ما سبب عودة عمليات القسام في رفح؟ الدويري يجيب
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن عودة عمليات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في رفح جنوبي قطاع غزة أمر طبيعي، مشيرا إلى أن المقاومة لا تزال قادرة على القتال إذا توفرت لها مسافة الصفر.
وكانت القسام أعلنت -في بيان لها- استهداف مقاتليها منزلين كان بداخلهما عدد من جنود الاحتلال بـ4 قذائف مضادة للأفراد والتحصينات، مما أوقع قتلى وجرحى شرق حي التنور في رفح.
وفي الآونة الأخيرة، تواترت عمليات كتائب القسام في رفح، وأسفرت إحدى العمليات عن مقتل 4 عسكريين إسرائيليين بينهم ضابط، وذلك رغم ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه قضى على لواء القسام في المدينة.
وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري- أن رفح لا تزال ضمن المرحلة الأولى من العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكن إعادة انتشار قوات الاحتلال حرمت المقاومة من القتال في عديد من المناطق، باستثناء حي التنور وتل السلطان.
وأشار الخبير العسكري إلى أنه عندما تتاح للمقاومة فرصة القتال من المسافة صفر، نشاهد أحداثا رئيسية كما جرى مؤخرا من استهداف القسام 3 ناقلات جند إسرائيلية ودبابة، إضافة إلى محاولة السيطرة على آلية عسكرية تركت مفخخة.
وبخصوص تصريحات الجيش الإسرائيلي بشأن تفكيك كتيبة رفح والقضاء على مجموعة كبيرة من الأنفاق، شكك الدويري في صحة هذه الادعاءات قائلا إنه بوصفه متابعا للأحداث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حتى هذه اللحظة، فإنه لا يتوقف كثيرا أمام تصريحات جيش الاحتلال، لأنها في معظم الحالات لا تنسجم مع الواقع الميداني.
وأضاف أن المقاومة في غزة أعادت بناء قوتها في البعدين البشري والمادي، مستشهدا بأمثلة عديدة على عدم دقة تصريحات الجيش الإسرائيلي، مثل إعلانه المتكرر عن إنهاء العمليات في مناطق مختلفة من القطاع، ثم العودة إليها مرات عدة.
المسافة صفر
وفي ما يتعلق بتطور عمل المقاومة في رفح، أوضح الدويري أن القوات الإسرائيلية أعادت انتشارها بعد إعلانها تفكيك لواء رفح والقضاء على كتيبة تل السلطان، لكنها بقيت في ممر فيلادلفيا وتقوم بعمليات توغل بين فترة وأخرى.
وأضاف أن هذه التوغلات تمنح المقاومة فرصة القتال من مسافة صفر، حيث تكون الأسلحة المضادة المباشرة فعالة في مدى 100 متر.
وعن السيناريوهات التي تعتمدها المقاومة في استهداف المنازل، أوضح الدويري أن الأمر يعتمد على إذا ما كانت قوات الجيش داخل المبنى أو في طريقها إليه.
ففي حالة وجودها في الطريق، تكون هناك عمليات كمائن وحشوات، أما إذا كانت داخل المبنى، فيتم دراسة تموضع قوات العدو وتحديد اتجاهات العمل قبل تنفيذ العملية، حسب الدويري.
وفي سياق متصل، تطرق الدويري إلى الترابط بين جبهات المقاومة، خاصة جبهة حزب الله وغزة، مشيرا إلى أن جبهة لبنان بقيت جبهة مساندة وقدمت الكثير في التعامل مع جيش الاحتلال وخففت الضغط عن غزة.
وفي إشارة إلى نعي القسام للقيادي في حزب الله إبراهيم عقيل، أكد الدويري أن غيابه سيؤثر، ولكن بشكل مرحلي، إذ يفترض وجود بديل أو نائب ربما لا يكون بنفس الخبرة والمحتوى المعرفي لإدارة المعركة، لكن يمكن تدارك الأمر بعد فترة من الوقت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی رفح
إقرأ أيضاً:
القسام تنشر مشاهد مثيرة لـكمين محكم نفذته قبل أشهر (شاهد)
بثت كتائب القسام مشاهد لأول مرة لكمين مثير و"محكم" نفذته ضد قوات الاحتلال شرق مخيم جباليا قبل عدة أشهر.
وفي الكمين الذي نفذه مقاتلو القسام في الثالث كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وأخّرت نشره لظروف أمنية، تعرضت عربتين مدرعتين لتفجير عبوتين "تلفزيونية"، و"شواظ"، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ويظهر في التسجيل عمليات إجلاء واسعة لجنود الاحتلال القتلى والجرحى من مسرح الهجوم بواسطة مروحيات عسكرية.
والخميس، كشفت سرايا القدس، تفاصيل كمين، أوقعت فيه قوة للاحتلال، قبل أيام، شرق خانيونس، والذي أسفر عن مقتل جندي وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة بعد انهيار مبنى على رؤوسهم جراء تفجيره.
وقالت السرايا في بلاغ عسكري، إن مقاتليها، أفادوا بعد عودتهم من خطوط القتال، بتمكنهم، من استدراج قوة هندسية، إلى كمين محكم ومركب، داخل مبنى شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد تفخيخه بواسطة عبوات شديدة الانفجار.
وأوضحت أن مقاتليها قاموا بتفجير المبنى فور دخول القوة إليه، وبعد وصول قوات النجدة، استهدفت بواسطة قذيفة مضادة للدروع، مؤكدين رصد هبوط طائرات مروحية لإجلاء القتلى والجرحى من المنطقة.
وكان جيش الاحتلال، أقر الثلاثاء، بمقتل الرقيب أول دانييلو موكانو، من لواء كيرياتي، بعد تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار داخل مبنى خلال توغل في المنطقة الشرقية من خانيونس.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن الانفجار أدى إلى انهيار مبنى مكون من أربعة طوابق فوق الجنود الذين كانوا يعملون داخله، مما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود آخرين، وصفت جراح بعضهم بأنها خطيرة، ونقلوا بطائرات مروحية إلى المستشفيات.
ووفقا لمراسل إذاعة الجيش "دورون كدوش"، فإن القوة الإسرائيلية دخلت المبنى دون التأكد من سلامته، وتبين لاحقا أنه مفخخ بالكامل من قبل المقاومين، وانفجرت العبوة فور دخول الجنود، ما أدى لانهيار المبنى واحتجاز الجندي المفقود لساعات تحت الأنقاض.
وقد بدأت عمليات الإنقاذ والبحث منذ ساعات ما بعد الظهر، واستمرت حتى ساعات الليل، وسط حالة من التوتر واللايقين، قبل أن يتم العثور على جثة الجندي موكانو، وتبليغ عائلته رسميا بمقتله في الكمين.
وأشارت منصات للاحتلال، إلى أن العبوة زرعت بعناية فائقة داخل المبنى، مشيرة إلى أنه كان مجهزا مسبقا، فضلا عن صدمة الاحتلال من كيفية تفجيره في ظل وجود قوات كبيرة في المكان، كانوا تحت أعين المقاومين.
وعقب العملية وجه مراسل القناة 14 "نوعام أمير" انتقادات لاذعة لقيادة الجيش، متسائلا عن سبب تكرار دخول القوات إلى مبان غير ممسوحة ميدانيا أو مفحوصة استخباراتيا، في وقت تبين فيه أن معظم قطاع غزة بات مفخخا خلال فترات الهدوء ووقف إطلاق النار.
وأضاف أن دانيلو هو ثاني جندي يقتل منذ انطلاق عملية "عربات جدعون"، وذلك رغم أن الجيش لم يستخدم حتى الآن كامل قدراته في القتال داخل القطاع، على حد قوله.
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الجيش منذ بداية العدوان على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقد قتل أكثر من 857 جنديا، بينما أصيب الآلاف بجراح متفاوتة، ما يعكس حجم الكلفة البشرية التي تكبدها في العدوان المتواصل.