تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن استعدادات الجيش الإسرائيلي لتوسيع الحملة ضد "حزب الله"، معتبرة أن إطلاق صاروخ باليستي هذا الصباح على تل أبيب، يزيد احتمالات تنفيذ عملية برية في لبنان.   وحسب موقع "واللا" الإسرائيلي، فإن القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي تواصل تدريب القوات البرية، وقد أجريت مؤخرا عدة تدريبات تحاكي القتال في الساحة الشمالية، مضيفا أن الإجراءات الأخيرة تقرب الجيش الإسرائيلي خطوة أخرى من إمكانية إجراء مناورة برية في جنوب لبنان لدرء التهديدات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.



ويستعد اللواء المدرع السابع حاليا لاختتام تمرين مهم جدا يحاكي القتال في لبنان ويتطلب من القوات إجراء تعديلات على تقنيات وأساليب قتالية تختلف عن تلك المطبقة في قطاع غزة. وفي الأسابيع الأخيرة، أجريت مناورات لعدة فرق منها 179 و646 و9. وفي الوقت نفسه، ستشارك فرقة الكوماندوز 98 قريبا في سلسلة من التدريبات الإضافية في الشمال.   وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن المعادلة  تغيرت جذريا بعد سلسلة أحداث منذ الثلاثاء الماضي، حيث أصبحت إسرائيل في وضع "أفضل بكثير في الصراع المتصاعد مع حزب الله مما كان ليحلم به أحد".

واعتبرت الصحيفة أن ذلك "قد يعني اجتياحا في غضون أسابيع أو حتى أيام"، مشيرة إلى عدد من الأسباب التي تجعل إسرائيل أكثر ميلا إلى شن هجوم بري الآن بالذات، بالمقارنة مع الأسبوع الماضي أو في أي وقت سابق من الحرب، وهي:

1. أسرائيل تواجه نفاد أوراق التصعيد الأخرى لوقف إطلاق الصواريخ من حزب الله.

2. يبدو خطر الانخراط في حرب شاملة مع حزب الله "الضعيف للغاية" أقل بكثير الآن مما كان يبدو عليه قبل أسبوع.

3. لقد منحت إسرائيل الولايات المتحدة مهلة 11 شهرا للدبلوماسية مع "حزب الله" دون تحقيق أي شيء، لذا فقد يلقى دخول إسرائيلي في حرب شاملة تساهلا أكبر من جانب واشنطن مقارنة بما كان عليه الحال في تشرين الأول الماضي أو حتى قبل ستة أشهر.

وأوضحت الصحيفة أنه حتى الاجتياح البر البري لا يفترض بالضرورة خيارا واحدا، مشيرة إلى أنه، حسب معلوماتها، إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا، فإن خياره الأول – مع بقاء كل الخيارات مطروحة على الطاولة – سيكون على الأرجح الاستيلاء على منطقة أمنية في جنوب لبنان لمنع إطلاق الصواريخ قصيرة المدى والحصول على ورقة مساومة لإبقاء "حزب الله" خارج المنطقة.

ومن المرجح أن توسيع الاجتياح فقط إذا بدأ حزب الله في ضرب الجبهة الداخلية بصواريخ أطول مدى انطلاقا من عمق لبنان ــ وفي هذه الحالة فإن مهمة القضاء عليها قد يتطلب غزوا أعمق.   مسألة التوقيت

حسب "جيروزاليم بوست"، فإنه في الأسبوع الماضي بدا الموعد النهائي للتصعيد الكبير والاجتياح وكأنه منتصف تشرين الأول، حتى يتسنى إنجاز معظم مهامه قبل تشرين الأول وبدء "الشتاء اللبناني الرهيب"، لكن أحداث الأسبوع الماضي ربما تكون قد أدت إلى تقديم الموعد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "من الصعب أن نتصور إسرائيل تسمح لحزب الله بإغلاق ثلث البلاد وحيفا حتى منتصف أكتوبر دون رفع الرهانات إلى مستوى الاجتياح".   أما إذا كان الاجتياح البري على بعد أيام قليلة أم أنه سينتظر بضعة أسابيع للحصول على دعم أكبر من الولايات المتحدة بعد منحها فرصة للجهود الدبلوماسية في اللحظة الأخيرة، فلا أحد يعلم ذلك نظرا لتسارع تطورات الوضع، حسب الصحيفة.

فضلا عن ذلك، من المهم الأخذ في الاعتبار أن الهجوم البري ليس غاية في حد ذاته، وليس هناك سيناريو يحتل فيه الجيش الإسرائيلي لبنان بأكمله لمدة عام كما فعل في غزة، فإن ذلك غير ممكن عسكرياً ودبلوماسيا واقتصاديا.

لذا، في كل السيناريوهات، ستحتاج إسرائيل في نهاية المطاف إلى إبرام صفقة مع "حزب الله"، إنه مجرد مسألة وقت متى سيحدث ذلك ومن لديه اليد العليا في ما يتعلق بشروطها، وفقا للصحيفة. 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون

لا يستبعد محللون تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر" أن تقدم إسرائيل على تنفيذ تهديداتها بالتصعيد ضد لبنان على ضوء اختراقاتها المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهاماتها للحكومة اللبنانية بأنها لا تفعل ما يجب فعله لنزع سلاح حزب الله اللبناني.

وجاء كلام المحللين تعليقا على تصريحات خاصة أدلى بها وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لقناة الجزيرة، قال فيها إن بلاده تلقت تحذيرات عربية ودولية من عملية عسكرية واسعة تحضر إسرائيل لشنها على لبنان، وإن المفاوضات الحالية معها لن توقف اعتداءاتها.

ويرى الكاتب الصحفي نقولا ناصيف أن التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، لكنّ الجديد هذه المرة هو أن ما نقل إلى لبنان من تحذيرات يفيد بأن العدوان الإسرائيلي المحتمل سيكون مشابها لما حدث عام 2006، حيث ستستهدف إسرائيل البنية التحتية اللبنانية من أجل الضغط على الحكومة اللبنانية كي تستعجل في المهمة الصعبة وهي نزع سلاح حزب الله.

ورغم أنها تتجاهل اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع حزب الله منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، فإن إسرائيل -يضيف ناصيف- تريد أن تستمر في مفاوضاتها مع الحكومة اللبنانية تحت النار، معربا عن اعتقاده أن مهمة نزع سلاح حزب الله أضحت مهمة أميركية إسرائيلية.

ويتابع الكاتب الصحفي أن تعيين السفير السابق لدى واشنطن سيمون كرم في لجنة "الميكانيزم" جاء استجابة لشروط أميركية إسرائيلية لرفع مستوى التفاوض بين لبنان وإسرائيل إلى الشق السياسي، لكنه يوضح -أي ناصيف- أن "لبنان يريد الذهاب إلى تسوية مع إسرائيل وليس إلى معاهدة سلام".

لا مصلحة أميركية

ويعتقد الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" ضمن حلقة (2025/12/12)- أن هناك مصلحة أميركية بالتصعيد في لبنان، وأن ما تقوم به إسرائيل يتم بموافقة الولايات المتحدة لأن الهدف هو إضعاف حزب الله حتى لا يكون عقبة أمام تحقيق مشروعهما في لبنان وفي المنطقة.

إعلان

كما أن إسرائيل -وفقا لشديد- لا تريد حكومة قوية في لبنان بل حكومة ضعيفة سياسيا لتتمكن من فرض شروطها عليها خلال التفاوض ولإدخال البلد في ما تسمى اتفاقات أبراهام.

ويتفق الدكتور ماكس أبراهامز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، مع مسألة أن إسرائيل تريد التصعيد في لبنان، ويقول إنها هي من تقوم بالتهديد وتتصرف وكأنها شرطي.

ولا يستبعد الضيف الأميركي أن تقوم إسرائيل بما أسماها استهدافات جراحية دقيقة ضد حزب الله إن لم تقم الحكومة اللبنانية بالمزيد لنزع سلاح الحزب.

يذكر أنه في الخامس من أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح -ومن بينه ما يملكه حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025، لكنّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال مرارا إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.

بيد أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن لا يرى أن المصلحة الأميركية تتماشى مع هذا التوجه الإسرائيلي، ويذكر أن الرئيس دونالد ترامب يركز جهوده حاليا على قطاع غزة، ولا يرغب في حصول مواجهة بين حزب الله وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ضغوط لحسم الصراع مع إسرائيل وحصر السلاح
  • نائب عن حزب الله: يجب التركيز على وقف عدوان إسرائيل قبل السلاح
  • هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون
  • لبنان يتلقى تحذيرات بأن إسرائيل تستعدّ لشنّ هجوم واسع ضدّه
  • إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة
  • الطيران الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على جنوب لبنان
  • بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي
  • إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنان
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • وضعتني في موقف صعب لا أحسد عليه.. حماتي قررت مصيري