‏في بداية الحرب كان الشعب السوداني يقاتل بأيدي مرتعشة و قلب مهزوز. عينه على إيقاف الحرب و نفسه تتبع الأماني الباطلة بالعودة السهلة الى البيوت و المدن دون أية تضحيات مؤلمة. هذا التمادي في ذهول البدايات و الإستسلام الى وضع الغشاوة التي حجبت عنّا الحقائق و شغلتنا بسرديات “حرب بين جنرالين” و “من أطلق الرصاصة الأولى” ، كل ذلك كلّفنا مزيداً من التشرد و كسر القلوب و إنتهاك الكرامة.

الآن يمنّي مجتمع الجنجويد نفسه بقرب إنتهاء الحرب ، ترتفع الهمسات بين حواضنهم من الشباب والقبائل والنظار والسياسيين و المرتزقة بأنهم سيقطفون ثمار حربهم خلال وقتٍ قصيرٍ انتظارا لسلام قد يتم فرضه على الجيش وعلى الشعب . وأنهم مهما أُرهقوا و تعبوا فقد اقترب وقت الإستمتاع بالثروة المنهوبة والأموال الطائلة . و أن كل المطلوب الآن منهم هو الصبر لأيام قليلة ثم يأتي السلام و تعظم المكافأة و يحصلون على صك البراءة من الجرائم.
يبدو أن الآية قد إنقلبت و الأدوار تبدلت ، فالذي كان يمني نفسه بالسلام قد حمل السلاح و عزم على الإنتقام حتى لو طارد قاتليه في القرى و النجوع و وراء الحدود. بينما إنتقل القاتل منتظرا للسلام دون عدالة و لا محاسبة ، فهذه من جنس الأماني الباطلة التي توقع الناس في الهزيمة. الآن ما يحثهم على القتال : هو الصمود حتى يأتي السلام الإجباري ! لكن إستمرار تساقط القادة و القصف العنيف سيجعلهم يفكرون في جدية الذي وعدهم بالسلام و قدرته.

لقد بدأنا هذه الحرب و نحن نحلم فتشردنا ، و هم سيشهدون ختامها و هم يحلمون. و الحلم هنا قسيم الهزيمة و الإنكسار.

عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

"ميناء صحار" ينظم برنامجا تدريبيا حول "أنظمة مجتمع الموانئ"

 

 

 

 

صحار- الرؤية

نظم ميناء صحار والمنطقة الحرة برنامجا تدريبيا متقدماً حول أنظمة مجتمع الموانئ، بالتعاون مع الرابطة الدولية لأنظمة مجتمع الموانئ الدولية (IPCSA) . ويأتي هذا البرنامج في إطار دعم مشروع "نظام مجتمع الموانئ الوطني" الذي تنفذه وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بهدف تعزيز الكفاءة الرقمية في قطاع الموانئ على مستوى سلطنة عُمان، وتطوير قدرات أصحاب العلاقة، وتعزيز معرفتهم بتكنولوجيا الموانئ.

وتعد هذه الفعالية الأولى من نوعها في المنطقة التي تقدمها مؤسسة أنظمة مجتمعات الموانئ الدولية، وتهدف إلى تمكين المشاركين من تطبيق وحوكمة حلول أنظمة مجتمع الموانئ، وتعزيز جاهزية ميناء صحار للتعامل مع المتغيرات الرقمية ودعم حركة التجارة الإقليمية بكفاءة ومرونة.

ويمتد البرنامج على مدى أربعة أيام، بمشاركة مشغلي محطات المناولة في ميناء صحار والشركاء في الجهات الحكومية. ويشمل دورة تدريبية متكاملة حول تطبيق وحوكمة حلول أنظمة مجتمع الموانئ، بما يسهم في تسريع جهود التحول الرقمي في ميناء صحار والمنطقة الحرة، وتعزيز مكانته كمركز لوجستي رائد على المستوى الإقليمي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.

وسيُركز البرنامج التدريبي على أهم المواضيع المتعلقة بتطوير وتشغيل أنظمة مجتمع الموانئ المتكاملة ومن بينها مفاهيم هذه الأنظمة، والتفاعل مع المشاركين وأصحاب المصلحة، وأهم الأسس والمبادئ اللازمة لبناء مجتمع موانئ راسخ. كما ستركز الدورة على أطر الحوكمة، ونماذج الأعمال، واستراتيجيات التنفيذ، وستقدم أيضاً دراسة تفصيلية حول تصاميم تكنولوجيا المعلومات الحديثة ذات الصلة بأنظمة الموانئ المتكاملة، وتدابير المرونة، فضلاً عن تسليط الضوء على التحديات المتغيرة التي تواجه أنظمة الموانئ الرقمية، وستُختتم فعاليات البرنامج بمراجعة تفصيلية عن العمليات التشغيلية لأنظمة مجتمع الموانئ، والمعايير الدولية المتبعة، والخدمات التي توفرها هذه المنصة الخاصة بهذه الأنظمة.

وقال سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل، إن نظام مجتمع الموانئ يعد أحد الأنظمة التي تدعم تنفيذ الاستراتيجية اللوجستية 2040، حيث تسهم في تعزيز القدرة التنافسية للسلطنة وتساهم في تسهيل التجارة والارتقاء بكفاءة الأداء وسرعة إنجاز المعاملات وسهولة الوصول للمعلومات الخاصة بالشحنات والسفن من خلال رقمنة سلسلة التوريد في السلطنة.

وأضاف أن المشروع سيغطي الموانئ الرئيسية والمطارات والمراكز الحدودية على مستوى البلاد، ويدمج أنظمة مناولة البضائع الآلية (الرافعات، والناقلات، والروبوتات)، ونظام مجتمع الموانئ الرقمي (PCS) للتنسيق السلس بين أصحاب المصلحة، وتتبع الشحنات في الوقت الحقيقي باستخدام إنترنت الأشياء، والصيانة التنبؤية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

وأوضح م. جاسم اليماني نائب الرئيس للتكنولوجيا في ميناء صحار والمنطقة الحرة: "سيزود هذا البرنامج التدريبي موظفينا بالمعارف والخبرات اللازمة لتسريع التحول الرقمي، وتعزيز التعاون المتبادل مع جميع أصحاب المصلحة وترسيخ مكانتنا كمثال يحتذى به في التجارة المستدامة التي تتسم بالمرونة والذكاء والأمن، ويؤكد تعاوننا مع مؤسسة أنظمة مجتمعات الموانئ الدولية ‏التزامنا باتباع أفضل الممارسات العالمية وتقديم قيمة حقيقية ومستدامة للعملاء ولقطاع الخدمات اللوجستية، ونساهم في رسم مستقبل عُمان كبوابة إقليمية رائدة".

مقالات مشابهة

  • ما كدى صحة حديث يأتي زمان على الناس يحبون خمسًا وينسون خمسًا؟
  • وزير خارجية السودان السابق للجزيرة نت: الحرب أصبحت إقليمية وتقسيم البلد غير وارد
  • "ميناء صحار" ينظم برنامجا تدريبيا حول "أنظمة مجتمع الموانئ"
  • رئيس الأركان يعود إلى مصر بعد إنتهاء زيارته الرسمية لتركيا
  • ترامب يلمح لإمكانية حدوث تقدم وشيك في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • الهوة الطبقية تنهش مجتمع العراق
  • مأزق حواضن الجنجويد
  • النيابة تنتقل لمعاينة حريق مصنع بلاستيك بالسلام وتنتدب المعمل الجنائي
  • تفاؤل بين أعضاء الأعلى للدولة بقرب إنهاء انقسامه
  • مؤتمر السلام الشعبي يستقطب آلاف الإسرائيليين ويطالب بوقف الحرب بغزة