خالد الجندي: التساهل في ستر العورات يربي الأبناء على معصية الله
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الأزهر الشريف يضم رسائل دكتوراه وماجستير عديدة تناولت القصص القرآني، مشيرًا إلى أن علماء كلية اللغة العربية وقسم التفسير قدّموا أبحاثًا نفيسة وبديعة في هذا المجال، لما يحمله من اتحاف ومعانٍ راقية.
وأضاف، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن اهتمامه الشخصي بالقصص القرآني ممتد منذ فترة، وأنه عمل على تقريب هذا العلم للناس، موضحًا أن البعض يعيش أبناءه في “جو من التفاهة”، بينما يجب على الآباء أن يعلّموا أبناءهم قيَمًا حقيقية، حتى لو احتاج الأمر إلى “تحلية القيم بالسكر” كما يحدث مع الدواء ليكون مقبولًا ومحببًا.
وأشار إلى أن القصص القرآني لا بد من تقديمه بعد تنقيته من الإسرائيليات والشعوذات وما لا قيمة له، مؤكدًا أهمية صحة اللفظ ووضوح العبارة، وضرورة صياغة القصص بما يناسب احتياجات الناس اليوم.
وأوضح أن تبسيط القيم يشبه تقديم الدواء للطفل بطريقة محببة ليسهل عليه تقبله، لافتًا إلى أن القرآن ركّز في بدايات قصة آدم على ستر العورات، وأن المعركة كانت "معركة عورات"، فإما أن تُستر وإمّا أن ينكشف الإنسان فيكون من الضالّين، مستدلًا بقوله تعالى: “فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما”.
وأكد أن انكشاف العورات دليل على غضب الله وزوال الستر وانعدام الحياء، وأن الحياء فطرة ربانية خُلق عليها الإنسان الأول كما ظهرت في قصة آدم وزوجه، مشيرًا إلى أن ستر العورة كان نعمة ومنّة إلهية على الإنسان منذ اللحظة الأولى.
وشدد على خطورة تربية الأبناء على التكشف، معتبرًا أن من يُربّي ابنته على كشف العورة يربّيها على ما يغضب الله، موضحًا أن التساهل في مسألة العورات لدى بعض الرجال والنساء دليل على فقدان نعمة التقويم الحسن التي ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى: “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”.
وأضاف أن انعدام الحياء إلى حد يشبه السلوك الحيواني علامة على نكوس الفطرة، منتقدًا دهشة البعض حين يُطلب منهم ستر عوراتهم أو عورات أبنائهم، رغم أن هذا أصل إنساني قبل أن يكون دينيًا.
وذكر الآباء والأمهات بقول القرآن الكريم: “يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا”، مؤكدًا أن الستر عبادة والحياء نعمة، داعيًا الجميع للمحافظة على هذه النعمة، ومردّدًا: "استقيموا يرحمكم الله".
اقرأ المزيد..
شريف عامر: نحقق جميع مطالب القوات المسلحة في تصنيع المركبات العسكرية قائد القوات البحرية: لدينا 3 فرقاطات "ميكو 200" ويتم تصنيع الرابعة في مصر قائد القوات البحرية: 70% من تصنيع المنتجات المشتركة أصبح مصريًا بالكامل هند الضاوي: نتنياهو "توكسيك" وماسبش حد في حاله حتى رئيس اسرائيل الحالي هند الضاوي تحذر من مخطط خطير يعده نتنياهو للدول العربية هند الضاوي: استهداف أسطول الظل الروسي قد يؤدي لحرب كبرى تؤدي لاشتباك دولي مها محمد: كواليس ورد وشيكولاتة أجمل من التصوير روشتة استشارية تغذية للتغلب على السمنة.. فيديو “الصحة” تحذر المسافرين من حمل قائمة أدوية تتسبب في مشكلات قانونية خطيرة خالد الجندي يكشف مفاجأة عن بقايا للأوثان تُعلق على الأبواب والجدران.. فيديوالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي الأزهر الشريف الأزهر التفاهة الحياء إلى أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: العفاف بكل جوانبه مأمور به على لسان الأنبياء
قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن الأديان وخاصة الإسلام، دعت إلى العفاف، وهو أمرٌ يحدث اختلافًا بين المتدينين وغير المتدينين، ومن شدة الاتفاق عليه بين أهل الأديان لم يكن أبدًا عبر العصور، وحتى في عصرنا الحاضر، محلًّا للاجتهاد، بل كان محلًّا للاتفاق، سواء أقامه الشخص في نفسه أم لم يُقِمْه، فإن الجميع يعلمون أن العفاف، بكل جوانبه، مأمورٌ به على لسان الأنبياء.
غض البصر عن العورات والمحرمات
فترى القرآن قد أمر بغضِّ البصر عن العورات والمحرمات، قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النَّظْرَةُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، فَمَنْ تَرَكَهَا مِنْ خَوْفِ اللَّهِ أَثَابَهُ جَلَّ وَعَزَّ إِيمَانًا يَجِدُ حَلَاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ» (أورده الحاكم في المستدرك).
وقال بعض الظرفاء:
إلهي ليس للعشاقِ ذنبٌ ** لأنك أنت تبلو العاشقينَ
فتخلقُ كلَّ ذي وجهٍ جميلٍ ** به تُسبي قلوبَ الناظرينَ
وتأمرُنا بغضِّ الطرفِ عنهم ** كأنك ما خلقتَ لنا عيونًا
فكيف نَغُضُّ يا مولانا طرفًا ** إذا كان الجمالُ نراه دينًا
وقال آخر:
خلقتَ الجمالَ لنا فتنةً ** وقلتَ لنا: يا عبادِ اتقونِ
وأنت جميلٌ تحب الجمالَ ** فكيف عبادُك لا يعشقونَ
فردَّ عليهم الشيخ التقي الأمين السوداني فقال:
خلقتَ الجمالَ لنا نعمةً ** وقلتَ لنا يا عبادِ اتقونِ
وإنَّ الجمالَ تُقًى، والتُّقَى ** جمالٌ، ولكنْ لمن يفقهونَ
فذوقُ الجمالِ يُصَفِّي النفوسَ ** ويهبُ العيونَ سموَّ العيونِ
وإنَّ التُّقَى هاهنا في القلوبِ ** وما زال أهلُ التُّقَى يعشقونَ
ومن خامر الطهرُ أخلاقَهُ ** تأبَّى الصغارَ وعافَ المجونَ
وربي جميلٌ يحب الجمالَ ** جمالُ التُّقَى يا جميلَ العيونِ
واشار الى ان هذا الجدل يُظْهِر كثيرًا من النماذج المعرفية بين المتقين وغيرهم.
ووتابع: كما أمرَ بحفظ الفرج كما تقدَّم، ومن هنا جاء مفهومُ العورات التي أمر صلى الله عليه وسلم بسترها، كما جاء في حديث بَهْزِ بن حكيم قال: حدَّثني أبي عن جدي قال: قلتُ: يا رسول الله، عوراتُنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ». قال: قلتُ: يا رسول الله، فإذا كان القومُ بعضُهم في بعضٍ؟ قال: «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَى أَحَدٌ عَوْرَتَكَ فَافْعَلْ». قلتُ: فإذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: «فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ» (أورده النسائي في سننه الكبرى).