بوابة الوفد:
2025-12-04@18:30:29 GMT

«حوار الأمنيات».. حلم الثراء فى عيون طفل!!

تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT

الصف الثالث الابتدائى مرحلة الطفولة المليئة بالخيال اللامحدود والطموحات العفوية، فى هذه السن، تبدأ شخصيات الأطفال في التبلور، وتتفتح أذهانهم على فكرة المستقبل والمهن التى سيشغلونها. الأمنيات في هذا العمر تكون مزيجا من الإعجاب بالقدوة، أو الانبهار بشيء شاهدوه، أو الرغبة فى فعل الخير.

وكعادتى، عند سؤالى لإبنى عما حدث أو دار فى المدرسة فى يومه، وخاصة مع زملائه، أخبرنى بحوار غريب من وجهة نظره -وأنا أيضا بعد سماعى له- أنه أثناء تواجده فى فناء المدرسة، اجتمع خمسة زملاء مقربون منه وبدأوا حوارا عفويا عن الشيء الذى يتمنى كل واحد منهم أن يصبح عليه عندما يكبر، هذا الحوار كشف عن أحلام مألوفة، وأمنية واحدة كانت مختلفة وغريبة بعض الشيء عن البقية، كانت أمنياتهم تتراوح بين الأمانى التقليدية والمفاجآت غير المتوقعة، ليأتى رأى أحدهم صادما ومثيرا للجدل، كاشفا عن نظرة اقتصادية مبكرة لمهنة التعليم.

بدأ الحوار عندما سأل أحدهم زملائه: «ماذا تتمنون أن تكونوا فى المستقبل؟».

أجاب الأول: «أنا سأكون طبيب أطفال، أريد أن أساعد الأطفال المرضى لأرى الابتسامة على وجوههم دائما»، وأجاب الثانى (وهو يرفع يده بحماس): «أنا سأصبح رائد فضاء، سأذهب إلى المريخ وأكتشف الكواكب»، ورد الثالث: «أنا أتمنى أن أصبح مهندسا معماريا، سأبنى أطول برج فى العالم وأصمم بيوتا جميلة وآمنة جدا للجميع»، ورد الرابع: «أما أنا، فأريد أن أكون رساما مشهورا سأرسم لوحات عن الطبيعة والأشياء الجميلة لكى تسعد قلوب الناس».

ثم التفت الجميع نحو الخامس الذي كان صامتا، وسأله أحدهم: «وماذا عنك؟ هل ستصبح لاعب كرة قدم مشهور؟» فرد قائلا: «لا.. أنا أريد أن أصبح مدرسا لمادة.. كذا أو كذا أو كذا، ساد صمت قصير، ثم ضحك أحدهم قليلا وقال: «مدرس؟ ولكنها مهنة عادية، لماذا لم تختر شيئا مثيرا مثل الطيران أو بناء الأبراج؟»، فقال لهم: «أعلم أن الأمر يبدو غريبا، لكننى فكرت كثيرا، جميع المهن التى ذكرت رائعة، الطبيب يعالج، والمهندس يبنى، والرسام يسعد الناس، ورائد الفضاء يستكشف.. ولكن ماذا بعد التخرج من كلياتكم؟ ما هى الفرص الفعلية على أرض الواقع للحصول على عمل جيد ومناسب لتحقيق أمنياتكم؟».

ثم استطرد قائلا: «هنا توجد الفكرة يا أصدقائى.. لن أكون مجرد مدرس فى المدرسة فقط، بل سأصبح مدرس دروس خصوصية أيضا، لأن أحسن استثمار هو فى التعليم، كل الأهالى يدفعون مبالغ كبيرة للمدرسين الخصوصيين لضمان نجاح أبنائهم، أننى سأعطى دروسا إضافية للطلاب بعد المدرسة مقابل مبلغ كبير من المال، هذا العمل هو الأسهل في الحصول عليه، فمهنة التدريس مطلوبة دائما، على عكس المهن الأخرى التى تحتاج إلى فرص عمل محددة، والأهم من ذلك، أن مكاسبها المادية وفيرة ومستمرة طوال العام الدراسى، فمدرس المادة المهمة مثل الرياضيات أو العلوم أو اللغة يكسب ثروة حقيقية من هذه الدروس، خاصة إذا كانت فى مدارس خاصة أو لغات».

وأكد لهم الطالب أن الطلب على الدروس الخصوصية مستمر ولا يتوقف، مما يضمن له دخلا مستقرا وكبيرا مقارنة بوظيفة من المهن الأخرى التى قد تكون فرص العمل فيها أقل أو دخلها غير كاف.

وهنا توقف الزملاء الخمسة عن حوارهم للحظة، وكل منهم يفكر في كلام زميلهم الذى كشف عن جانب غير متوقع من طموحات الأطفال، حيث لم تعد الأحلام مقتصرة على الشغف والخدمة العامة فقط، بل دخلها البعد المادى والاقتصادى.

وبالفعل بالبحث وجدت أنه فى بعض الإحصائيات أن نسبة كبيرة من إنفاق الأسرة المصرية على التعليم تذهب إلى الدروس الخصوصية، وأن التقديرات تشير إلى أن إجمالى ما ينفقه المصريون على الدروس الخصوصية يمكن أن يصل إلى عشرات المليارات من الجنيهات سنويًا، حيث تستحوذ الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية على نسبة عالية قد تصل إلى حوالى الثلث أو أكثر  من إجمالى إنفاق الأسرة السنوى على التعليم، وذلك بحسب عدد الأبناء فى المراحل التعليمية المختلفة، بل وقد تزيد عن ذلك فى بعض المناطق وحسب نوعية الدراسة والمدرسة نفسها، وهذا يوضح أن الأهالى ينفقون أموالا طائلة على هذا البند، ما يجعل مهنة المدرس الخصوصى مصدر دخل ضخم ومضمون، من وجهة نظر هذا الطالب، وآخرين من الممكن أن يتبنون أيضا هذه الفكرة.

إن نظرة طفل في الصف الثالث الابتدائي إلى مهنة التدريس كـ«باب سهل» للدخل الوفير والوظيفة المضمونة، لهى دلالة واضحة على أن واقع سوق العمل والتحديات الاقتصادية تنعكس حتى على أفكار صغارنا.

ويبقى السؤال هنا.. هل سيتحول التعليم فى عيون الجيل الجديد إلى مجرد وسيلة للربح السريع، أم سيظل حاملا لرسالة العلم والتربية والقيم النبيلة؟

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد على محمد تصحيح مسار الصف الثالث الابتدائى الدروس الخصوصیة

إقرأ أيضاً:

المركز الوطني للإحصاء والمعلومات يحصل على شهادة الآيزو في إدارة الخصوصية

العُمانية: حصل المركز الوطني للإحصاء والمعلومات على شهادة الآيزو "ISO 27701" الخاصة بنظام إدارة معلومات الخصوصية التي تمنحها المنظمة الدولية للمعايير ISO، التي تأتي امتدادًا لشهادة ISO 27001 لنظام إدارة أمن المعلومات.

وأوضح سعادة الدكتور خليفة بن عبد الله البرواني، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، أن حصول المركز على شهادة الآيزو "ISO 27701" في نظام إدارة معلومات الخصوصية جاء نتيجة للجهود المتواصلة التي يبذلها في تعزيز بيئة إحصائية ومعلوماتية آمنة ترتكز على حماية البيانات الشخصية وتطبيق أعلى معايير الخصوصية في جميع أعماله ومنصاته الرقمية.

وأضاف سعادته أن هذا الإنجاز يعكس التزام المركز بتطوير أنظمة وسياسات شاملة تضمن إدارة ومعالجة البيانات بطريقة آمنة وشفافة، والامتثال لمتطلبات التشريعات والمعايير الدولية ذات العلاقة، بما في ذلك الإطار العالمي لحماية خصوصية البيانات.

وبيّن سعادته أن منح هذه الشهادة الدولية جاء بعد نجاح المركز في اجتياز مراحل التقييم والتدقيق كافة للتحقق من الالتزام بمتطلبات المعيار، وهو ما يؤكد مدى تكامل منظومة الخصوصية وحماية البيانات المطبقة في المركز، وقدرته على تبني أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

وقال الرئيس التنفيذي للمركز إن هذا التتويج يمثل امتدادًا لجهوده في تنفيذ برنامج متكامل لإدارة الخصوصية وأمن المعلومات، ويعد اعترافًا بدور المركز في بناء نظام رقابي ووقائي فعّال يعزز الثقة في جودة البيانات والمعلومات التي يقدمها.

وأكد سعادته أن حصول المركز على شهادة "ISO 27701" سيسهم في رفع مستوى الجاهزية الأمنية وحماية البيانات الشخصية، ويُمكّن من تطوير بيئة معلوماتية تعتمد على أعلى درجات الأمان والموثوقية، كما سيدعم قدرته على الحد من المخاطر المحتملة المرتبطة بانتهاكات البيانات أو الأخطاء البشرية، بما يرسخ مكانته كمؤسسة رائدة في تبني ممارسات الحوكمة الرقمية وحماية المعلومات في سلطنة عُمان.

وتتميز شهادة "ISO 27701" بوضع إطار شامل لإدارة ومعالجة البيانات الشخصية بطريقة آمنة وشفافة، إضافة إلى دعم المؤسسات في الامتثال لتشريعات الخصوصية مثل "GDPR"، كما تساهم في تحديد أدوار ومسؤوليات واضحة للمراقبين ومعالجي البيانات داخل المؤسسة، مما يعزز كفاءة الحوكمة ويحسّن العمليات التنظيمية.

يُذكر أن شهادة الآيزو ISO/IEC 27701:2022 في نظام إدارة أمن المعلومات تمنحها المنظمة الدولية للمعايير ISO، وهي منظمة خدمة الاعتماد الدولي UKAS Accredited Certification Body في المملكة المتحدة، والمتخصصة في مجال تطوير النظم الإدارية والتدريب وتقييم الأداء وجودة الخدمات وحساب قياسات الجودة المعمول بها عالميًّا.

مقالات مشابهة

  • إربد تستضيف حوارًا لتعزيز التعليم المهني لذوي الإعاقة
  • التعليم: تشكيل لجنة بوضع مدرسة الإسكندرية الدولية للغات تحت الاشراف المالي والإداري
  • قرار عاجل من «التعليم» بعد واقعة الاعتداء على أطفال مدرسة الإسكندرية للغات
  • التعليم تضع مدرسة الإسكندرية للغات تحت الإشراف المالي والإداري
  • دعاء قبل الفجر .. يقضي الحوائج ويفتح أبواب الرزق ويحقق الأمنيات
  • مصافحة يا إخوان!
  • "الإحصاء والمعلومات" يحصل على "الأيزو" في إدارة الخصوصية
  • المركز الوطني للإحصاء والمعلومات يحصل على شهادة الآيزو في إدارة الخصوصية
  • الصراع على الخصوصية.. أبل تتحدى الحكومة الهندية حول تطبيق أمني