بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” .. أعلنت مجموعة من الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا ضمت شركة (جي 42) و(أوبن إيه آي) و(أوراكل) و(نفيديا) و(مجموعة سوفت بنك) و(سيسكو) إطلاقها مشروع “ستارجيت الإمارات” وذلك في خطوة تاريخية نحو تعزيز الذكاء الاصطناعي وتعميق التعاون الدولي.

يعد المشروع تجمعاً حوسبياً متطوراً للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بسعة قدرها 1 جيجاوات سيُقام في مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي – الأمريكي الجديد في أبوظبي بسعة تصل إلى 5 جيجاوات.
حضر مراسم اطلاق المشروع سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي رئيس مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي وعدد من كبار المسؤولين.
ويتولى بناء “ستارجيت الإمارات” شركة جي 42، بينما تتولى شركتا (أوبن إيه آي) و( أوراكل) إدارة تشغيله فيما  تشارك شركة (سيسكو) بتوفير أنظمة الأمان ذات الثقة الصفرية وبنية الاتصال الداعمة للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مجموعة (سوفت بنك)، وشركة (نفيديا) التي ستزود المشروع بأحدث أنظمتها من طراز “غريس بلاكوويل   جي بي 300”.
ويهدف المشروع إلى توفير بنية تحتية متطورة وقدرات حوسبة على مستوى الدولة، مع تقليل زمن معالجة البيانات لضمان تقديم حلول ذكاء اصطناعي تلبي متطلبات عالم يشهد نمواً متزايداً في هذا المجال ومن المتوقع بدء تشغيل أول تجمع حوسبي بقدرة 200 ميغاوات في عام 2026.
ويؤسس مشروع «ستارجيت الإمارات» قاعدة متينة للذكاء الاصطناعي القابل للتوسع والموثوق به، وسيسرع من وتيرة الاكتشافات العلمية ويدفع عجلة الابتكار عبر قطاعات متعددة تشمل الرعاية الصحية والطاقة والمالية والنقل، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستقبلي والتنمية الوطنية.
كان قد أُعلن خلال الأسبوع الماضي في أبوظبي عن إنشاء مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي – الأمريكي الجديد الذي سيحتضن مشروع “ستارجيت الإمارات”، وذلك بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة  “حفظه الله”، وفخامة دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
ويأتي المشروع في إطار شراكة جديدة أطلقتها حكومتا دولة الإمارات والولايات المتحدة تحت اسم “شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات”، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لتطوير ذكاء اصطناعي آمن وموثوق ومسؤول يعود بفوائد طويلة الأمد على الإنسانية.
وضمن هذا الإطار ستقوم الجهات الإماراتية بتوسيع استثماراتها في البنية التحتية الرقمية داخل الولايات المتحدة، من خلال مشاريع مثل “ستارجيت الولايات المتحدة”، تماشياً مع سياسة “أمريكا أولاً للاستثمار” التي تم الإعلان عنها مؤخراً.
ويمتد مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي -الأمريكي الجديد على مساحة 10 أميال مربعة، مما يجعله أكبر منشأة من نوعها خارج الولايات المتحدة، وسيزوّد المجمع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وموارد الحوسبة الإقليمية بقدرة تصل إلى 5 جيجاوات، وسيتم تشغيل المنشأة باستخدام الطاقة النووية والطاقة الشمسية والغاز الطبيعي لتقليل الانبعاثات الكربونية، وسيضم المجمع منتزها علميا يهدف إلى تعزيز الابتكار وتطوير المواهب وبناء بنية تحتية مستدامة للحوسبة.
وقال بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة (جي 42): “يعدّ إطلاق مشروع ستارجيت الإمارات خطوة مهمة في الشراكة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وبصفتنا شريكاً مؤسساً، نفخر بالعمل إلى جانب مؤسسات تشاركنا إيماننا بالابتكار المسؤول والتقدم العالمي البنّاء وتهدف هذه المبادرة إلى بناء جسر يرتكز على الثقة والطموح، يعزز نقل فوائد الذكاء الاصطناعي إلى الاقتصادات والمجتمعات والأفراد في مختلف أنحاء العالم”.
فيما أكد سام ألتمان المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة (أوبن إيه آي) أنه من خلال تأسيس أول مشروع ستارجيت في العالم خارج الولايات المتحدة في دولة الإمارات وقال :”نحن نحول رؤية جريئة إلى واقع ملموس ويعدّ هذا أول إنجاز في مبادرة (أوبن إيه آي) للدول التي تركز على التعاون مع الحلفاء والشركاء لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي حول العالم وتضمن هذه الخطوة ظهور بعض من أهم الابتكارات في هذا العصر – مثل الأدوية الأكثر أماناً والتعليم المخصص والطاقة الحديثة – من مزيد من الدول لتعود بالنفع على البشرية.
وأوضح لاري إليسون المدير التنفيذي للتكنولوجيا ورئيس شركة (أوراكل) أن مشروع ستارجيت يجمع بين السحابة المُحسّنة للذكاء الاصطناعي التابعة لشركة (أوراكل) وبين البنية التحتية المملوكة للدولة، وتتيح هذه المنصة الفريدة من نوعها في العالم لكل جهة حكومية ومؤسسة تجارية في الإمارات ربط بياناتها بأحدث وأكفأ نماذج الذكاء الاصطناعي عالمياً ويُعد هذا الإطلاق علامة فارقة تُرسّخ معياراً جديداً للسيادة الرقمية ويبرز كيف يمكن للدول تسخير أهم التقنيات في تاريخ البشرية.
وقال جينسن هوانغ مؤسس ورئيس شركة (إنفيديا) إن الذكاء الاصطناعي يعد المحرك الرئيس للتحوّل في عصرنا، ومن خلال مشروع ستارجيت الإمارات، نقوم ببناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي التي تدعم رؤية الدولة الجريئة لتمكين شعبها، وتنمية اقتصادها، وبناء مستقبلها.
من ناحيته قال ماسايوشي سون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة (سوفت بنك): “عندما أطلقنا مشروع ستارجيت في الولايات المتحدة بالتعاون مع شركتي (أوبن إيه آي) و (أوراكل)، كان هدفنا بناء محرك للثورة المعلوماتية القادمة والآن، تصبح الإمارات أول دولة خارج أمريكا تعتمد هذه المنصة السيادية للذكاء الاصطناعي، مما يؤكد الطابع العالمي لهذه الرؤية وتفخر مجموعة (سوفت بنك) بدعم القفزة النوعية التي تقوم بها دولة الإمارات نحو المستقبل، فالاستثمارات الجريئة والشراكات الموثوقة والطموح الوطني، كلها عوامل قادرة على خلق عالم أكثر ترابطاً وسعادة وتمكيناً.
وعبر تشاك روبينز رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة (سيسكو) عن فخر شركة سيسكو بانضمامها إلى مشروع ستارجيت الإمارات لتعزيز الابتكار الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات وحول العالم.. وقال إنه من خلال دمج بنيتنا التحتية الشبكية الآمنة والمحسّنة للذكاء الاصطناعي في هذا التوسع العالمي، نبني شبكات ذكية وآمنة وموفرة للطاقة، تترجم الذكاء الاصطناعي إلى أثر ملموس على المستوى العالمي”.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة للذکاء الاصطناعی بن زاید آل نهیان دولة الإمارات أوبن إیه آی رئیس مجلس سوفت بنک فی مجال من خلال محمد بن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر من عسكرة الذكاء الاصطناعي

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من محاولات عسكرة الذكاء الاصطناعي، مشدداً على ضرورة الاستجابة متعددة الأطراف التي تقوم على المساواة وحقوق الإنسان، وإشراك الدول النامية في حوكمة هذا المجال المتسارع.
جاء ذلك خلال الخطاب الذي ألقاه الأمين العام اليوم في قمة مجموعة «البريكس» المنعقدة في ريو دي جانيرو بالبرازيل، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الاقتصادات والمجتمعات، مما يستدعي انتهاج الحكمة في توجيه هذا التحول، من أجل تقليل المخاطر وتعظيم الإمكانات من أجل الخير.

ولفت الى أن ميثاق المستقبل يدعو إلى بناء هيكل جديد من الثقة والتعاون، بدءا بإنشاء الأمم المتحدة فريقاً علمياً دولياً مستقلاً معنياً بالذكاء الاصطناعي، ليتولى توفير إرشادات محايدة ومستندة إلى الأدلة تكون متاحة لجميع الدول الأعضاء.

ونوه بأن ميثاق المستقبل دعا إلى حوار عالمي دوري حول الذكاء الاصطناعي داخل الأمم المتحدة، يضم جميع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة المعنيين.

وذكر أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون ناديا للقلة، بل يجب أن يفيد الجميع، خاصة الدول النامية التي يجب أن يكون لها صوت حقيقي في حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية.

وكشف عن نيته قريبا تقديم تقرير يحدد خيارات تمويل طوعية مبتكرة لدعم بناء قدرات الذكاء الاصطناعي في البلدان النامية، وحث مجموعة البريكس على دعم هذه الجهود.

أخبار ذات صلة "تم" تفوز بجائزة أفضل مشروع عن فئة الحكومة الإلكترونية ضمن جوائز عالمية مساعدك الرقمي المفضل.. لماذا نختار الأداة نفسها كل مرة؟!

وقال: «لكن لا يمكننا حكم الذكاء الاصطناعي بفاعلية وعدالة من دون مواجهة اختلالات هيكلية أعمق في نظامنا العالمي. نحن في عصر متعدد الأقطاب تتغير فيه علاقات القوة. عالم متعدد الأقطاب يتطلب حوكمة متعددة الأطراف مع مؤسسات عالمية تتناسب مع العصر، لا سيما مجلس الأمن والهيكل المالي الدولي».

وأشار الأمين العام إلى أن هذه المؤسسات صُممت لعصر مضى، وعالم مضى، بنظام قديم لعلاقات القوة، مؤكداً أن إصلاح مجلس الأمن أمر بالغ الأهمية، متطرقاً في هذا الصدد إلى الرسالة التي صدرت من مؤتمر تمويل التنمية الأسبوع الماضي في إشبيلية، بما في ذلك التأكيد على ضمان مشاركة أكبر للبلدان النامية في الحوكمة الاقتصادية العالمية ومؤسساتها، وحول مسألة وضع آلية فعالة لإعادة هيكلة الديون، ومضاعفة القدرة الإقراضية لبنوك التنمية متعددة الأطراف ثلاث مرات، لا سيما مع التمويل الميسر وبالعملات المحلية.

وأشار إلى أن كل ذلك يعد أمراً بالغ الأهمية للبلدان، خاصة في دول الجنوب العالمي بهدف سد الفجوة الرقمية وتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي بالكامل، مما يجعل الذكاء الاصطناعي محركاً قوياً للنمو الشامل والتنمية المستدامة.

وذكر أن التعاون القائم على الثقة التي تبدأ باحترام جميع الدول للقانون الدولي من دون استثناءات، أعظم ابتكارات البشرية.

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • بحضور رسمي واسع.. تتويج فريق “لكوانا بافلو” بلقب بطولة الجاليات اليمنية في أمريكا
  • رئيس هيئة الترفيه يعلن إقامة “The Ring IV” في موسم الرياض بنزالات عالمية على 4 ألقاب كبرى
  • الاتحاد الأوروبي يطلق مدونة طوعية لتطبيق قانون الذكاء الاصطناعي
  • «دبي للثقافة» تحصد جائزة «أفضل إطار حوكمة للذكاء الاصطناعي 2025»
  • الأمم المتحدة تحذر من عسكرة الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. أمل اللغات المهددة
  • الإمارات و«بريكس».. آفاق جديدة لتطوير تطبيقات «الذكاء الاصطناعي»
  • الإمارات تترأس اللجنة الدولية للذكاء الاصطناعي في البحث والإنقاذ
  • الإمارات تترأس اللجنة الدولية للذكاء الاصطناعي في أنظمة البحث والإنقاذ
  • برئاسة الإمارات.. «كوسباس-سارسات» تشكل لجنة دولية للذكاء الاصطناعي