الآن مجتمع الجنجويد يمنّي نفسه بقرب إنتهاء الحرب
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
في بداية الحرب كان الشعب السوداني يقاتل بأيدي مرتعشة و قلب مهزوز. عينه على إيقاف الحرب و نفسه تتبع الأماني الباطلة بالعودة السهلة الى البيوت و المدن دون أية تضحيات مؤلمة. هذا التمادي في ذهول البدايات و الإستسلام الى وضع الغشاوة التي حجبت عنّا الحقائق و شغلتنا بسرديات “حرب بين جنرالين” و “من أطلق الرصاصة الأولى” ، كل ذلك كلّفنا مزيداً من التشرد و كسر القلوب و إنتهاك الكرامة.
الآن يمنّي مجتمع الجنجويد نفسه بقرب إنتهاء الحرب ، ترتفع الهمسات بين حواضنهم من الشباب والقبائل والنظار والسياسيين و المرتزقة بأنهم سيقطفون ثمار حربهم خلال وقتٍ قصيرٍ انتظارا لسلام قد يتم فرضه على الجيش وعلى الشعب . وأنهم مهما أُرهقوا و تعبوا فقد اقترب وقت الإستمتاع بالثروة المنهوبة والأموال الطائلة . و أن كل المطلوب الآن منهم هو الصبر لأيام قليلة ثم يأتي السلام و تعظم المكافأة و يحصلون على صك البراءة من الجرائم.
يبدو أن الآية قد إنقلبت و الأدوار تبدلت ، فالذي كان يمني نفسه بالسلام قد حمل السلاح و عزم على الإنتقام حتى لو طارد قاتليه في القرى و النجوع و وراء الحدود. بينما إنتقل القاتل منتظرا للسلام دون عدالة و لا محاسبة ، فهذه من جنس الأماني الباطلة التي توقع الناس في الهزيمة. الآن ما يحثهم على القتال : هو الصمود حتى يأتي السلام الإجباري ! لكن إستمرار تساقط القادة و القصف العنيف سيجعلهم يفكرون في جدية الذي وعدهم بالسلام و قدرته.
لقد بدأنا هذه الحرب و نحن نحلم فتشردنا ، و هم سيشهدون ختامها و هم يحلمون. و الحلم هنا قسيم الهزيمة و الإنكسار.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
استبعد محللون وخبراء إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق المهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحدثوا عن عراقيل أساسية لا تزال تقف في طريق أي اتفاق محتمل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
وعقب انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية أكد ترامب على رغبته في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وأعرب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار تحديدا الأسبوع المقبل.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيلتقي مسؤولين كبارا في البيت الأبيض الاثنين المقبل.
وبشأن المهلة الزمنية التي حددها ترامب، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية توماس واريك إن ترامب يستعمل الوقت بطريقة مرنة، وما أراد قوله هو أن إنهاء الحرب في غزة يدخل ضمن أولوياته، مشيرا إلى أن المهم هو ما سيحدث خلال المباحثات التي سيجريها ديرمر في واشنطن، ولفت إلى وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يمكنها حكم قطاع غزة.
ويقضي العرض الأميركي -يواصل واريك- بأن إنهاء الحرب على غزة مشروط بخروج قادة حماس من غزة وتخلي الحركة عن أسلحتها، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتعين عليه الضغط على إسرائيل من أجل أن تقبل بفكرة أن قطاع غزة يصبح جزءا من صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنه سيتم إبلاغ ديرمر بضرورة إنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى الأحياء وتأجيل تفكيك حركة حماس.
كما قالت إن محادثات ديرمر ستركز على إنهاء الحرب في غزة والمفاوضات الأميركية الإيرانية وتوسيع اتفاقات أبراهام.
من جهته، اعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي أنه من المستحيل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال المدة الزمنية التي حددها ترامب، لأن هناك عقبات أساسية لا تزال قائمة، أولاها أن إنهاء الحرب من منظور فلسطيني يختلف عن إنهائها من منظور إسرائيلي، والفلسطينيون يرفضون التوقيع على اتفاق لا ينص على انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.
إعلان الضماناتوأشار الشوبكي إلى مسألة الضمانات التي يفترض أن تقدم للفلسطينيين بأن تستمر حالة الهدوء ووقف إطلاق النار خلال المرحلة التفاوضية، وهي مسألة لا يشير إليها الأميركيون والإسرائيليون بشكل واضح، بالإضافة إلى أن الطرح الأميركي بإيجاد حكم بديل في غزة يفتقد -يضيف الشوبكي- إلى أدوات تنفيذه على أرض الواقع.
وذكّر الشوبكي بأن حماس أعلنت في تصريحات سابقة لها أنها مستعدة لعدم المشاركة في حكم غزة، وهو موقف قدمته للوسطاء العرب.
وقال إن طرح هذا الموضوع مجددا هو محاولة لخفض سقف المفاوض الفلسطيني، مؤكدا أن المشكلة التي تطرح حاليا تكمن في محاولة فرض أنماط حكم جديدة في غزة، كما قال إن "من يريد تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة فليمكّنها في الضفة الغربية".
وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، فإن ما تطلبه المقاومة الفلسطينية من مطالب يلغي ما يطلبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وقال حنا إن إنهاء الحرب يتطلب انسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة وتقديم ضمانات، وطرح تساؤلات عن مصير سلاح المقاومة ومصير القطاع في المرحلة المقبلة.
وأوضح أن انسحابات إسرائيل من المناطق التي تحتلها ترتبط عادة بالواقع الداخلي والواقع الدولي وبعمليات المقاومة وما توقعه من خسائر في صفوف جيش الاحتلال.