مواطنون وناشطون لـ” الثورة “: خروجنا للاحتفال بالمولد هو تعبير عن حبنا لرسول الله وارتباطنا به
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
الثورة / ناصر جرادة
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
خرج الشعب اليمني إلى ساحات الاحتفالات ـ ابرزها ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ـ ملبياً لداعي الله ومحتفلاً بذكرى ميلاد خير الأنام محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ، حيث فاحت مشاعر المحتفلين بالأناشيد والأهازيج في مدح هادي البشرية، كما عبّر الشعب اليمني عن حبه وولائه للرسول الأعظم ومدى ارتباطه بالخروج المليوني غير المسبوق في تاريخ الاحتفالات.
يقو الأخ أبو علي العفيري :”خروجنا اليوم لهذا العام للاحتفال بالمولد النبوي الشريف كبير جد ومميز عن كل الأعوام السابقة في كل الساحات، وذلك حبا لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ورداً على الحملات الإعلامية التي يشنها تحالف العدوان ومرتزقته لتشويه الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، كونها كبيرة لم يسبق لها مثيل”.
وأضاف العفيري: “أقول لأبواق النفاق وأدوات اليهود الصهاينة أمريكا وإسرائيل وخدّام آل سعود وآل زايد وكل من يسمون أنفسهم مشايخ وعلماء هذه الأمة، بدلاً من أن تنشغلوا بفتاويكم المزخرفة التي تدعو إلى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والتحجج بأنه بدعة يليق بكم أن تذهبوا للاستمتاع بمهرجان الكلاب وموسم الرياض وحفلات الرقص والمجون التي تُقام اليوم على أرض الحرمين”.
جدال عقيم
الناشط الثقافي “عبد الإله جرادة ” يقول لـ”الثورة ” :” لا تحل علينا المناسبة العظيمة في كل عام إلا وندخل في جدال عقيم مع الوهابيين والمنافقين والدنق والتافهين من الحمقى، حول عظمة الاحتفال وأهميته، ونسعى جاهدين لنبرر لهم لماذا نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام، لعل وعسى يهتدون ويفهمون لكن دون جدوى أو فائدة، فأنصح كل محتفل ومحب للنبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام بأن يحتفل دون أن يعير أي معارض للاحتفال أدنى اهتمام”.
وتابع قائلاً :” رغم الحملة الإعلامية الشعواء التي شنتها أدوات أمريكا وإسرائيل ومرتزقتهم الهادفة لمنع الشعب اليمني من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلا أن الحضور المليوني هذا العام غير المسبوق قد وجه رسالة لأمريكا وإسرائيل ومن يقف وراء الحملة المسعورة مفادها أن حب محمد وآل محمد راسخ رسوخ الجبال في قلوب أبناء اليمن ، يمن الإيمان والحكمة، هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على أن شعبنا يزداد وعيا وبصيرة، وأن ارتباطه برسول الله قوي يستحيل على العدوان وأبواقه أن يأثروا فيه”.
لا يمل المضللون من إطلاق تضليلهم بهدف الوصول لأكبر عدد من الناس، ومما يقولونه ويرددونه سنوياً قولهم أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يحتفل بهذا اليوم ولا الصحابة من بعده، هذا ما أورده المحتفل الدكتور” أحمد أحمد حزام ” عند ما تحدث لـ”الثورة” وأفاد:” يعمل بعض المضللين المنافقين على تقديم الاحتفال بالمولد النبوي وكأنه حفلة ترفيهية أو فنية، وهو ما يتناقض مع الواقع تماماً، فالاحتفال بذكرى المولد النبوي هو مناسبة للتأكيد على مكانة رسول الله في نفوسنا كمسلمين، ومناسبة عظيمة لتعزيز الارتباط بهذا الرسول ورسالته ومظهر من مظاهر التكريم لرسول الله بأشكال مختلفة، والله قد كرم رسوله في قرآنه فيما كرّمه الصحابة الأخيار بأشكال متعددة ومختلفة تحقق ذات الهدف المتعلق بتعزيز الارتباط بالرسول وفهم مكانته وقيمته للمسلمين”.
وأوضح إن أبرز مظاهر إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف هو تكثيف الحديث عن الإسلام ورسالته التي حملها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم للبشرية وتذكير للأجيال بتلك السيرة العطرة وما أنجزته في واقع البشرية وكيف يضمن الارتباط بهذا الرسول ورسالته الإلهية الحقوق الإنسانية وتكريم الإنسان وضمان عزته وآليته لمواجهة أعدائه ليظل المسلمون أعزاء أقوياء وكرماء كما أراد لهم الله.
بدوره المحتفل ” إبراهيم مجلي ” تحدث لـ”الثورة” قائلاً :” إن إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف هي رسالة معاكسة لأعداء الإسلام الذين يسعون بشتى الطرق ومختلف الوسائل لإبعاد المسلمين عن رسولهم وجوهر دينهم الذي يعتبره الأعداء مصدر خطر يمنعهم من إعادة استعباد البشر والهيمنة على الأرض”، واعتبر إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف تعظيماً وتذكيراً وتوقيراً لرسول الله وشكراً لله على نعمة الإسلام وصاحب رسالته، وليست حفلة ترفيهية عابرة حسب قوله.
وبيّن “مجلي ” إن من يحاولون تضليل الناس بحجة بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هم لا يظنون ذلك بالفعل، وقال” ليست كل جهودهم ضد المناسبة الابتعاد حقاً عما يرون أنه بدعة وسعياً للالتزام بما يعتقدون أنه الصحيح، لأننا لا نرى جهودهم المحمومة لمحاربة كل المظاهر المحرمة تحريماً لا خلاف عليه بل يثنون عليها، وأقلّهم نفاقاً يسكت عنها مثل مظاهر الترفيه في الرياض وجدة التي وصلت لمرحلة استضافة مغنية أجنبية لإقامة حفلة ترفيهية وتغني على بناء يشبه الكعبة، أغنية تتضمن كلمات مسيئة لله عزوجل وهذه المحرمات الكثيرة أولى بالتصدي والاستنفار الذي لا يظهر عندهم ويفضح حقيقة أهدافهم من مهاجم مناسبة ذكرى المولد النبوي، بالإضافة إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي كحفلة عابرة هم من قام به خلال السنوات الماضية لأنه احتفال لا يحقق الغايات الحقيقية للمناسبة التي نقوم بها اليوم، وأتساءل ؟؟لماذا لا يشنون حملات ضد الاحتفالات الرسمية بالمولد النبوي في المغرب ومصر ودول أخرى!! لأن تلك الاحتفالات لا تحمل الرسائل الحقيقية، ولذلك يسعون من وراء حملاتهم ضد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في اليمن لتحقيق أهداف يمولها أعداء الإسلام وعملاء أعداء الإسلام، وتتمثل في منع كل المظاهر التي تحدثنا عنها من معاني الارتباط والتذكير والتعظيم للإسلام ورسوله”.
إرث ديني وامتداد تاريخي
الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف إرث ديني وامتداد تاريخي لأجدادنا الأوس والخزرج، فهم من ناصروه ووالوه وأحبوه واتبعوه من يوم أن بعثه الله نبياً، لقد نال أجدادنا الأنصار شرف حبه وولائه واتخذوا منه وساماً على صدورهم ليتوارثه أبناءهم وأحفادهم جيلاً بعد آخر إلى يومنا هذا وحتى قيام الساعة، هكذا كان حديث الثقافي المحتفل ” أبو جهاد الشعباني ” لـ”الثورة”.
واختتم حديثه قائلاً :” نقول للوهابيين ومن سار على نهجهم من يدّعون أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بدعة نقول لهم لا وألف لا فالبدعة هي أعياد الحب والكرسمس والهالوين ومواسم الرياض ومهرجانات الكلاب التي يقيمها أولياء أمركم في بلادكم، والتي هي معصية لله ظاهراً وباطناً، واستهزاء دنيء بدماء أبناء غزة “.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف في مختلف المحافظات
يمانيون | تقرير
في أجواء غامرة بالإيمان والفرح، انطلقت في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1447هـ، حيث امتلأت الساحات والمساجد والمراكز الثقافية بالأنوار الخضراء والأصوات المادحة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في مشهد يختلط فيه البعد الروحي بالبعد السياسي والاجتماعي، ليشكل لوحة يمنية أصيلة تعبر عن التمسك بالهوية والانتماء.
صنعاء القديمة ومعين..عبق التاريخ وروح الحاضر
في قلب صنعاء القديمة، حيث الأزقة الحجرية العتيقة التي شهدت قروناً من تاريخ اليمن الإسلامي، اجتمع المواطنين في أمسية مركزية بحضور وزير الصحة السابق الدكتور طه المتوكل وعدد من الشخصيات الاجتماعية، مؤكدين أن إحياء المولد النبوي هو تجديد للعهد مع الرسول، وتعبير عن الولاء له ولرسالته الخالدة.
كلمات الأمسية حملت دعوات لربط حب النبي بمواقف عملية نصرة لفلسطين ومواجهة العدوان، فيما أضفت الأناشيد والمدائح طابعاً وجدانياً مميزاً على المناسبة.
وفي مديرية معين، توزعت الفعاليات على أربع مناطق رئيسية، حيث ألقى الخطباء كلمات ركزت على أن ذكرى المولد النبوي هي مناسبة لتوحيد الصفوف وتعزيز الوعي بخطورة الحرب الفكرية والثقافية التي تستهدف الأمة، وتكريم أسر الشهداء في هذه الأمسيات جاء ليؤكد أن دماءهم امتداد لرسالة الجهاد التي جاء بها المصطفى.
مديريات محافظة صنعاء.. المولد النبوي منصة تعبئة وتنوير
من صنعاء الجديدة إلى سنحان وبني بهلول، ومن جحانة إلى همدان والحيمة الداخلية، برزت الفعاليات كمنصات للتعبئة المعنوية والفكرية، حيث أكد المتحدثون أن المولد النبوي هو محطة للتزود بالقيم القرآنية، ورفض مشاريع التطبيع والاستسلام.
في الحيمة الداخلية، كان الخطاب أكثر وضوحاً في نقد المنافقين الذين يستهزئون بالمولد النبوي بينما يحتفون بأعياد دخيلة غريبة على ثقافة الأمة، في إشارة إلى أن اليمنيين يقفون على وعي بحقيقة الصراع الفكري والهوية.
الحديدة.. المولد النبوي كسلاح ثقافي في مواجهة الاستكبار
في محافظة الحديدة، التي تعاني من آثار الحصار والقصف منذ سنوات، تحولت المناسبة إلى إعلان تمسك بالهوية الإيمانية في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني.
الهيئة العامة للنقل البري نظمت فعالية مركزية أكد فيها وكيل المحافظة أحمد البشري أن احتفالات اليمنيين بالمولد النبوي تعكس صمودهم الثقافي أمام محاولات التشويه التي تقودها المدارس الوهابية.
وفي برع، اجتمع أبناء المديرية في أمسية شعبية أعادت إلى الأذهان تقاليد الاحتفال بالمولد في القرى الساحلية، بينما في بيت الفقيه والتحيتا رُبطت المناسبة بشكل مباشر بالتحشيد لنصرة فلسطين، حيث شدد المتحدثون على أن حب النبي يعني الوقوف مع المظلومين في وجه الطغاة.
البيضاء.. الفعالية الكبرى رسالة تحدٍ للعالم
في مديريات المربع الأوسط بمحافظة البيضاء، أقيمت فعالية مركزية حضرها المحافظ عبدالله إدريس وقيادات محلية، حيث جرى التأكيد على أن الاحتفال بالمولد النبوي هو رسالة تحدٍ لأعداء الأمة، ورد عملي على الإساءات المتكررة لرسول الإسلام.
المشاركون دعوا إلى حشد جماهيري كبير في الفعالية المركزية بالسوادية، معتبرين أن حب النبي لا يكتمل إلا بموقف عملي ضد العدوان واستمرار الدعم العسكري والإعلامي لفلسطين.
البعد التاريخي والاجتماعي للمولد النبوي في اليمن
ويشكل المولد النبوي في اليمن مناسبة جامعة تتجاوز الانقسامات الجغرافية والسياسية، إذ تعود تقاليد الاحتفال به إلى قرون مضت حين كانت القوافل تتوافد من القرى إلى المدن الكبرى، حاملة الهدايا والأنوار، لتتحول الساحات إلى ملتقيات دينية وثقافية.
مع اقتراب الفعالية المركزية للمولد النبوي، تتزين المدن اليمنية بالأضواء الخضراء والأعلام، وتتعالى الأصوات في الشوارع والساحات مرددة: “لبيك يا رسول الله”، في مشهد يختلط فيه التاريخ بالحاضر، والفرح بالموقف، ليؤكد للعالم أن اليمنيين، مهما اشتد الحصار وطال العدوان، باقون على العهد، ماضون على نهج المصطفى، صامدون في نصرة قضايا الأمة حتى النصر.