عُدْنا بعد ثَلاثةِ أسَابِيع مِن العَمَلية الجِراحِيّة إلى تَحلِية الجُبيل حيثُ كانَ الاحْتِفاءُ بِنا كَبيراً مِن جَميعِ مَعارِفنا وأحْبَابِنا وعلى رَأسِهم الأخُ الحَبيب عادِل العُمدة . ثُمَّ بعدَ انقِضَاءِ الإجَازةِ المَرَضِيّة وفَترةِ النَّقاهةِ ، دَخَلنا في وَتِيرةِ الدَّوام المَدْرَسي . ولأنَّ " كُّل أوَّل ليهُو آخِر " ، فقد جَاءَ آخِرُ عَهدِنا بِتحلِية الجُبيل .

وحَصِيلتُنا فيها كما سَلَف . قَضَينا فيها أجْمَلَ الأوْقَاتِ والتَقَينا وصَادَقْنا أرْقَى النَّاسِ وأطيَبَهُم مَعشَراً . أذُكُرُ مِنهُم على سَبيلِ المِثالِ لا الحَصْر الأخ أبو إدريس وهو مُحاسِبُ الجَمعِّيةِ التَّعاوُنِيّة بالتَحلِية ، والأخ حَسَن خَلِيفة وقد كانَ إدَارِيَّاً بالمُجَمَّع - له الرَّحْمةُ والمَغفِرة ، وغَيرُهُم كُثرٌ. وقد كانَ التَّواصُلُ بَينَنا على مُستوَى الأُسَرِ والعَوائِل . وقد قِيلَ : " طَعمُ العَسَل ما يَدُوم في اللِّسَان " . وقد كانَ عَسَلُنا " تحليةً " و " تَحلِيتُنا " عَسَلاً دامَ طَعمُهُما حَلاوَةً وطَلاوةً لأكثرَ مِن عامَين . وفوقَ كُل هذا وذاك ، إزدَانَتْ دارُنا في مَحَطةِ تَحلية مِياه الجُبيل بِقُدُومِ الفَارِس الأوّل " أُسامَة " وقد احْتفَينَا بِه أيَّما احتِفاء بِصِفَتِه أوّلُ العُنقُود. ثَّم كانَ الثاني " عُمر " فَضْلاً مِن اللهِ ونِعمَة ، له الحَمدُ والشُّكرُ بِلا عَدٍّ ولا حَصْر . وهكذا كانَتْ إقامَتُنا في تحلية الجبيل مَحفُوفةً بِالخَيرِ والسَّعادةِ والبِشاراتِ البَهِيَّة . شَاءَتْ بعدَها الأقْدَارُ أنْ تُقْصِيَنا عن بَعضِنا مُوظَفِين ومُدَرِّسِين. ظلَّ المُوظَفُون في دِيارِهِم آمِنِين وطالَتْنَا يدُ النَّقلِ والتَّشتِيت نَحنُ مَعشَرَ المُدَرِِّسين . ذَهبَ الأُستَاذُ عادل ود العُمدَة إلى الخَفجِي وعُدتُ أدْرَاجِي إلى الجُبيل البلد وَلِنَفسِ المَدرَسةِ التي نُقِلتُ مِنها عُنْوةً . فَسُبحَانَ الله !!ا
انْتقَلتْ مَدرَسةُ الجُبيل المُتوَسِّطةِ إلى المَبنَى الجَدِيد ، وقد أُزِيلَ المَبنَى القَدِيم وأصْبحَ مَوقِفاً فَسِيحاً للسَّيارَات. أمّا المَبنَى الجَّدِيدُ فقد كانَ يَتألَّفُ مِن ثَلاثَةِ طَوابِق : الأرْضَي ويَضُمُّ مَكاتِبَ الإدَارَة ومَكاتِب المُدَرِّسِين والمَرافِقَ الصِّحِّيةَ والمَقصَف، وتَفتَحُ جَمِيعُها على سَاحةٍ واسِعةٍ هي بَطنُ المَبنَى الكَبِير الذي اتَخَذَ شَكلَ حُدوَةِ الحِصان أو U . وقد كانَ طابُورُ الصَّبَاحِ يُقامُ على هذه السَّاحة. ولِلمَدرَسةِ مَلعَبٌ لِكُرةِ القَدَم يَقعُ غَربَها. أمّا الجُبيلُ البَلَد نَفسُها فهي مَدِينةٌ كَبِيرةٌ تقعُ على بُعد ٨٠ كم شَرق مَدينةِ الدَّمام . يَحُدُّ الجُبيل شَرقاً الخَليجُ العَربي وغَرباً طَريقُ سَريعٌ يَربِطُ الدَّمام بالجُبيل الصِّناعِية. وهذه الأخِيرة هي تَوأمُ البَلد وهي مَركزُ إدَارةِ الهَيئَة المَلكِيّة للجُبيل ويَنبُع، وتَضُمُّ مَنطِقةً صَناعِيةً ضَخْمةً تَحتَضِنُ كُلَّ أنْوَاع الصَّناعَات المُرتَبِطة بالنَّفطِ والغَاز تَجمَعُها SABIC وهي الشَّرِكةُ السَّعودِية للصَّناعاتِ الأسَاسِيَّة التي تَنضَوِي تحتَ لِوائِها جَميعُ شَرِكات جُبيل ١ القَدِيمة وجُبيل ٢ الحَديثة بِشَراكاتِها الأجْنَبِية مُتَعَدِدة الجِنسِيَّات . ويَحْلُو الحَدِيثُ عن المَنطِقةِ السَّكنِيّة المَفصُولةِ عن المَنطِقة الصَّناعِيّة . وذلك مَدخَلُ الحَلقَة القَادِمةِ من المُذَكِّراتِ إنْ شاءَ اللهُ .

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الم بن ى وقد کان

إقرأ أيضاً:

افتتاح نفق أتين بولاية صلالة أمام الحركة المرورية

العُمانية: افتتحت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات اليوم مشروع نفق أتين بولاية صلالة أمام الحركة المرورية وقد بلغت تكلفته أكثر من 11 مليون ريال عماني وذلك ضمن جهودها لتطوير البنية الأساسية وتعزيز شبكة الطرق في محافظة ظفار.

وأكد المهندس سعيد بن محمد تبوك مدير عام المديرية العامة للطرق والنقل البري بمحافظة ظفار في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن المشروع شهد تقدما ملحوظا في تنفيذه إذ وصلت نسبة الإنجاز إلى نحو 97 بالمائة متقدمة بنسبة 24 بالمائة عن الجدول الزمني المخطط للتنفيذ، مشيرا إلى أن تنفيذه تم عبر شركة محلية ما يعكس كفاءة الشركات المحلية الوطنية في هذا المجال.

وأوضح أن المشروع يتضمن شبكة طرق تتجاوز أطوالها 9 كيلومترات تشمل نفقا لطريق مزدوج بطول 1.35 كيلومتر وتوسعة شارع 18 نوفمبر ليضم 4 حارات في كل اتجاه بطول 2.7 كيلومتر إضافة إلى تنفيذ طرق التفافية في أربعة اتجاهات بطول إجمالي يصل إلى 1.3 كيلومتر وسبعة طرق خدمة إلى جانب مداخل ومخارج تسهل انسيابية الحركة.

يذكر أن مشروع نفق أتين يعد إضافة نوعية للبنية الأساسية في ولاية صلالة ومن شأنه الإسهام في تقليل الازدحام المروري لا سيما خلال موسم خريف ظفار إلى جانب تعزيز السلامة على الطرق ودعم التنمية الاقتصادية ومواكبة النمو العمراني والسكاني في الولاية.

مقالات مشابهة