دراسة صينية: تناول 3 أكواب من القهوة يومياً يقلل خطر الأمراض القلبية الأيضية بنسبة 48%
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
الجديد برس:
أكد الدكتور تشاوفو كي، وهو الأستاذ المشارك في علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة “سوتشو” في الصين، أن استهلاك كميات معتدلة من الكافيين، أي نحو 3 أكواب من القهوة أو الشاي يومياً، كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بتعدد الأمراض القلبية الأيضية، وهي التعايش بين مرضين على الأقل من أمراض القلب والأيض مثل مرض القلب التاجي، والسكتة الدماغية، ومرض السكري من النوع الـ 2.
وأضاف: “قد يؤدي استهلاك القهوة والكافيين دوراً وقائياً مهماً في جميع مراحل تطوّر تعدّد الأمراض القلبية الأيضية تقريباً”.
من جهتهم، حلّل الباحثون بيانات من نحو 180 ألف شخص في بنك المملكة المتحدة الحيوي، وهي قاعدة بيانات طبية حيوية كبيرة ومورد بحثي يتابع الأشخاص على المدى الطويل. ولم يكن المشاركون مصابين بتعدد الأمراض القلبية الأيضية في البداية.
وتضمنت المعلومات استهلاك المشاركين للكافيين من خلال القهوة، أو الشاي الأسود أو الأخضر، إضافة إلى الأمراض القلبية الأيضية التي أُصيبوا بها من خلال بيانات الرعاية الأولية وسجلات المستشفيات وشهادات الوفاة، وفقاً للدراسة التي نشرت في الدورية الطبية “The Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism”.
وأشار كي إلى أن مستهلكي الكافيين المعتدلين لديهم خطر أقل للإصابة بتعدد الأمراض القلبية الأيضية.
وانخفض الخطر بنسبة 48.1% إذا شربوا ثلاثة أكواب يومياً، أو 40.7% إذا استهلكوا 200 إلى 300 مليغرام من الكافيين يومياً، مقارنة بالأشخاص الذين لم يشربوا أي كوب أو شربوا أقل من كوب واحد.
دعوة إلى توخّي الحذر
من جانبه، لفت الدكتور جريجوري ماركوس، رئيس قسم أمراض القلب المساعد للأبحاث وأستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا، إلى أن عيّنة الدراسة كانت ذات حجم كبير واستخدمت العديد من المؤشرات الحيوية لدعم النتائج، ما يجعلها بمثابة نظرة قوية لكيفية تأثير الكافيين على صحة القلب.
وقال ماركوس الذي لم يشارك في البحث: “تضيف هذه الملاحظات إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الكافيين، والمواد الطبيعية المستهلكة بشكل شائع والتي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، قد تعزّز صحة القلب والأوعية الدموية”.
وفي حين تشير هذه البيانات إلى وجود علاقة بين استهلاك الكافيين والشاي والقهوة وبين انخفاض خطر الإصابة بمجموعة من أمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن هناك حاجة إلى توخّي الحذر قبل استنتاج التأثيرات السببية الحقيقية، حسبما ذكره ماركوس.
وأشار ماركوس إلى أنّ الدراسة قائمة على الملاحظة، وبالتالي لا يمكن أن تُظهر سوى وجود علاقة بين الكافيين وصحة القلب، لافتاً إلى أنه قد تكون هناك عوامل أخرى هي السبب الفعلي في تحسّن صحة القلب.
وأضاف ماركوس: “من الممكن أن التأثيرات الوقائية الظاهرة لا وجود لها على الإطلاق، وأنّ الارتباطات الإيجابية تعود لبعض العوامل المحدّدة الحقيقية غير المعروفة أو غير المقاسة حتى الآن”.
وعلى سبيل المثال، ربما يميل الأشخاص الأكثر استهلاكاً للكافيين إلى اتباع نظام غذائي أكثر صحة أو أن يكونوا أكثر نشاطاً بدنياً، وفقاً لماركوس.
ولم تأخذ الدراسة أيضاً في الاعتبار تأثير الكافيين الموجود في المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة، ما يعني أنّ الباحثين لا يستطيعون تحديد ما إذا كانت هذه المواد سيكون لها أيضاً تأثير إيجابي، حسبما ذكره كي.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: صحة القلب إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة مثيرة عن فوائد تناول الفستق الحلبي ليلا على صحة الأمعاء
قالت دراسة جديدة، في جامعة بنسلفانيا، إن تناول الفستق الحلبي كل ليلة لمدة ١٢ أسبوعا يقوم بتغيير تركيبة بكتيريا الأمعاء.
يُعاني ما يقرب من ثلث الأفراد في الولايات المتحدة من مرحلة ما قبل السكري، ومن المرجح أن تتطور لدى غالبيتهم إلى مرض السكري من النوع الثاني. على الرغم من ذلك، لا توجد سوى استراتيجيات غذائية قليلة مُثبتة علميا تُساعد على الوقاية من هذه الحالة أو تأخيرها. رُبط الفستق الحلبي بتحسين مؤشرات جودة النظام الغذائي، إلا أن آثاره المُحددة على ميكروبيوم الأمعاء - وهو عامل رئيسي في تنظيم سكر الدم والالتهابات - غير مفهومة جيدا.
في دراسة حديثة أجرتها كريستينا بيترسن، الأستاذة المُشاركة في علوم التغذية بجامعة ولاية بنسلفانيا، درس الباحثون كيفية تأثير تناول الفستق الحلبي كوجبة خفيفة ليلية على بكتيريا الأمعاء لدى البالغين المُصابين بمرحلة ما قبل السكري. وفي حين أن التأثير العلاجي الكامل لم يُعرف بعد، أشارت بيترسن إلى أن هذه النتائج قد تكون مفيدة للأفراد الذين يسعون إلى دعم صحتهم الأيضية.
ونُشرت الدراسة في مجلة "التطورات الحالية في التغذية"، ووجدت تناول الفستق بدلا من وجبة خفيفة تقليدية غنية بالكربوهيدرات قبل النوم قد يُغير ميكروبيوم الأمعاء. وقد أظهرت أبحاث سابقة أجراها الفريق نفسه أن الفستق يمكن أن يؤثر على مستوى السكر في الدم بطريقة تُضاهي تناول 15 إلى 30 غراما من الكربوهيدرات.
وقال تيرينس رايلي، المؤلف الرئيسي لهذا البحث والحاصل على درجة الدكتوراه في علوم التغذية من جامعة ولاية بنسلفانيا ويعمل حاليا كباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ولاية لويزيانا: "من التوصيات الغذائية الشائعة للأفراد المصابين بمقدمات السكري تناول وجبة خفيفة ليلية تتكون من 15 إلى 30 غراما من الكربوهيدرات للمساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم ليلا وصباحا". وأضاف: "على سبيل المثال، يمكنك تناول شريحة أو شريحتين من خبز الحبوب الكاملة".
وعلى مدى 12 أسبوعا، وجد الباحثون أن الأفراد الذين تناولوا ما يقارب 56 غرام من الفستق الحلبي كل ليلة، طوروا أنماطا ميكروبية معوية مختلفة بشكل ملحوظ مقارنة بمن اتبعوا التوصية القياسية بتناول 15 إلى 30 غراما من الكربوهيدرات كوجبة خفيفة قبل النوم. ومن بين التغييرات الملحوظة، كانت بعض البكتيريا المفيدة - مثل بكتيريا روزبوريا وأعضاء عائلة لاكنوسبايراسي، المعروفة بإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة داعمة للصحة مثل حمض الزبدة - موجودة بأعداد أكبر بعد تناول الفستق.
وأوضحت بيترسن أن حمض الزبدة يعمل كمصدر رئيسي للطاقة لخلايا القولون، ويلعب دورا في الحفاظ على سلامة بطانة الأمعاء، ويساهم في تقليل الالتهاب.
وقالت بيترسن: "يبدو أن الفستق الحلبي قادر على تغيير التركيب الميكروبي للأمعاء بشكل ملحوظ لدى البالغين المصابين بمقدمات السكري، خاصة عند تناوله كوجبة خفيفة ليلية". قد تُقدّم هذه التغييرات في الميكروبيوم فوائد صحية أخرى طويلة الأمد، قد تُساعد في إبطاء تطوّر داء السكري من النوع الثاني أو في تقليل الالتهاب الجهازي، وهو ما نأمل استكشافه في أبحاث مستقبلية".
وشملت الدراسة 51 بالغا مُصابا بمقدمات السكري، وأُجريت على فترتين، مدة كل منهما 12 أسبوعا، تفصل بينهما فترة استراحة، لذا لن تؤثر آثار الجزء الأول من التجربة على الجزء الثاني. وبحلول نهاية الدراسة، تلقى جميع المشاركين كلا العلاجين. جُمعت عينات البراز وحُللت باستخدام تسلسل جينات الحمض النووي الريبوزي الريبوسومي 16S، وهي تقنية تُساعد في تصنيف البكتيريا بناء على تركيبها الجيني.
أشارت بيترسن إلى أن المشاركين الذين تناولوا الفستق شهدوا أيضا انخفاضا في العديد من المجموعات البكتيرية التي ارتبطت بنتائج أيضية أقل إيجابية.
وأضافت بيترسن: "انخفضت مستويات بكتيريا بلوتيا هيدروجينوتروفيكا، وهي بكتيريا تُساعد في إنتاج مركبات يمكن أن تتراكم في الدم وتُضر بصحة الكلى والقلب، بعد تناول الفستق". انخفضت أيضا مستويات بكتيريا الفلافونيفراكتور (Eubacterium flavonifractor)، التي تُحلل مركبات مضادات الأكسدة المفيدة من أطعمة مثل الفستق.
وأضافت بيترسن أن قوة هذه الدراسة تكمن في تصميمها المُستخدم - وهي تجربة سريرية عشوائية متقاطعة، يتلقى فيها جميع المشاركين كلا العلاجين بترتيب عشوائي. ومن خلال إشراك جميع المشاركين في مجموعة الفستق ومجموعة الرعاية القياسية، ساعدت الدراسة الباحثين على فهم كيفية تأثير أطعمة مُحددة مثل الفستق على ميكروبيوم الأمعاء بشكل أفضل.
وفي حين أظهرت الدراسة تحولات في بكتيريا الأمعاء، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التغييرات تُترجم مباشرة إلى تحسينات في الصحة - وهو سؤال يتطلب المزيد من البحث، وفقا لبيترسن.