-كل العالم، بما فيه أعضاء في وفد التفاوض الإسرائيلي، ووسائل إعلام عبرية، وسياسيون وناشطون صهاينة، وداعمون أساسيون لجرائم الكيان في أمريكا وبلدان الغرب، يؤكدون أن المعطّل الرئيسي، والعقبة الوحيدة أمام مساعي وقف إطلاق النار، في غزة وإبرام صفقة تبادل للأسرى، هو بنيامين نتنياهو إلّا وسائل إعلام دول التطبيع، فإنها تحاول جاهدة تبرئة ساحة المجرم، وإلقاء اللوم على حماس والمقاومة، ولا تدع فرصة للخوض في ذلك الأمر، حتى تفرد مساحات واسعة من بثها اليومي في الترويج لتلك التخرصات والأكاذيب.
-زعمت فضائية “العربية” وجود وثيقة مسربة، منسوبة لحركة حماس، نشرتها صحيفة ألمانية تتحدث بوضوح عن رغبة حماس، في إفشال جهود الوساطة، واستثمار معاناة الناس في غزة وأهالي الأسرى الصهاينة، لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
-الفضائية العربية، ذات الإمكانيات الهائلة، جعلت من مقالة صحيفة “بيلد” الألمانية – المتواضعة في مصادرها وشهرتها – حدثا كبيرا يستحق البحث والنقاش المطول، وخصصت برامج مباشرة وغير مباشرة، لتسليط الضوء ما تضمنته الوثيقة، عمّا أسمته استراتيجية حماس لـ”خداع المجتمع الدولي واستخدام عائلات الأسرى الإسرائيليين لتحقيق هدف رئيسي، هو استعادة القدرات العسكرية للحركة وتأمين استمرار سيطرتها على قطاع غزة”، والقول أنها لا ترى ضرورة لوقف القتال بسرعة، وليذهب الشعب الفلسطيني بمعاناته وآلامه إلى الجحيم”.
– مثل هذا التحريف والتزييف والتضليل، ومحاولات التلاعب بمشاعر الرأي العام، والتأثير على توجهاته وقناعاته، ولو بدا احترافيا، وتقمص رداء المهنية “شكلا لا مضمونا” من خلال قنوات تمتلك إمكانيات وقاعدة جماهيرية كبيرة، فإنه يبقى ممجوجا ومستقبحا، ومكشوفا أمام من يمتلك شيئا بسيطا من القدرة على المتابعة النقدية، للرسالة الإعلامية من هذا الطرف أو ذاك.
-نموذج فضائية العربية، وتغطيتها السلبية ليوميات العدوان على غزة، إنما هو مثال واحد لسيل من هذه الحملات التضليلية التي تتبناها قنوات دول التطبيع، والتواطؤ مع العدو وتعمل عليها بكل ما أوتيت من قوة، منذ فترة ليست بالقصيرة.
-صحيفة الثورة، كانت أقامت الأسبوع الماضي – وفي إطار فعاليات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف – ندوة علمية إعلامية مهمة حول دعايات العدو وحروبه الإعلامية والنفسية، منذ فجر الدعوة الإسلامية، بحضور ومشاركة قيادة العمل الإعلامي، ونخبة من الأكاديميين والإعلاميين، من أصحاب الاختصاص، وقد أكدوا من خلال أبحاثهم ومداخلاتهم، على ضرورة دعم وإسناد الإعلام الوطني والرسمي منه تحديدا، لمواجهة الحرب الإعلامية المعادية وما تتمتع به من قدرات مادية وتقنية ضخمة، والتصدي لذلك وفق خطط منهجية مدروسة حتى تصبح القدرة على المواجهة أكثر وضوحاً وسهولة، وكذا تعريف الناس أكثر بجوهر التقنيات المؤثرة في وعيهم، وكان مما أكد عليه وزير الإعلام الأستاذ هاشم شرف الدين، بدء التربية الإعلامية من المناهج الدراسية في المدارس وفق برامج يعدها متخصصون بهدف تنمية الحس النقدي في تلقي الرسائل المعادية لدى الأطفال، وكذلك التعريف بالإعلام المعادي وكيف يعمل، ونؤكد مجددا أهمية دعم الإعلام الرسمي، والعمل وفق مختلف الوسائل على تنمية مهارات استقبال المحتوى الإعلامي وتلقيه وعقد دورات محو الأمية الإعلامية من خلال تعريف الشرائح باستراتيجيات التضليل والتأثير في الوعي والتوعية بالحيل الدعائية.
-نبارك لقيادتنا وشعبنا نجاح احتفالات ذكرى المولد النبوي ونجاح القوات المسلحة بضرب عمق الكيان الصهيوني بصاروخ فرط صوتي لأول مرة في تاريخ الصراع مع هذا العدو المجرم، وكل عام والوطن وشعبه بخير وسعادة وأمان، بإذن الله تعالى وتوفيقه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الضوء الأخضر السعوديّ والحملات الإعلامية المغرِضة عن الأفارقة في الحدود
فهؤلاء المهاجرون، القادمون من دول القرن الإفريقي بحثًا عن فرص رزقٍ أفضل، يواجهون مخاطر جسيمة أثناء رحلتهم، خَاصَّة عند محاولة عبور الحدود إلى السعوديّة.
ومع ذلك، يتعرضون لانتهاكاتٍ جسيمةٍ من قبل حرس الحدود السعوديّ، الذي يرتكب أبشع الجرائم بحقهم على مدار تسع سنواتٍ وبشكلٍ يومي، بما في ذلك القصف والقتل العشوائي، حتى صارت مقابرهم على الحدود كأنها صفوفٌ مرصوصة، كما تظهر بوضوح في صور الأقمار الصناعية، مثل تلك المتاحة على "غوغل إيرث".
فوق ذلك، يتواجد هؤلاء المهاجرون بكثافة داخل المناطق الخاضعة للسعوديّة، ولديهم كمياتٌ من الأسلحة بفضل منحهم "ضوءًا أخضر" وعدم قيام حرس الحدود السعوديّ بالقبض عليهم، مما يمكّنهم من مواصلة التقطع لليمنيين ونهب ممتلكاتهم.
وفي بعض الحالات، يتم القبض على معظم الدفعات العابرة إلى السعوديّة، حَيثُ يُعذَّبون في السجون، ويبقون لعدة أشهر جياعًا وعطاشى، قبل ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، رغم توفر الطائرات لدى السعوديّة التي تُسهّل إجراء الترحيل بشكلٍ أسرع وأكثر إنسانية.
هذه الانتهاكات تثير تساؤلاتٍ حول المسؤولية الأخلاقية، في حين تتعامل السلطات اليمنية مع المهاجرين بطريقةٍ إنسانية، من خلال توفير إيواءٍ مؤقتٍ تحت رقابة رسمية، ترتبط بإجراءات الترحيل الرسمي.
كما يتعرض هذا الواقع لاستغلال إعلاميٍّ من قبل بعض المرتزِقة اليمنيين والسعوديّين، الذين ينشرون فيديوهاتٍ مغرضةً تزعم أن حكومة صنعاء "تحشدهم كأتباع"، وهو ادِّعاء كاذبٌ تمامًا.
والحقيقة أن هذه الفيديوهات التقطت في مناطق داخل السعوديّة، حَيثُ فشل حرس الحدود السعوديّ في مواجهتهم، مما دفع رجال الأمن اليمنيين إلى التدخل لحماية الحدود اليمنية والأبرياء، وطردهم والحفاظ على أمن المنطقة.
اليوم، يتم التعامل مع المهاجرين في الجهات اليمنية بطريقةٍ إنسانية، مع توفير إيواءٍ مناسبٍ بعيدًا عن المناطق الحدودية، لضمان سلامتهم وسلامة السكان المحليين.
والسعوديّة هي المتضرر الأول من هذه الظاهرة بشكلٍ سلبي؛ إذ تتحمل العبء الأكبر، بينما تساهم حكومة "المرتزِقة" في الجنوب في تفاقم المشكلة من خلال فرض ضرائبٍ على المهاجرين وتسهيل عبورهم إلى الشمال، في محاولةٍ منها لتحويلهم إلى عبءٍ على صنعاء.
يستعرض هذا التقرير الصحفي الواقع الميداني، مع التركيز على الجهود اليمنية في إدارة هذه المسألة بفعالية وعدالة.
مسارات الوصول والانتقال
تبدأ رحلة هؤلاء المهاجرين من شواطئ بلدانهم الأصلية، حَيثُ يُنقَلون عبر قوارب صغيرة أَو كناتر خَاصَّة عبر البحر الأحمر، في رحلاتٍ مليئةٍ بالمخاطر والتحديات.
عند وصولهم إلى السواحل اليمنية، يُنقَل أغلبهم إلى نقاط انتقالية مؤقتة تُعرف بـ"الإيواء" في محافظة صعدة على الحدود، حَيثُ يقضون فتراتٍ قصيرة قبل نقلهم إلى الأسواق الحدودية الرئيسية.
وهذه الأسواق تمثّل مراكز حيوية للتجارة المحلية، ويتم التعامل مع المهاجرين فيها بطريقةٍ منظمةٍ تحت إشراف السلطات الأمنية في صعدة، التي تضمن عدم تحول هذه المناطق إلى بؤر فوضى.
في هذه المرحلة، يحصل بعضهم على إيواءٍ مؤقتٍ تحت رقابة رسمية مرتبطة بإجراءات الترحيل، مما يعكس التزام السلطات اليمنية بالمعايير الإنسانية، خلافًا للادِّعاءات الإعلامية الكاذبة التي تنشرها عناصر مرتزِقة تسعى لتشويه الصورة.
ومع ذلك، يستمر بعض المهاجرين في محاولة الدخول إلى السعوديّة عبر قطاعات مثل "العارضة" و"الدائر" في جيزان، حَيثُ تساعد التضاريس الجبلية على التسلل.
هنا، يبرز دور السلطات اليمنية في منع هذه المحاولات غير النظامية، مما يحمي الحدود ويقلل العبء على الجانب السعوديّ، الذي يروّج فعليًّا لتَدفُّقات غير نظامية من داخل اليمن.
وعندما يُطرَدون، لا يُدفعون نحو السعوديّة، بل يُرحَّلون عبر قنوات رسمية ومنظمة، رغم التحديات مثل حصار مطار صنعاء من قبل السعوديّة، مما يضطر الجهات المختصة إلى استخدام مسارات برية آمنة.
هذا النهج يعكس كفاءةً في الإدارة، مقارنةً بحكومة المرتزِقة في الجنوب، التي تفرض ضرائب على المهاجرين وتسمح بعبورهم، في محاولةٍ منها لتحويلهم إلى مشكلةٍ لصنعاء بدلًا من معالجتها عند مصدرها.
الاستقرار والأنشطة اليومية
رغم محاولات المهاجرين المتكرّرة للتقدم نحو السعوديّة، توفر السلطات في صعدة إيواءً مؤقتًا تحت رقابةٍ كاملةٍ لهؤلاء المهاجرين بعيدًا عن المناطق الحدودية، مما يمنع أي استغلال أمني أَو اقتصادي، ويعكس الرعاية الإنسانية التي تُقدَّم لهم.
يساعد هذا الاستقرار المؤقت في الحفاظ على التوازن الاجتماعي، خَاصَّة أن السعوديّة هي المتضرر الأول من هذه التدفقات غير المنظمة؛ إذ تتعرض حدودها لضغطٍ مُستمرّ.
ومع ذلك، يواجه المهاجرون الذين ينجحون في العبور معاملةً قاسية؛ إذ يرتكب حرس الحدود السعوديّ جرائم يومية بحقهم، تشمل القتل والقصف، مما أَدَّى إلى ظهور مقابر جماعية مرصوصة على الحدود، كما تُظهره الصور الجوية.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه بعض المهاجرين -المعروفين بـ"المتقطّعين"- والذين يحملون أسلحةً خفيفة، إجراءاتٍ صارمةً من السلطات اليمنية، التي تعتقلهم أَو تطردهم فورًا، وتحمي الطرق من أي تهديدات.
وغالبًا ما يتمركز هؤلاء في نقاط حدودية داخل السعوديّة، مستفيدين من التغاضي السعوديّ الذي يمنحهم "ضوءًا أخضر" للاستمرار في التقطع لليمنيين ونهب ممتلكاتهم، مما يعزّز التوترات في المنطقة.
أنشطة التهريب ومكافحتها
يشكّل التهريب تحديًا رئيسيًّا في المناطق الحدودية؛ إذ يشارك بعض المهاجرين في نقل مواد مثل القات والحشيش، أَو صناعة الخمور المحلية.
ومع ذلك، تركز السلطات اليمنية على استهداف الشبكات الكبرى فقط، وتحيل المخالفين إلى القضاء أَو تُرحّلهم فورًا.
في المقابل، يواجه المهربون اليمنيون عقوباتٍ شديدةً في السعوديّة، مثل السجن لسنواتٍ طويلة، بينما يُعامَل الأفارقة بمرونةٍ أكبر.
لكن الجهود اليمنية تمنع استغلال هذا التفاوت، وتحمي الحدود وتخفف العبء عن السعوديّة، التي تعاني من هذه الظاهرة أكثر من غيرها، خَاصَّة مع استمرار الانتهاكات بحق المهاجرين، التي تشمل الاحتجاز في سجون قاسية في جيزان، حَيثُ يعانون الجوع والتعذيب لشهورٍ قبل ترحيلهم.
المستفيدون والشبكات الاقتصادية
يأتي التحدي الأكبر من حكومة "المرتزِقة" في الجنوب، التي تفرض ضرائبَ على المهاجرين وتسمح بعبورهم، في محاولةٍ منها لتحويلهم إلى عبءٍ على الشمال.
وهذا يجعل منع التدفق من هناك الخطوةَ الصائبةَ للحل الجذري.
أما في صعدة، فتُدار هذه الظاهرة بكفاءةٍ عالية، مع تركيزٍ على الجانبين الإنساني والأمني؛ مما يقلل العبء على الجميع.
والسعوديّة هي المتضرر الأول، بينما تساهم الجهود اليمنية في الحل، رغم استمرار الانتهاكات السعوديّة التي تؤدي إلى خسائر بشرية هائلة.
ومن ناحيةٍ أُخرى، تسعى الادِّعاءات الإعلامية الكاذبة إلى تشويه الصورة، لكن الواقع يظهر التزام السلطات اليمنية بالعدالة، مقابل الانتهاكات السعوديّة اليومية التي تكشف عن واقعٍ مرير.