وثيقة مسربة تكشف الهدف المزدوج من العدوان الإسرائيلي على لبنان
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
كشفت "القناة 12" الإسرائيلية عن وثيقة مسربة تضمنت تصريحات من مصادر أمنية لوزراء مجلس الوزراء الحربي تتعلق بالاستراتيجية الإسرائيلية في العدوان على جنوب لبنان ضمن العملية المسماه إسرائيليا بـ"سهام الشمال".
وأكدت القناة أن "الإستراتيجية هي تغيير ميزان القوى في الشمال، إذ قيل في اجتماع مجلس الوزراء إن الهدف المزدوج يتمثل بتعزيز الردع ضد حزب الله وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، مع ردع المحور الإيراني بأكمله وعلى رأسه إيران نفسها".
وجاء في الوثيقة تأكيد المسؤولين أنهم "يواصلون إستراتيجية التصعيد التدريجي، في كل مرة سنرتفع درجة بعد أخرى، وحزب الله سيدرك مع مرور الأيام قوة الجيش الإسرائيلي".
وتضمنت الوثيقة تأكيد المسؤولين أنهم "يريدون الفصل بين الجبهة اللبنانية وجبهة غزة، وحتى الآن واصل نصر الله خوض حرب ليست حربه، وسنجبره بالقوة على وقف إطلاق النار بغض النظر عن حماس، مهما كان الثمن، ولن نتردد في استخدام أي وسيلة لتحقيق الهدف الذي حدده المجلس".
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عدوانه العنيف على لبنان لليوم الثالث عبر شن غارات جوية على مناطق مترفقة من الأراضي اللبناني، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين بجراح مختلفة.
ويشن جيش الاحتلال منذ صباح الاثنين، عدوانا عنيفا على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر عن 558 شهيدا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحا، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار شمال فلسطين المحتلة قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق "حزب الله" عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
وفي وقت سابق، أعطى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الضوء الأخضر" للمحادثات مع الولايات المتحدة بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، وسط نشاط سياسي للأمريكيين معه ومع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إن هدف هذه المحادثات "التوصل إلى تسوية أو وقف مؤقت لإطلاق النار يسمح بإجراء محادثات، فالأمريكيون لا يستطيعون التحدث مباشرة مع حزب الله".
وذكرت أن "الاتصالات مع حزب الله تكون غير مباشرة مع الحكومة اللبنانية وأطراف أخرى، بما في ذلك الفرنسيون والأوروبيون الآخرون والذين لا يريدون خوض الحرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلية لبنان حزب الله الاحتلال لبنان إسرائيل حزب الله الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله
إقرأ أيضاً:
ابتزاز سياسي للمقاومة في شرم الشيخ.. مفاوضات تحت النار
وتأتي هذه الجولة بعد اعلان ما يسمى بخطة ترامب للسلام، حيث أبدت المقاومة الفلسطينية مرونة في التعاطي معها والرد الذي وصف بالذكي، بالتوازي مع ضغط أمريكي صهيوني عربي لاجبار المقاومة على تقديم التنازلات.
وتؤكد الوقائع أن الفجوة لا تزال كبيرة، خاصة فيما يتعلق بثلاثة ملفات رئيسية، وهي الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من القطاع، وموضوع نزع سلاح المقاومة، وهوية الجهة التي ستدير غزة بعد وقف العدوان الصهيوني عليها.
وأعلنت "حماس" بوضوح، على لسان أسامة حمدان، رفضها القاطع لأي إدارة أجنبية لقطاع غزة، مشدداً على ضرورة تشكيل هيئة وطنية فلسطينية مستقلة تتولى إدارة شؤون القطاع، بما ينسجم مع التوافق الوطني الفلسطيني، مؤكدا أن دخول قوات دولية إلى غزة "أمر غير مقبول"، مطالباً بضمانات لإنهاء العدوان وانسحاب الاحتلال من كامل أراضي القطاع.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن الحركة أبدت استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى الصهاينة، مقابل انسحاب شامل من القطاع، وتوفير ضمانات دولية واضحة لوقف العدوان وعدم تكراره.
وتسعى الخطة الأميركية، التي يُديرها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، لفرض ترتيبات أمنية وسياسية طويلة الأمد، تشمل إبقاء قوات الاحتلال في أكثر من نصف مساحة غزة في المرحلة الأولى، وضمان تفكيك بنى المقاومة المسلحة، مقابل ما يُروّج له من "إعمار" و"حكم مدني انتقالي" تديره جهات غير فلسطينية أو بتفويض من واشنطن والعدو الاسرائيلي.
وأفادت القناة 12 الصهيونية أن المجرم نتنياهو يرفض حتى الآن الالتزام بإنهاء العدوان، حتى بعد مرحلة إطلاق سراح الأسرى، وقد أبلغ الإدارة الأميركية بنيته الإبقاء على قوات الاحتلال في ثلاثة مواقع استراتيجية داخل القطاع، بينها محور صلاح الدين، لسنوات قادمة.
ويهدد الرئيس الأميركي المجرم ترامب بفتح أبواب الجحيم في حال أصرّت حماس على البقاء في الحكم، في لغة وُصفت بأنها استعمارية وعنصرية وتحرض على الإبادة الجماعية، وتعبّر عن تواطؤ أميركي كامل مع الرواية الصهيونية ومشروعها التوسعي في فلسطين المحتلة.
وفي السياق نفسه، صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن "90% من تفاصيل الخطة قد تمّ الاتفاق عليها"، وقلّل من شأن القضايا العالقة، واصفاً إياها بـ"تفاصيل لوجستية"، في تجاهل صارخ لمطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة.
لغة استعمارية تأمريه
وفي مشهد يعكس حجم التآمر الصهيوني – الأميركي على القضية الفلسطينية، تراجع رئيس حكومة الاحتلال، المجرم نتنياهو، أمام ضغوط غير مسبوقة من إدارة ترامب، التي تسعى لفرض "صفقة سياسية" على أنقاض العدوان، حيث أبلغ المجرم نتنياهو، الذي يعاني من أزمة داخلية خانقة، ويحاصره الفشل العسكري في غزة، ترامب خلال اتصال هاتفي أنه لا يرى في رد "حماس" موافقة حقيقية على الخطة الأميركية، محاولاً كعادته التهرب من الاستحقاقات السياسية.، لكنّ الرد الأميركي جاء صادماً، حيث وبّخه ترامب قائلاً: "لماذا أنت دائماً سلبي؟ هذا انتصار، اقبل به!"، وفق تسريبات صحافية صهيونية وأميركية.
وتُظهر المعطيات بوضوح أن ما يُطرح على طاولة شرم الشيخ ليس حلاً سياسياً بقدر ما هو جزء من مخطط مشترك أميركي–صهيوني لتصفية المقاومة الفلسطينية، ونزع سلاحها، وتفكيك مشروعها السياسي والعسكري، بعد أن فشل الاحتلال في هزيمتها ميدانياً.
لكن هذه المؤامرة، التي تُدار بأدوات الضغط والابتزاز وتزييف الحقائق، تصطدم بصمود المقاومة وإصرارها على فرض شروطها، لا سيّما في ملفات الأسرى، والانسحاب الكامل، ورفض أي إدارة أجنبية أو "سلطة وظيفية" يتم تنصيبها بإرادة أميركية.
وبالتوازي مع المفاوضات، تستعد سلطات الاحتلال لإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، من بينهم شخصيات وطنية بارزة، أمثال مروان البرغوثي، حسن سلامة، عبدالله البرغوثي، عباس السيد، أحمد سعدات، إبراهيم حامد، بحسب أنباء يتم تداولها عبر وسائل اعلام عبرية لكنها غير موثوقة.
وعلى الرغم من التهديدات المستمرة، يواصل الفلسطينيون في غزة الصمود في وجه العدوان المستمر، حيث ما تزال قوات الاحتلال ترتكب المجازر اليومية بحق المدنيين، فيما تُصرّ المقاومة على أن أي تفاهمات لن تمر دون تلبية الشروط الوطنية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وضمان سيادة الشعب الفلسطيني على أرضه.
وفيما تتقدم المفاوضات بتثاقل وسط ضغط أميركي وتحفّظات فلسطينية، تتعاظم المخاوف من أن تُستخدم "المفاوضات" كغطاء لمشروع تصفوي طويل الأمد، يسعى لتحويل غزة إلى كيان منزوع السيادة وخاضع للوصاية.