بيروت - صفا قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن الإرهاب الإسرائيلي المتصاعد ضدَّ الشعب اللبناني الشقيق بسبب إسناده للشعب الفلسطيني ووقوفه ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، والدماء التي تسيل بفعل هذا الإجرام الإسرائيلي في كلّ من فلسطين ولبنان، يتطلّب من أمتنا العربية والإسلامية مغادرة مربع الصمت، والتحرّك بكل الوسائل وفي كل المحافل الدولية، رفضاً للانحياز والدعم الأمريكي لهذا العدوان الغاشم، وانتصاراً لقيم النخوة والشهامة في الوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد مخططات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية.

وأدانت "حماس" في بيان لها وصل وكالة "صفا"، يوم الجمعة، بأشد العبارات العدوان والتصعيد الإسرائيلي الوحشي المتواصل ضدَّ الشعب اللبناني الشقيق، عبر الغارات الهمجية، التي كان آخرها غارة إسرائيلية استهدفت مبانيَ سكنية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، وادعاء الاحتلال استهداف سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. وجددت تضامنها المطلق مع الشعب اللبناني الشقيق والإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، نشاركهم الألم والأمل بالنصر على هذا العدو الصيهونازي، ونثمّن ونشيد بتضحياتهم و صمودهم في ملحمة الحساب المفتوح إسناداً لشعبنا ومقاومتنا، ورداً ودفاعاً عن الشعب اللبناني الشقيق.  إنَّ الاحتلالَ وقادتَه النازيين يتوهَّمون حالمين؛ أنَّهم بممارستهم أبشع المجازر ضدَّ الشعبين الفلسطيني واللبناني، أو باستهدافهم قادة المقاومة ورجالاتها، سيحقّقون أهدافهم الخبيثة، أو سيحرزون نصراً موهوماً يقضي على جذوة المقاومة وقوّتها واستمرارها، وعلى الحاضنة الشعبية الداعمة والمؤيّدة لها.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حماس لبنان بيروت الضاحية الجنوبية استهداف لبنان العدوان على لبنان

إقرأ أيضاً:

إذا زُلزلت تل أبيب زلزالها

 

 

 

سلطان بن خلفان اليحيائي

 

 

 

في لحظة مفصلية من تاريخ منطقتنا، وفي ظل تصاعد مأساة غزة بين حصار وتجويع وقصف متواصل، جاء الردّ الصادم الذي زلزل الأرض تحت أقدام المُعتدين، لا بفعل الطبيعة، بل بفعل غضبٍ تراكم وصبرٍ نفد. لم يكن زلزال تل أبيب تطورًا عسكريًا عابرًا، بل لحظة أعادت ضبط البوصلة الأخلاقية والسياسية في الشرق الأوسط.

الدولة التي طالما وُصفت زورًا بالخطر، وتعرضت لحملات التشكيك والاتهام، هي اليوم في مُقدمة المدافعين عن قضية الأمة المركزية: فلسطين. الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم ما نالها من تشويه وتسييس، اختارت أن تكون في الصف الأول، حين آثرت قوى أخرى الصمت أو الارتهان لحسابات ضيقة وضغوط خارجية. موقف طهران لم يكن ردة فعل عاطفية، بل ترجمة لمبدأ راسخ: نصرة المظلوم واجب لا خيار.

وتبرز سلطنة عُمان بموقفها المتزن ونظرها العميق، فقد أثبتت مسقط مرة أخرى أن علاقتها بطهران ليست خيارًا مرحليًا، بل رؤية استراتيجية لواقع المنطقة وتحولاتها. وما يحدث اليوم يثبت صواب القراءة العُمانية وضرورة مراجعة الانطباعات المشوّهة التي صاغها الإعلام لا الواقع.

وبين ثبات الجزائر في رفض التطبيع، وتريّث القاهرة في مسارها الإقليمي، وانخراط بعض العواصم في سياسات لا تخدم إلا أعداء الشعوب، تتضح اليوم معالم اصطفاف جديد: من يقف مع المبادئ، ومن اكتفى بدور المتفرج.

لقد وقعت دول كثيرة في فخ الصمت، بل انساقت خلف سرديات مُضلِّلة، غُيّب فيها الوعي الجمعي، حتى باتت قراراتها تُملَى من خارج حدودها. وهو ما يجعل لحظة اليوم اختبارًا حقيقيًا لمدى التزامنا كدول وشعوب بمبادئ العدل والسيادة والكرامة.

﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ (الحج: 48).

لقد زُلزلت تل أبيب، وارتبكت حسابات القوى الكبرى. لم يعد مقبولًا أن نبقى أسرى تحالفات بالية أو رهائن لاصطفافات أيديولوجية. الدفاع عن فلسطين ليس مهمة إيران وحدها، بل مسؤولية الأمة جمعاء. إنها لحظة تتطلب شجاعة الاعتراف قبل اتخاذ القرار، وشجاعة القرار بعد الاعتراف.

وما عاد الصمت مُمكنًا. من تردد في نصرة فلسطين لن يكون بمأمن حين تدور الدائرة. ومن سكت عن ظلم اليوم قد يُدركه العقاب غدًا، حين لا تنفعه لا تحالفاته ولا مجاملاته.

﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ…﴾ (العنكبوت: 40).

 

ليست هذه الآيات وعيدًا للغابرين فقط، بل إنذارٌ واضحٌ للحاضرين. إنها لحظة تاريخية لا تحتمل الحياد. فالمواقف تتكشف، والمبادئ تُختبر، والخذلان له ثمن لا يُمحى من سجل التاريخ.

فأين قاعدة "المسلم أخو المسلم" من واقع التخاذل المخزي؟ كيف نغضّ الطرف ودماء إخواننا تُسفك، وكرامة الأمة تُهان؟ إما أن نقف اليوم مع كرامتنا، أو نُسجّل كأمة خانت وعدها وتنكّرت لمبادئها.

﴿وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمْرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: 21).

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تحذر من تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
  • إذا زُلزلت تل أبيب زلزالها
  • العاصمة صنعاء تشهد حشود مليونية نصرة للشعب الفلسطيني وتأييدا لرد إيران على العدوان الصهيوني” صور”
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نتهاون مع أي تهديد صادر من الجنوب اللبناني
  • للتجسس.. إيران تخترق الكاميرات الأمنية الخاصة في إسرائيل
  • قائد الثورة: موقفنا ثابت مع الشعب الفلسطيني والجمهورية الإسلامية في إيران ضد العدو الإسرائيلي
  • قائد الثورة يدعو للخروج يوم غد الجمعة نصرة للشعب الفلسطيني وتأييدًا للرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي
  • حماس: نقاط توزيع مساعدات تحوّلت إلى مصائد موت جماعي
  • المغاربة يستعدون لمسيرة وطنية شعبية في الرباط شعارها وحدة الأمة ضد العدوان
  • الشعب الجمهوري: كلمة مصر بالأمم المتحدة تُجسد ضمير الأمة وتفضح جرائم الاحتلال