سواليف:
2025-12-13@20:46:46 GMT

هل تعاني الجامعات الرسمية أزمات مالية؟

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

الدكتور محمد الزبيدي


لقد حظي التعليم في الأردن باهتمام منقطع النظير على جميع المستويات من قبل القيادة الهاشمية الحكيمة، حيث تم إنشاء عدد من الجامعات الرسمية، التي امتازت بسمعتها الممتازة على مستوى العالم والوطن العربي، رغم حداثتها بالمقارنة ببعض الجامعات العربية. إن خريجي الجامعات الأردنية، يشهد لهم القاصي والداني بالكفاءة والقدرة العلمية والعملية، وهذا ما نفتخر به دائمًا.

إن التطرق لبعض المشكلات ما هو إلا سعي لمزيد من العطاء والإنجاز.
إن الوضع المالي للجامعات الحكومية يحتاج إلى تحليل شامل للأسباب والحلول، حيث إن أساس التحديات المالية في الجامعات الحكومية يكمن في الرواتب للهيئات التدريسية والموظفين معًا. وفي ظل التحديات المالية التي تواجه الجامعات الحكومية، يتعين علينا التوقف لحظة للتأمل في الأسباب العميقة التي أدت إلى تفاقم هذه الأزمات. بينما تسجل الجامعات الخاصة أرباحها السنوية، تواصل الجامعات الحكومية مواجهتها للديون والضغوط المالية، مع ملاحظة مهمة أن الجامعات الحكومية ليس من غاياتها تحقيق الربح، لكن الوفر المالي لها يدعم نوعية التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وهذا ما يدفعنا نحو البحث عن العوامل المؤثرة في تلك الأزمات.
ومن هذه العوامل الرواتب الفلكية والامتيازات الممنوحة لأعضاء الهيئات التدريسية التي تثقل كاهل الجامعات، خاصة بعد تعديل قانون الجامعات الذي زاد من عمر تقاعد المدرسين في دولة عدد العاطلين فيها بتزايد مستمر. فهذه الأعباء المالية لا تؤثر فقط على قدرة الجامعات على تطوير بنيتها التحتية، بل تتسبب أيضًا في تأخير صرف الرواتب للمدرسين والموظفين على حد سواء، مما ينعكس سلبًا على أدائهم. وهذا التأثير يمتد ليشمل التصنيف العالمي للجامعات، حيث تعتمد المؤسسات الأكاديمية على سمعتها كعامل جذب للطلاب والباحثين.
لقد زاد النقاش حول أزمة مديونية الجامعات الحكومية على مدار العقدين الماضيين، حيث يشير البعض إلى نقص التمويل الحكومي، وانخفاض الرسوم الجامعية. علمًا بأن بعض الجامعات قامت برفع الرسوم في الفترة الماضية، لكن دون جدوى. رغم أهمية هذه النقاط، إلا أن الكثير من الجامعات الحكومية رسومها متقاربة أو أعلى من رسوم بعض الجامعات الخاصة التي تحقق ربحًا سنويًا، لذا فإن السبب الجذري للأزمة المالية قد يعود إلى القرارات الإدارية الخاطئة التي اتُخذت تحت ضغوط شعبوية، والتي قد لا تظهر آثارها الفورية، لكنها تؤدي إلى نتائج وخيمة على المدى الطويل.
إن الحلول لهذه الأزمات، وأنا جزء من الجسم الأكاديمي، تتطلب شجاعة في اتخاذ القرارات وإعادة تقييم السياسات المالية والإدارية. وأنه لمن الضروري أن تعيد الجامعات رسم استراتيجياتها المالية وهيكلة الرواتب الفلكية والمكافآت وبدل العمل الإضافي وبدل الموازي. وقد لوحظ مؤخرًا أن بعض المدرسين في الجامعات الخاصة ممن يحملون درجات أكاديمية عليا تقدموا للتعيين في الجامعات الحكومية متنازلين عن درجاتهم الأكاديمية مقابل تعيينهم مدرس أستاذ مساعد، للاستفادة من الرواتب الفلكية في تلك الجامعات. كما ينبغي أن تتوجه جهود الحكومة لدعم الجامعات الحكومية بطريقة تعزز من استقلاليتها المالية، مع التركيز على تشجيع الاستثمارات الجامعية وتحسين الإدارة المالية. كما يمكن أن تلعب الجامعات الخاصة دورًا في تطوير بيئة التعليم العالي من خلال التعاون مع الجامعات الحكومية، مما يسهم في تبادل الخبرات وتقديم برامج مشتركة تسهم في رفع مستوى التعليم وتحسين الجودة.
علينا جميعًا أن نتصارح ونقول الحقيقة، وهذا يتطلب تكاتف الجهود من جميع الأطراف المعنية. يجب أن يكون لدينا رؤية مشتركة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاستثمار في التعليم كمحرك رئيسي للتنمية المستدامة. إن التعامل مع هذه القضايا بجدية وشفافية سيمكن الجامعات من الخروج من دائرة الأزمات المالية إلى آفاق جديدة من النجاح والتميز.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الجامعات الحکومیة الجامعات الخاصة

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!



كان الهدف الأساسى من دخول القطاع الخاص فى الإستثمار فى مجال التعليم، هو المعاونة فى تنفيذ السياسات التعليمية طبقاَ لخطة الدولة  وكانت المشاركة تعتمد على أن هذه المؤسسات التعليمية الخاصة، غير قاصدة للربح  وبالتالى نالت هذه المؤسسات والشركات إستثناءًا فى القانون بأن لا تتحمل أية أنوع من الضرائب العامة أو النوعية على نشاطها، وكانت المدارس والمعاهد الخاصة فى عصور غير بعيدة أى فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات هى مقصد الطلاب ذوى القدرات المالية القادرة وفى نفس الوقت القدرات الفنية والعقلية الأقل كان ينظر للتلميذ الذى يقصد التعليم الخاص بأنه تلميذ (خائب ) لا يستطيع أن يجد له مكاناَ فى التعليم العام أو كما كان يسمى ( التعليم الميرى ) حيث كان التعليم فى مدارس الحكومة  شىء تتباهى به الأسر المصرية، ولعل بعض أسماء المدراس التى نقف لها ونشير إليها بالبنان  مثل الإبراهيمية والخديوية، والسعيدية، وكذلك مدرسة الفسطاط أو عمرو بن العاص، ومدرسة السنية للبنات، هذه المدارس كانت أسمائها وطلابها شىء مميز فى النشاط التعليمى المصرى، وتخّرج من هذه المدارس قادة ورواد مصر فى كل مناحى الحياة حتى فى الرياضة الأكثر شعبية ( كرة القدم ) كانت الخماسيات التى تجرى بين تلك المدارس لنيل كأس المدارس الثانوية  أهم بكثير من كأس "مصر"، الذى لا نسمع عنه شيئاَ اليوم وسط أندية رياضية محترفة فى اللعب وفى نشاط كرة القدم، ومع ذلك كانت المدارس الخاصة المنافسة فى هذا العصر، لها أسمائها مثل "فيكتوريا كوليج"، ومثل ( دى لاسال ) ومثل ( السكركير ) ( والميريدديه ) " والفرانشيسكان " وغيرهم من مدارس محترمة، قام على إدارة هذه المدارس سواء عامة ( أميرى ) أو خاصة أسماء لامعة فى عالم التربية والتعليم  وكان يقصد هذه المدارس الخاصة شباب وبنات من مصر والعالم العربى  ولا ننسى أن بعض قادة الدول العربية هم خريجى هذه المدارس مثل الملك حسين بن طلال(ملك الأردن) ( رحمه الله عليه ) خريج فيكتوريا الإسكندرية وكان متزاملًا مع المرحوم الفنان عمر الشريف هكذا كانت المدارس، نجوم لامعة فى عالمنا العربى،  واليوم نسمع عن مدارس يتعارك فيها الملاك بالأسلحة البيضاء بل ويضرب الرصاص، شيء من الفزع يصيب الطلاب والسكان، أثر بلطجة أصحاب المدارس الجدد.
ولكن كيف بدأت هذه الأخلاقيات تغزوا مجال التعليم فى مصر ؟
هذا سؤال يجب توجيهه للقادة والسادة العاملين فى نشاط التعليم، لا يمكن أبداَ السكوت على هذا المستوى المتدنى من التربية والأخلاق، وكذلك من الجشع والإبتزاز، وعدم ملائمة الظروف التى تمر بها البلاد فى مجال التعليم ولعل عودة الدولة عن رفع الإستثناء فى الضرائب على هذه المدارس للقناعة لدى الإدارة والمشرعين فى بلادنا أن هذه الشركات والمؤسسات التعليمية الخاصة حادت عن أهداف إنشائها وبالتالى أصبحت مؤسسات تتاجر فى العقول وتربح دون حساب، وبالتالى هذه المظاهر التى تتناقلها وكالات الأنباء عن مستوى إحدى مدارسنا الخاصة التى كانت محترمة !! وما زلنا فى إنتظار الوزير المسئول عن التعليم، لكى يخرج من الكهف ليدلى ببيان حول هذه الوقائع، وما هى التدابير التى ستتخذها (الوزارة المحروسة) لعدم حدوثها مستقبلًا !!
وما هى خطة الوزارة المعنية بالتربية قبل التعليم، إذا جاز لنا أن نربى فقط الأخلاق ونحافظ عليها، بلا تعليم، بلا نيلة.

مقالات مشابهة

  • كرامي ترعى لقاء تربوي في الضنية لمناقشة أزمات التعليم وحلولها
  • هل يهدد الذكاء الاصطناعي التعليم والجامعات ؟
  • انفراجة.. أحمد حسن يبشر جمهور الزمالك بحل الأزمات المالية
  • فرص عمل وإعفاءات مالية.. مزايا عديدة في بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الهمم
  • المجلس الأعلى للجامعات يناقش الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي
  • التعليم العالي قرارات جمهورية بتعيين قيادات جديدة
  • «التعليم العالي» تعرّف الجامعات بفرص برنامج الإعارة العملية للكوادر الأكاديمية
  • وزير المالية: سننظر بزيادة الرواتب في العام 2027 / رد الحكومة كاملا
  • وزير التعليم العالي: نسعى لتفعيل رؤية تكاملية طموحة تربط بين الجامعات والمراكز البحثية
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!