تفاصيل صادمة يكشفها تحقيق CNN عن المشتبه به بقتل موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن إلياس رودريغيز
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
(CNN)-- المشتبه به المتهم بقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية لديه تاريخٌ من النشاط السياسي، بما في ذلك إدانة نفوذ الشركات، والإجراءات العسكرية الأمريكية، وانتهاكات الشرطة، وفقًا لمراجعة أجرتها شبكة CNN لمقابلات وكتابات مرتبطة به.
في صفحة GoFundMe لعام 2017، والتي تضمنت صورته، وصفت شهادة منسوبة إلى إلياس رودريغيز كيف أشعلت مهمة والده في العراق، عندما كان في الحادية عشرة من عمره، شرارة صحوته السياسية وحشدته لمنع "جيل آخر من الأمريكيين العائدين إلى ديارهم من حروب الإبادة الجماعية الإمبريالية".
وتُجري السلطات تحقيقاتٍ في أسباب إطلاق النار في وقتٍ متأخر، الأربعاء، خارج متحف كابيتال اليهودي، حيث يُقال إن رودريغيز، البالغ من العمر 31 عامًا من شيكاغو، أخرج مسدسًا وقتل زوجين شابين، يارون ليشينسكي وسارة ميلغريم. صرخ قائلا: "الحرية لفلسطين"، بينما احتجزته الشرطة.
في شكوى قُدِّمت إلى المحكمة الفيدرالية، الخميس، اتهم رودريغيز بالقتل وتهمًا أخرى، قال المدعون إنه أخبر الشرطة أنه استلهم فكرته من طيار أمريكي توفي العام الماضي بعد أن أشعل النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، للفت الانتباه إلى الحرب في غزة، واصفًا إياه بـ"الشهيد".
كما تُحقق الشرطة في رسالة وُجِّهت إلى حساب على منصة إكس (تويتر سابقا) بعد وقت قصير من إطلاق النار، ويبدو أنها تحمل توقيع رودريغيز، تدعو إلى الانتقام العنيف ردًا على الحرب في غزة - وهي رسالة نُشرت مرارًا وتكرارًا على هذا الحساب.
وأظهرت مراجعة أجرتها شبكة CNN لحساب @kyotoleather أنه مرتبط بحسابات أخرى تحمل اسم وصورة رودريغيز، ويتضمن ردودًا يخاطبه فيها مستخدمون آخرون باسمه.
وأعربت الرسالة المنشورة، الأربعاء، عن الغضب إزاء "الفظائع التي يرتكبها الإسرائيليون ضد فلسطين"، وأشارت إلى "العمل المسلح" كشكل مشروع للاحتجاج - وهو "التصرف العقلاني الوحيد".
وجاء في الرسالة: "ماذا يُمكن قوله أكثر في هذه المرحلة عن نسبة الأطفال المُشوّهين والمُحترقين والمُنفجرين؟ نحن الذين سمحنا بحدوث هذا لن نستحق أبدًا غفران الفلسطينيين".
نُشرت الرسالة على إكس حوالي الساعة العاشرة مساء الأربعاء، ولم يتضح من نشرها أو ما إذا كانت منشورًا مُجدولًا مسبقًا قبل الحادث.
وفي السنوات التي سبقت اعتقاله في واشنطن العاصمة هذا الأسبوع، تحالف رودريغيز علنًا مع عدة جماعات يسارية في منطقة شيكاغو.
سعت صفحة GoFundMe، التي أُنشئت في أغسطس 2017، لجمع التبرعات ليتمكن رودريغيز من حضور مؤتمر المقاومة الشعبي في واشنطن العاصمة، وهو فعالية احتجاجية مُناهضة لترامب.
وفي شهادة نُسبت إلى رودريغيز، كتب أنه "كان في الحادية عشرة من عمره عندما جلس والدي، وهو جندي في الحرس الوطني، مع عائلتنا ليُخبرنا أنه سيُرسل إلى العراق"، ووصف انزعاجه عندما عاد والده من مهمته حاملاً "تذكارات"، من بينها رقعة مُمزقة من زي جندي عراقي، وكتب أنه شعر بنفور من السياسة الأمريكية بسبب الحرب.
ورفضت والدة رودريغيز، التي تواصلت معها CNN، التعليق على هذه القصة، وأكد الحرس الوطني الأمريكي لـ CNN أن رجلاً عُرف في السجلات العامة بأنه والد رودريغيز كان عضوًا في الحرس الوطني للجيش من عام 2005 إلى عام 2012، وخدم في العراق من أكتوبر 2006 إلى سبتمبر 2007.
وفي أكتوبر 2017، حضر رودريغيز مظاهرة أمام منزل عمدة شيكاغو آنذاك، رام إيمانويل، احتجاجًا على إطلاق النار من قبل الشرطة وعلى محاولة نقل المقر الرئيسي الثاني لشركة أمازون إلى المدينة.
قال رودريغيز لصحيفة "ليبراسيون"، وهي صحيفة صادرة عن حزب الاشتراكية والتحرير، والتي عرّفت عنه كعضو فيها آنذاك إن "الثروة التي جلبتها أمازون إلى سياتل لم تُشارك مع سكانها السود"، وأضاف أن "تبييض [أمازون] لمدينة سياتل عنصريٌّ بنيويّ، ويُشكّل خطرًا مباشرًا على جميع العاملين فيها".
وفي يناير 2018، شارك رودريغيز في احتجاج آخر ضد أمازون في وسط مدينة شيكاغو، نظمته منظمة "أنسر شيكاغو"، وهي جماعة مناهضة للحرب، وصرح رودريغيز لصحيفة "نيوزي" في مقابلة مصورة: "إذا تمكنا من إبعاد أمازون، فسيكون ذلك نصرًا كبيرًا، ويُظهر قوة تكاتف الناس، وقدرتهم على رفض أمور مثل التحديث الحضري".
وفي بيان لشبكة CNN، صرح ائتلاف "أنسر" أن المنظمة لا تضم أعضاءً أفرادًا، وأنهم لا يرتبطون برودريغز بأي شكل من الأشكال.
وأضاف الائتلاف: "يبدو أنه حضر احتجاجات أنسر قبل 7 سنوات، ولسنا على علم بأي اتصال له منذ ذلك الحين. من الواضح أننا لا علاقة لنا بهذا الحادث ولا ندعمه".
وقال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، دان بونغينو، في منشور على موقع "إكس"، إن "مكتب التحقيقات الفيدرالي على علم بكتابات يُزعم أن المشتبه به كتبها، ونأمل أن نتلقى تحديثات بشأن صحتها قريبًا جدًا".
تصف الرسالة التي تحمل اسم رودريغيز غضب الكاتب إزاء ما يُرى أنه تقاعس من جانب الحكومات الغربية والعربية عن وقف حرب إسرائيل على غزة، وتدعو إلى العمل المسلح، الذي تُشبّهه بأشكال الاحتجاج السلمي.
وجاء في الرسالة: "العمل المسلح ليس بالضرورة عملاً عسكريًا... عادةً ما يكون مسرحًا واستعراضًا، وهي سمة مشتركة مع العديد من الأعمال غير المسلحة".
وذكرت الرسالة أنه قبل سنوات، ربما لم يكن الأمريكيون ليفهموا هجومًا عنيفًا باسم فلسطين - "كان مثل هذا العمل ليبدو غير مفهوم، وجنونيًا"، ولكن في ظل تزايد الضغط الشعبي لإنهاء الحرب في غزة، كتب الكاتب: "هناك العديد من الأمريكيين الذين يعتبرون هذا العمل واضحًا للغاية، وهو، بطريقة غريبة، التصرف العقلاني الوحيد"، واختتمت الرسالة برسالة إلى والدي الكاتب وشقيقه، ووقعها "إلياس رودريغيز".
وسبق أن دافع حساب "إكس" نفسه الذي نُشرت فيه الرسالة عن أساليب العنف، وعبّر عن آراء تدعو إلى تدمير دولة إسرائيل.
وردًا على منشور مستخدم آخر يدعم إطلاق النار على الآخرين ويصف العنف بأنه "جزء مقبول من الواقع"، ردّ الحساب: "متفق - العنف ليس بالضرورة أن يحدث، ولكن إذا حدث، فيجب أن يحدث".
"ما الدليل الإضافي المطلوب على ضرورة القضاء التام على المستعمرة ومتمرديها بنهاية كل هذا؟"، هذا ما كتبه الحساب عن إسرائيل في منشور آخر ردًا على فيديو مُجمّع لمسؤولين حكوميين إسرائيليين يدعون إلى حصار شامل وقصف لقطاع غزة.
وتُظهر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو صُوّرت وسط حشود من الاحتجاجات في شيكاغو ضد حرب إسرائيل على غزة.
وفي شيكاغو، عمل رودريغيز مؤخرًا أخصائيًا إداريًا في الجمعية الأمريكية لمعلومات طب العظام، وفقًا لحساب على "لينكد إن" يحمل اسمه وصورته.
وقالت رئيسة الجمعية، تيريزا هوبكا، في بيان مشترك مع رئيستها التنفيذية، كاثلين كريسون: "لقد صُدمنا وحزننا لمعرفة أن أحد موظفي الجمعية قد أُلقي القبض عليه كمشتبه به في هذه الجريمة المروعة".
وكان رودريغيز يسكن في حي ألباني بارك، حيث أخبر أحد جيرانه شبكة CNN أنه صُدم من علاقة رودريغيز المزعومة بحادث إطلاق النار في واشنطن العاصمة.
وقال جون فراي، البالغ من العمر 71 عامًا، إن رودريغيز عاش في الشقة المجاورة لشقته لمدة عامين تقريبًا مع امرأة، رغم أنه قال إنه لا يعرف طبيعة علاقتهما أو اسم المرأة، مضيفا: "كانا هادئين للغاية، وكانا ودودين للغاية"، لافتا إلى أنه لم يتحدث قط مع رودريغيز في السياسة.
وذكر فراي، مشيرًا إلى سنه: "لم نتحدث في السياسة قط، واليوم، أشعر بالندم لأنني لم أجرِ أي محادثة معه، لأنه كما ترون، لقد كنت موجودًا لفترة طويلة.. لا تُنهَ الحرب بالبنادق والقنابل. تُنهَ الحرب بالذهاب إلى الناس، وشرح الأمور لهم بصبر، وستعرف أن التصويت أقوى بكثير من الرصاصة أو القنبلة".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: إطلاق نار الحكومة الإسرائيلية العنف بنيامين نتنياهو تحقيقات حرب العراق حصريا على CNN شيكاغو غزة قطاع غزة مظاهرات مكتب التحقيقات الفيدرالي واشنطن وسائل التواصل الاجتماعي فی واشنطن العاصمة إلیاس رودریغیز إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتابع الأحداث الأمنية في غزة.. وأنباء عن إلغاء لقائه ويتكوف بواشنطن | تقرير
في خضم تصاعد التوتر في غزة وتداعياتها الإقليمية، تراقب السلطات الإسرائيلية والأجهزة الأمنية عن كثب الوضع شمال قطاع غزة، وسط أنباء عن إمكانية إلغاء زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
وفق تقارير إسرائيلية، فإن نتنياهو يولي أهمية قصوى للأوضاع الأمنية في المنطقة، ويتلقى تحديثات فورية من الجيش ومنسقي العمليات، ويبحث مع طواقم استخباراتية وسياسية الخطوات القادمة، وذلك قبل توجهه المحتمل للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ترامب ريفييرا.. خطة سرية لتهجير الفلسطينيين من غزة برعاية معهد توني بلير
البيت الأبيض: ترامب سيناقش مع نتنياهو وقف إطلاق النار بغزة
المرشد الإيراني يدعو ترامب للاستثمار في طهران
ترامب: سنفرض على اليابان وكوريا الجنوبية رسوما جمركية بنسبة 25%
وتأتي هذه التطورات في ظل مساعي دبلوماسية مكثفة لعقد لقاء قمة في البيت الأبيض بين نتنياهو وترامب، يعد الثالث من نوعه هذا العام، لمناقشة تسوية مقترحة لوقف إطلاق النار في غزة تتضمن هدنة تمتد 60 يومًا، وتبادلًا جزئيًا للأسرى، وتوسيع المساعدات الإنسانية، لكن مصادر إعلامية إسرائيلية نقلت عن مسؤولين مطلعين تأثر جدول اللقاء المحتمل، محذرين من أن تصاعد العمليات العسكرية شمال القطاع قد يدخله في بؤرة الاهتمام ويطرحه كشرط مسبق قبل خوض مشاورات حول قضايا كبرى مثل مستقبل الحرب وأسئلة ما بعد الصراع.
ويشير محللون إلى أن تفجّر الوضع شمال غزة يمكن أن يؤدي إلى تعطيل المحادثات أو إعادة جدولة اللقاء، خصوصًا مع وجود ضغوط داخلية من أحزاب يمينية متشددة ترفض أي شكل من أشكال التراجع أو الاتفاق المؤقت مع حركة حماس . وفي هذا الإطار، أعلن وزير المالية المتشدد بيتساليل سموتريتش رفضه فتح قنوات مماثلة للتفاوض، معتبرًا أن مثل هذه التحركات "خطأ جسيم" يمنح حماس هامش تنفيذ تهديدات وتفهّمًا يفرض قيودًا على قوات الدفاع الإسرائيلية.
من جهته، يسعى ترامب، وفق مصادر أمريكية، إلى استثمار زيارته من أجل الدفع قدما بخطة وقف إطلاق النار التي أعدتها واشنطن بدعم قطري مصري، مؤكداً أن “هناك إمكانية حقيقية لتحقيق اتفاق خلال الأسبوع الجاري”، لكن الفروقات الجوهرية بين الطرفين حول "نهاية الحرب" لا تزال قائمة، فحماس تطالب بانسحاب شامل وجلسة كاملة الأطراف، بينما يتمسك نتنياهو بالشروط التي تفرض تمحيصاً قاتماً منشأه العسكري والسياسي، وفقا لـ سي ان ان
وبينما تحدثت بعض المصادر عن استعداد نتنياهو للقاء سري وخالٍ من وسائل الإعلام، تمهيداً لإصدار بيان مشترك عقب العشاء الرسمي في البيت الأبيض، تبدو هذه الخطوة مدفوعة بما وصفته الأوساط بـ "جلسة تقييم أمنية حقيقية" تتعمق في تفاصيل العمليات شمال قطاع غزة.
إن إلغاء اللقاء أو إعادة ترتيبه وفق متغيرات ساحة المعركة شمالي القطاع قد يشكل مؤشرًا على قدرة الأمن الإسرائيلي على ربط السياسة بالعسكرة في آنٍ واحد، وتحكم رئيس الوزراء في مفاتيح المواجهة الداخلية والخارجية.
ورغم التفاؤل الأمريكي – كما وصفه ترامب – بوجود "فرصة لتحقيق اختراق"، فإن أي اتفاق يبدو رهينًا بضمانات أمنية جوهرية قبل التفاهمات الدبلوماسية، ما يجعل هذا الشهر حاسمًا في رسم خريطة المرحلة القادمة للعلاقات الأميركية‑الإسرائيلية، ولمسار الحرب التي دخلت شهرها الحادي والعشرين، قبل أن تُعلن واشنطن ونتنياهو بشكل نهائي مصير اللقاء المنتظر.