إعادة تكوين جينوم بشري لشخصين عاشا قبل 10 آلاف عام
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أعاد باحثون، تكوين أقدم جينوم بشري في جنوب أفريقيا حتى الآن لشخصين عاشا قبل نحو عشرة آلاف عام، مما وفّر معطيات عن التاريخ الديموغرافي للمنطقة، على ما أفادت، اليوم الأحد، عالمة شاركت في إعداد الدراسة.
وقالت فيكتوريا غيبون أستاذة الأنثروبولوجيا الحيوية في جامعة كيب تاون إن التسلسل الجيني يأتي من رجل وامرأة عُثر على رفاتهما في ملجأ "أوخورست" الصخري بالقرب من بلدة "جورج" على الساحل الجنوبي.
وهذا التسلسل واحد من 13 تسلسلا أعيد تكوينها من أشخاص عُثر على رفاتهم في هذا الملجأ وعاشوا قبل فترة تراوح بين 1300 وعشرة آلاف عام.
وقبل هذه الاكتشافات، يعود تاريخ أقدم الجينومات، التي أعيد تكوينها في المنطقة، إلى قرابة ألفَي عام.
وأوضحت الجامعة، في بيان، أن دراسة "أوخورست" تكشف بشكل مفاجئ أن أقدم الجينومات كانت مشابهة وراثيا لتلك الخاصة بمجموعتي "سان" و"خويخو" اللتين تعيشان في المنطقة نفسها اليوم.
ونقل البيان عن المعدّ الرئيسي للدراسة جوشا غريتزينغر قوله إن "دراسات مماثلة في أوروبا كشفت تاريخا من التغيرات الجينية واسعة النطاق بسبب تحركات الإنسان على مدى الأعوام العشرة آلاف المنصرمة".
وأضاف غريتزينغر من معهد "ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية" في لايبزيغ بألمانيا أن "هذه النتائج الجديدة من الجنوب الأفريقي مختلفة تماما وتشير إلى تاريخ طويل من الاستقرار الجيني النسبي".
تُظهر بيانات الحمض النووي الحالية أن هذا الأمر لم يتغير إلا منذ نحو 1200 عام، عندما أدخل الوافدون الجدد الرعي والزراعة واللغات الجديدة إلى المنطقة، وبدأوا بالتفاعل مع مجموعات الصيد المحلية.
وقالت غيبون إن العثور على بعض أقدم الآثار للإنسان الحديث في جنوب أفريقيا قد يكون ممكنا، إلا أنها عموما لم تُحفظ بصورة جيدة. وأضافت أن التقنيات الجديدة باتت تتيح الحصول على هذا الحمض النووي.
وعلى عكس أوروبا وآسيا، حيث أعيد تكوين جينومات آلاف الأشخاص، عُثر في جنوب قارة أفريقيا، وتحديدا في بوتسوانا وجنوب أفريقيا وزامبيا، على أقل من عشرين جينوما قديما فحسب.
ولاحظت غيبون أن "مواقع كهذه نادرة في جنوب أفريقيا"، مشيرة إلى أن دراسة أوخورست "وفرت نظرة ثاقبة لحركات السكان المحليين وعلاقاتهم (...) على مدى نحو تسعة آلاف عام". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجينوم البشري جنوب أفريقيا جنوب أفریقیا آلاف عام فی جنوب
إقرأ أيضاً:
مدينة أقدم من الأهرامات .. سر الاكتشاف الغامض في أعماق البحر الكاريبي
في عمق البحر الكاريبي، وعلى بعد آلاف الأقدام تحت سطح الماء قبالة سواحل كوبا، يكمن لغز أثري قد يغير فهمنا لبداية الحضارة البشرية.. فما تفاصيل هذا اللغز؟
منذ أكثر من عقدين، أفرج فريق من المستكشفين عن اكتشاف هياكل حجرية غامضة يُعتقد أنها تعود إلى أكثر من 6,000 عام، ما يجعلها أقدم من الأهرامات المصرية.
هذه الهياكل تعيد للأذهان موقع جوبكلي تيبي في تركيا، الذي يُعتقد أنه بُني قبل آلاف السنين من الأهرامات ويمثل علامة فارقة في تاريخ البناء البشري.
يعود الاهتمام بهذه الهياكل الغامضة من جديد وسط مزاعم تربطها بأسطورة أطلانتس وتلميحات إلى وجود تواطؤ دولي لطمس حقائق قد تغير مجرى التاريخ الإنساني.
الهياكل الغامضة دفعت إلى العديد من الأسئلة غير المحلولة: هل نحن على أعتاب كشف أثري قد يقلب موازين علم الآثار؟ أم أن ما يقع تحت الماء هو مجرد أوهام شكلتها الطبيعة؟ رغم توقف التحقيقات، لا تزال الأسئلة تتزايد.
لغز المدينة الغارقةكان أحد العوامل المؤثرة في توقف البحث هو تشكيك العلماء الآخرين في وجود المدينة الغارقة. إذ أشار البعض إلى أنه كان يتطلب فترة زمنية طويلة، تصل إلى 50,000 عام، لغرق مدينة إلى ذلك العمق.
كما جادل بعضهم بأن الهياكل لا تتعدى كونها تكوينات صخرية طبيعية، وأنه من غير المحتمل أن تبقى مدينة كاملة محفوظة إذا كانت قد غرقت نتيجة كارثة زلزالية.
ومؤخراً، عادت الهياكل المهملة تحت الماء إلى الواجهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ادعى العديد من المستخدمين أن المستكشفين عثروا على أنقاض مدينة أطلانتس الأسطورية. ورغم أن بعض المشككين يرون أنها مجرد تكوينات طبيعية، إلا أن شكل نصب يوناغوني، الذي يتميز بهرمية مستقيمة، يبدو وكأنه منحوته يدويًا.
تساءل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن أسباب التخلي عن البحث في هذا الموقع الغامض. حيث قال أحد المستخدمين على منصة "إكس": "حضارات وُجدت قبل العصر الجليدي، وربما عدة حضارات صعدت وسقطت... المعرفة التاريخية التي فُقدت أو أُخفيت". وأشار آخر: "هناك الكثير من التاريخ المخفي. أجد الأمر مثيرًا للغاية. كل ما تعلمناه كان كذبة".
الرأي العلمي للمدينة المفقودةعلى الرغم من الانتشار الواسع للتكهنات حول وجود مؤامرة أثرية، فقد أظهر العلماء أسبابًا منطقية تشير إلى أن "المدينة المفقودة في كوبا" قد لا تكون حقيقية.
في عام 2002، أشار الجيولوجي الكوبي مانويل إيتورالدي إلى أن هذه الهياكل تقع في عمق تحت الماء، مما يعني أن المنطقة كانت ستحتاج إلى مزيد من الوقت لتغرق تحت الماء إذا كانت بالفعل مدينة.
إذا ثبت صحة وجود تلك المدينة الغارقة واستغرق غرقها حوالي 50,000 عام، فقد يتطلب ذلك تعديل فهمنا لتطور الإنسان. يُعتقد أن الإنسان العاقل كان لا يزال يعيش كصياد وجامع ثمار قبل 50,000 عام، ولا يوجد دليل على أنه تمكن من بناء مجتمعات حضرية في تلك الفترة.
وبحسب العلماء، تبقى النتيجة النهائية حول هذا اللغز الأثري مجهولة حتى الآن، ولكن النقاشات حوله لن تتوقف، مما يبقي الأمل في استمرار الاكتشافات التي قد تسلط الضوء على تفاصيل جديدة في تاريخ البشرية.