«بوليتيكو» تسلط الضوء على الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول كيفية التعامل مع حزب الله
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الأيام التي سبقت هجمات إسرائيل الأخيرة على حزب الله اللبناني، حذر المسئولون الأمريكيون الحكومة الإسرائيلية من أن مثل هذه الاستراتيجية من المرجح أن تدفع المنطقة نحو حرب شاملة، وفق ما أفاد مسئولين أمريكيين ومسؤول إسرائيلي، فى تصريحات نشرتها صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.
وقال المسئولون إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أن الحل الدبلوماسى مع حزب الله لا يزال ممكنا وأن حملة عسكرية يمكن أن تعرقل هذا الجهد.
ولم يستبعد المسئولون الإسرائيليون مساعى واشنطن للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي، لكنهم اختلفوا مع كيفية التوصل إلى اتفاق. وقال المسئول الإسرائيلي، الذى تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن إسرائيل أخبرت الولايات المتحدة أن الوقت قد حان «للتصعيد من أجل وقف التصعيد».
وهذا يعنى ضرب حزب الله بقوة كافية بحيث يشعر بأنه مجبر على المشاركة فى المحادثات لإنهاء الصراع، وفقا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه كانت المرة الأولى منذ ما يقرب من عام التى تختلف فيها الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل كبير حول كيفية التعامل مع حزب الله. واثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كانت خطة الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق دبلوماسى لإنهاء الصراع على طول الحدود الشمالية لإسرائيل قابلة للتنفيذ على المدى القصير.
وحثت الولايات المتحدة إسرائيل منذ شهور على تجنب تكثيف حملتها العسكرية فى لبنان، خشية أن تؤدى إلى إشعال التوترات فى المنطقة وربما إشعال حرب شاملة.
ونقلت واشنطن هذه الرسالة عبر قنوات دبلوماسية مختلفة طوال الصيف، بما فى ذلك من خلال مكالمات هاتفية وأثناء الاجتماعات فى كل من واشنطن وإسرائيل.
واتفقت إسرائيل إلى حد كبير مع الجهود الدبلوماسية التى اقترحتها واشنطن حتى أواخر أغسطس عندما توقفت محادثات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وشهدت إسرائيل فرصة لتعديل مواردها العسكرية والتركيز على إضعاف حزب الله فى الشمال، وفقا للصحيفة.
كما أشعلت الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله جدلا داخل إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن حول فعالية الهجمات الإسرائيلية واحتمال اندلاع العنف فى المنطقة فى المستقبل.
وفى حين أن بعض المسئولين فى البيت الأبيض يدعمون بشكل عام الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، فإن آخرين فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ومجتمع الاستخبارات ليسوا واثقين من أن استراتيجية إسرائيل ستنجح فى دفع حزب الله للانخراط دبلوماسيا.
وازداد إحباط بعض المسئولين الأمريكيين وعدم ارتياحهم بشأن ارتفاع عدد القتلى فى لبنان نتيجة الضربات الإسرائيلية. فى حين أن الإدارة الأمريكية ليست على استعداد بعد لإعلان الصراع «حربا».
وخلال إحاطات للكونجرس الأمريكى فى مقره بالكابيتول هيل الأسبوع الماضي، أخبر مسئولو الدفاع والاستخبارات أعضاء الكونجرس أنهم قلقون من أن الضربات الإسرائيلية قد تؤجج عدوانا أكبر من حزب الله، حيث أن حزب الله معروف بقدرته الواسعة دوليا على تنظيم وتنفيذ الهجمات.
وحتى الآن، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مصمم على مواصلة الحملة العسكرية فى لبنان. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، هذا الأسبوع، إنه يخطط لتكثيف الهجمات فى لبنان خلال الأيام المقبلة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا تصاعد العنف، فإن ذلك قد يؤدى إلى جر إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة، وهو سيناريو حاولت إدارة بايدن تجنبه منذ فترة طويلة.
وفى حين أن العديد من الهجمات قد تبدو بالفعل وكأنها حرب، إلا أن حزب الله لم يرد بالكامل على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وإذا حدث ذلك، فقد يؤدى إلى تكثيف كلا الجانبين الضربات المتبادلة التى يمكن أن تؤدى فى النهاية إلى صراع أكبر بكثير، وفقا للصحيفة.
ولا يزال المسئولون الأمريكيون يعتقدون أن بإمكانهم المساعدة فى التوسط فى صفقة دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله.
وقال بايدن، خلال خطابه الأخير فى الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، أن: «الحرب الشاملة ليست فى مصلحة أحد. لقد تصاعد الوضع. ولكن الحل لا يزال ممكنا، بل فى الواقع، أنه الطريق الوحيد نحو الأمن الدائم والسماح لسكان كلا البلدين بالعودة إلى ديارهم».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حزب الله الحكومة الإسرائيلية الولايات المتحدة الولایات المتحدة حزب الله فى لبنان
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالأزهر يوضح كيفية استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة
أوضحت الدكتورة فاطمة جابر، أن العشر الأوائل من ذي الحجة تُعتبر من أحب الأيام إلى الله، حيث قال تعالى: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِميناً"؛ فهي تمثل آخر موسم للرحمة والغفران في العام الهجري، فتتضاعف الحسنات في هذه الأيام، ويعظم فيها الذنب؛ لذا يجب علينا تعظيم ما عظمه الله واجتناب المعاصي.
وخلال حديثها باللقاء الأسبوعي الذي يعقده الجامع الأزهر من خلال البرامج الموجهة للمرأة، دعت أستاذة الفقه المساعد بجامعة الأزهر الجميع لاستقبال هذه الأيام بالفرح والاستعداد الإيماني، وتجديد التوبة والصدق في التوجه إلى الله، واستثمار الطاعات، مثل أداء فريضة الحج، وخصوصًا لمن لم يحج، وصيام يوم عرفة، والتكبير والتهليل ،والتقرُّب إلى الله بنَحْرِ الأضاحي ،والاستزادة من النوافل، والصدقة ، والاجتهاد في جميع الطاعات وأعمال البر وتلاوة القرآن الكريم ،وصلة الأرحام، وقضاء حوائج الناس ،والدعوة إلى الله، ونشر العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،والإصلاح بين الناس وإدخال السرور على قلوب الناس، وغير ذلك، فينبغي علينا أن نحسن الاستعداد والاستثمار لهذه الأيام المباركة.
أكدت الدكتور عزة محمد عبد الرحمن، أن العشر الأول من ذي الحجة تُعد من أعظم أيام العام بركة وخيرًا، داعيةً المسلمين إلى استثمار هذه الفترة في التجارة مع الله تعالى، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، وأوضحت أن ثمار التجارة مع الله في هذه الأيام أعظم من غيرها.
وأشارت أستاذة الفقه المساعد بجامعة الأزهر، إلى كيفية استثمار هذه الأيام المباركة من خلال التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي يجب على المسلمين الإكثار منها، مثل صيام التسع من ذي الحجة ،والتكبير ،والتحميد والتهليل ،والحوقلة ،والتصدق، وصلة الأرحام وقراءة القرآن.
كما أكدت على ضرورة التوبة النصوح والرجوع إلى الله، والعزم على ترك المعاصي، مشددة على أهمية الإقلاع عن الظلم ،ورد المظالم والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن هذه الفضائل توجب على المسلمين التعرض لنفحات الله في هذه الأيام المباركة.
وفي ذات السياق أشارت الدكتورة حياة حسين العيسوي، إلى فضائل عشر ذي الحجة، مستندة إلى قوله تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾، قيل : المراد بالليالي العشر عشر ذي الحجة، وأوضحت أن لهذه الأيام فضائل عظيمة جعلت النبي محمد ﷺ وأصحابه يعظمونها، فلقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على العمل فيها، حيث قال "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام، وعندما سُئل: "ولا الجهاد في سبيل الله؟"، أجابﷺ"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
كما أبرزت الباحثة بالجامع الأزهر، أن يوم عرفة يعد اليوم المشهود، وهو الحج الأكبر، حيث يباهي الله ملائكته بالحجاج، ويغفر لهم فيرجعون بلا ذنوب كما ولدتهم أمهاتهم، حيث أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة، قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾، كما أشارت إلى أن عشر ذي الحجة تضم عيد الأضحى وصلاة العيد، ويوم التروية، ويوم النحر، حيث يضحي المسلمون ويتقربون إلى الله بأفضل عمل وهو النحر، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾.
أكدت د.حياة أن تعظيم الأيام العشر من مظاهر الوحدة في الرؤية والرسالة والقيم والأهداف الاستراتيجية، مشددة على أن الوحدة هي قوة يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ).