سواليف:
2025-12-13@10:19:42 GMT

كيف أثرت غزة على الانتخابات النيابية الأردنية ؟

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

#سواليف

كتبت .. لميس إندوني

إن النجاح غير المسبوق الذي حققته جماعة #الإخوان_المسلمين في #الانتخابات_البرلمانية الأردنية في العاشر من سبتمبر/أيلول لم يؤكد فقط قوة دعم الأردنيين لفلسطين ومساندتهم الراسخة للمقاومة؛ بل كان أيضاً توبيخاً لاذعاً لاستيعاب الدولة للسياسات الأميركية وافتقارها التام إلى الرؤية عندما يتعلق الأمر بالتهديد الذي تشكله إسرائيل .

فازت جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بـ31 مقعداً (من أصل 138) ـ وهو أكثر من أربعة أضعاف العدد الذي كانت تشغله سابقاً، مما يجعلها أكبر كتلة معارضة في البرلمان.

مقالات ذات صلة المحامي الصبيحي .. 45 نائبا في منزل السفير قبل أداء اليمين 2024/09/26

إن جبهة العمل الإسلامي، التي تأسست في عام 1992، هي أكبر حزب معارض وأكثرها نفوذاً في السياسة الأردنية. ولكن نتائج الانتخابات الأخيرة أظهرت بوضوح أن أصوات جبهة العمل الإسلامي امتدت إلى ما هو أبعد كثيراً من القاعدة الشعبية المحافظة التي تحظى بها الجماعة، وخاصة في المناطق القبلية. وهذا يشير إلى أن الارتفاع الملحوظ في الدعم الذي حظيت به لم يكن مدفوعاً في المقام الأول بالدين، بل بدعم المقاومة الفلسطينية، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين في طليعة الحركة المؤيدة لغزة.

#غزة كاختبار حاسم

لقد كان تضامن الإخوان المسلمين مع #المقاومة الفلسطينية واضحاً للغاية قبل وأثناء الانتخابات . حتى أن النائب عن جبهة العمل الإسلامي ينال الفريحات صمم ملصقاته الانتخابية بحيث تتضمن مثلثاً مقلوباً، يرمز إلى المثلث الأحمر الذي تستخدمه كتائب القسام في مقاطع الفيديو التي تنتجها. كما قدم أعضاء جبهة العمل الإسلامي تعازيهم لأسرة ماهر الجازي، سائق الشاحنة الذي أطلق النار على ثلاثة من حرس الحدود الإسرائيليين في الأردن في الثامن من سبتمبر/أيلول، أي قبل يوم واحد من الانتخابات.

هذا فضلاً عن أن الحزب السياسي يتبنى موقفاً قوياً مناهضاً للتطبيع مع إسرائيل.


وقد لاقت كل هذه الإجراءات صدى قويا لدى العديد من #الأردنيين الذين سعوا بوضوح إلى التصويت لأولئك الذين عبروا عن غضب مماثل إزاء الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين في غزة، فضلا عن الهجوم المتزايد للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

في هذه الأثناء، لم يكن هناك أي اهتمام من قبل السلطات وأصحاب النفوذ في الأردن خلال العام الماضي بالتأثير العميق الذي خلفته الحرب على غزة على الرأي العام، ولا بحقيقة أن الأردنيين كانوا خائفين من التهديد الإسرائيلي للمملكة .

لقد تم تجاهل المشاركة الحماسية للشعب الأردني في الإبادة الجماعية التي تجري منذ ما يقرب من عام الآن على الرغم من كل الدلائل. كما تم التقليل من شأن استلهام العديد من الأردنيين للمقاومة الفلسطينية، على الرغم من الابتهاج الساحق الذي أعقب الإجراءات الجذرية التي اتخذها ماهر الجازي.

وحظي الجزع بالفخر عندما قتل حرس الحدود الإسرائيلي، وخاصة من قبل قبيلة الحويطات التي ينتمي إليها، حيث اعتبر ذلك رفضاً للخضوع لإسرائيل.

وبدلاً من أن تستغل الدولة الغضب بين الأردنيين العاديين لتعزيز موقفها ضد الضغوط الأميركية والإسرائيلية، اختارت إطلاق سلسلة من الاعتقالات (بما في ذلك اعتقال الكاتب الساخر الذي يحظى بإعجاب كبير أحمد حسن الزعبي) وترهيب أحزاب المعارضة والناشطين.

في الواقع، فإن الفصائل القوية في الأردن، وأولئك الذين يقفون وراءهم في اللجنة الملكية لتحديث النظام السياسي (التي شكلتها المملكة الأردنية في عام 2021 لإعادة رسم المشهد السياسي في الأردن، ومن المفترض أن تشجع على نظام تعددي حزبي أكثر ديمقراطية)، تجاهلت الآثار المترتبة على تهميش الفلسطينيين، وتجاهل المخاوف المتزايدة بين الناس من أن الجهود جارية للقضاء على القضية الفلسطينية.

وبدلاً من ذلك، تم توجيه الطاقة نحو احتواء نفوذ جماعة الإخوان المسلمين.

وقد تم استغلال “قانون الأحزاب الجديد”، الذي تم تقديمه بما يتماشى مع توصيات اللجنة الملكية، من قبل مختلف الفصائل في الدولة والمسؤولين السابقين ــ المحافظين والليبراليين والانتهازيين المحض ــ لإنشاء أحزاب سياسية لتأمين أو تعزيز وجودهم.

وكان من الأهداف غير المعلنة للدولة من خلال هذا القانون أيضاً تهميش جماعة الإخوان المسلمين، ممثلة بحزب جبهة العمل الإسلامي، والمعارضة.

ويحدث كل هذا في ظل حملة قمع متزايدة على الحريات، بما في ذلك من خلال قانون الجرائم الإلكترونية الجديد القمعي للغاية.
ومن المفارقات أنه إلى جانب الغضب الشعبي المتزايد إزاء التطبيع المستمر مع إسرائيل، شهدت جماعة الإخوان المسلمين زيادة في الدعم الشعبي لها، وهو ما ظهر بشكل واضح في انتصارها الانتخابي الأخير.

تراجع أحزاب المعارضة الأخرى

كما شهد الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني انخفاضاً حاداً في الأصوات وسط الغضب الجماهيري تجاه إسرائيل. وفي حين يجد الحزب تقليدياً الدعم في الدائرة الثانية في عمان ـ وهي منطقة ثرية نسبياً مرتبطة بالمهنيين والمثقفين من الطبقة المتوسطة ـ فقد شهدت هذه الانتخابات أدنى نسبة إقبال على التصويت (11%) من قاعدته ـ وهو ما يشير بقوة إلى فقدان الثقة.

ويبدو أن حتى الفئات الأكثر ثراءً في المجتمع تخشى من تجاهل صناع القرار عندما يتعلق الأمر بالتداعيات التي يمكن أن يخلفها العنف الإسرائيلي على الأردن.

كما ينظر المسؤولون السابقون للدولة الآن إلى المقاومة الفلسطينية باعتبارها حصناً يحمي الأردن من إسرائيل. وهم يشعرون بالإحباط لأن صناع القرار لا يدركون حجم التهديد الذي يفرضه التوسع الإسرائيلي الوشيك، ولا يعملون على تخفيف غضب الجمهور.

أما اليسار، فإن فشله في الفوز ولو بمقعد واحد في البرلمان (على الرغم من الدعم الثابت الذي قدمته الأحزاب اليسارية للنضال الفلسطيني)، يمكن تفسيره بمضايقات الدولة المكثفة وتهديداتها، في حين حاولت أجهزتها سحقهم بالكامل. وقد واجه مرشحهم حيدر الزبان وابلاً من هذه الهجمات.
كان هناك خطأ كبير آخر ارتكبه اليسار في الأردن، وهو فشله في تشكيل ائتلاف واسع النطاق مع الأحزاب القومية والأحزاب الأصغر حجماً التي يقودها الشباب الذين يتشاركون في العديد من وجهات النظر حول قضايا مختلفة. فقد أعطت بعض الأقسام الأولوية لمطالبها الضيقة على حساب الوحدة الأوسع، وفي النهاية دفعت ثمن ذلك.

وفي نهاية المطاف، كانت نتائج الانتخابات الأخيرة مهمة، وكانت بمثابة تحذير بشأن القضايا الحقيقية التي تعصف بمستقبل الأردن في كثير من النواحي.

إذا كان ما يعتقده البعض صحيحاً ـ أن القصر منع أي تدخل في العملية الانتخابية بعد أن أدرك أن الإخوان المسلمين سوف يحققون نجاحاً، وذلك من أجل استغلال ذلك كوسيلة ضغط لمواجهة الضغوط الأميركية ـ فإن هذا يعني أن تحولاً كبيراً قد حدث بالفعل. ولكن حتى لو كان هذا مجرد تحرك تكتيكي، فإن القصر لابد وأن يكون جاداً في استغلال غضب الشعب الأردني ضد إسرائيل.

وعلاوة على ذلك، أظهرت النتائج أن محاولة هندسة نظام التعددية الحزبية فكرة غير حكيمة. فمن الواضح أن مصداقية محاولة تشكيل المشهد السياسي قد ضاعت. والواقع أن ترسيخ التعددية السياسية يتطلب أولاً ترسيخ الحريات المدنية والسياسية، فضلاً عن وضع حد لاضطهاد الناشطين، فضلاً عن استخدام الترهيب لمنع الناس من الانضمام إلى أحزاب المعارضة المستقلة.

ويجب ضمان حرية التعبير والحريات السياسية الأخرى.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الإخوان المسلمين الانتخابات البرلمانية المقاومة الأردنيين جماعة الإخوان المسلمین جبهة العمل الإسلامی فی الأردن

إقرأ أيضاً:

تمكين المرأة الأردنية رؤية نعيشها ومسؤولية نحملها

صراحة نيوز- بقلم: عمران لؤي النسور

منذ اللحظة التي دخلت فيها الجلسة النقاشية التي نظمها مركز دراسات المرأة في المجتمع في الجامعة الهاشمية بعنوان “العنف ضد المرأة بين الوعي والتمكين من الوقاية إلى التغيير” شعرت بأنني أمام مساحة حوار مختلفة تجمع بين الخبرة العلمية والوعي المجتمعي. فقد حضر اللقاء أكاديميون وخبراء ومؤسسات وطنية وشباب مهتمون بقضايا المرأة وكان هناك هدف واضح يجمع الجميع كيفية بناء بيئة عادلة وآمنة لكل امرأة في الأردن.

منذ بداية النقاش برزت فكرة أساسية تم التأكيد عليها مراراً وهي أن الوقاية هي الأساس لأي تغيير حقيقي وقد تناول المتخصصون أهمية أن تبدأ مواجهة العنف ضد المرأة من داخل الأسرة ومن المدرسة والجامعة ومن الخطاب اليومي الذي يشكّل الوعي المجتمعي وبوصفي شاباً مهتماً بقضايا المرأة والشباب أؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من طريقة التفكير قبل أن يتجسد في القوانين أو الإجراءات الرسمية.

وكان من أبرز المحاور التي استوقفتني قضية العنف الرقمي. فقد قدّم ممثلو وحدة الجرائم الإلكترونية عرضاً شاملاً للتحديات التي تواجهها النساء على الإنترنت من تنمر وابتزاز وإساءة وتشويه سمعة. وهذا النوع من العنف أصبح اليوم من أكثر الأشكال انتشاراً خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا والتواصل الرقمي مما يجعل تعزيز الوعي الرقمي وتطوير التشريعات المتعلقة بالأمن الإلكتروني ضرورة لا يمكن تأجيلها.

أما على صعيد التشريعات فقد اتفق معظم المتحدثين على أن وجود قانون مثل قانون الحماية من العنف الأسري خطوة مهمة إلا أن فعاليته تعتمد على التنفيذ السريع والعملي. فالقانون لا يحقق أثره الحقيقي إلا عندما يمنح الضحايا حماية ملموسة وشعوراً فعلياً بالأمان. ومن وجهة نظري، تطبيق القوانين بجدية هو الركيزة الأساسية لضمان حماية المرأة.

وتناول المشاركون أيضاً التمكين الاقتصادي للمرأة باعتباره أحد أهم عوامل تعزيز استقلاليتها وتمكينها من اتخاذ قرارات واعية وقوية بما في ذلك قدرتها على الخروج من بيئات العنف. ولا يمكن الحديث عن حماية المرأة دون التطرق إلى أهمية توفير فرص اقتصادية عادلة تساعدها على بناء حياة مستقرة.

وقد أضفى حضور رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور خالد الحياري بعداً إضافياً على الجلسة حيث أكد في كلمته
“القيادة الهاشمية جعلت حماية المرأة أولوية وطنية.”
وأضاف قائلاً
“الأمن المجتمعي يبدأ من صيانة حقوق المرأة.”
وقد عكست كلماته واقعيةً واضحة وأظهرت أن هذا الملف ليس فعالية مؤقتة، بل مشروع وطني مستمر.

كما شارك ممثلون عن الأمن العام واللجنة الوطنية لشؤون المرأة وعدد من الخبراء المختصين حيث تناول كل منهم التحديات والحلول المطروحة بموضوعية ودقة تعتمد على الخبرة العملية مما أكسب الحوار قيمة حقيقية.

عند خروجي من الجلسة كنت أكثر قناعة بأن الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير وأن العنف الرقمي يشكل تحدياً كبيراً يستدعي مواجهة جدية وأن القوانين بحاجة إلى تفعيل فعلي وأن التمكين الاقتصادي عنصر أساسي في تعزيز مكانة المرأة وحمايتها. كما أدركت أن دور الشباب وأنا منهم يجب أن يكون أكثر حضوراً من خلال نشر الوعي ودعم المبادرات والمساهمة في بناء مجتمع يحترم المرأة ويحافظ على حقوقها.

وفي النهاية أؤمن بأن هذه الجلسة لم تكن مجرد حضور بل فرصة لفهم أعمق للتحديات التي تواجه المرأة الأردنية وتعزيز القناعة بأن تمكينها مسؤولية مشتركة على مستوى الوطن.

مقالات مشابهة

  • الديباني: حكم استئناف بنغازي يُسقط قانونيًا هيئة الانتخابات الموازية التي أنشأها الرئاسي
  • مصرع أربعة أردنيين نتيجة تسرب غاز المدفأة في الزرقاء الأردنية
  • خطيب المسجد الحرام: ستظل فلسطين والقدس في قلوب المسلمين والعرب
  • الكهرباء الأردنية تؤكد سرعة استجابتها للبلاغات خلال المنخفض الجوي
  • أهم 10 أحداث أثرت في الاقتصاد العالمي خلال 2025
  • تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.. نهاية للحرب أم تصعيد للصراع في السودان؟
  • فلوريدا وتكساس تصنفان الإخوان المسلمين وكير منظمتين إرهابيتين.. لماذا؟
  • حديث عن الاتجاه لارجاء الانتخابات النيابية.. ولا فيتو سعوديا على ترشح بهية الحريري
  • تمكين المرأة الأردنية رؤية نعيشها ومسؤولية نحملها
  • ولاية أمريكية تصنف “الإخوان المسلمين” ومجلس “كير” منظمتين إرهابيتين