أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن مشاركته في دعم فعاليات المبادرة الرئاسية «بداية جديدة» من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج المتنوعة عبر سبعة محاور رئيسة، مما يجسد اهتمام الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ببناء الإنسان المصري.

 

بناء الدولة المصرية


أشار المجمع إلى محاور تنفيذ المبادرة ترتكز على بث روح الأمل والتفاؤل في نفوس الجميع خاصة الشباب، وتوضح لهم دور كل منهم في المجتمع، وبناء الدولة المصرية وكيفية المواجهة المشتركة للتحديات.


يستهدف المجمع لدعم المبادرة توعية أبناء المجتمع بأهمية بناء الإنسان والمشاركة الإيجابية في البناء والتنمية، من خلال عدة محاور؛ حيث يتضمن المحور الأول: إعداد سلسلة من الإصدارات التي تعزز مبادئ بناء الإنسان يتم نشرها ضمن السلسلة العلمية لمجمع البحوث الإسلامية إضافة إلى النشر الإلكتروني على موقع المجمع على بوابة الأزهر الإلكترونية، وكذا نشر عدد من المقالات بمجلة الأزهر لبيان مبادئ بناء الإنسان وأثره في بناء الأوطان والمجتمعات.

 

أضاف مجمع البحوث الإسلامية ان المحور الثاني: يتضمن توظيف المنصات الإلكترونية للمجمع في تعزيز منظومة الأخلاق الحميدة بالمجتمع، من خلال المنشورات والفيديوهات التوعوية التي تحثّ على بناء إنسان واع وقادر على المساهمة بفاعلية في بناء الوطن، وإعداد دروس إلكترونية تعالج القضايا المجتمعية خاصةً قضايا المرأة والطفل بعنوان: (بداية جديدة - تعالوا نفهم)، وإعداد دورات لتعليم لغة الإشارة بعنوان: ( تعالوا نعرف)، وعقد لقاء إلكتروني  مفتوح مع الجمهور تحت عنوان: (بداية جديدة..الأزهر مع الناس)، إضافة إلى المشاركة في البرامج التليفزيونية لمعالجة القضايا المتعلقة بالأسرة.


أشار مجمع البحوث الإسلامية ان المحور الثالث يستهدف  تعزيز القوافل الدعوية للمناطق الأكثر احتياجًا وإطلاق الحملات التوعوية؛ لتوعية الشباب بأهمية مواجهة الظواهر السلبيَّة ومنها: (زواج القاصرات – الإلحاد – الانتحار – العنف الأسري – العنف المدرسي – التسول الإلكتروني – الثأر – الألعاب الإلكترونية –ختان الإناث – منع الميراث – البطالة – الهجرة غير الشرعية – الطلاق – الإدمان – إهدار الوقت)، حيث سيتم إطلاق عدد (150) قافلة دعوية بواقع (10) قوافل أسبوعيا إلى المناطق الأكثر احتياجًا في ضوء نتائج الدراسات الميدانية، لمواجهة الظواهر السلبية، وإطلاق حملات توعوية بواقع حملة كل أسبوعين تنفذ من خلال التوعية الإلكترونية والأنشطة الميدانية: (دروس – خطب – لقاءات – ندوات)، إضافة إلى إطلاق برنامج المقاهي الثقافية؛ لتنمية روح البناء لدى الشباب.

 

أوضح مجمع البحوث الإسلامية ان المحور الرابع  يتضمن إطلاق برنامج (فاسألوا أهل الذكر)؛ لضبط منظومة الفتاوى والتوسع في تقديم الخدمة الإفتائية لجمهور المستفتيين ومواجهة فوضى الفتاوى وتقديم فتوى منضبطة؛ لمواجهة الظواهر السلبية وإحياء منظومة القيم الأصيلة للمجتمع المصري وبناء إنسان واع قادر على البناء والتنمية، وذلك عن طريق لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر الشريف ولجان الفتوى المنتشرة بمحافظات الجمهورية.


ويتضمن المحور الخامس، عقد دورات تدريبية لخريجات جامعة الأزهر لتدريبهم على المشاركة الإيجابية في بناء الإنسان، من خلال عدة دورات تدريبية تستهدف تنمية المهارات الدعوية، وذلك بمشاركة أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب وكليات جامعة الأزهر.


أما المحور السادس فيستهدف تحقيق التعاون المشترك بين مجمع البحوث الإسلامية والجهات الخارجية لتوحيد الجهود في العمل على بناء الإنسان، ومنها: التعاون بين المجمع وكلية التربية من خلال تعليم لغة الإشارة لوعاظ وواعظات الأزهر الشريف، وكذلك التعاون بين المجمع ووزارة الصحة والسكان بهدف نشر الوحي الصحي من منظور ديني من خلال انتشار الوعاظ والواعظات في المنشآت والوحدات الصحية.


كما يستهدف المحور السابع عقد مسابقات تثقيفية للتوعية بأهمية غذاء العقل بالقراءة والاطلاع، تستهدف تنمية الثقافة والمعرفة لدى المجتمع وخاصة الشباب، إضافة إلى الطلاب الوافدين والطالبات الوافدات الذين يدرسون داخل الجامعات المصرية، كما يستهدف المحور أيضًا إطلاق مدونة مبادئ إرشادية للوعاظ والواعظات بالأزهر الشريف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الأزهر بداية جديدة أنشطة برامج مجمع البحوث الإسلامیة الأزهر الشریف بناء الإنسان إضافة إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

الجامع الأزهر يناقش «حقوق الأبناء» في ملتقاه الفقهي: تكريم الإنسان يبدأ من الطفولة

الجامع الأزهر أمس، الاثنين، لقاءه الأسبوعي للملتقى الفقهي “رؤية معاصرة” تحت عنوان "حقوق الأبناء.. رؤية فقهية"، مستضيفًا كلًا من الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.

ما يستحب للمسلم فعله بعد صلاة الوتر؟ الأزهر يجيبتعرف على جداول امتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية الأزهرية.. صورانطلاق دورة "مزايا وفوائد التأمين الاجتماعي للأسرة المصرية" بمسجد النور بالعباسيةوزير الأوقاف يعتمد 40 خطيبًا بالمكافأة من المحالين للمعاش

استهل فضيلة الدكتور رمضان الصاوي الملتقى بالتأكيد على أن تكريم الإنسانية يبدأ بتكريم الأبناء، من خلال ما يقوم به الآباء من غرس قيم الإنسانية النبيلة في وجدان الأبناء، لهذا اهتم الإسلام بحقوق الأبناء على الآباء اهتماما بالغا، وكأن أول هذه الحقوق هي  اختيار النسب، لهذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" لانعكاس هذا المعيار في اختيار شريك الحياة على الأبناء في كل شيء في حياتهم، لأنهم تربوا في كنف أبوين يجمعان بين الدين وحسن الخلق، ويؤكد هذا المعنى النبيل حديث آخر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"، في إشارة إلى تجنب مواطن الشر البشري التي قد تنعكس على الأطفال نتيجة قربهم من هذه المواطن، وهي عناية غاية في الدقة جاءت بها الشريعة الإسلامية، كضمانة لبيئة سليمة للأبناء.

وذكر فضيلة الدكتور رمضان الصاوي، أن “سلفنا الصالح، كان يراعي ضوابط اختيار البيئة المثالية للأبناء، وهو ما يظهر من قصة رجل جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنَّبَه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويُحسن اسمه، ويُعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً، فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك، وفي هذه القصة دليل عملي على أن الولد يُحافَظ علبه ويُعتَنى به حتى قبل أن يأتي إلى الدنيا، من خلال حسن اختيار أمه ، واختيار البيئة المناسبة لتربيته”.

وفصل فضيلة الدكتور رمضان الصاوي، بعد ذلك حقوق الأبناء على الآباء، بداية من الفرح والسرور به عند ولادته، ثم بعد ذلك أن يلحقه بنسبه لتكون له هوية وأصول معلومة في المجتمع، حتى لا يعير بنسبه بين بقية أفراد المجتمع، ونجد في هذا التشريع حماية وصيانة للمجتمع من الظاهرة التي باتت تعرف اليوم "بأبناء الشوارع"، والتي حدثت نتيجة عدم التزام فئه من نسبة أبنائهم إليهم، لأنهم أتوا نتيجة علاقات محرمة، فأورثوا أبنائهم الازدراء المجتمعي كنتيجة لنسبهم المجهول، مشيرا إلى أن من حقوق الأبناء على الآباء الحضانة والرعاية في كنف والديه ما دامت الحياة الزوجية قائمة، فإذا لم تكن قائمة فالأم هي الأولى بالحضانة لأنها بأبنائها أرفق، كما ورد أن امرأة قالت : يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء وحجري له حواء وثديي له سقاء وزعم أبوه أنه ينزعه مني ، فقال عليه الصلاة والسلام : أنت أحق به ما لم تتزوجي ، لأن الأم أشفق وأقدر على الحضانة فكان الدفع إليها أفضل، وإليه أشار أبو بكر الصديق بقوله : ريقها خير له من شهد وعسل عندك يا عمر، عندما حصلت فرقة بين سيدنا عمر بن الخطاب وزوجته، ومن الحقوق الواجبة للأبناء هي الرضاعة، وما يليها من رعاية في مرحلة الطفولة والتي تتطلب عناية خاصة، وقد أعطانا سيدنا رسول الله صلى الله درسا عمليا في هذا : فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم "قبل الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من لا يرحم لا يرحم".

من جانبه، أكد فضيلة الدكتور علي مهدي، عضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، أهمية الطفولة في حياة الإنسان، لهذا وضعت الشريعة ضوابط في التعامل مع الأطفال، خاصة أن الدين الإسلامي جاء على مجتمع كان يتسم بالغلظة والقسوة في التعامل مع الأطفال، لدرجة أن هذا المجتمع يرى أن في تقبيل الأطفال ضعف، فكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الأطفال برحمة ورقة، لينزع هذه الغلظة من هذا المجتمع ويوضح لهم كيف يتعاملون مع أبنائهم، لأن تربية الأطفال عمادها الحقيقي هو الحنان والرحمة، ولا يغني الأبناء عنها أي شيء آخر في الدنيا وهو ما أكد عليه القرآن الكريم "وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا"، في إشارة إلى الرحمة والعطف الذي ناله الطفل من أبويه في الصغر.

وبين فضيلة الدكتور علي مهدي، أن من أكبر المشكلات التربوية التي تواجه مجتمعنا المعاصر، هو عدم إدراك بعض الآباء طبيعة مرحلة الطفولة، ويتعامل معها بأساليب لا تناسبها، لهذا يشعرون أنهم فشلوا في تربية أبنائهم أو أن أبنائهم متمردون، والحقيقة عدم إدراكهم لمتطلبات مرحلة الطفولة هو السبب وراء ذلك، مشيرا إلى أن النقد الدائم للأبناء والتوبيخ لا يمكن أن يخرج جيلا سويا، كما أن النظرة الضيقة لبعض الآباء أن ينتظر من أبنائه ألا يخطئوا هي نتيجة سوء فهم لطبيعة مرحلتهم العمرية، وعدم إدراك لدوره في تقويم سلوكهم، وتعليمهم كيف يتعاملون مع المواقف المختلفة.

ودعا فضيلة الدكتور علي مهدي، الآباء والأمهات، إلى قراءة السنة النبوية قراءة جيدة، ليتعلموا منها كيف كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يعامل الأبناء على قدر عقولهم وبقدر كل موقف ووفقا لطبيعة المرحلة التي يمرون بها، ولم يكن هذا من سبيل الكلام التنظيري، وإنما لأهمية هذه النعمة العظيمة جاءت مواقفه صلى الله عليه وسلم كلها عملية لتكون منهجا لأمته في التعامل مع أبنائها، من أجل بناء الثقة في نفوسهم، وتنشئتهم على تحمل المسؤولية واحترام حقوق الآخرين.

وفي ختام الملتقى، قال الدكتور مصطفى شيشي إن نعمة الذرية،  هي إحدى الأمنيات التي يتمناها العبد في الدنيا، لأنها زينة للحياة، لهذا جاءت الشريعة الإسلامية مبينة حقوق الأبناء على الآباء من أجل صلاح الأسرة وصلاح المجتمع، من خلال تخريج جيل جديد متسلح بالقيم الإنسانية النبيلة التي فيها صلاح المجتمع بأكمله، لهذا بدأت هذه الحقوق مبكرا قبل أن يأتي الأبناء إلى الدنيا مرورا بكل مرحلة من مراحل حياتهم، وما قدمته الشريعة الإسلامية في جانب بر الآباء بالأبناء يعد دستورا تربويا شاملا.

يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.

طباعة شارك الجامع الأزهر حقوق الأبناء الطفولة تكريم الإنسان رؤية معاصرة

مقالات مشابهة

  • الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة تنفذ مبادرة مشروع المرضى
  • صحح مفاهيمك.. تفاصيل مبادرة بناء الوعي المجتمعي وتصحيح السلوكيات
  • منها «الغش في الامتحانات» و«التعصب الكروي».. وزير الأوقاف يعلن موضوعات مبادرة «صحح مفاهيمك»
  • شيخ الأزهر: مبررو مأساة غزة فقدوا غطاءهم الزائف من دعاوي حقوق الإنسان
  • البحوث الإسلامية: إصلاح ذات البين عبادة تتفوق على الصيام والصدقة
  • أمين البحوث الإسلامية يبحث مع وفد الجامعة المحمدية الإندونيسية التعاون العلمي
  • «سبيس 42» و«مايكروسوفت» و «إزري» توقع اتفاقية لدعم مبادرة «خريطة أفريقيا» الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
  • الجامع الأزهر يناقش «حقوق الأبناء» في ملتقاه الفقهي: تكريم الإنسان يبدأ من الطفولة
  • البنك الأهلي يرعى مبادرة "العودة للمدارس" لدعم 2000 طالب
  • انتبه .. حالة واحدة لا يكون الابتلاء سببا في رفع درجات العبد