ناقش كتاب من الصحف الإسرائيلية اليوم التفجيرات التي نُسبت إلى إسرائيل واستهدفت شبكة اتصالات حزب الله عبر أجهزة البيجر، وأدت إلى مقتل وجرح المئات من عناصر الحزب.

وتنوعت معالجاتهم ما بين تأكيد النجاح التكتيكي لإسرائيل، إلى طرح تساؤلات حول الجدوى الإستراتيجية والآثار المحتملة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2انفجارات البيجر تجر تايوان إلى السياسة في الشرق الأوسطlist 2 of 2تايمز أوف إسرائيل: ليس لدى إسرائيل خيارات جيدة بلبنان ما دامت في غزةend of list

ووصف الكاتب البارز في يديعوت أحرونوت آفي يسسخاروف الهجوم بأنه يبدو مأخوذا من أفلام الخيال العلمي. ويجمع بين التطور والدقة والفتك، ولكنه أكد أن ذلك "يخلق قدرا كبيرا من الإحراج على الجانب الآخر (حزب الله) على أقل تقدير".

واعتبر أن "المعنى الضمني لإلحاق الأذى بالآلاف من نشطاء حزب الله في وقت واحد هو إعلان حرب"، ومن المشكوك فيه أن يتمكن حزب الله من كبح جماح نفسه.

وفيما أشار إلى تهديدات حزب الله بالأمس، فقد قال "إن مهمة الحرب الشاملة ضد إسرائيل صعبة، بل وصعبة للغاية. إنها مع جيش يمتلك ترسانة من حوالي 150 ألف صاروخ دقيق ومجموعة متنوعة من الأسلحة الفتاكة".

وأضاف أن "واقع الحرب الواسعة النطاق مع حزب الله سيتسبب في سقوط العديد من الضحايا في جميع مناطق إسرائيل، ولن يقتصر القتال بعد الآن على الحدود الشمالية. وسيكون لذلك عواقب اقتصادية هائلة، ولكنه سيضر أيضا بحياة الإنسان والقدرة على إدارة أنظمة التعليم والصحة أثناء إصلاحها".

وطرح أسئلة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ما الغرض من مثل هذه الحرب ضد حزب الله؟ ما الأهداف التي يمكن تحقيقها؟ هل سيكون من الممكن إعادة الهدوء إلى الحدود الشمالية وإبعاد عناصر التنظيم الشيعي عن الحدود؟".

وقدم بنفسه الرد، مؤكدا أن هذا العمل لن يدفع حزب الله إلى وقف نشاطه الهجومي ضد المستوطنات الشمالية، بل إلى التصعيد.

وأضاف أن الحزب لا ينوي الانسحاب بالكامل إلى الشمال من الليطاني، "لذلك، يمكننا أن نتوقع أياما، وربما حتى أسابيع من التصعيد، الأمر الذي قد يجبر الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف على القيام بعملية برية أيضا، في حين أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعمل على الأرض في الجنوب (غزة) ويعاني من خسائر، بما في ذلك في الـ24 ساعة الماضية".

وفيما توقع أن يتأخر رد حزب الله لأنه يريد أن يفهم أولا حقيقة ما جرى ويعالجه، فقد أكد أن رد الحزب قادم لا محالة، وهو مسألة وقت فقط.

إنجاز تكتيكي وشكوك إستراتيجية

واتفق المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل مع الكاتب يسخاروف في تقييمه للهجوم المنسوب لإسرائيل، مشيرا إلى أنه يمثل "إنجازا تكتيكيا بارزا"، لكن قيمته الإستراتيجية تبقى مشكوكا فيها.

واعتبر هرئيل أن سلسلة التفجيرات التي طالت شبكة اتصالات حزب الله، "كشفت عن ضعف كبير في القدرات الأمنية للحزب".

وقال الكاتب إن نتنياهو قد يسعى لاستغلال هذا التطور لتحقيق مكاسب سياسية في ظل التوترات الداخلية المتعلقة بتغيير وزير الدفاع يوآف غالانت.

وختم بالقول "يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه العملية ستساهم في تحقيق الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية في إطار الحرب مع حزب الله، فإذا قرر التنظيم الرد بقوة على إسرائيل، فإن التصعيد نحو حرب شاملة قد يكون وشيكا".

تقويض إسرائيل

ولكن المعلق السياسي لصحيفة معاريف ران أدليست عالج الموضوع من زاوية تأثيره على مواجهة التهديدات الملموسة من إيران.

وقال "في الوقت الذي تشتعل فيه حلقة النار في الشمال، لا تزال تشتعل جبهة أخرى (في غزة) لديها القدرة على التصعيد من لحظة إلى أخرى، بالإضافة إلى الجبهة الثالثة في الضفة الغربية والتي تقرّب مركز إسرائيل من الجبهة القتالية النشطة وتتسبب أيضا في عدد القتلى على أساس يومي".

واعتبر أن الأخطر في كل هذه الجبهات هي الجبهة مع إيران التي لا تزال تشكل التهديد الأكثر مباشرة وتدميرا على الإطلاق.

ولفت الانتباه إلى خطورة سياسة نتنياهو الذي قال إنه "ترك الجيش الإسرائيلي والبلد بأكمله ينزف على جميع الجبهات، بينما هو نفسه يشن حربا انتخابية أميركية داخلية تضر بالرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته المرشحة الرئاسية كمالا هاريس".

وأضاف في انتقاد لاذع لنتنياهو " لدينا اليوم أحمق يرى نفسه خبيرا في الولايات المتحدة، فيما هو فشل خلال سنواته في منصبه في استخدام كل رافعة أميركية للتوصل إلى اتفاق، وذراعه الوحيدة في الولايات المتحدة هي الإنجيليون، أصدقاء المستوطنين، وهو يقامر بمصير إسرائيل وحياة الجنود والمدنيين بمراهنته على دخول الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب البيت الأبيض من جديد".

وختم بالقول إن استمرار التصعيد على كل الجبهات "يستنزف المجتمع الإسرائيلي بالدماء إلى حد تقويض وجود إسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حزب الله

إقرأ أيضاً:

المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا

#سواليف

فرض #العقوبات من قبل إدارة #ترامب على #فرانشيسكا_ألبانيزي، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة، يُعدّ نذير شؤم لنهاية حكم القانون الدولي.

عندما يُكتب تاريخ الإبادة الجماعية في #غزة، ستكون فرانشيسكا ألبانيزي – المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة – واحدة من أكثر الأصوات شجاعة ووضوحًا في الدفاع عن العدالة والتمسّك بالقانون الدولي، وهي الآن تتعرض لعقوبات من إدارة #ترامب على خلفية قيامها بدورها في رئاسة المكتب الأممي المكلّف برصد وتوثيق #انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها #إسرائيل بحق #الفلسطينيين.

تتلقى ألبانيزي تهديدات بالقتل بشكل منتظم، وتتعرض لحملات تشويه مُحكمة تقودها إسرائيل وحلفاؤها، ومع ذلك فهي تسعى بشجاعة لمحاسبة كل من يدعم ويشارك في استمرار الإبادة الجماعية.

مقالات ذات صلة القسام تفجر ميركافا وسرايا القدس تقصف بالصواريخ مقرا عسكريا 2025/07/11

وهي تنتقد ما تسميه “الفساد الأخلاقي والسياسي للعالم” الذي يسمح باستمرار هذه الإبادة. وقد أصدر مكتبها تقارير مفصّلة توثّق جرائم الحرب في غزة والضفة الغربية، من بينها تقرير بعنوان “الإبادة كوسيلة للإزالة الاستعمارية”، أُعيد نشره كمُلحق في كتابي الأخير إبادة متوقعة.

أبلغت ألبانيزي منظمات خاصة بأنها قد تكون “مسؤولة جنائيًا” لمساعدتها إسرائيل في تنفيذ الإبادة في غزة. وأعلنت أنه إذا صحّ ما نُقل عن رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية السابق ديفيد كاميرون بأنه هدّد بقطع التمويل وسحب بريطانيا من المحكمة الجنائية الدولية بعد إصدارها مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، فإن ذلك قد يُعرّض كاميرون ورئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك للملاحقة الجنائية بموجب نظام روما الأساسي، الذي يجرّم محاولات منع محاكمة مرتكبي جرائم الحرب.

ودعت ألبانيزي كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى مواجهة تهم التواطؤ في جرائم الحرب بسبب دعمهم للإبادة الجماعية، مؤكّدة أن أفعالهم لا يمكن أن تمرّ دون عقاب. وكانت من أبرز الداعمين لأسطول “مادلين” الذي سعى لكسر الحصار عن غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية، وكتبت أن القارب الذي اعترضته إسرائيل كان يحمل، إلى جانب الإمدادات، رسالة إنسانية للعالم.

في أحدث تقاريرها، أدرجت ألبانيزي أسماء 48 شركة ومؤسسة، منهاPalantir Technologies Inc.، Lockheed Martin، Alphabet Inc. (Google)، Amazon، IBM، Caterpillar Inc.، Microsoft، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، إضافةً إلى بنوك وشركات تأمين وعقارات وجمعيات خيرية، كلّها – بحسب التقرير – تنتهك القانون الدولي وتحقّق أرباحًا بمليارات الدولارات من الاحتلال والإبادة الجماعية للفلسطينيين.

وزير الخارجية ماركو روبيو أدان دعم ألبانيزي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي فُرضت عليها وعلى أربعة من قضاتها عقوبات أميركية العام الماضي لإصدارهم مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.

وانتقد روبيو ألبانيزي لمحاولاتها محاكمة مواطنين أميركيين أو إسرائيليين يدعمون الإبادة الجماعية، واعتبر أنها غير صالحة لمنصبها كمقرّرة خاصة، متّهمًا إياها بأنها “تروّج لمعاداة السامية بلا خجل، وتدعم الإرهاب، وتُبدي احتقارًا صريحًا للولايات المتحدة وإسرائيل والغرب”. ومن المتوقع أن تؤدي العقوبات إلى منع ألبانيزي من دخول الولايات المتحدة، وتجميد أي أصول تمتلكها هناك.

الهجوم على ألبانيزي يُنذر بعالم بلا قواعد، عالم يُسمح فيه لدول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية دون أي مساءلة أو رادع.

هذا الهجوم يكشف عن الخدع التي نمارسها لخداع أنفسنا والآخرين. إنّه يعرّي نفاقنا وقسوتنا وعنصريتنا. ومن الآن فصاعدًا، لن يأخذ أحد على محمل الجد تعهّداتنا المعلنة بالديمقراطية وحرية التعبير وسيادة القانون وحقوق الإنسان. ومن يستطيع لومهم؟ فنحن لا نتحدث إلا بلغة القوة، بلغة الهمج، بلغة المذابح الجماعية، بلغة الإبادة.

قالت ألبانيزي في مقابلة أجريتها معها أثناء مناقشة تقريرها “الإبادة كإزالة استعمارية”:

“أعمال القتل، القتل الجماعي، التعذيب النفسي والجسدي، الدمار، خلق ظروف حياة لا تسمح لأهل غزة بالبقاء – من تدمير المستشفيات، والتهجير القسري الجماعي، والتشريد الجماعي، بينما يتعرّض الناس للقصف اليومي، ويُجَوّعون- كيف يمكننا أن نقرأ هذه الأفعال بمعزل عن بعضها؟”

الطائرات المُسيّرة المسلحة، الطائرات المروحية، الجدران والحواجز، نقاط التفتيش، الأسلاك الشائكة، أبراج المراقبة، مراكز الاحتجاز، الترحيل، الوحشية والتعذيب، رفض منح تأشيرات الدخول، الحياة الشبيهة بالفصل العنصري التي يعيشها المهاجرون غير النظاميين، فقدان الحقوق الفردية، والمراقبة الإلكترونية – كلّ ذلك مألوف للمهاجرين اليائسين على الحدود المكسيكية أو الساعين لدخول أوروبا، بقدر ما هو مألوف للفلسطينيين.

هذا ما ينتظر من سمّاهم فرانز فانون بـ”معذّبي الأرض”.
أمّا من يدافعون عن المظلومين، كألبانيزي، فسيُعاملون كالمظلومين أنفسهم.

مقالات مشابهة

  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا
  • الرئيس اللبناني: مسألة التطبيع مع إسرائيل غير واردة.. سوريا تنفي نية التصعيد!
  • مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو أطال الحرب بغزة رغم إبلاغه من الجنرالات عدم جدواها
  • جنود إسرائيليون: حرب غزة تجاوزت كل الحدود الأخلاقية
  • قائد أنصار الله: كل شركات النقل البحري التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي ستعامل بالحزم
  • النووي الإيراني.. دراسة تكشف دوافع الغليان الإسرائيلي ومآلات التصعيد
  • نعيم قاسم لم يكن يعلم أيضاً
  • الحرب على التاريخ أيضا في غزة
  • المبعوث الأميركي يكشف: هدنة الـ60 يومًا قابلة للتمديد و(إسرائيل) ترفض الانسحاب لخطوط ما قبل التصعيد