تراجعت أسهم شركات الطاقة المتجددة الأمريكية خلال تداولات وول ستريت بنهاية تعاملات أمس الخميس، تأثراً بما جاء في مشروع قانون الضرائب التاريخي للرئيس دونالد ترامب، الذي برهن على أن تقليصه للمزايا الضريبية التي كانت ممنوحة للطاقة النظيفة فاق التوقعات، وشكل "ضربات قاضية" لقطاع صناعة الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة.

 

وأوضحت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن القانون، الذي تم تمريره بأغلبية بسيطة في مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون، يسعى إلى إلغاء الخصومات الضريبية التي تمتعت بها مشروعات الطاقة النظيفة في وقت أسرع مما هو مخطط لها، ما يقوض العمود الفقري لـ"قانون خفض التضخم" (آي آر إيه)، الذي مرّره الرئيس السابق جو بايدن.

من المقرر أن يحال القانون إلى مجلس الشيوخ في وقت لاحق، حيث يتوقع أن يخفف المشرعون من بنوده الأكثر تشدداً، لكن أنصار الطاقة النظيفة حذروا أن التشريع قد يتسبب في القضاء التام على القطاع.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أسهم "نيكست إرا إنيرجي"، أكبر جماعة طاقة في الولايات المتحدة من حيث القيمة الرأسمالية وأكبر مطور للطاقة المتجددة في البلاد، أنهت التعاملات متراجعة بنسبة 6.4%، كما منيت أسهم شركة "إنفيز إنيرجي"، المصنعة لتكنولوجيات نظم الطاقة الشمسية، والبطاريات، والسيارات الكهربائية، بانخفاض حاد بلغت نسبته 19.6%.

كان المستثمرون قد أصيبوا بذهول من كم التغييرات التي طرأت على مزايا الطاقة النظيفة التي يتيحها "قانون خفض التضخم" منذ الكشف عن المسودة النهائية للقانون في 12 مايو الجاري. ورأى محللون في مركز "جيفريز" لبحوث الأوراق المالية أنه في الوقت الذي قد يجري مجلس الشيوخ تعديلات على مقترح النواب، فإن التخفيضات التي ضَمَّنها الجمهوريون في النسخة المحدثة من موازنتهم، التي كُشف عنها الأربعاء، كانت بمنزلة "ضربات قاضية" ونتائجها كانت "أسوأ مما كان يُخشى منه".

تضرر قطاع الطاقة الشمسية السكنية بشدة، بعد صدور مسودة القانون في 12 مايو التي خفضت الخصومات الضريبية التي كانت ممنوحة لملاك المساكن الذين يشترون منظومات الطاقة الشمسية. أما الخصم الضريبي الاستثماري، المعروف بـ"48إي"، كان من المقرر التخلص منه تدريجياً في مراحل لاحقة، لكن النسخة الأخيرة من القانون عجّلت من خفض هذا الدعم بالنسبة للمنشآت التجارية.

وحذر محللون من أن أسهم الطاقة الخضراء من المحتمل أن تنجرف إلى مزيد من الهبوط.

وتنقل "فاينانشيال تايمز" عن رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في "سوستيه جنرال"، مانيش كابرا، قوله “ليس هناك محفز واضح أو سبب يشجع على تملك شركات طاقة شمسية أمريكية، فالمحاوف قائمة في السوق، ولقد أدركنا أن أحد مرتكزات هذه الإدارة أن تزيل الدعم عن الطاقة الخضراء”.

وهبط صافي قيمة الأصول لصندوق تداول "إنفسكو سولار"، الذي تهيمن عليه الأسهم الأمريكية، بأكثر من 10 في المائة. كما انحدرت أسهم "صن رَن"، التي تعتمد بشدة على مزايا الخصم الضريبي الاستثماري، المعروف بـ"48إي"، لتغلق على انخفاض حاد بنسبة 37 في المائة.

ولفتت الصحيفة إلى أن لوبي الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة لم يخف سعادته الغامرة وابتهاجه بتمرير القانون، الذي اعتبر "معهد البترول الأمريكي" أنه سيساعد على "استرداد هيمنة الطاقة الأمريكية".

وأشارت إلى أن المستثمرين حولوا دفة اهتمامهم إلى مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون. وأصبحت الغرفة البرلمانية العليا لديها خيار تقليص بعض التخفيضات الجذرية في الحوافز الضريبية الممنوحة للطاقة الخضراء النظيفة، وقد أعرب أربعة نواب معتدلون عن دعمهم لذلك. من جانبهم، تكهن محللو "جي بي مورجان" باستمرار نهج "نصف الكوب الفارغ" بالنسبة لتعاملات الأسهم، في ضوء فشل النواب الجمهوريين في المجلس في حشد دعم كبير للقانون.

وسلطت الصحيفة الضوء على فوز نسبي حققته الطاقة النظيفة، إذ تم إعفاء المزايا الضريبية الممنوحة للقطاع النووي من التخفيضات التي شملها القانون، بينما لم تجرَ أي تغييرات على الدعم المرتبط بالصناعات المتقدمة.

وحقق سهم شركة "أوكلو"، المُصنعة للمفاعلات النووية المعيارية الصغيرة التي يدعمها الملياردير سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، مكاسب ملحوظة نسبتها 6%.

طباعة شارك ترامب الطاقة الخضراء أمريكا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الطاقة الخضراء أمريكا الطاقة النظیفة الطاقة الخضراء

إقرأ أيضاً:

الأردن يعرض تجربته في الطاقة الخضراء بمنتدى مراكش الاقتصادي

صراحة نيوز ـ أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، الدكتور صالح الخرابشة، أن المملكة تمكنت من تطوير استراتيجية طاقة طموحة طويلة الأجل، تدمج بين مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الرقمية والهيدروجين الأخضر، بما يعزز أمن الطاقة واستدامتها في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

جاء ذلك خلال مشاركة الخرابشة في جلسة بعنوان “انتقال الطاقة والتكيف والأمن: الخيارات الاستراتيجية”، ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الثالثة لمنتدى مراكش الاقتصادي البرلماني للمنطقة الأورومتوسطية والخليج، والذي تحتضنه مدينة مراكش المغربية برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبمشاركة وزراء وبرلمانيين وخبراء من مختلف الدول.

واستعرض الوزير التجربة الأردنية في تنفيذ استراتيجية الطاقة الوطنية للأعوام 2020-2030، مشيرًا إلى نجاح الأردن في تحقيق إصلاحات مؤسسية، وتعزيز الابتكار، ودعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ما يجعل من النموذج الأردني مثالًا يُحتذى للدول المستوردة للنفط والدول ذات الموارد المائية المحدودة.

كما تناول الخرابشة دور أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الشبكات الذكية في تعزيز مرونة قطاع الطاقة وتحسين كفاءته، مؤكدًا أهمية التعاون الإقليمي والمبادرات البرلمانية في دعم تعميم نموذج الطاقة الخضراء الأردني في دول المنطقة الأورومتوسطية والخليجية.

ويناقش المنتدى، الذي يعقد في الفترة من 23 إلى 24 أيار الجاري، جملة من القضايا المحورية، من بينها التوترات التجارية العالمية، والتكامل المالي والإقليمي، والتحديات المناخية، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الابتكار في الطاقة والتنمية المستدامة.

ويُعد المنتدى، المنظم من قبل الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط (PAM) بالتعاون مع مجلس المستشارين المغربي، منصة استراتيجية للحوار بين البرلمانات وصناع القرار والخبراء، لتعزيز التكامل الاقتصادي والتشريعي في منطقتي المتوسط والخليج، وتبادل التجارب في مجالات الاقتصاد والطاقة والتكنولوجيا الحديثة.

مقالات مشابهة

  • الأردن يعرض تجربته في الطاقة الخضراء بمنتدى مراكش الاقتصادي
  • تقرير أممي صادم: الطلب على الطاقة النظيفة يغذي الجريمة والفساد
  • النواب الأميركي يقر مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب
  • أمريكا.. لجنة برلمانية تمهد الطريق أمام مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب
  • ما قانون الأراضي بجنوب أفريقيا المثير لخلاف ترامب ورامافوزا؟
  • الكنيست يمدد قانونا مؤقتا يحظر الإعلام الأجنبي الذي يمس بأمن إسرائيل
  • البنك المركزي يكشف عن حجم تمويله لمشاريع الطاقة النظيفة
  • البنك المركزي العراقي يكشف عن حجم تمويله لمشاريع الطاقة النظيفة
  • في ضربة موجعة لمطارات الاحتلال.. إلغاء 45 رحلة إلى يافا المحتلة “تل أبيب” خلال يوم واحد