معونة للعاقل وتذكير للغافل.. أيها المهموم
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
سوف أدلك على واسطة تحقق لك كل ما تريد، ولكن إذا نويت الدخول عليه، فتهيأ تهيأً كاملا والتزم بالشروط التي يجب إحضارها إليه من أجل أن يقبل ما عندك، ثم بعد ذلك أدخل عليه، فهو يفتح أبوابه لك كل ليل لكي يقبل طلبات المحتاجين، ثم أرسل له برقية مباشره بينك وبينه حتى تخرج من عنده بثقة كاملة في الحصول على المطلوب وصدقني أن هذا الواسطة سوف تحقق لك من طلبك إحدى ثلاث أشياء.
من هو هذا الواسطة لكي نذهب إليه هذه الليلة:
إنه ملك الملوك، إنه رب الوزراء، إنه إله الرؤساء، إنه الله الذي أمره بين الكاف والنون، “إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون”
فاستعد قبل الدخول عليه سبحانه عز وجل، فرغ قلبك من الشهوات، والتزم بشروط إجابة الدعاء، فإن الله لا يقبل من قلبٍ غافلٍ لاهٍ، حقق شرط أكل وشرب الحلال، فأنى يستجاب لآكل الحرام.
بعد ذلك أدخل عيه لوحدك في ظلمة الليل، أدخل عليه في ذلك الوقت الذي ينام فيه أهل الوساطة الذين نتعلق بهم، ولكن ما نام الحي القيوم، الذي قول للعباد: “هل من سائلٍ فأعطيه” “هل من داعٍ فأستجيب له” “هل من مستغفر فأغفر له”
لا إله إلا الله، في هذا الوقت قدم ما لديك على ربك، ادع ربك، ناده، اسأله، واستغفر منه..
ثم إذا فرغت من دعائك له، فإنك سوف تفوز بإحدى ثلاث أشياء:
إما أن يحقق لك طلبك..
وإما أن يدِّخر لك يوم القيامة بشيء أفضل بكثير وكثير مما تطلبه في هذه الدنيا..
وإما أن يدفع الله بهذا الدعاء بلاءً ينزل عليك من السماء..
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الأمير الذي نام طويلاً.. واستيقظت حوله الأسئلة
في عالمٍ سريعِ الخطى؛ حيث تمر القصص دون أن نمنحها وقتًًا للتأمل، هناك حكاية ظلت واقفة عند نفس المشهد لأكثر من عشرين عامًا. الأمير الراحل الوليد بن خالد بن طلال، الذي عُرف إعلاميًا بـ”الأمير النائم”، لم يكن مجرد شاب سقط في غيبوبة، بل أصبح رمزًا حيًّا للأسئلة التي لا نملك لها إجابات، كان في عمر السادسة عشرة حين وقع الحادث، حادث قد يبدو عاديًا بالنسبة للعالم، لكنه في حالته كان بداية لحياة جديدة لا تشبه الحياة ولا تشبه الموت، بقي قلبه ينبض، وعقله معلق بين عالمين، وجسده يرقد في سكون، وكأن الزمن تجمد داخله. عشرون عامًا مرت، تغير فيها العالم، تبدلت الوجوه، وسقطت دول، وولد أطفال أصبحوا شبابًا، وهو مازال هو، لم يتحرك سوى بعينٍ ترف أحيانًا، ويدٍ ترتعش عند نداء أمه، كأن في داخله شيء يسمع ويريد أن يعود، ما كانت قصته مجرد حالة طبية نادرة، بل كانت مرآة لانكساراتنا البشرية، فكم مرة شعرنا بالعجز تجاه من نحب، كم مرة تمنينا أن نوقظ من نحب بكلمة.. بلمسة.. بدعاء؟ عائلته لم تفقد الأمل يومًا، وكل يوم كانوا يوقظون فينا فكرة أن الحب أحيانًا لا يشترط ردًا، يكفي أن يعطى، رحيله ليس مجرد إعلان رسمي؛ بل هو نهاية فصل ظل مفتوحًا في الذاكرة الجماعية للعرب، لكنه أيضًا بداية لتأمل طويل. هل كنا نظنه “نائمًا” لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع الضعف، مع من لا يستطيع الرد علينا، هل كان حضوره طوال هذه السنوات نوعًا من المقاومة الصامتة للموت، ربما لم يكتب له أن يتحدث، لكن صمته علمنا ما لم تقله الكلمات، علمنا أن الحياة ليست دائمًا ضجيجًا، وأن الجسد- وإن خذلَ صاحبه- قد يظل يعلمنا الوفاء، والثبات، والإيمان. ارتح يا أمير النور، فإنك لم تكن غائبًا عن الوعي كما ظنوا، لقد كنت فقط في بعدٍ آخر أقرب إلى الله، ابتعد عن ضجيج البشر، فإنك الآن في جنات الفردوس الأعلى- بإذن الله. اللهم ارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وآنس وحشته، واغفر له، واجعل صبر أهله نورًا في صحيفته وأجرًا لا ينقطع.
NevenAbbass@