاري وقانوني معروف في تلك الأوساط ولدى الشركات العاملة في مختلف القطاعات الاقتصادية، إلّا أنَّه يُسبب أضرارًا كبيرة للقطاع المصرفي والمالي ولبعض الفئات من الأفراد الذين يمتلكون نسبة مساهمة كبيرة في تلك الشركات.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأهلي يؤكد تغيير شعاره بسبب حظر استخدام السيفين والنخلة في الأنشطة التجارية

أكد النادي الأهلي تغيير شعاره بسبب حظر استخدام السيفين والنخلة في الأنشطة التجارية، وأعلن طرح 5 شعارات من أجل اختيار واحد منها عبر تصويت للجماهير.

حيث قال النادي الأهلي في بيان “ضمن مسار تحوّلي طموح، انطلق في نوفمبر 2024 تواصل شركة نادي الأهلي تنفيذ خطتها الاستراتيجية الشاملة لتحديث الهوية المؤسسية والبصرية للنادي، في خطوة تهدف إلى تجديد الصورة الذهنية وتعزيز أدواته وهويته، بما يعكس تطلعاته نحو الريادة محليا ودولياً. .. يأتي هذا التحديث التزاماً بالقرار السامي رقم (3587) بتاريخ 21 محرم 1440هـ، الصادر عن وزارة التجارة الذي يحظر استخدام شعار الدولة “السيفين والنخلة” في الأنشطة التجارية، بما في ذلك شعارات الأندية”.

وأضاف “وقد عملت الشركة على مشروع تطوير الشعار الجديد باحترافية عالية، وبالتعاون مع نخبة من الشركات المتخصصة المحلية والعالمية، وشملت هذه المرحلة سلسلة من ورش العمل والاجتماعات بمشاركة بعض الجماهير للنادي لصياغة هوية بصرية تعبر عن تاريخ الأهلي العريق وتلبي رؤيته الطموحة للمستقبل، وقد تم ترشيح التصاميم الخمسة النهائية المطروحة بعد دراسة دقيقة للرموز والعناصر التاريخية التي تجسد هوية النادي وتعكس إرثه الرياضي الفريد والعريق، مع الالتزام التام بالضوابط التنظيمية المعتمدة. وتمثل هذه التصاميم خلاصة رحلة متكاملة من البحث والتحليل الفني والمعرفي، وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه التصاميم قد تم تسجيلها لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية، فيما يجري استكمال إجراءات تسجيل التصاميم المتبقية. كما تؤكد شركة نادي الأهلي أن الشعار الرسمي المعتمد لم يتم اختياره بعد، وأن ما تم تداوله لا يتعدى كونه نماذج غير معتمدة ضمن مراحل التطوير تم ابرازها بهدف استطلاع آراء الجمهور، على أن يتم حسم الاختيار والاعتماد بشكل رسمي خلال الأسابيع القادمة وقبل انطلاق منافسات الموسم الرياضي المقبل”.

وتابع “انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن الأهلي ليس مجرد ناد، بل كيان يتطور بدعم جمهوره، فإن الشركة تطلق تجربة تفاعلية غير مسبوقة تتيح للجمهور أن يكون شريكاً مباشراً في اتخاذ هذا القرار التاريخي، وذلك من خلال التصويت على التصميم المفضل عبر الموقع الإلكتروني الذي سيتم من خلاله الإعلان عن آلية التصويت، وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الأندية الرياضية في المملكة، حيث يمنحالجمهور دوراً فاعلاً في تحديد الهوية الرسمية لناديه”.

جريدة الرياض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • “رويترز”: كبرى الشركات خسرت 34 مليار دولار بسبب حروب ترامب التجارية
  • الأهلي يؤكد تغيير شعاره بسبب حظر استخدام السيفين والنخلة في الأنشطة التجارية
  • كبرى الشركات خسرت 34 مليار دولار بسبب حروب ترامب التجارية
  • “لماذا لا تقطع مصر علاقتها بإسرائيل؟”.. أبو الغيط يكشف سر احتفاظ 5 دول عربية بالعلاقة مع تل أبيب
  • أخبار التكنولوجيا| فيديوهات تيك توك تصيب هاتفك بالبرامج الضارة.. فيكتوريا سيكريت تتعرض لانقطاع واسع بسبب حادث أمني
  • امرأة تتعرض لكسر مفاجئ أثناء النوم بسبب تجنب أشعة الشمس
  • بعد أديداس وCo-op.. فيكتوريا سيكريت تتعرض لانقطاع واسع بسبب حادث أمني
  • الغرف التجارية بقطاع غزة: نثق بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي أثبتت مهنيتها بإدارة الأزمات رغم العراقيل
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
  • لماذا تستعرض إسرائيل حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدرة بـ 940 سفينة؟