الطاقة الخضراء في أمريكا تتلقى ضربة موجعة من قانون ترامب للضرائب
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
تراجعت أسهم شركات الطاقة المتجددة الأمريكية خلال تداولات وول ستريت بنهاية تعاملات أمس الخميس، تأثراً بما جاء في مشروع قانون الضرائب التاريخي للرئيس دونالد ترامب، الذي برهن على أن تقليصه للمزايا الضريبية التي كانت ممنوحة للطاقة النظيفة فاق التوقعات، وشكل "ضربات قاضية" لقطاع صناعة الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة.
وأوضحت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن القانون، الذي تم تمريره بأغلبية بسيطة في مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، يسعى إلى إلغاء الخصومات الضريبية التي تمتعت بها مشروعات الطاقة النظيفة في وقت أسرع مما هو مخطط لها، ما يقوض العمود الفقري لـ"قانون خفض التضخم" (آي آر إيه)، الذي مرّره الرئيس السابق جو بايدن.
من المقرر أن يحال القانون إلى مجلس الشيوخ في وقت لاحق، حيث يتوقع أن يخفف المشرعون من بنوده الأكثر تشدداً، لكن أنصار الطاقة النظيفة حذروا أن التشريع قد يتسبب في القضاء التام على القطاع.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أسهم "نيكست إرا إنيرجي"، أكبر جماعة طاقة في الولايات المتحدة من حيث القيمة الرأسمالية وأكبر مطور للطاقة المتجددة في البلاد، أنهت التعاملات متراجعة بنسبة 6.4%، كما منيت أسهم شركة "إنفيز إنيرجي"، المصنعة لتكنولوجيات نظم الطاقة الشمسية، والبطاريات، والسيارات الكهربائية، بانخفاض حاد بلغت نسبته 19.6%.
كان المستثمرون قد أصيبوا بذهول من كم التغييرات التي طرأت على مزايا الطاقة النظيفة التي يتيحها "قانون خفض التضخم" منذ الكشف عن المسودة النهائية للقانون في 12 مايو الجاري. ورأى محللون في مركز "جيفريز" لبحوث الأوراق المالية أنه في الوقت الذي قد يجري مجلس الشيوخ تعديلات على مقترح النواب، فإن التخفيضات التي ضَمَّنها الجمهوريون في النسخة المحدثة من موازنتهم، التي كُشف عنها الأربعاء، كانت بمنزلة "ضربات قاضية" ونتائجها كانت "أسوأ مما كان يُخشى منه".
تضرر قطاع الطاقة الشمسية السكنية بشدة، بعد صدور مسودة القانون في 12 مايو التي خفضت الخصومات الضريبية التي كانت ممنوحة لملاك المساكن الذين يشترون منظومات الطاقة الشمسية. أما الخصم الضريبي الاستثماري، المعروف بـ"48إي"، كان من المقرر التخلص منه تدريجياً في مراحل لاحقة، لكن النسخة الأخيرة من القانون عجّلت من خفض هذا الدعم بالنسبة للمنشآت التجارية.
وحذر محللون من أن أسهم الطاقة الخضراء من المحتمل أن تنجرف إلى مزيد من الهبوط.
وتنقل "فاينانشيال تايمز" عن رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في "سوستيه جنرال"، مانيش كابرا، قوله “ليس هناك محفز واضح أو سبب يشجع على تملك شركات طاقة شمسية أمريكية، فالمحاوف قائمة في السوق، ولقد أدركنا أن أحد مرتكزات هذه الإدارة أن تزيل الدعم عن الطاقة الخضراء”.
وهبط صافي قيمة الأصول لصندوق تداول "إنفسكو سولار"، الذي تهيمن عليه الأسهم الأمريكية، بأكثر من 10 في المائة. كما انحدرت أسهم "صن رَن"، التي تعتمد بشدة على مزايا الخصم الضريبي الاستثماري، المعروف بـ"48إي"، لتغلق على انخفاض حاد بنسبة 37 في المائة.
ولفتت الصحيفة إلى أن لوبي الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة لم يخف سعادته الغامرة وابتهاجه بتمرير القانون، الذي اعتبر "معهد البترول الأمريكي" أنه سيساعد على "استرداد هيمنة الطاقة الأمريكية".
وأشارت إلى أن المستثمرين حولوا دفة اهتمامهم إلى مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون. وأصبحت الغرفة البرلمانية العليا لديها خيار تقليص بعض التخفيضات الجذرية في الحوافز الضريبية الممنوحة للطاقة الخضراء النظيفة، وقد أعرب أربعة نواب معتدلون عن دعمهم لذلك. من جانبهم، تكهن محللو "جي بي مورجان" باستمرار نهج "نصف الكوب الفارغ" بالنسبة لتعاملات الأسهم، في ضوء فشل النواب الجمهوريين في المجلس في حشد دعم كبير للقانون.
وسلطت الصحيفة الضوء على فوز نسبي حققته الطاقة النظيفة، إذ تم إعفاء المزايا الضريبية الممنوحة للقطاع النووي من التخفيضات التي شملها القانون، بينما لم تجرَ أي تغييرات على الدعم المرتبط بالصناعات المتقدمة.
وحقق سهم شركة "أوكلو"، المُصنعة للمفاعلات النووية المعيارية الصغيرة التي يدعمها الملياردير سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، مكاسب ملحوظة نسبتها 6%.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الطاقة الخضراء أمريكا الطاقة النظیفة الطاقة الخضراء
إقرأ أيضاً:
أسهم تسلا تهوي بعد إعلان ماسك حزب أميركا
هوت أسهم تسلا بأكثر من 6% اليوم الاثنين تحت ضغط مخاوف المستثمرين حيال مدى تركيز الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بعد إعلانه نيته تشكيل حزب سياسي أميركي جديد، مما يمثل تصعيدا جديدا في خلافه مع الرئيس دونالد ترامب.
وتراجع سهم تسلا بأكثر من 4% في فرانكفورت، بما يشي بانخفاض آخر عند بدء تعاملات ما قبل فتح السوق في الولايات المتحدة بعد عطلة نهاية الأسبوع التي استمرت 3 أيام بمناسبة عطلة يوم الاستقلال.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2روسيا: تراجع المخزونات العالمية حفّز أوبك بلس على رفع إنتاج النفطlist 2 of 2كيف تفوقت صناعة السيارات الصينية على نظيرتها الأميركية والأوروبية؟end of listوقال محلل شؤون التكنولوجيا لدى ويدبوش، دان أيفز، إن ماسك "أكبر أصول" تسلا وإن قراره التدخل بشكل أعمق في السياسة من شأنه وضع أسهم الشركة تحت ضغط.
وقال أيفز في مذكرة أمس الأحد "تسلا تحتاج إلى ماسك رئيسا تنفيذيا وأكبر أصولها وليس التوجه إلى المسار السياسي مرة أخرى… مع إغضاب ترامب في الوقت نفسه".
وأضاف "لن يفاجئنا أيضا تدخل مجلس إدارة تسلا في مرحلة ما نظرا للطبيعة السياسية لهذا المسعى اعتمادا على مدى تقدم ماسك فيه".
وفي أحدث التعاملات، تراجع سهم تسلا المدرج في مؤشر ناسداك الأميركي 6.86% إلى 293.76 في تعاملات ما قبل الفتح، وانخفض سهم الشركة المدرج في بورصة فرانكفورت الألمانية 4.39% إلى 250.5 يوروا (293.14 دولارا).
ووصف ترامب أمس خطط ماسك لتشكيل "حزب أميركا" بأنها "سخيفة"، ووجه انتقادات جديدة للملياردير الذي يعمل في قطاع التكنولوجيا، وقال إن ترشيح حليف لماسك في وقت سابق لقيادة إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) كان سينطوي على تضارب في المصالح نظرا لمصالح ماسك التجارية في مجال الفضاء.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن شركة صناعة السيارات الكهربائية تسلا تشهد حالة من الفوضى وتعاني من أسوأ فترات مبيعاتها، في وقت يبدو فيه أن رئيسها التنفيذي إيلون ماسك غير مكترث بمستقبلها.
إعلانوأعلنت الشركة الأربعاء الماضي أن مبيعاتها من السيارات في السوق العالمية انخفضت بنسبة 13.5% في الربع الثاني مقارنة بالعام الماضي، كما انخفض تسليم السيارات بنسبة 13% في الربع الأول.