غزة تنهض من الرماد.. مهندسة فلسطينية تعيد رسم ملامح القطاع بعد الحرب
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
وسط الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة، تبرز المهندسة الفلسطينية مجد العويني كرائدة في إحياء الأمل لدى أهالي القطاع، من خلال إعادة تصميم واجهات المنازل والأحياء التي دمرها القصف.
بشعارها الملهم "عمرناها مرة، بنعمرها ألف مرة"، تقدم العويني تصورات مستقبلية تُحيي الأمل لدى العائلات التي فقدت منازلها وتبحث عن بارقة أمل في إعادة الإعمار.
العويني، التي تخصصت في مجال إعادة الإعمار وحصلت على شهادة الدكتوراه في هذا التخصص، تواجه القلق المتزايد لدى الفلسطينيين من مستقبل غزة بعد الحرب، فعبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، بدأت بنشر مقاطع فيديو تعرض إعادة تصميم المنازل التي أرسل أصحابها صورها المدمرة، وكانت رسائلهم متشابهة، "كيف ستبدو منازلنا بعد الحرب؟".
View this post on InstagramA post shared by Majd Al-Uwaini – MAS Group (@majd.aluwaini)
تقول العويني، "فكرت في هذه الفكرة بعد أن شاهدت تقارير مبالغا فيها حول المدة الطويلة التي قد يستغرقها إعادة إعمار غزة. بفضل خبرتي في إعادة الإعمار بعد الحروب السابقة، شعرت بمسؤولية تقديم تصورات بديلة تُظهر الإمكانيات الحقيقية التي نمتلكها، وهدفي كان نشر الأمل بين الناس".
ولا تقتصر جهود العويني على المنازل الفردية، فقد توسعت أعمالها لتشمل تصميمات للأحياء المركزية في غزة. من بين هذه المشاريع، قامت بإعادة تصميم حي الرمال، الذي تعرض لتدمير شامل، ودوار النجمة في مدينة رفح، الذي تحول إلى كومة رمال بفعل القصف الإسرائيلي.
وتؤكد العويني أن رسائل الناس لم تتوقف عند منازلهم الخاصة، بل امتدت لتشمل طلبات بإعادة تصور الأحياء والبنية التحتية العامة. وتقول "كانت الرسائل تعكس رغبة حقيقية في رؤية تعافٍ شامل لغزة على مستوى أكبر يشمل كل مرافق المدينة".
وتضيف، "هدفي من هذه التصورات كان تقديم رؤية شاملة لإعادة بناء المدينة بشكل يضمن استدامتها ويعيد نبض الحياة إليها، وهو ما يجعل الناس يشعرون بالأمل مرة أخرى".
View this post on InstagramA post shared by Majd Al-Uwaini – MAS Group (@majd.aluwaini)
انتشرت مقاطع الفيديو التي نشرتها العويني بشكل واسع عبر حسابها على إنستغرام، حيث أظهرت إعادة تصميم لمنازل مدمرة بدت بشكل أجمل بعد التعديل الرقمي. وتصف العويني تفاعل الناس مع هذه المقاطع بقولها، "كانت الفيديوهات بمثابة بصيص أمل لشعب مكلوم يعاني من غياب العدالة الإنسانية".
وتروي العويني قصة رسالة تلقتها من عائلة فقدت منزلها بالكامل، "قالوا لي: رأينا بيتنا يتحول إلى رماد، ولكن عندما شاهدنا التصميم الجديد، شعرنا بأن الأمل عاد إلينا". وتضيف "هذا النوع من التفاعل يعطيني دافعا أكبر للاستمرار في تقديم المزيد".
ولم تكن العويني الوحيدة التي تلقت ردود فعل مؤثرة، فالطبيب الفلسطيني وليد الكحلوت، الذي فقد منزله في بيت لاهيا شمال غزة، عبّر عن دهشته وسعادته عندما شاهد إعادة تصميم واجهة منزله المدمّر. ويقول "رؤية المنزل المعاد تصميمه بثت فينا روح الأمل، ونتمنى أن تتوقف الحرب حتى نبدأ بإعادة البناء على أرض الواقع".
وتختم العويني رسالتها للعالم بقولها "رسالتي للعالم هي أن غزة، بعزيمة أبنائها وبإيماننا بقدراتنا وثقتنا بالله، ستنهض من رمادها. لا يمكن لأي قوة أن تثنينا عن إعادة بناء وطننا وإحياء روح شعبنا".
وتتعرض غزة المحاصرة منذ سنوات، لعدة حروب خلفت دمارا واسعا في البنية التحتية والمنازل. ومع كل جولة من القصف، يظهر تساؤل متجدد حول إمكانية إعادة الإعمار وسط التحديات الاقتصادية والسياسية.
وتمثل مبادرات مثل مبادرة العويني بارقة أمل لسكان غزة، حيث تساهم في تغيير الرؤية السائدة عن الدمار وتعزز من ثقتهم في إمكانية استعادة حياتهم الطبيعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إعادة الإعمار إعادة تصمیم
إقرأ أيضاً:
سوريا وثروتها المخبأة.. مناجم عملاقة تشكل رافعة اقتصادية واعدة بمرحلة إعادة الإعمار
تضم سوريا بين ثراها الطبيعية مجموعة من أبرز 5 مناجم تمتلك احتياطيات ضخمة ومتنوعة تشمل الفوسفات، الملح، الرخام، الحجر الكلسي، والبازلت، ما يجعلها من الركائز الاقتصادية الحيوية في البلاد، خاصة في مرحلة إعادة الإعمار.
وبحسب تقرير منصة “الطاقة”، تتميز هذه المناجم بتنوع جيولوجي عميق يفتح آفاقاً استثمارية واعدة رغم التحديات الأمنية والاقتصادية، ويؤكد التقرير أن هذه المناجم تمثل رافعة استراتيجية أساسية للاقتصاد السوري.
وعلى رأس هذه المناجم يأتي منجم الشرقية أو “الصوانة الشرقية” الذي يبعد 45 كيلومتراً جنوب غربي تدمر، ويُعد الأكبر من حيث الاحتياطيات بإجمالي 858 مليون طن من الفوسفات القابل للاستثمار، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنوياً، ويتم استخراج الفوسفات فيه عبر تقنيات متطورة ونقله إلى مصانع الأسمدة في حمص وميناء طرطوس.
يليه منجم خنيفيس، الذي بدأ العمل فيه في السبعينيات، ويتميز بارتفاع جودة خامس أكسيد الفوسفور بين 28% و34%، مع احتياطات تصل إلى 24.6 مليون طن، وطاقة إنتاجية سنوية تبلغ نحو مليون طن، إضافة إلى معمل تجفيف بطاقة 650 ألف طن.
ومنجم الجبول في سبخة الجبول جنوب شرقي حلب، هو من أكبر مصادر الملح الصناعي في سوريا، ويحتوي على نحو 350 مليون طن من الاحتياطيات، ويستخدم الملح في الصناعات الكيميائية والغذائية، إضافة إلى دعمه للاقتصاد المحلي.
أما الرخام والحجر الكلسي فموزعة في محافظات عدة كحلب واللاذقية وإدلب وحمص، وتتنوع أنواعهما وألوانه، مستخدمين في الإكساءات، الأرضيات، والديكور، بينما يُستخرج الحجر الكلسي من مناطق مثل كفربهم وأوغاريت ويُستخدم في صناعة الأسمنت والبناء.
وفي الجنوب السوري، تنتشر صخور البازلت في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، وهي مادة أساسية في البناء وصناعة الأسمنت والزلط، حيث يتم استخراجها من خلال الحفر والتفجير قبل تشكيلها في المعامل.
وتؤكد منصة “الطاقة” أن هذه المناجم ليست مجرد موارد طبيعية فحسب، بل تشكل مستقبل الاقتصاد السوري الواعد في مرحلة التعافي، خاصة مع الاهتمام الدولي المتزايد بقطاع التعدين، ما يجعل الاستثمار الأمثل في هذه المناجم ضرورة لتعزيز النمو الاقتصادي والتصدير ضمن بيئة قانونية واقتصادية ملائمة.