بعد أزمة صلاح التيجاني.. عالم أزهري: التصوف تربية أخلاقية وليس لباسًا سطحيًا
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أوضح الدكتور أسامة قابيل، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، أحد علماء الأزهر الشريف مفهوم التصوف، بعد أثارت الجدل، التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية، عقب أزمة صلاح التيجاني.
مفهوم الطريقة الصوفيةوقال الدكتور أسامة قابيل إن التصوف الحقيقي، لا علاقة له بما يروجه البعض من مظاهر كالملابس أو العادات، التي تربط بين الشيخ والمريد بطريقة تتنافى مع تعاليم الإسلام.
وأضاف وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية في بيان اليوم الأحد أن التصوف، يعتمد في جوهره على تزكية النفس، والتقرب إلى الله بالذكر والعمل الصالح، وأنه منهج روحي عميق، يقوم على الزهد والورع والتأمل في معاني الحياة والوجود.
التصوف ليس لباسًا معينًا أو طقوسًا سطحيةوتابع العالم الأزهري: التصوف ليس لباسًا معينًا أو طقوسًا سطحية، بل هو تربية أخلاقية وروحية، تهدف إلى الوصول إلى الإخلاص لله في كل شيء، والعلاقة بين الشيخ والمريد في التصوف هي علاقة تعليم وتوجيه نحو السلوك الحسن، وليست علاقة خضوع أو تبعية عمياء كما يظن البعض.
وكشف الدكتور أسامة قابيل أن هناك دخلاء على التصوف يحاولون تشويه صورته من خلال تصرفات وسلوكيات، لا تمت بصلة للتصوف الأصيل، مما يسبب خلطًا لدى الجمهور ويؤدي إلى فهم مغلوط لهذا المنهج الروحي.
وشدد أسامة قابيل على ضرورة العودة إلى جوهر التصوف الحقيقي، الذي يركز على تهذيب النفس والقرب من الله، بعيدًا عن أي ممارسات خاطئة أو مغالطات، وفي و«تصرفات كثيرة وأمور خطيرة، قد تجد شيخ طريقة لا يصلى الجمعة، وقد ترى البعض يدعى إن من يحبه يدخل الجنة، وهؤلاء دخلاء على الصوفية».
وأكد أحد علماء الأزهر الشريف أن خلاصة التصوف تكمن في مفهوم الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، الإحسان في التصوف يتجاوز الطقوس الظاهرة ليصل إلى لب الإيمان العميق حيث يسعى الصوفي إلى تنقية القلب من الشوائب والارتقاء بالنفس إلى أعلى مراتب القرب من الله، فالإحسان ليس مجرد أعمال ظاهرية بل هو حال باطني يشعر فيه المؤمن بحضور الله في كل لحظة وكل فعل».
واختتم حديثه قائلاً: يركز التصوف على أن يكون الإحسان هو سمة المسلم في تعامله مع الله ومع خلقه، فالصوفي لا يكتفي بأداء العبادات، بل يسعى إلى أن يعكس النور الإلهي في أخلاقه وتصرفاته اليومية، سواء في العبادة أو التعامل مع الآخرين، الإحسان هنا يعني أن ترتقي بأفعالك وأقوالك، وتكون نموذجًا للتواضع، الإخلاص، والمحبة، محققًا بذلك الانسجام بين الظاهر والباطن في حياتك الروحية.
اقرأ أيضاًعالم أزهري عن صلاح التيجاني: متشبّه وليس متصوّفا «فيديو»
تحرش وإرسال صور فاضحة.. تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات قضية صلاح التيجاني (تفاصيل)
«غير سوي ومتحرش».. تعليق ناري من عمرو أديب على واقعة الشيخ صلاح التيجاني
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أحد علماء الأزهر الشريف أزمة صلاح التيجاني أسامة قابيل التصوف الدكتور أسامة قابيل الصوفية صلاح التيجاني عالم أزهري وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية صلاح التیجانی أسامة قابیل
إقرأ أيضاً:
أزمة نزع السلاح تتصاعد.. بري يدعو إلى الحكمة ويقضي على شائعات استقالة الوزراء
في ظل تصاعد التوتر السياسي في لبنان بسبب أزمة نزع سلاح “حزب الله”، نفى نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، اليوم الثلاثاء، إمكانية استقالة وزراء “الثنائي الشيعي” المتمثل بحركة أمل وحزب الله من الحكومة الحالية، مؤكداً أن “الاستقالة في الوقت الحالي غير واردة”.
وجاء ذلك في تصريح لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية، حيث شدد بري على أن لبنان يمر بظروف استثنائية تستوجب من جميع الأطراف التحلي بأعلى درجات المسؤولية والحكمة، لافتاً إلى أن حماية البلد من الانزلاق إلى “الفتنة المذهبية” تعد من أولوياته الأساسية، خاصة في ظل محاولات العدو الإسرائيلي إثارة الخلافات بين اللبنانيين.
وأكد بري على أهمية ضبط الخطاب السياسي بما يتماشى مع هدف حفظ السلم الأهلي والاستقرار، داعياً الجميع إلى تجنب الخطوات التصعيدية التي قد تضر بمصلحة لبنان.
في السياق نفسه، أعلنت الحكومة اللبنانية في 7 أغسطس الجاري تأييدها الخطوات المقترحة في “الورقة الأمريكية” التي قدمها المبعوث الأمريكي توم باراك، والتي تقضي بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ونشر الجيش اللبناني في المناطق الجنوبية كبديل عن السلاح غير الرسمي.
إلا أن هذا الموقف الحكومي واجه رفضاً قوياً من حزب الله، الذي عبرت كتلته البرلمانية عن معارضتها الشديدة لما وصفته بـ”الانقلاب الخطير” في بيان صادر عنها، معبرة عن رفضها القاطع لمحاولة نزع السلاح التي تمس قوته.
ويرى خبراء سياسيون أن “الثنائي الشيعي” يحرص على عدم الانجرار إلى تصعيد خطير في هذه المرحلة، حيث يراعي الأوضاع الإقليمية والدولية المتوترة، ويُفضل ضبط الخطاب السياسي رغم تهديدات بعض الأطراف بسيناريوهات قد تزيد الأزمة تأزماً إذا استمرت الحكومة في مساعيها لنزع السلاح.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الحدود الجنوبية للبنان توترات أمنية متكررة، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت وطريق المصنع بين لبنان وسوريا، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 10 آخرين، في مؤشر على التوتر المتصاعد في المنطقة.